سيناء … التونسية

09:54 صباحًا الخميس 12 نوفمبر 2015
سعيدة الزغبي خالد

سعيدة الزغبي خالد

إعلامية من تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
image

الاحتفال بذكرى  نصر السادس من أكتوبر

لأنها أم الدنيا لا بد أن تستهدفها الأسهم من كل مكان فقد فعل الإنسان بنفسه ما لا يفعله به ألد الأعداء .. ألم يقتل قابيل هابيل غدرا و غيرة .. و عمر الأرض أبناء القاتل ؟ فكيف نستغرب اليوم أن تتحالف الأمم اللقيطة و أحفاد الهمج و الطغاة في محاولة أخرى لإسكات الفراعنة و إخضاعهم ؟!
استغرب البعض من أصدقاء العالم الموازي و انتقدوا محتوى فيديو اجتمع فيه مجموعة من الفنانين التونسيين لمساندة السياحة المصرية على وعد أن نلتقي جميعا في مصر كنت قد نشرته على صفحتي الشخصية .. و لا بد لي أن أستغرب استغرابهم فقد كانت مصر دوما و عبر التاريخ ملاذ التونسيين إذا ضاقت الدنيا و السبل حتى قالوا :

يا سعد من باع داره ***** و المال حصل نصيبه
وفي البحر ركب صغاره ***** و الاسكندرية قريبه
ولا قعدانك في بر تونس ***** كل يوم تسمع غريبه

فإليها لجأ سيدي أبوالحسن الشاذلي ابن خلدون و محمد الخضر حسين و عبد العزيز جاويش و بيرم الخامس حسيبة رشدي و لطفي بوشناق و هند صبري و غيرهم كثير منهم على سبيل المثال الزعماء عبد العزيز الثعالبي و الحبيب بورقيبة و غريمه و دفينها صالح بن يوسف و سيأتي غيرهم أكثر .. و إلي تونس لجأت إحدى الأميرات الفرعونيات و أنشأت مدينة توزر و أقامت فيها وفي بلاد الجريد في تونس أثر في الأغاني الشعبية لتأليه الفرعون و لن تنقطع المحبة و لا القرابة و لا التقارب و ولو فعل مرضى النفوس أكثر مما يفعلون اليوم .. إنهم فقط يكشفون قبح سرائرهم .. ففي تونس تقيم بعض العائلات التي تركت نصفها في مصر منذ أكثر من ألف عام و لم تنقطع الأواصر و لا الود .. و إلى إحدى سيداتها التي لم أرها من يومها حين أغضبي زوجي المصري فنصرتني و انتصرت لي و أخذت حقي و أكثر .. ففي ظهري يقف ثمانون مليونا حاميا لي كما وعدتني على اعتبار تعداد السكان يومها .. و بسبب هذا الود ازداد وزني عشرة كيلوغرامات لأن صاحب الفرن حيث كنت أقيم أيام الثورة كان يرسل لي يوميا صينية دافئة من الحلويات .. لم يعرف يوما اسمي و لم أعرف اسمه .. كان بالنسبة لي صاحب الفرن و كنت بالنسبة له التونسية التي تقيم في نفس الحي و ليس غيرها في الجوار من تونس .
هذا الفيديو الذي يعد باللقاء في مصر جعل ذكرياتي فيها تهاجمني مثل عبير مسك الليل في تونس .. لا أمل في الهروب من شذاه مهما فعلت .. مصر الكبيرة جدا .. حيث يحبك الناس جدا و حيث تضحك جدا و تتمتع بالحياة جدا و حيث كل شيء ” تخليها على الله ” و تنطلق في يومك كأنه أجمل أيام حياتك أو كأنه آخرها .. تحاول أن تلاحق فيه كل ما في الدنيا من جمال و أمل و تقوى .
هذا الفيديو جعلني أذكر يوم السادس من أكتوبر حيث أقام مكتب الدفاع بالسفارة المصرية حفل استقبال بمناسبة إنتصار أكتوبر المجيد حضره مجموعة من الصحفيين و الإعلاميين و الفنانين و الأدباء و السياسيين و الدبلوماسيين و ألقيت بهذه المناسبة قصائد و غنى الفنان عباس المقدم بعض أجمل قصائد محمد عبد الوهاب , فهذا الرجل يحفظ عن ظهر قلب سيرة موسيقار الجيلين و أكثر من خمسمائة أغنية له و هو مؤسس و رئيس جمعية أحباء الموسيقار محمد عبد الوهاب .
أما مفاجأة الحفل فقد كانت ” سيناء ” التي أصر العقيد ” أشرف واصل ” رئيس مكتب الدفاع المصري في تونس على العثور عليها و حضورها و تكريمها أيضا بتسليمها درعا من إهداء القوات المسلحة المصرية بمناسبة هي شاهد حي عليها .. لهما نفس العمر و نفس الإسم .. ” سيناء ”
سيناء ..حين أعلن الرئيس الراحل محمد أنور السادات الحرب على إسرائيل و قرر العبور شاركت تونس أهلنا في مصر بفرقة مازال بعض عناصرها من العسكريين على قيد الحياة أطال الله في أنفاسهم و كان لي شرف لقاء بعضهم لتوثيق تلك الفترة للإذاعة الوطنية التونسية .. ورحل بعضهم إلى جوار ربهم . أحد هؤلاء من الذين لبوا داعي ربهم كان والد سيناء .. كان هناك حين وصله الخبر السار بولادة ابنته الكبرى و التي ظلت بلا اسم حتى أمكن مهاتفته ليختار لها اسمها الذي أصبح اليوم شاهدا على هذا الحب و الود و الذكريات ووحدة المصير .. اختار لها أن تكون ” سيناء ” .. هي اليوم زوجة و أم .. استلمت درعها المستحق بفخر و كانت كلمة العقيد ” أشرف واصل ” حفيد الفريق ” عبد المنعم واصل” قائد الجيش الثالث الميداني خلال حقبة حرب أكتوبر للترحيب بها و تكريمها من العمق و الإنسانية مما نزع عن سيناء ابنة الضابط التونسي المشارك في حرب أكتوبر الخجل و الحرج الذي لازمها منذ الإتصال بها للتنسيق معها فبدا على وجهها الإمتنان و السعادة و تسابق الحضور لالتقاط الصور معها و مصافحتها .
سيناء التونسية ليلتها احتفلت بذكرى استرجاع سيناء المصرية .. و معهما استعدنا نسيج بعض من أسباب القرب بيننا .. أعدوا حقائبكم إذا و دعونا نلتقي هناك .

سيناء التونسية مع الكاتبة

سيناء التونسية مع الكاتبة

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات