حواديت ميكو … المغامرة عشقٌ لا ينتهي

07:37 مساءً الثلاثاء 3 نوفمبر 2015
نيللي علي

نيللي علي

كاتبة ومدونة من مصر، كاتبة في آسيا إن

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

image imageشاشة التلفزيون “شاشة الأحلام”
يشاهد محمد عبد الوهاب سعد الأفلام الأمريكية في التلفزيون بغرفته الصغيرة على أحلامه في بحري بمدينة الإسكندرية، كما أحب الرقص والقضايا الذي يتناولها مايكل جاكسون في أغنياته، ولهذا لقبه الناس بـ”محمد مايكل” ثم أصبحت “ميكو” الاسم الذي اشتهر به فيما بعد.
سلك درب مايكل جاكسون من دون أن يشعر، فذات يوم كان يسير في مركز شباب الأنفوشي- بالإسكندرية وسمع صوت حلمه يناديه، فسأله أحد الأفراد: هل ترغب في الانضمام إلى فرقة فنون شعبية؟ لم يفهم ماذا يقصد؟ ولكن قلبه قاده إلى صالة عرض الفنون الشعبية، فخطفته حركات الراقصين الرشيقة، ورأي في الفنون الشعبية التي تجمع بين الرقص والتمثيل ميلاد حلمه.
قام محمود رضا بتدريبه على الفنون الشعبية، وتعلم أن كل رقصة تعبر عن ثقافة مدينتها; فمثلا الرقص الصعيدي يدب الراقص بقدمة بقوة على الأرض أما الرقص الإسكندراني فجسده كالريشة في خفة حركة البحر.
مثل مصر في الدنمارك والسويد في فرقة الإسكندرية عام 2003 في الأسبوع الثقافي المصري، وأيضًا في كأس العالم للناشئين في الإسكندرية.

درس في مرحلة الثانوية العامة بمدرسة الأنفوشي، والتحق بكلية خدمة اجتماعية- جامعة الإسكندرية.
image image
السماء والنجوم “السماء أحلامه والنجوم أهدافه”
أغلق التلفزيون الذي ظل يشاهده من دون انقطاع لمدة 22 عامًا ، فلقد آن الأوان أن يكون بداخل عالم التلفزيون من بحار وأنهار وجبال وليس مجرد مشاهدًا، رتب ملابسه في حقيبته التي تتشوق أن تلف معه العالم، ووضع مصر في جميع غرف قلبه.
ووصل إلى لندن، وكان المدينة بأكملها تغلق في الرابعة عصرًا والصمت يخنقه، فينظر إلى حقيبته يناقشها في العودة مرة أخرى إلى مدينة الإسكندرية “المدينة التي لا ينام أهلها”، وماذا إذن عن النجوم عن الفن؟ يملك الفنان عيون طفل تتشوق أن تكتشف، ويده تعبث بالكون ليولد الفن على كفيه، وعيون الطفل التي بداخله لا تنام تبحث عن الفن في لندن “المدينة التي تسير مثل الجنود في العرض العسكري” فتجد الشكل الهندسي في أشكال المباني، ومدينة اللقاء من دون ميعاد حيث تلتقي بالأجناس المختلفة، والاستمتاع بجميع الفنون فتجد في “ويست أند” أكبر المسارح وعروض لمسرحيات شكسبير وماما ميا وليون كنج، فلندن مدينة الإلهام ;والإلهام قد يأتي من أشياء صغيرة لتصبح يومًا عالم ساحرًا يشبه ملاهي والت ديزني، وضحك عندما تذكر “قصة حياة ولاعة” عندما تعارك أصدقائه على الولاعة كلاً مدعيًا أنه ملكه، وتخيل أن الولاعة عاشت معهما ورأت حياتهما، وبعد المناقشة اتفق مع حقيبته أنهما سوف يبقيا معًا في لندن ويبدءوا الرحلة معًا، وبدأ يتعرف على أهل البلد من خلال مشاهدة أفلامهم، فالفن انعكاس يومي لعادات وتقاليد أهل البلد.

الفنون الشعبية ” الفلكور المصري تنوعه سر سحره”
التقي بصديقً في لندن واتفقا على تكوين فرقة للفنون الشعبية ” فرقة الرقص العربي”، وقدما عروض تبرز الثقافة العربية والثقافات الأخرى على سبيل المثال”under the sun” كما قدم الفلكلور المصري من خلال”الرقص الصعيدي” التي تبرز عزة وكبرياء المصريين، وحركاته جنونية تنحني روحه مع جسده بمرونة تامة، فتقف أمامه مندهشًا: كيف فعلها؟ هل جن الفن يسكنه؟
ثم انضمت إليهم أجناس مختلفة وقدموا عرض “رحلة في الوطن العربي”، واستمر تقديمهم للعروض لمدة 5 سنوات ثم توقفت الفرقة عام 2013.

image image

سفير مصر ” مصر حالة جميلة”
ملامحه المصرية، ولغته الأم اللغة العربية وإتقانه للغة الإنجليزية، وابتسامته التي تخبرك أن كل الأمور بخير، ونشر ثقافته العربية من خلال الفنون المختلفة، جعلته يسافر في سماء العالم من نجمة الفنون الاستعراضية إلى نجمة سفيرًا لمصر، أن يمد يد مصر من روحه لتسلم على العالم أجمع، ويترك لها الفرصة أن تعرف نفسها بالطريقة التي تحبها وهو ينفذ لها ما تحب، فنظم الأولمبيات في السفارة المصرية في لندن وحفلات أخرى.

الأزياء ” أرتدي ملابسي حسب الموقف”
سر أناقته هو إحساسه بالمكان والزمان، قد يختار أن يشارك السوشي ألوانه، أو يلقى الصباح على الحدائق فيرتدي ألوان تجمع بين الأخضر والأبيض والأزرق، أو يلمس روح المهرجانات ويتذوق الشيكولاتة حيث المرح والجنون فيجمع بين اللون الأحمر والبني الغامق، يحب أن ينسجم وينتمي لكل شيء حوله، فالانتماء هو الحب، أكتسب هذا من خلال عمله في جوتشي و كعارض أزياء.
image image
الفن والتمثيل ” أبحث عن فرصة لأقدم شيء أحبه وليست مجرد فرصة”
التمثيل نواة الحلم في قلبه، فحبه للتمثيل قاده في مغامرة مع الكوكب فجعله راقصًا وسفيرًا وعارضًا للأزياء، يبحث عن فرصة يقدم من خلالها قضية يؤمن قلبه بها، تجعله “نجم عقول” وليس “نجم شباك”، وإذا أراد الفنان أن يتعرف العالم عليه يجب أن يسعى في تقديم فنه على مسرح الكوكب حتى لو سيقف دقيقة واحدة ويرحل، ففي هذه الدقيقة قد يتعلم ما لم يراه في حياته بأكملها، لم يشارك “ميكو” في أي مسابقات فنية ولكنه يراها فرصة لإظهار الموهبه ولكن أهم شيء في النجاح هو الذكاء في الاستمرار.
ولقد تحقق ما حلم به أن يمثل في أمريكا، ولكن الاختلاف أنه لم يذهب بل جاءت هوليوود إلى لندن لتصوير فيلم Red2 وهو من إنتاج أمريكي، وشارك “ميكو” في التمثيل مع نجوم هوليوود وهم بروس ويليس، جون مالكوفيتش، ماري-لويز باركر، كاثرين زيتا جونز، أنتوني هوبكنز، وشاهد النجوم يذاكرون شخصياتهم مثل التلاميذ، والجميع يعامل بنفس الطريقة، فالهدف هو نجاح العمل، كما أنه شارك في بعض المسلسلات البريطانية، وسوف يقدم قريبًا فيلم قصير مع الفنان العربي العالمي سيد بدرية.
ويحاول أن يتعلم الشيء المميز في الفنانين، تعلم الجنون من “جيم كاري”، والنجم العربي “سيد بدرية” إمكانيته الفنية في أداء الشخصيات بمهارة عالية وسط نجوم هوليوود، والقدرات العصبية والعضلية في الفنان محمد سعد.
ويؤمن بأن المسرح رسالة هامة في المجتمع، ويتمنى المسرح في مصر أن يواكب مشاكل المجتمع ويرضي الذوق العام وأن يسوق له جيدًا لكي يصل لجميع الفئات، ويرى أن هناك فنون في مصر جميلة مثل فرق”underground” وتقدم في ساقية الصاوي، ومسرح البالون يقدم عروض لفرقة لمحمود رضا، وعلى كل إنسان أن يبحث عن الفن الذي يخاطب قلبه ويلهم عقله، وأن يشعل شمعة خير من أن يلعن الظلام، فلديه العديد من القنوات التلفزيونية وأيضًا الإنترنت وله كامل الحرية أن يختار الفن الذي يضيف له أو ينقص منه.

رحلات ميكو ” السماء هي الحل لكي تشاهد جمال العالم”
يكرر ميكو كلمة “كوكب” كثيرًا في أحاديثه، متمنيًا أن تهدم الأسوار بين البلاد، ويختار الإنسان المكان الذي يعثر فيه على حلمه ولا يجبر على العيش في مكان لمجرد أنه ولد فيه، وله الحق أن يسافر سواء كان للاستجمام، الثقافة، العلاج، المال أو حتى الأمان؛ فجميع الكائنات تهاجر لكي تقطن في مكان يحفظ حياتها من الخطر، أما ميكو فيكتشف أحلامه في السفر، ولا يعتبر السفر غربة فكوكب واحد يجمع الناس والاختلاف فقط في أحداث الحياة، ولقد أحب لندن لأنه أحب معاملة الإنجليز المنظمة وإعطاء كل إنسان حقه بعيدًا عن جنسيته، فطريقة الإنسان هي التي تحدد معاملة الناس له، كما أن الإنجليز يحسدون ميكو أنه بريطاني من أصل مصري فهو عاش في عالمين أي عاش بمخه كاملا; فالأجانب يفكرون بالنصف الشمال من المخ أكثر وهو الجزء الخاص بالعمليات الحسابية أما العرب يفكرون أكثر بالجزء اليمين والمسئول عن الروحانيات والإبداع ولهذا يطلون الأجانب على مصر من عيونه، وهناك أجانب تعرف مصر من الأخبار، وآخرون يعرفون مصر كما يعرفون أباءهم وأمهاتهم من خلال رحلاتهم الثقافية والعلاجية إلى مصر.

وما يفتقده ميكو في السفر هو التحدث مع أهله وجهًا لوجه ومشاهدة جميع أعماله في لندن عبر شاشة التلفزيون المصري، والتحدث مع الإسكندرية بلغته الخاصة؛ أن ينظر إلى السماء ليخبأ فيها أسراره وأحلامه، ويرقص على مسرح أرضها بخفة على إيقاع موج البحر، ويتسلق أسوارها ويركب “الترام” ليخبرها أن حبه للعالم كقطرة ماء بجانبها، ويشتاق إلى رائحة الأسماك المقلية التي تدفع بإقدامه إلى داخل المطعم ليرى النار وهي تداعب السمك، فلقد تذوق السمك في إنجلترا وهو سمك البكلاه مقلي في الزبد يشبه “السمك بانيه” ويقدم مع بطاطس مقلية ويأكله وهو يتمشى على البحر، أما سمك الإسكندرية فيشمر له ساعديه تحية له وإجلالاً، كما أنه يحب أن يأكل الطعام بيديه والتحرر من قيود المعلقة والشوكة والسكينة لكي يلمس ويشعر بحلاوة الطعام، ويرفع رأسه لأعلى والأدخنة تتصاعد من السمك والخبز المغموس في الطحينة لكي لا تسقط فتاته من السمك بعيدًا عن فمه.
image image
رأى ميكو في رحلاته أن كل مدينة تشبه طبيعتها الجغرافية فمثلا غرب فرنسا يأكلون السمك كثيرًا لأنهم يطلون على البحر، وهناك مدن تشبه مصر مثل إيطاليا فإذا جلست على الشاطئ سيمر بائع مناديًا على المرطبات ” أكوا- بيرا- كوكا”، وفي الصين ازدحام الشوارع ودفء العائلة، وفي تركيا روائح الشاورما وعبق القهوة والشاي وأدخنة الشيش في المقاهي والموسيقى التراثية، وفي تونس العمائر التراثية القديمة التي تحمل في طياتها عبق التاريخ، وهناك مدن غير عربية انتشار ثقافة الإسلام تصبغهم بملامح المدن العربية مثل ماليزيا وباكستان، وفي لندن يوجد شارع إيدجور رود وبه دكانة المصطفى وصيدلية ابن سينا ومقهى الشيشاوى ومطعم زيت و زعتر وشاورمة رنوش، ومن المدن الساحرة أمريكا حيث التكنولوجيا، وجودة خدمة ما بعد البيع، وحجم أطباق الخضروات والكاليماري كبيرة وسعرها مناسب للجميع، وولاياتها عوالم مختلفة وكأنك أليس في بلاد العجائب، كما أنه قابل مواقف طريفة أثناء رحلته لتونس فعندما سمع أحد الأفراد يقول: “بحبك ياسر” فتساءل من ياسر هذا الذي تحبه؟ ليفاجأ بأن معناها كثيرًا، وذات مرة سأل أحد أصدقائه الهولنديون هل هو قادم اليوم؟ فقال له: No وتفاجئ بقدومه ليعرف فيما بعد أن No تعني في اللغة الهولندية نعم، وتذوق الأطعمة التقليدية اللذيذة لمعظم المدن؛ فاستمتع بالمسخن الفلسطيني حيث مذاق الزيت الزيتون الذي يمتصه الخبز الساخن مع الدجاج المشوي والسماق اللاذع، وأعجبه في البيتزا الإيطالية الخبز المخبوز جيدًا والجبن السائحة والممزوجة مع صلصة الطماطم وعبق الريحان، أما مصر فهو يعشق الكباب الذي يعرف رائحته من على بعد متر، فالمصريون ليس لديهم أطعمة خاصة بهم ولكنهم يتقنون طبخ الطعام بمذاق مختلف ومميز، والطعام العربي يختلف عن الطعام الغربي، فالطعام العربي يطبخ في الكثير من السمن اعتقادًا أن السمن يضيف حلاوة للطعام، ويطبخون الطعام بنفس الطريقة أرز وملوخية ولحم أو فراخ ويخاف الكثير أن يطهو ملوخية مع الجمبري، أما الغرب يبحثون عن القيمة الغذائية في واجباتهم ثم المذاق ويحبون تجربة جميع الأطباق من مختلف الجنسيات، ويرى ميكو أنه يجب على العرب أن يجربون أصناف جديدة لأن كل طبق تتذوقه تتعرف على ثقافة المدينة فتضعها على قائمة أمنياتك لكي تسافر إليها وتتعرف على عادات وتقايد أهل المدينة، فمن الجميل حينما تجلس على مائدة واحدة أن تكل من جميع الأطباق ولا يأكل كل فرد من طبق بلده فقط.
يحب ميكو حضور المهرجانات لأن جميع المنتجات تكون متوفرة في مكان بعينه مثل الشكولاتة والقهوة والجبن، فتستطيع أن تتذوق أطعمة مختلفة من الشكولاتة بطعم الكولا وجوز الهند أو تجربة الـchocolate shot وهي عبارة عن شكولاتة مركزة، كما أنها تتيح لك أن تتذوق أنواع مختلفة من القهوة من بلاد بعيدة قد لا تستطيع السفر إليها مثل القهوة المكسيكية، كما تعطي فرص للمحال الجديدة أن تسوق منتجاتها بشكل جيد كما أنها فرصة جميلة أن تقابل ناس تحب نفس ما تحبه وتتبادلون الأحاديث حولها.

