سوزان عابد … باحثة العمارة الدينية على طريق الحرير

12:20 مساءً الأحد 6 مارس 2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
أصفهان

أصفهان

نوقشت في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة سوزان إسماعيل عابد وموضوعها: “الطراز المعماري للمنشآت الدينية في عصر الدولة الإيلخانية بإيران 656- 756ه/ 1258- 1355م دراسة آثارية حضارية”. وقد منحت الباحثة الدرجة مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات. بعد مناقشة استمرت لأكثر من ثلاث ساعات طرحت فيها الباحثة أهم النتائج التي توصلت إليها وناقشها أعضاء اللجنة وهم: (الأستاذ الدكتور أحمد رجب محمد علي أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار بجامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور حنان عبد الفتاح مطاوع أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، والدكتور محمد عبد المنعم الجمل أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية المساعد بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية).

مجموعة الشيخ نور الدين عبد الصمد النطنزي بنطنز في أصفهان

مجموعة الشيخ نور الدين عبد الصمد النطنزي بنطنز في أصفهان

جدير بالذكر أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها المتعلقة بالعمارة الإسلامية الإيرانية في جامعة الإسكندرية والأولى من نوعها المقدمة باللغة العربية خاصة بعمائر المغول الإيلخانيين في إيران في جامعات مصر. وقد جاءت الدراسة معتمدة على الدراسة الميدانية للباحثة التي قامت فيها بزيارة مدن وقرى إيرانية عديدة نظرًا لانتشار المنشآت الدينية الإيلخانية في مدن وقرى إيران من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، فقامت الباحثة بزيارة كل من المدن الآتية: (طهران، وفرامين، وزنجان، وسلطانية، وأردبيل، وتبريز، وغازانية، ومرند، وأرومية، وأصفهان، ونطنز، وأردستان، ونائين، وكوهباية، وزوارة، وكاچ، وگز، وگار، وأزيران، ودشتي، ولنجان، واشترجان، ويزد، وقم، وهمدان، وبسطام، وسمنان، ومراغة). ومواجهة كثير من الصعاب في التنقل من مدينة إلى أخرى خاصة وأن بعض هذه المدن كانت ذات شهرة في العصر الإيلخاني والآن أصبحت بمثابة قرى صغيرة ومراكز ريفية لا توجد لها وسائل مواصلات عامة مما استلزم تأجير سيارة خاصة للتنقل بين هذه القرى الريفية والعودة إلى مكان الإقامة في مدينة أخرى يوميًا. كما أن بعض الأماكن أصبحت مهجورة يكثر فيها الثعالب والثعابين والحيوانات الضالة مما شكل أتخطورة في زيارتها، ومنها مسجد كاچ. وقد تركزت غالبية المادة العلمية المستمدة من المصادر الفارسية على الجوانب التاريخية والجغرافية للفترة موضوع الدراسة، وقلما وجدت مادة خاصة بوصف المساجد أو الأضرحة أو المدارس باستثناء بناء ضريح السلطان غازان خان في غازانية والذي أسهب رشيد الدين الهمذاني في وصفه وإيضاح وظيفته والقائمين على عملية التشييد، فيما عدا ذلك نجد النذر اليسير من المعلومات المتعلقة بالعمارة الإيلخانية والمشرفين على البناء. بل والسير الذاتية لأصحاب المنشآت نفسها.

قرية اشترجان

قرية اشترجان

كما اعتمدت الدراسة على المراجع والأبحاث الفارسية الأمر الذي يتطلب الكثير من الجهد والوقت في الترجمة، وإن كان قد سبق مجموعة من كبار المؤرخين بترجمة أجزاء كثيرة من مصادر الفترة المغولية إلا أن هناك المزيد بحاجة إلى الترجمة. أما الأبحاث المتعلقة بالجانب المعماري والفني في العصر الإيلخاني فقد تطلب الأمر ترجمته وإعادة صياغته واستيضاح المصطلحات والاستفادة منها في موضعها في الدراسة. كما أن بعض المراجع الأجنبية صدرت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وتعذر الوصول إليها.
تتناول الرسالة الطراز المعماري للمنشآت الدينية في عصر الدولة الإيلخانية بإيران (656- 756ه/ 1258- 1355م) وقد جاءت الرسالة في مجلدين؛ الأول خاص بمتن الدراسة والثاني كتالوج للأشكال واللوحات.
وجاء متن الدراسة في بابين؛ الأول بعنوان: (الطراز المعماري للمنشآت الدينية في عصر الدولة الإيلخانية بإيران “دراسة وصفية”). ويشتمل على خمسة فصول على النحو التالي:
الفصل الأول، بعنوان: “المساجد الإيلخانية بإيران (656- 756ه/ 1258- 1355م)”؛ وفيه تم دراسة نماذح من المساجد الإيلخانية المتبقية في إيران وهي مسجد بابا عبد الله في نائين، ومسجد عليشاه في تبريز، والمسجد الجامع في اشترجان، والمسجد الجامع في فرامين، ومسجد أزيران، ومسجد دشتي، ومسجد كاج.
الفصل الثاني، بعنوان “المقابر والأضرحة الإيلخانية بإيران (656- 756ه/ 1258- 1355م)”؛ وفيه تم دراسة نماذج من المقابر البرجية والأضرحة الإيلخانية المتبقية في إيران، وهي مقبرة إمامزادة يحيى في فرامين، ومقبرة ميلى رادكان، ومقبرة علاء الدين في فرامين، وضريح السلطان محمد أولجايتو خدابنده في مدينة السلطانية. بالإضافة إلى أحد الأضرحة المندرسة وهو ضريح السلطان محمود غازان في شنب غازان – غازانية – بالقرب من مدينة تبريز.

لجنة المناقشة

لجنة المناقشة

الفصل الثالث، بعنوان: “الخانقاوات والمدارس الإيلخانية بإيران (656- 756ه/ 1258- 1355م)”؛ وفيه تم دراسة نماذج من الخانقاوات والمدارس الإيلخانية المتبقية في إيران، والتطرق إلى بعض الإشارات التاريخية لمجموعة من الخانقاوات والمدارس شيدت في العصر الإيلخاني ولكنها اندرست.
الفصل الرابع، بعنوان: “المجمعات المعمارية الإيلخانية بإيران (656- 756ه/ 1258- 1355م)”؛ وفيه تم دراسة نماذج من المجمعات المعمارية الإيلخانية المحتفظة بصورتها الكاملة ومنها مجموعة أبي اليزيد البسطامي في بسطام، ومجموعة الشيخ نور الدين عبد الصمد النطنزي في مدينة نطنز بأصفهان.
الفصل الخامس، بعنوان: “الإضافات المعمارية الإيلخانية للمنشآت الدينية الإيرانية المشيدة قبل العصر الإيلخاني”. وفيه تم دراسة نماذج لبعض الإضافات الإيلخانية التي أضيفت وألحقت بمنشآت ترجع إلى ما قبل العصر الإيلخاني. وجاءت غالبية هذه الإضافات ممثلة في مجموعة من المحاريب الإيلخانية الجديدة، وتوسعة بعض المساجد، وترميم البعض الآخر.
الباب الثاني، بعنوان: (الطراز المعماري للمنشآت الدينية في عصر الدولة الإيلخانية بإيران “دراسة تحليلية”) ويشتمل على خمسة فصول على النحو التالي:
الفصل الأول، بعنوان: “المواد الخام ومراكز الصناعة”؛ وفيه تم دراسة المواد الخام المستخدمة في بناء وزخرفة المنشآت الدينية الإيلخانية بإيران. وهي الآجر والطوب اللبن والحجر والجص والرخام والخزف. وأهم الأساليب الصناعية التي استخدمت في ذلك الوقت وطرق توظيفها والاستفادة منها في المنشآت موضوع الدراسة.
الفصل الثاني، بعنوان: “الطراز المعماري للمنشآت الدينية الإيلخانية بإيران(656- 756ه/ 1258- 1355م)”؛ وفيه تم دراسة طرز التخطيط المتبعة في تشييد المساجد والمقابر والمدارس والخانقاوات والمجمعات المعمارية. ودراسة عناصر التخطيط المختلفة التي تكونت منها المنشآت موضوع الدراسة.
الفصل الثالث، بعنوان: “العناصر المعمارية المستخدمة في المنشآت الدينية الإيلخانية بإيران (656- 756ه/ 1258- 1355م)”؛ وفيه تم دراسة العناصر المعمارية الوظيفية والجمالية التي استخدمت في المنشآت موضوع الدراسة، وهي: (الدعائم والعقود والأقبية والقباب والمآذن والواجهات والمحاريب والشرفات العلوية الخارجية، والحنايا الركنية، والمقرنصات…).

الباحثة سوزان إسماعيل عابد

الباحثة سوزان إسماعيل عابد

الفصل الرابع، بعنوان: “العناصر الزخرفية المستخدمة في المنشآت الدينية الإيلخانية بإيران (656- 756ه/ 1258- 1355م)”؛ وفيه تم دراسة العناصر التي استخدمت في زخرفة المنشآت الدينية الإيلخانية بإيران والمتمثلة في النقوش الكتابية والأشكال الهندسية والزخارف النباتية.
الفصل الخامس، بعنوان: “التأثيرات المحلية والوافدة على المنشآت الدينية الإيلخانية بإيران (656- 756ه/ 1258- 1355م)”؛ وفيه تم دراسة أهم التاثيرات المحلية التي تركت اثرها على المنشآت الدينية الإيلخانية. والتاثيرات الوافدة وكيفية انتقالها إلى إيران.
ثم خاتمة تتضمن أهم النتائج، وثلاثة ملاحق وفهرس للأشكال واللوحات، وقائمة بمصادر ومراجع الدراسة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات