الفنانة المطربة الشابة الحسناء سمر كموج ، حضرت الى الفن والغناء باكراً. غنت للكبار، غنت للموسيقار الكبير الراحل رياض السنباطي. وهي تعترف بعفوية وذكاء وتقول: “يوجد اليوم في المكتبة الموسيقية العربية قوالب تراثية موسيقية ما زالت خارج السمع.. لا شك أن هناك تراثاً موسيقياً كبيراً لم ير النور بعد ولم تتم الاستفادة منه. وأنه من الضرورة علينا أن نوثق ذاكرتنا الموسيقية بأداء الألحان التي لم تر النور بعد . وعلى سبيل المثال، وجدير بأن نذكره هو أن مكتبة السنباطي تحتوي حوالي 75 لحناً. لم تؤد منها سوى سوى عشرة ألحان فقط “.

غنت كموج للسنباطي وأبدعت، وكان لنجاحها الكثير من الإيجابيات على الصعيد الفني ــ الغنائي ـــ الطربي، ولكنها ما زالت عند موقفها من الإنتاج،إذ رفضت عدة عروض لإنتاج هذه الأغاني التي أبدعت بها، جاءتها من شركات ذات طابع تجاري ،” إن التفكير بعقلية تجارية في هذه الإبداعات سيضعف من قيمتها”. وتأمل في أن تلتفت إلى مشروعها الفني الغنائي جهة رفيعة المستوى وتقدر التراث الموسيقي الأصيل لتمول عملية إنتاج هذا المشروع الفني الموسيقي الكبير.

في كلام سمر كموج الكثير من المسؤولية والرصانة. وبسؤالنا لها حول موضوع الكليب الذي أصبح جزءً لا يتجزأ من فن الغناء الحديث، تقول : “هذه الظاهرة إيجابية إذا تم الاشتغال عليها بشكل جمالي وبحس إبداعي يرتقي إلى المستوى الفني وهذا يتطلب مخرجاً يجعل من الصورة لحناً ومن اللحن صورة . الكليب للأغنية هو إيقاع آخر، إيقاع بصري يرفع من مستوى اللحن ويربطه بإيقاع مزدوج، يربط الصوت بالصورة “.
تتمتع الفنانة المطربة سمر كموج بصوت طربي مميز، وبثقافة موسيقية راقية. ففي حوزة تاريخها ثقافة لافتة، حيث حائزت على دبلوم في الموسيقى العربية و في الغناء الشرقي من المعهد الوطني العالي للموسيقى ببيروت ، بالإضافة إلى بكالوريوس في الإعلام من الجامعة اللبنانية. كما أن لها مسيرة غنائية طويلة ومثلت لبنان في كثير من التظاهرات الفنية في أوروبا والعالم العربي منذ منتصف التسعينات. كما أنها أعدت وقدمت أكثر من أربعة برامج تلفزيونية متخصصة في الموسيقى في بعض المحطات التلفزيونية اللبنانية والعربية.

تحمل سمر كموج مشروعاً ثقافياً موسيقياً ، وتسعى لتحقيقه وتنفيذه مهما كانت الصعاب. وتعتبر هذا المشروع هو نتيجة طبيعية لمسيرتها الموسيقية ، وتتويجاً لفترة الاجتهاد الفني الذي بذلته في مراحل سابقة من حياتها. وهي على أمل وثقة كبيرين بأن تفتتح مسيرة ناجحة في المستقبل لا تحيد فيها عن قناعاتها الفنية الراقية والملتزمة:
الغناء بالنسبة لسمر كموج هو ” نشاط الروح في حقل الحياة والعمر. وهو لغة الفرح الصافية، وابتهالات تطرب له الحياة. وحين أغني أرى الحياة أجمل، وتفتح المسافة الحرة الطليقة لأيامي واحلامي وآمالي “.
سمر كمًّوج الحائزة على ماجستير في الإعلام والاعلان و العلاقات العامة من الجامعة اللبنانية ــــ بيروت ودراسات عليا في علم السكان و حائزة على دبلوم في الموسيقى العربية و في الغناء الشرقي من المعهد الوطني العالي للموسيقى، تم اختيارها من قبل الفنان احمد رياض السنباطي لغناء قصائد الموسيقار رياض السنباطي غير المغنّاة و التي يبلغ عمرها 30 سنة، وعن هذه التجربة تقول :” شرفتني ألحان الكبير رياض السنباطي، وحين غنيت من ألحانه وجدت نفسي في أعلى الأمكنة، في مرتبة الإبداع الكبيرة جداً “.