مقدم برنامج أكلات ميكو ” ليست مجرد طعام أنها متعة” على قناة الغد العربي
المغامرة هي متعة الرحلة عند ميكو ، والذي يدفعه للمغامرة هو الجنون وإيمانه بقدراته، ولهذا لم يتردد في العمل كمقدم برنامج للطبخ اسمه ” أكلات ميكو ليست مجرد طعام إنها متعة” والسر في قبوله أنه ليس طباخًا وسوف يخوض متعة المغامرة في تعلم الطبخ والتنقل بين ثقافات المختلفة، وتنطق “أُكلات” كما تنطق في اللغة العربية وفي بلاد المغرب، فبرنامج أكلات ميكو الذي يعرض على قناة الغد العربي، والذي بدأ بثلاثة أشخاص وهم المنتج حازم عكيلة ومدير التصوير سمير عسقول ومقدم البرنامج ميكو سعد؛ هو مثال حي لرحلة تحقيق حلم إنسان بعيدًا عن كتب التنمية البشرية التي تملي عليك مجموعة من الأوامر والأحاديث المعسولة وينزعون منها الواقع، وأن ترى إنسان يحاول أن يتعلم أفضل من ان تقرأ عنه؛ كالفرق بين قراءة الأحداث التاريخية وبين معاصرتها أو رؤية الأماكن التاريخية على أرض الواقع.
بدأ ميكو رحلة تعلم الطبخ بل والاستمتاع بالتجربة واكتشاف نفسه فقد يصبح طباخًا أو قد يكتشف في نفسه شيئًا آخر، وأول خطوة للتعلم هو “المشاهدة” فالطفل يتعلم كل شيء بمشاهدة من حوله، وفي الموسم الأول راقب ميكو الطهاة وهم يطبخون الأطعمة المختلفة واختيارهم لنوع الطعام وطريقة عرض الطعام لجنسيات متعددة في لندن، ففي حلقة للطعام الياباني الشيف محمد عزيزي قال: أنهم في اليابان يدلكون البقرة لتصبح اللحم طري وضحك ميكو وقال: الفراخ بيحطولها مانيكير، ويتعلم في مرح من دون تأفف أو ضجر فمرحلة المشاهدة تحتاج إلى صبر، وحاول في إحدى حلقات الموسم الأول “حلقة تحدي الروبيان” أن يتحدى الروبيان والجميع ويطبخ طبق مكون من الكسكسي والجمبري، وفي الحقيقة في هذه الحلقة كل شيء تحداها، بداية من الطقس الذي يجمع بين الشمس والغيوم والأمطار في نفس الوقت كما كان يقول “الفصول الأربعة في يوم واحد” والروبيان الذي يأبي أن يخرج من الحلة ويقفز منه كلما حاول إخراجه فقال في مرح: العملية أصبحت اصطياد ولكنه لم يستسلم وأكمل إعداد الوجبة بإتباعه مبدأ : عينك ميزانك متخليش حد يقولك 2 معلقة ليمون و3زيت زيتون سيبك من الكلام ده أنت شوف الطبخ نقصها أيه؟ أما تزيين الطعام فله قانونه الخاص عند ميكو وهو “التزين بالمقادير” فقام بتزيين الطبق بالفلفل الأسود والبقدونس وقال: الطبق يتكل من غير اللي عليه تنبسط، ورغم العوائق التي تقابله من أن البرنامج الترفيهي الوحيد وسط قناة إخبارية، إلا أنه يعتبر هذا تحدي رائع ليواصل رحلته.

وفي الموسم الثاني انتقل ميكو إلى مرحلة “الممارسة”، وذهب إلى أماكن إنتاج المواد الغذائية فذهب إلى إحدى المزارع المتخصصة في إنتاج الشيكولاتة، فشاهد الشكولاتة وهي نبات وكيف تطحن وتعجن في درجات حرارة معينة ودقيقة لكي لا تفسد الشكولاتة، ومارس أيضًا إعداد البيتزا في قالب كوميدي فيوهمك أنه إعدها بالكامل وفي الحقيقة الطاهي ساعده في الإعداد ، ولم ينسى إنه راقص فيحب التزحلق على الأرض لكي يصل إلى مكان إعداد البيتزا، وعندما رأى الطاهي ينثر الدقيق كالساحر على عصا تشبه المجداف لكي يضع البيتزا ثم يدخلها إلى الفرن، ترى وجهه وكل شيئًا فيه يمد يديه لكي يجرب هذه الحركة الساحرة ، والممارسة تعنى أنك سوف تخطأ فذات مرة وأثناء محاولته بتحريك الطاسة لأعلى لتقليب الطعام سقط كل شيء في الأرض، وضحك وقال: كدا عندي غلطتين التوم معرفتش أقطعه وتش تش “تعبيرًا عن تقليب الطعام بتحريك الطاسة”، ويقوم بتطوير نفسه كمقدم فلقد تعلم من كتاب “” T.V Presenter-Kathryn wolf أنه حينما يقدم البرنامج يتحدث إلى شخص واحد لكي يشعر المشاهد بحميمة، وحب للتطوير يساعده في تقبل النقد فهناك من يخبره أنه يمزح كثيرًا أو أنه يشبه برامز جلال ولكن هو في الحقيقة مرح ويحب رامز جلال ولكنه يحب أن الناس تعامله بشخصيته لأنه يؤمن أن الناس لا يشبهون بعضهم، وهو يحب الناس ويحاول من خلال التلفزيون أن يبني جسرًا بينه وبينهم لا يهدم فيرتدي ملابس أنيقة مريحة لأعينهم، ويتحدث باللغة الشعب المصري فهي اللغة التي يتقنها معظم الدول العربية بسهولة، ويحاول أن يعرفهم على الأصناف المختلفة في المطاعم متعددة الجنسيات لكي يطلبون عن علم ويأكلون وهم مطمئنون ويكسرون الروتين.

