أنت الآن ستسافر إلى عام 2021، وعليك أن تجهز حقيبتك، التي ستعينك على الأيام القادمة، فماذا ستضع فيها؟

اقترح عليك أن تأخذ الأمل، فأنت ستحتاج إليه لتقاوم الأوقات العصيبة، ولا تنس الذكريات الجميلة، ستخصص لها مكانا، سواء تلك التي أحببتها منذ مولدك، منذ انضممت إلى جمعية الصحفيين الآسيويين، أو حتى تلك التي أضاءت لك سواد العام الماضي، ستكون تلك الذكريات الجميلة بضاعتك التي ستقايض بها الحياة حين تقسو عليك، وخصص في حقيبتك مكانا هائلا للعائلة، لقد منحك الله فرصة لتكون في البيت أكثر الوقت، تتناول الطعام، وتعمل عبر الانترنت، وتكتب تقاريرك، وتقرأ صحفك، كل ذلك وأنت في البيت، فتذكر أنك كنت تفعل ذلك بعيدا عنهم، وجاءت فرصة الحظر والاغلاق لتهيئ لك مساحة بجانبهم، فلتكن مساحة دافئة ملؤها الحب والتفاهم، نحن في عالم نحتاج فيه إلى الحب والتفاهم، نريد فيه السلام بقوة.

خذ معك أفضل الخصال التي عرفتها عن نفسك، وكن مستعدا للعمل مع الجميع من أجل الجميع. احتفظ دائما بالابتسامة على وجهك، والرضى في قلبك، والجدية بيديك وعقلك.

لقد استطعنا أن نتجاوز محنة الغياب، شكرا للتكنولوجيا التي منحتنا القدرة على الحوار عبر المسافات، مارسنا الديمقراطية التي لا تعترف بحدود الجغرافية وعوائق السياسة واختلافات الدين واللغة والعرق، وتشاركنا مواساة بعضنا البعض فيما ألمّ بنا من مصائب الوطن، وغيابات الأصدقاء، واسينا الأصدقاء، وساندنا بعضنا بعضا.

في العام الجديد نحتاج كل منا للآخر أكثر من أي وقت مضى، نحتاج مشروعا أو أكثر نجتمع من أجله ونلتئم حوله، وقد حان الوقت لنتحدث ليس باعتبارنا أفرادا، ولكن كعشرات أو مئات انتشرت في كل أنحاء آسيا والعالم، وأن تُسمع أصواتنا عبر منصات أكثر، أصوات تقدم الحقيقة، وتحارب الزيف.

لقد بدأ حساب انستجرام للجمعية، وهي فرصة لتزوده بصورة، كل منا يرسل صورة واحدة كل يوم، تعني شيئا له، وللعالم، وتمثل رسالته للأصدقاء والمتابعين.

على فيسبوك الأصدقاء الأعضاء افتحوا روابط الموضوعات المنشورة وسجلوا تعليقاتكم، أو ضعوا تلك الروابط على صفحاتكم لتحقق انتشارا أكبر.

إذا كنّا حرمنا من السفر خارج أوطاننا، بعد توقف المطارات عن استقبالنا، فلنسافر إلى بقاع متاحة داخل بلادنا، أماكن لم نزورها من قبل، واكتب عن دهشة اللقاء الأول بتلك الأماكن، واحكِ لنا عن تجربة تلك الرحلة، فربما جاء وقت قريب لنلتقي فيها، حين تعود الرحلات وتفتح لنا السماء مجددا.

إن عام 2021 قد يكون فرصة لتوطيد العلاقات بين الأعضاء في كل بلد على حدة، ليلتقي الأعضاء في كل بلد تحت لافتة جمعية الصحفيين الآسيويين، نحتفل بعيد ميلادها القادم ، كل أمام معلم مشهور في بلاده، وربما يلتقي بأيقونات من وطنه ليحدثهم عن سيرة الجمعية، الأعضاء، الموقع، المجلة، المؤتمرات والمنتديات التي أقيمت، الشخصيات التي التقيناها في رحلاتنا، وقد تكون هذه الحوارات القصيرة نواة لموقع يوتيوب إذا تم تصويرها.

إن الحقيبة قد تكون كبيرة، ولكن حقيبة صغيرة ستكفي تضم قلبا محبا للآخر ووجها يبتسم له، ويدا تربت على كتفه، وفكرة من أجل المستقبل.

Tweet