الجمال دائمًا يختبئ وأحيانا نحتاج إلي الفن لكي نستطيع رؤيته بوضوح، ومن هنا يمكن لنا إعتبار التصوير الفوتوغرافي واحداً من أهم أنواع الفن المرئي في الوقت الحالي والذى بدوره يمكنه إثارة فضول الكثير منا فمنذ بداية ظهوره تأثرنا بمجالاته المختلفة أكثر من غيرها من المجلات الأخرى لما يعكسه لنا من جمال ووضوح وبساطة ورؤية واسعة لأشياء كنا نعتبرها بسيطة ولكن بفضل تقنيات التصوير المختلفة استكعنا رؤية جوانب أخرى للجمال.

وأحيانا نرغب في قراءة جريدة وذلك لأنها تحتوي على الكثير من الصور ولعل إيضا الصور مهمتها أكبر من كونها صورة بل فى مكنونها رسالة تقدمها مثل الكلمة فالصورة يمكنها حمل أكثر من ألف معنى، تلك المعاني تتوقف علي نظرة من تعرض عليه تلك الصور ولعل هذا من أحد أسباب تعلق البشر بالمحتوى المرئي.

وفى عصرنا الحالي الصور تعد عامل رئيسي  لجذب الأنتباه  ونسأل :”أين أخذت تلك الصورة الرائعة؟ ” حيث يوجد الكثير من المظاهر الجميلة فى العالم  ولكن لا نراها بوضوح كما يراها الفنان المصور حيث أنه يبذل كل جهده لكي ينقل لك تحفة فنية صغيرة من هذا العالم وكما قال الكاتب السوري “نبيل صالح” وعين الفنان لاتخطئ ابدًا لأنها بإمكانها رؤية الجمال. والكاميرا تعكس ما يراه الفنان من جمال وكلما كانت نظراته مختلفة وعميقة كلما كانت الصور عبقرية.

لذلك سوف ننقل لكم اليوم حديثنا الحصرى لمجلة  AsiaN مع المصور الفوتواغرفي  ” طيب مثلوثي” من تونس و الذى جعل من هوايته مكاناً وجعل صوره تنبض بالحياة والحكايات. بداية من تونس إلى فرنسا حالمًا وصوله إلى اليابان وقريباً ننقل لكم حلم مصور لديه الشغف ويعشق الجمال.

طيب مثلوثي

هل يمكن أن نتعرف عليك قبل أن نبدء؟

أنا  “طيب مثلوثي” فى الأصل أعمل مهندس طاقة فى شركة متعددة الجنسيات وأسكن فى مدينة سوسة الساحلية بتونس، وأعشق التصوير الفوتواغرفي والسينما.

كيف بدأت رحلتك مع التصوير الفوتواغرفي ؟

لقد بدأت التصوير بشكل فعلي في عام 2013 عندما حصلت على كاميرا تصوير كهدية من أخي. في ذلك الوقت كنت أعيش في فرنسا وكنت أستخدم الكاميرا بشكل أساسي لالتقاط الصور كتذكار ومن ثم وحتى الآن أقوم بالتقاط العديد من الصور وتعلمت على غرار هذا العديد من المهارات مثل أسس الفوتوشوب وإخراج الصورة بأفضل شكل لها.

تم اختيار تلك الصور فوز فى معرض الفرنسى 4

كيف قدمت أعمالك الفوتوغرافية بمعارض فرنسية عالمية للهواة؟

لقد كانت أول مشاركة لي مع مجموعة من المصورين في مدينة “ليل Lille ” بشمال فرنسا وكانت تحت عنوان “صورة على الطريق أو على الطريق صورة ” وكانت على أساس أن نقضي يوم في مكان معين ونلتقط جميعنا الكثير من الصور للترويج لمكان بعينه ولكن بطريقة مبتكرة وشكل مختلف.

ثم نشارك بصورنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما موقع “إنستجرام” أولاً، ثم تختار لجنة التحكيم أفضل صورة لعرضها لنا بالمعرض.

كان هذا المعرض في “قصر العلوم بمدينة ليل  Palais des sciences de Lille ” والمعرض الثاني كان في بلدة صغيرة تسمى “دواي Douai ” وكان وقت المسابقة يزامن لحسن الحظ كان خلال “مهرجان جيانت” وهذا المهرجان يقام كل عام فى شهر يوليو على مدار ثلاثة أيام حيث يكون الاحتفال على أساس نقل العملاقة المشهورة بموكب شعبى ويعتبر هذا المهرجان من أهم المهرجات هناك بتلك البلدة الصغيرة ويعتبر أيضا من روائع التراث القديم بفرنسا؛ حيث يقام هذا المهرجان على أساس حكايات العملاقة والتنانين التي كانت موجودة آنذاك فى فرنسا وبلجيكا وفقًا لتلك الأساطير الشعبية.

تونس، المدينة القديمة

ما هو حلمك القريب وتراه أمام عيناك دائما؟

أتمنى أن يطُلق لي كتاب مصور يخص أعمالي قريبًا أو كتابي على الأقل ويكون لديهما بالتأكيد معرض خاص بي ويكون به اسم بلدى تونس وأتمنى أن صوري تعجب الكثير من الناس حول العالم.

فترة اجتياح فيروس كورونا كيف أثرت عليك وعلى موهبتك رغماً عن كون تونس من أكثر الدول العربية التي تمنع الخروج بشكل صارم للغاية؟

خلال جائحة كورونا؛ ومع العزل المنزلى والالتزام بالبقاء في المنزل دائماً، بدأت في تصوير روتيني اليومي حيث بدأت بغرفتي وأكتشف كل شئ فيها، ثم الحديقة، ثم إلى المطبخ.

وخطرت لي فكرة توثيق هذه الفترة الاستثنائية. ولذلك ذهبت إلى المدراس القديمة واستخدمت كاميرا أفلام A-1 Canon لتوثيق كل تلك الفترة بصورة مختلفة حيث كونها شئ جديد لا يوجد أحد في الشوارع ولا المدارس، ولكن أتمنى أن لا تخلو الشوارع من ضحكات الناس مرة أخرى.

مدينة الحلم ، تونس

ما هى معايير الصورة المفضلة لديك؟

أعتقد هو سؤال ليس له معايير محددة لكى أجب عليه ولكن أتجنب حقًا تقييد نفسي بـ “نطاق” معين أو نوع معين من التصوير الفوتوغرافي.  فعلى سبيل المثال إذا قلت بأنني ذاهب إلي تصوير الثلوج ولا غيرها هذا النوع أعتبره نوعاً من التقييد أي أنه من الغير منطقي أن أحصر نفسي في تصوير الثلوج فقط..فالفنان بطباعه يحب الحرية فالأبداع للفنان هو خلاص مؤقت من الضغط المحيط به.

لذا أحاول دوما تجربة نمط مختلف من التصوير، حيث أقوم بالتصويرفي الشوارع و تصوير الطبيعة كذلك أصور نبض الحياة المتمثل فى وجوه الأشخاص وكل صورة تسرد قصة أو حتى عنوان عميق. وكل صورة لديها عنوانها الخاص لذلك لا أحتاج إلي كتابة عنوان وأترك العنوان للناظريين إلى صوري.

وأحاول دائمًا التعلم أكثر فى كل نمط أتخذه أو حتى أستفيد من مجموعة العناصر المتحكمة بإخراج أفضل شكل للصورة وتكون أبرزها الزوايا و الألوان  وأيضا الإضاءة، ويكون ذلك هو التحدي لكي أقوم بإخراج أفضل صورة تحت أى ظرف.

ما هى الرسالة التي ترسلها فى كل صورة لك ؟

أريد دوماً أن أخبر الناس من خلال صوري أن المصور  مثله مثل أي فنان آخر، فإن الفنان جمهوره يكون هو نفسه قبل أي شخص آخر، لذلك يجب أن تتحدث صوري إلي أولاً ؛ وغالباً ما أسأل نفسي هذا السؤال “هل الصورة تتحدث إلي فعلاً ؟ إذا كانت الأجابة “نعم ” تلقائيًا أشعر وأننى أرتبط بتلك الصورة. بعد ذلك أبدأ فى مشاركة الصورة على أمل يحدث للناظرين إلى صوري مثلما حدث لي وشعرت. لأنه في النهاية فن والفن نشعر به وإذا فقد الفن الإحساس فقد أيضًا وظيفته.

ما هو أفضل معرض ممكن أن يقدم أفضل صور من وجهة نظرك؟

أفضُل  معرض دائمًا هو الذي يحتوي على الكثير من الموضوعات “التلقائية” وحينما أمسك الكاميرا وأبدأ بالتصوير تبدأ اللقطات في الظور بشكل عفوي دون آى أحكام أو تحكمات.

لنأخذ مثال : تصوير الطبيعة، لا يمكنني التحكم في الرياح أو حركة النباتات ولا نمو الأشجار، كل شيء يحدث بشكل عفوي وفقاً لمساره الخاص، وأنا سوف أكون دوماً هناك فقط لاغتنام تلك اللحظة، الشئ نفسه ينطبق على تصوير الشوارع والبيوت والأشخاص لا أتحكم فى شئ فقط كل شئ يسير حسب خطته التلقائية فقط هي الحياة.

ما هو المكان الذى ترغب بزيارته بعد أنتهاء فترة جائحة كورونا وياخذ مساحة لمعرضك القادم؟

كنت أرغب دائمًا في زيارة اليابان ومازلت وهناك أريد أن أكتشف التناسق الساحر بين ما هو قديم وتقليدي وما هو حديث أريد رؤية التناغم الحقيقي، ويوجد أيضا هناك أشجار الكرز أو “ساكورا” أرغب بألتقاط أفضل الصورحتى تليق بسحر الطبيعية الموجود في اليابان الجميلة. ومتأكد أن اليابان مكان يستحق أن ألتقط له صور كثير للغاية و اليابان تعد من أفضل الأماكن فى العالم وحقاً مكان فريد بدوره سيجلعني أقدم صوري بشكل مختلف.

سيدى بوسعيد

قرية بربرية تكرونة الساحل التونسى

مدينة كاف شمال تونس

وفى النهاية أعرب “طيب” عن سعادته بهذا اللقاء السريع معه وهو على أمل بأن تعرض صوره في اليابان قريباً وحصرياً بمجلة AsiaN  وقال :سوف يكون سعيد جداً إذا قامت أسرة محبى  AsiaN ومتابعيها بالتفضل وزيارة موقع الأنستجرام الخاص به. www.instagram.tymethy

فوز تلك الصورة بالمعرض

Tweet