الصبوحة شحرورة لبنان …غيمة الشتاء والصيف

09:18 صباحًا الثلاثاء 2 مارس 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
رسالة بيروت – إسماعيل فقيه

الأسطورة صباح. نعم وبالتأكيد ولا جدال بأن المطربة صباح شحرورة لبنان هي الأسطورة التي توازي حكاية نشأت الهمس الحنون الذي يوشوش في الصدور.
امرأة تتعدى بحضورها حضور أي كائن بشري لامس أرض الوجود. كائن حي على مر الزمن؛وليس لمثيلتها أن توجد.

صوتها العظيم المعجزة لا يمكن الاصغاء اليه كأي صوت طربي اخر.انه لغة خاصة ناطقة بمفاعيل الخير واللذة. صوت يكتب ويرسم ويطير ويحلق وقد يصل الى أبعد سماء دون عبور الوقت والزمن.
ويقول الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب عن الصبوحة : “صوت السيده صباح المثل الواضح للبنان في كل شي و عندما تغني تعطيني بدون تردد اللوحه الجميله للبنان بطبيعته الحلوه ..
صوت السيده صباح، صوت مختلف ولا يوجد مثيلاً له في بلاد الشام .. يحتاج إلى السهل والجبل والنهر والبحر، وصباح عرفت أسرار صوتها فعاشت كلها معه وعاش معها، وغنت كل أنواع الغناء بجدارة ”.


لم تكن السيدة صباح مجرد اسم فني طربي غنائي محترف جاء الى الوجود كأي كائن مبدع ، بل كانت حقيقة ، حاجة للناس والمكان.اسم ثابت، معلم من معالم الوجود والتي تدل على حقيقة وثبات الوعي الجمالي في النفوس والعيون والجغرافيا.


كانت وما زالت،بصوتها وفنها وهيئتها وقامتها، غيمة الشتاء والصيف في مناخ الوطن الوجودي،ذلك انها سطعت في جوّ الزمن ، لقّحت اللذة الانسانية بذبذبات التحولات ، صوت تحويلي توليدي عادل بخيراته على الذوق العام.
يرتكز الوطن الفني الغنائي الجمالي اللبناني الى ركنين يحملان سماء الابداع ، الصبوحة وفيروز. لا يستقيم الكلام الا بذكر الركنين الاصيلين،لأنهما أساس الصورة وأساس المجد الأزلي للوعي الجمالي الانساني. (ولي مقالة لاحقة عن السيدة فيروز). الركن الذي تمثله الصبوحة ينتصب في المساحة الكبرى ، في خارطة البهجة والانشراح.مرآة كل شيء حاضر وغائب.نبض قشعريرة بحجم الوجود.

الكاتب والصبوحة

يحضر الوطن اللبناني بخصوصيته المتنوعة في أغاني وحضور الصبوحة. منذ أن صدحت بموالها الأول ،انفجر نبع البهجة وغلّف كل نفسٍ ذائقة الأمل.مثّلت خير تمثيل ، ترجمت خير ترجمة، لهفة الانسان للأمل والفرح.أغانيها كانت نسمة بليالي الصيف،وصارت بعد رحيلها حاجة أكبر لكل قلب لكل نفس لكل كائن.فمن يستمع اليوم الى أغانيها وموسيقى ألحانها يعود بخطى جامحة الى أرض الخير والمحبة،وينتقل في نفس الوقت الى مستقبل الدهشة الوارفة.
الصبوحة غيمة لبنان،غيمة الفصول الاربعة،لا تغيب عن البال والمكان والزمان

2 Responses to الصبوحة شحرورة لبنان …غيمة الشتاء والصيف

  1. محمد درويش الاعلامي الشاعر رد

    3 مارس, 2021 at 2:08 م

    الكبيرة صباح شحرورة الوادي اسم لبنان المرتفع في سماء الفن العربي والعالمي انها اليوم قصة بقلم الشاعر العربي اللبناني الانسان اسماعيل فقيه لقد اعطاها من ابداعه وقدمها بصورة الفنانة التي تعيش في حياتنا اليومية من خلال اغنياتها وتراثها الفني الكبير …..كبير هو اسماعيل فقيه كما هي صباح كبيرة بقلمه الذي كتبها به من جديد اغنية جديدة بقلم صاحب التجديد والحداثة في الشعر والنقد انه اسماعيل فقيه …

  2. الياس رد

    8 مارس, 2021 at 10:01 م

    شمسنا وشمس كل العرب 🇲🇦❤️

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات