سليمان نعمة شاعر لبناني من جيل الخيبة والغربة والتشرد في المنافي الباردة. ابن جيلي ،ولدنا في نفس التوقيت البارد من الحياة والخيبات والأحلام الكبيرة الضخمة والتي كانت وما زالت مثل جبل على صدورنا.
سليمان اليوم في غربته التالية،يعيش في فرنسا،مدينة نيس،يتسلق برد المدينة ويحاول الصعود الى دفء الوجود الممكن.وبعد هذه الغربة الفرنسية لشاعرنا والتي امتدت في الدول الاسكنافية،يستقر في ارض فرنسا الحنونة،يقطف اللغة وازهارها،يرسم عذاب غيابه على جدرانها.
منذ سنوات وانا افتقد لسليمان،وذهب ظني العاطل الى احتمال غيابه الابدي،الا ان الصدفة جمعتنا فجأة واكتشفت ان شاعري ما زال على قيد الشعر والامل،وحياته بظلال كثيرة..حاولت الامساك بظلاله،بهُنيةٍ من سحر صوته،وتلاقينا في الكلام ،تمادينا في الصراخ والعناق:
-وينك يا شاعر سليمان نعمة،غائب مغترب بعيد الظلال والخطوات؟
— انا ما زلت على قيد الحضور، في غيابي القريب من الاوطان التي كلما خرجت من مطارتها اعادني الحنين الى غيابي عن بيروت.
الهروب الاول كان الى اسوج في عام ٨٤ فقط للانتظار في الغابات بكفن ثلجي بعيداً عن صوت الرصاص الذي ما زال الى اليوم لحناً سيفونياً يعزفه ضحايانا كلما تذكرناهم ،ولم يعد هناك اثر لخطواتي لاني امشي دائما الى الوراء كي لا يجدني ظلي كلما تحداني الحنين الى البكاء حين تعانقني رائحة البيت في الاشرفية وانا امسح الدموع عن براويز صور احبائي التي تعبت مساميرها وسقطت في القلب،
من قصائد الشاعر سليمان نعمة:
( متاهة)
قبل أن أبدأ ألكتابة
تضع لي امرأتي
شمعة في فمي
لئلا يجرفني الليل
في متاهاته المظلمة.
(مسودة العتاب)
كلما تحداني الحنين
وجدتني منفياً من ذكرياتي
اتسول دعسات ظلي
كلص
لا يثق بالابواب المفتوحة
ملثماً بكفن محشو بالغمام
حائراً كالنحل بالجرار
ومقيداً بحبل قديم العنق
كشمس تنزف
تحت ثلج المساء .
(نوستالجيا)
عند المساء
حين اشعر باليأس
ابلل المنشفة بالمياه
واخرج لملاقاة الهواء
عند منتصف الليل
احلم اني استيقظتُ في نومكِ
” سباحاً بحبك الاوحد “
عند الصباح
بعيني المحقونة بالدم
اتلصص من سرّة بطنك
على عاشقين ينامان
في تابوت بوسادتين
ينتظران موعداً
مع موت
…. مؤجل
(فرناندو بيسوا)
هل اطمأننت
ايها الشاعر
المجهول من لدن ذاته
المنفي في حواسه
السكير في حاناته
عاشقاً شاذاً بعادته السرية
محاطاً بانداده
اللذين جعلوا منه
شاعراً وحيداً
حائراً كذبابة
تضرب رأسها بالزجاج
وبائساً ،
كما كتبت قبل ساعات
من موتك
” الحياة لا تساوي شيئاً “
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.
الاعلامي الشاعر محمد درويش
5 يونيو, 2021 at 11:16 ص
الشاعر سليمان نعمة المهاجر الى فرنسا يقول كل شيء دفعة واحدة يكتب كما يتنفس القلق والغربة والأبعاد في قصيدة النثر عنده غنية تخرج الى القلب وتدخل الى العقل ممزوج هو بالوجود والعدم غني المشاعر والاحاسيس يختزن الحزن ويفلسف الانتظار
ان ما كتبه فيه وما قاله عنه الشاعر الجميل اسماعيل فقيه هو شهادة اساسية من شاعر يتربع على كرسي مملكة النثر منذ عقود عدة وله صولات وجولات في عالم القصيدة الجديدة
..يحق القول ان فقيه اضاء بشكل جديد على الشاعر سليمان نعمة وان القارىء له بامعان يعرف كم اضاف الى سيرته من اعتبار وتأسيس لمستقبل افضل لقصيدة لا تكتمل الا بالقراءة والاطلاع والتجربة الشعورية الغنية العميق الممزوجة بالحياة والتجربة التي تستفيد من أعلام الترجمات الشعرية في الغرب والشرق أيضا” ..