مع الفنان احمد رياض السنباطي

حياتها الفنية :
حياتها المهنية كما تشرحها وتقدمها سمر ، حافلة وواعدة، فهي كثيرة الحضور الفني والغنائي:
مشرفة موسيقى في قناة الجزيرة للاطفا ل في الدوحة قطر (2006-2008) . معدّة و مقدمة برنامج ثقافي موسيقي على قناة الجزيرة الإخبارية : “فنون” (2005). معدة ومقدمة برنامج موسيقي ثقافي فنّي في تلفزيون المستقبل: “غنيلي شوي”( 2002-2004
الذي كرّم عمالقة الموسيقى العربي) . معدة ومقدمة الصفحة الثقافية في نشرة الأخبار المسائية في تلفزيون لبنان1999-2001 . معدة ومقدمة برامج موسيقية وثقافية في تلفزيون لبنان منها :
برنامج ” كونسرفاتوار” مضمون تاريخ عمالقة الموسيقى الغربية والشرقية في العالم .
برنامج يومي 130 حلقة . برنامج ” يا مسهرني ” : حلقات غنائية من الأغاني التراثية الشرقية القديمة أمثال أم كلثوم ،عبد الوهاب ، ليلى مراد ، اسمهان ، عبد المطلب ، فريد الأطرش ، عبد الحليم. برنامج أسبوعي 20 حلقة . حلقة مميزة عن حياة الموسيقار عبد الوهاب.

أما المحطات الهامة التي شاركت بها، فتلخصها الفنانة كالآتي:
شاركت في أستوديو الفن. شاركت وأحيت عدة حفلات موسيقية على مسارح منها:
الرابطة الثقافية في طرابلس الميناء، مسرح المدينة في كليمنصو- بيروت في تكريم الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، في القصر الجمهوري – بعبدا، مسرح الـ Citadelle – جبيل،أوتيل قادري – زحلة، مسرح قصر الأونيسكو – بيروت في : أمسية غنائية من الأغاني التراثية الشرقية القديمة.تكريم الموسيقار الراحل رياض السنباطي. تكريم الموسيقار الراحل فريد الأطرش واسمهان. تكريم عمالقة الموسيقى العربية.

كما أنها مثلت إسم لبنان في معهد العالم العربي في باريس مع المعهد الوطني العالي للموسيقى 1995 . وحملت إسم لبنان في مهرجان الأغنية العربية .1999كرًمتها وزارة الثقافة والتعليم العالي في 22نيسان 2000 وقدمت لها درعا عربونا لقدرتها واهتماماتها الثقافية والفنية
أحيت عملاً موسيقياً للشاعر الراحل محمود درويش في افتتاح مهرجان جرش الأردني في 25 تموز 2001 .
فنانة شابة تنطلق من ركيزة فنية ثابتة، وتسعى دائماً الى تطوير حضورها في المساحة الطربية الغنائية:” مشروع الغناء الطربي لا يكتمل في الذات المبدعة من دون أن تكون الخامة الإبداعية حاضرة الى جانب ثقافة موسيقية وأداء كبيرين. وأنا أسعى دائماً الى ربط هذه العوامل وسواها في غمرة شخصيتي الفنية لتكون على أكمل وجه وعلى أكمل حضور، وجاهزة للعمل والنشاط والحيوية. والغناء لا يستقيم ولا يتبلور اذا لم يكن في حاضنة من ينشده وكأنه الواجب اليومي والضروري “.

• 

• 

• 

ترسم الفنانة سمر مدى صوتها بكلام لا يحيد عن هموم الشعر والقصيدة : ” الكلمة هي أساس الأغنية واللحن. والشعر هو الأقرب الى بناء وعي الإغنية وألحانها. وكلما كانت الأغنية ضاربة وفاعلة ومؤثرة ، فتّش عن كلماتها الشعرية، وستجد أن الكلمة هي أساس الفعل الطربي. فالغناء الطربي لا يستقر بوعاء النغم إن لم يجارِ القصيدة بما تحمله من صوت وإيقاع ونغم، بالإضافة الى متانة اللغة وصوتها الشجي في حبال الصوت الغنائي. لا يكتمل اللحن الطربي ولا يتألق إن لم تكن الكلمة أو القصيدة هي أساس حوضه ومداه. يأتي اللحن على طبق من الشعر واللغة، يتفاعل معهم حتى حدود الإكتمال “.
تحافظ الفنانة سمر على مساحة حضورها في الذائقة الفنية العالية والمميزة، ولا تعكر صفو حضورها بأي تسلية عابرة قد تبعدها عن هدفها الغنائي الأصيل، لذلك تسعى دائماً الى حقيقة فنية راسخة في ذاتها ، وهي حقيقة العمل والمواظبة على تثقيف الروح والعقل بالغناء والمعرفة والتواصل مع الوعي الفني الكبير : ” على المبدع الفنان أن يحافظ على حضوره داخل المساحة المخصصة له ، مساحة الموهبة ، دون الرجوع الى قلق أو حيرة قد تخفف من الموهبة نفسها “.