وفي الموسم الثالث ” جولات وأكلات ميكو” الذي سوف يعرض يوم خميس من كل أسبوع على قناة الغد العربي تردد Nilesat 7W11977/27500/V في الساعة -17:03GMT3:03 عصرًا بتوقيت القاهرة، انتقل إلى مرحلة ” الاحتكاك بالواقع” سوف يسافر إلى دول مختلفة مثل إيطاليا والمغرب وشمال إنجلترا لكي يسافر المشاهد معه من دون جواز سفر، ويرى العالم من خلال لمس الطبيعة والطعام أيضًا، ولكي لا يقتصر معرفته بالمدينة بما يشاع عنها فقط بل يقترب من ثقافتها المختلفة، ففي الاختلاف وحدة تقرب الشعوب ويجعل الحلم واحد وأن اختلفت أشكاله ومظاهر تحقيقه، ولكل إنسان الحق في أن يشكل حلمه بالشكل الذي يرغبه وأن ينثر عليه عطره المفضل ويضيف له من روح خياله، المهم أن يخطو خطوات نحو الحلم وإلا سيظل حلمًا طوال العمر.

أكلات ميكو ومغامراته تلهمك بالكثير، فإذا كنت تحب ممارسة الطبخ وتنظر للطهاة الكبار وتقول: أين أنا وأين هم؟ ولكن إذا رأيت ميكو ومحاولته للتعلم هذا بالتأكيد سوف يعطيك طاقة أن تحاول وتكتشف الطباخ المدفون في قلبك، أو يضحك زوج بدلًا من أن يصرخ عندما تطهو زوجته طعام يشبه طبخ لبنى عبد العزيز في فيلم “آه من حواء” دجاج يخرج منه عيدان مكرونة أسباجتي “نجرسكو”، أوعندما ترى الأطعمة الصحية في الطعام الصيني والكوري يلهمك أن تستكمل الرجيم الذي بدأت فيه منذ فترة ثم توقفت لأن الأطعمة التي تتناولها ماسخة، أو يلهمك تلقائية ميكو التي تشعرك أنه صديق لك وليس مقدم تلفزيون متعجرف أن سر النجاح هو البساطة والصدق والإيمان،، أو قد يلهمك بقضية معينة، كما ألهم ميكو أيضًا صورة للطفل السوري بأنه ينتج أغنية تتحدث عن قضية عالمية وهي “مساعدة الإنسان” ويساهم فيها موسيقار إيطالي ومغني أوبرا وأحسن الموسيقيين العرب في أوربا “طارق سعيد”، وما يفعله ميكو يذكرني بأول رحلة للإنسان على سطح القمر، هبط الفضائي الأمريكي ” نيل أرمسترونج” ووضع علم بلاده، وكانت الكلمة التي قيلت في هذه اللحظة التاريخية: إنها خطوة صغيرة لإنسان..لكنها قفزة كبيرة للإنسانية.

الصور المنشورة أعلاه حسب الترتيب

صورة 1 : حواديت ميكو المغامرة عشق لا ينتهي
صورة 2: حواديت ميكو مع الفنون الشعبية
صورة3: حواديت ميكو مع الإسكندرية إذا أردت أن تشاهد جمال الإسكندرية، انظر في عيني وسترى أنها أجمل عروسة على الكوكب
صورة 4: حواديت ميكو مع الأزياء
صورة5: حواديت ميكو مع الفن وعلى أقصى الشمال ميكو والفنان سيد بدرية والمنتج حازم عكيلة ومدير تصوير سمير عسقول
صورة6: حواديت ميكو مع المطبخ الإيطالي في برنامج أكلات ميكو الموسم 2
صورة 7: حواديت ميكو مع صناعة الشيكولاتة في برنامج أكلات ميكو الموسم 2
صورة 8: حواديت ميكو مع المطبخ الكوري و3 أكلات كورية تقليدية في برنامج جولات وأكلات مع ميكو الموسم 3
صورة9: حواديت ميكو مع مصر في حضور إيمان البحر درويش بالمركز الثقافي المصري في لندن
صورة10: حواديت “برنامج رمضان كريم مع ميكو” استعراض لحياة المسلمين في رمضان بالخارج

2 Responses to حواديت ميكو … المغامرة عشقٌ لا ينتهي

  1. Manar Ahmed رد

    5 نوفمبر, 2015 at 2:59 م

    مقال جميل نيلى استمتعت به

  2. نيللي علي رد

    6 نوفمبر, 2015 at 3:54 ص

    والله أنا سعيدة جدا بكلامك ربنا يفرح قلبك ويسعدك

اترك رداً على نيللي علي إلغاء الرد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات