مستقبل الصحافة المطبوعة في الإمارات

10:05 صباحًا الخميس 31 مارس 2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

UAE-ABU DHABI-MEDIA-SUMMIT

كتبت: رشا عبد الله – الإمارات

شهد الإعلام في الشرق الأوسط تغيرات مذهلة على مدار الخمس أعوام الفائتة. أصبح الشرق الأوسط أكثر انغماسًا في أحداث وتجارة العالم. لم يتمكنوا من التغلب على إنجازاتهم الخاصة فحسب ولكنهم وضعوا أنفسهم على خارطة العالم للنجاح الاقتصادي.

الإعلام العربي هو نتيجة جماعية لجهود العرب في دفع عوائق المجتمع وإثبات وجودهم على الخارطة الإعلامية للعالم. حتى اليوم، كانت هناك الكثير من التحديات التي واجهها الإعلام في الشرق الأوسط. واجه الإعلام عقدًا صعبًا، منذ أن بدأ القراء الورقيين في التراجع، والصحف بالإغلاق، وأصبح الصحفيون بعقود من الخبرة عاطلين عن العمل.

الإعلام في الإمارات العربية المتحدة:

طبقًا لتقرير “مؤتمر الإعلام العربي 2014،” فأن الجرائد في شكلها الحالي ستفقد أهميتها بحلول 2028. إنقراض الجرائد التقليدية في الإمارات يرجع لعدد من العوامل والتي تشمل تزايد الإستهلاك، تشتت السوق، مساهمة المستخدمين، وتشخيص المحتوى، ما أدى لتطوير نماذج العمل، وتغير الأجيال المستهدفة، وزيادة نطاق المستخدمين المستهدفين.

أما العوامل الأساسية التي من شأنها إسراع عملية إنقراض الجرائد هي تزايد التكلفة، أداء الهواتف المحمولة والحاسبات النقالة وأدوات القراءة الإلكترونية، التغيرات في تكلفة إنتاج الجرائد و المطبوعات، إختلاف تكلفة الإعلانات، وتسعير الأخبار الإلكترونية.

تقرير وسائل التواصل الاجتماعي لـ2015 يفسر أن إستخدام وسائل الإعلام الحديثة يسير بالتكافؤ مع آخر النزعات العالمية في رفع مستويات إستخدام الإنترنت في العالم العربي. فالإمارات العربية المتحدة حققت أعلى مستويات إستخدام الهواتف المحمولة. ففي المتوسط، يقضي الناس 4.33 ساعة يستخدمون فيها هواتفهم المحمولة يوميًا، 1.28 من تلك الساعات يقضونها على الإنترنت، و63 دقيقة فحسب يقضونها في تصفح المطبوعات الورقية.

ماذا يعني هذا؟

نحن في منتصف ثورة صناعية في مجال الإعلام. وفي قلب تلك الثورة يكمن ظهور وسائل التواصل الإجتماعي والأجهزة المحمولة، التي جلبت معها متطلبات جديدة للمستهلكين وطرق جديدة لتجميع المعلومات وتوزيعها. وبالطبع بدأت غرف الأخبار بالتحول والصحفيون بدأوا في إنتقالهم تلبية للتغيرات الإجتماعية، الثقافية والتكنولوجية.

ولكن تلك التغيرات في مجال الإعلام التي جلبها  التقدم التكنولوجي السريع لا ينبغي أن نراها كتهديد لوسائل الإعلام التقليدية، ولكن كمكمل لها – في محاولتها الوصول للجمهور المستهدف في عالم تحدده وسائل الإعلام الحديثة عن طريق تقديم وسائل تكنولوجية مخصصة لمتابعة الأخبار التي تمكن المستخدم من المشاركة بنفسه.

تتغير الشركات الإعلامية بمرور الوقت. الصحفيون في الإمارات العربية المتحدة لاحظوا حاجة تحول الصحفيون والصحافة وتطورهم لمجاراة التغيرات على الساحة التكنولوجية والثقافية. معظمهم يقولون أنهم لا يشعرون بالقلق من القيام بذلك التحول ويقوم الكثير منهم بتحضير أنفسهم للتحول التكنولوجي عن طريق تعلم العديد من المهارات التقنية.

من هم مستقبل الإمارات الصحافي؟

الصحافة نفسها لم تمت ولكنها ببساطة تتطور، وصحفيو المستقبل عليهم تطوير أنفسهم. دكتور خالد الخاجا، عميد كلية الإعلام والمعلومات بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا يؤكد على أهمية تأقلم الصحفيون. “يبدو أنه غالبًا ما نجد أن بعض ممن كانوا يعملون على بناء مجتمع عبر الصحافة يستخدمون تعبيرات من قبيل “كيف يجرأون؟” تجاه هؤلاء الذين يقترحون إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.”

“علينا أن نتخطى ذلك. فقد أصبح الناس الآن أقوى كمستهلكين ومتحكمين في الأخبار. وعلى الصحفيين الانصياع لهذا التطور، فكلما تخلفنا عن اللحاق بهذا الركب كلما أصبحنا في طي النسيان أكثر.” وسواء أأعجبت بتلك الفكرة أم لا، فصحافيي المستقبل عليهم أن يكونوا متمرسين في التكنولوجيا تمامًا كما ينبغي على المؤسسات الصحافية أن تصبح مرتكزة على التطور. العديد من الكليات الصحافية في الإمارات بدأت بالفعل تجهيز طلابها لهذا التطور.

ماذا يعني هذا للصحافيين؟

كنتيجة لذلك، الصحافيين عليهم التمرس في الخبرات التالية:

  • الوسائل الاعلامية (صور، تصاميم جرافيكية، فيديو).
  • الفلاش (برنامج لتصاميم الجرافيك)
  • تعديل الفيديو (ببرامج مثل أدوبي بريمير، وأبل برو)
  • تعليقات الفيديو (عمل قصص وإلحاقها بتصاميم جرافيكية)
  • سينبغي على الصحافيين تعلم كيفية العمل مع فريق لتصميم الإنفوجرافيك أو فريق تصميم الأخبار المرئية ليتخيلوا طريقة جديدة لتقديم القصص والأخبار في المحتوى الإلكتروني.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات