بيروت-اسماعيل فقيه:
عبقرية الفن الموسيقي التي عاشها الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب تمثل حالة خاصة بلغت حد المعجزة.ولا أغالي اذا قلت أن الموسيقى بألحان عبدالوهاب شكلت نسمة حياة كاملة أنعشت الروح والعقل في بلاد العرب والشرق عامة.وقد لاقى الأخوين رحباني عاصي ومنصور هذه العبقرية وأضافا لنسمة الحياة والموسيقى هبّة مضاعفة أرخت بظلال الفرح على مباهج البلاد وناسها.
ومن تلك النسمة الفواحة نقطف هبّة من هبوبها، ونعرض صورة أوحكاية أغنية ولدت في سهرة جمعت عبدالوهاب بالأخوين رحباني، فماذا تقول الحكاية ،الأغنية؟:
— تأخر عبد الوهاب في سهرته بمنزل عاصي الرحباني في انطلياس في لبنان وتأهب للمغادرة مودعاً فقال له عاصي يثنيه عن المغادرة :
” سهار بعد سهار ت يحرز المشوار ”

https://youtu.be/xEYHOqH-Vd4

تجمّد عبد الوهاب – وهو الذي يتذوق الكلمة – طالباً من عاصي أن يكمل العبارة .. فتابع عاصي :كتار هو زوار
شوي وبيفلّو
وعنّا الحلا كلّو
وعنّا القمر بالدار
ورد وحكي وأشعار
بس اسهار
غادر عبد الوهاب ولم ينم الليل حتى كان هذا المقطع مُلحناً كاملاً .. وفِي اليوم التالي وبعد أن سمع عاصي المقطع أضاف إليه
بيتك بعيد وليل ما بخلّيك
ترجع، أحقّ الناس نحنا فيك
رح فتّح بوابي
وإنده على صحابي
قلّن قمرنا زار
وتتلج الدنيي اخبار
بس اسهار
و النوم مين بينام غير الولاد
بيغفوا وبيروحوا يلملموا أعياد
ما دام إنّك هون
يا حلم ملوا الكون
شو همّ ليل وطار
وينقص العمر نهار
بس اسهار
وأتم عبد الوهاب لحن الأغنية وقدمها لفيروز

وعندما سُئل عبد الوهاب عن الذي أعجبه بالجملة فقال : حرف التاء الذي قام مقام كلمة كاملة بالعامية المصرية وهي ” علشان ” فأحب رشاقة العامية اللبنانية في اختزالها التعبير بهذا الشكل الجميل
وكانت رائعة أغنية سهار بعد سهار. وما زالت الى اليوم تبهر المستمع ومتذوق الفن. وتصغي اليها الاجيال كما لو انها أغنية الحاضر.

Tweet