الكاتبة والممثلة نسرين الأشقر ، وجه لافت في عالم الثقافة والفن، فهي تكتب المسرح والشعر الى جانب موهبتها بالتمثيل ، وأضافت الى فنها تجربة جديدة في الإعلام، حيث قدمت وتقدم برامج ثقافية ، وليس آخرها برنامج “مسابقات” على تلفزيون لبنان .
ــــــــــــــ وتقول نسرين عن تجربتها الإعلامية أنها نابعة من قلب موهبتها وثقافتها المتعلقة بالتمثيل والمسرح:

“الى جانب أنني شاعرة ، فأنا متخصصة بالإخراج والتمثيل، وكانت لديّ فكرة ابتكار طريقة جديدة في التقديم التلفزيوني، حيث ابتكرت “كاراكتيراً” في التقديم ، وخصوصاً أن لديّ تجربة اذاعية مستمرة حتى اليوم على اذاعة “صوت لبنان 93،3” في برنامج عنوانه “زواج بطرح الثقة “. وقد عُرفت من خلال هذا البرنامج بكاراكتير، لكني أحببت أن أطل في التلفزيون من خلال التقديم بكاراكتير مختلف.
اعتاد المشاهدون ظهور الجميلات وعارضات الأزياء في مثل هذه البرامج، فصممت على أن أكون مُقدّمة من دون عمليات تجميل. في الحقيقة كنت منهمكة بتحضير برنامج لمحطة أخرى إلا ان الأستاذ كمال نخلة دعاني كضيفة شرف إلى برنامج “التحدي الكبير” الذي يعرضه “تلفزيون لبنان”، وكانت اطلالتي حافزاً لإدارة التلفزيون التي اختارتني لتقديم برنامج “آلو نسرين”.

ـــ حضورك هاديء جداً أمام الكاميرا ،ما سرّ هذه الشخصية؟
ـــــــــــــ لا شك، وبالتأكيد، تبقى العفوية هي الأساس المحرك لي، ثم لا تنسى أنني خضعت لدورات إعداد على التمثيل المسرحي طوال 14 عاماً، الأمر الذي منحني ثقة أكبر بالنفس وخصوصاً اني تعلمت فنون المسرح وما يحتوي هذا الفن من ثبات وقدرة وفعل وموهبة.
ـــ لماذا اختيارك “تلفزيون لبنان” ؟
ـــــــــــ لم أختر “تلفزيون لبنان” انما هو من اختارني. أنا اخترت شاشة أخرى وكنت منهمكة في التحضير لها، وصارحت ادارة “تلفزيون لبنان” بأن الشاشة الأخرى تؤمن لي استقطاباً أكبر، فكان الجواب: “انك اذا نجحت على تلك الشاشة، سيقولون ان تلك الشاشة كانت السبب في نجاحك، أما إذا نجحت في”تلفزيون لبنان” فسيكون الفضل لك بذلك.

ـــ أنت شاعرة وممثلة، كيف ولماذا تم اختيارك البرنامج المذكور؟
ــــــــــــ لم يكن البرنامج من فكرتي، لكنني دخلت من مكان وخرجت في مكان آخر. ما شجعني هو أن البرنامج كان من اعداد كمال نخلة وهذا يعني أن مستواه الثقافي جيد. لقد تحضّر البرنامج في يومين وهو حلّ مكان برنامج آخر كان يُعدّ له سابقاً. وأنا أؤمن أنه لا السجادة ولا الديكور يصنعان برنامجاً انما شخصية المُقدّمة والمعلومات التي تُقدّمها
ــــ لماذا لا نشاهدك في أعمال درامية تلفزيونية؟
ـــــــــــــــ في الحقيقة لديّ ادمان على المسرح ، وقد شاركت في أعمال مسرحية عدة كان أهمها “نقدّم لكم وطن” عام 2013 مع أنطوان كرباج واخراج الراحل ريمون جبارة، وأديت دور “لايدي ماكبث” لشكسبير وكانت من اخراج منير ابو دبس عام 2014. بإختصار أنا افضّل التمثيل في المسرح أكثر من التلفزيون. لا اخفي عليك أنه عرض عليّ عمل تلفزيوني لا أزال أدرسه، إلا أنني غير متحمّسة له كثيراً
ــــ نسرين والشهرة ، ماذا تعني لك الشهرة؟
ـــــــــــــــــــ لو عدت بي عامين إلى الوراء، لكانت الشهرة بالنسبة اليّ حلماً جميلاً، وعندما بدأت ألمسها أصبحت تزعجني، وباتت تشكّل عبئاً عليّ. أحب أن أكون حرّة

ـــــ ما هي مشاريعك المستقبليّة؟
ـــــــــــــ كتبت مسرحية عنوانها “دفتر العروس” عرضت على مسرح “مونو” سابقاً وكانت من اخراجي. سأحاول أن أعرضها مرة أخرى، وسأطبع نصّها في كتاب. لكني أتلقى عروضاً تلفزيونية عديدة وربما ذهبت في اتجاه آخر.
ـــ بين الكتابة والتمثيل ، ماذا تختارين؟
ــــــــــــــ كلاهما يشداني الى متعتهما. الكتابة هي لغة قلبي وروحي، والتمثيل هو لغة ظهوري الجميلة. ثم أنني أرى أنهما يكملان بعضهما في شخصيتي. يلتقيان ويتلاقيان ويسيران على منوال الإبداع الذي أحب.
ـــ تجربتك مع الكتابة الشعرية الى اين اوصلتك؟
ـــــــــــــ تبقى القصيدة التي كتبتها وأكتبها وسأكتبها هي المسافة المفتوحة الى ما لا نهاية. فالشعر هو اللغة الراقية التي أحاول من خلالها التعبير عما يجيش في كياني وحياتي وأيامي، وستبقى هذه اللغة هاجسي الدائم الذي يضعني أمام الأسئلة الكبيرة، أسئلة الحياة والوجود ، أسئلة الحب والموت والفرح، أسئلة الحياة كلها هي من صميم اللغة، والشعر هو صمام أمان هذه اللغة. وأنا بدوري أحاول مقاربة الحياة من خلال القصيدة والشعر.

ــــ خلاصة وصلت اليها نسرين الإنسانة والفنانة والكاتبة والممثلة؟
ــــــــــــــ وصلت الى تفاصيل كثيرة في الحياة وما تحتوي، ولكن هذا الوصول ما زال في طور البداية، وأعتقد أنه مهما وصلنا والى اي مساحة ومعنى وصلنا، تبقى علامات البداية هي المستمرة. لا وصول ، ولا يمكن أن يكون الوصول النهائي، مهما كنا ومهما فعلنا. الحياة جميلة ومليئة بكل اسباب السعادة والأمل، وكيفما تحركنا وظننا أننا على مقربة من نيل الهدف النهائي، نبقى في دوامة البحث والجد والكد، ولا نصل، وربما هذه هي متعة الحياة، أن نبقى في المسافة المفتوحة الى ما لا نهاية.. وتبقى الكتابة والمسرح والفنون هي المساحة الجميلة التي أسير عليها بكل ثقة وأمل، وأنظر الى مسافات أخرى تمتد، وأحاول،بكل جهدي وثقافتي أن استمر على هذا الدرب الطويل، والذي كلما شعرت بلا نهائيته ، اشعر وكأنني في خضم السعادة. الفن والكتابة هما زينة الزمن الذي نحياه ، وكلما توغلنا في هذا الزمن الجميل، زادت صورة الحياة جمالاً.

Tweet