الصفات العرقية للشعب الياباني

10:48 صباحًا الجمعة 5 نوفمبر 2021
د. رضا محمد عبد الرحيم

د. رضا محمد عبد الرحيم

باحث آثرى بوزارة الآثار - عضو اتحاد كتاب مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

العرق فى مجال الأنثروبولوجيا هو مجموعة من البشر لهم سمات جسمانية وجينية مشتركة.ويشير استخدام أكثر شيوعا للمصطلح إلى مجموعة بشرية تربطها سلالة أو وراثة مشتركة،ويمكن أن يشير المصطلح أيضا إلى أى مجموعة يوحدها تاريخ أو لغة أو سمات ثقافية.

وتضيف الفوارق الملتبسة بين العرق والإثنية طبقة أخرى من الالتباس،جادل البعض بأن”العرق”ينبغى أن يكون مصطلحا يختص بالسمات الجسمانية المتشابهة،أما مصطلح “الإثنية”فيختص بالسمات الثقافية المتشابهة.والعرق،كما برهن البعض،يتعلق يتصنيف البشر إلى فئات ،بينما تتعلق الإثنية بالهوية القومية الثقافية لجماعة بشرية(أى مدى تمسك الفرد بالتقاليد والممارسات الثقافية وأسلوب حياة جماعية ما وتعبيره عن ذلك).

د. رضا عبدالرحيم

ويدخل فى تركيب ابدان اليابانيين ثلاثة عناصر:القوقاسى(قوقازيين) وقد اتاهم من امة بينهم يقال لها “ابيسو”أو”عينو” هم سكان هوندو من جزائر اليابان،ثم العنصر المغولى اتاهم من آسيا عن طريق منوريا وكوريا،والعنصر الثالث هو الملقى جاءهم من ملايزيا عن طريق الفيلبين وفرموزا(تايوان).فمن اختلاط هذه العناصر على توالى الأجيال نشأ هذا الشعب الذى أدهش العالم بذكائه واقدامه وتعقله. ويذهب علماء الأجناس- أستنادا إلى الموقع الجغرافى لليابان والملامح المميزة لأفراد شعبها – أن يكون أسلافهم من أصل منغولى ؛ وذلك لأن الملامح المنغولية أكثر ظهورا فى اليابانيين من سواها..يدل عليها قصر القامة (متوسطها 5 اقدام و4 قراريط)،وصغر الأنف مع غياب جذره،وبروز الوجنات ولون البشرة الأسمر المصفر ولو قليلا،وعيونهم أقل انحرافا من عيون الصينيين،شعورهم سوداء وخفيفة.ويميلون إلى الاعتقاد بأنهم قدموا إليها من منغوليا والصين وكوريا.ولعله مما يؤيد هذا الرأى تلك البقعة الحمراء المعروفة بالبقعة المنغولية والتى يولد جميع الأطفال اليابانيين وقد طبعت على ظهورهم. أما الدم القوقاسى فأنه ظاهر بالاكثر فى قواهم العاقلة واشراق لون بشرتهم أو هى بيضاء فى ما يكتسى من ابدانهم.

ولم يكن العلماء يلاحظون ذلك من قبل حتى كتب الدكتور/ غويلمار فى كتاب بعث به إلى صديقه الدكتور/ كين يقول:

“زرت اليابان مرتين رأيت فى اثنائهما مئات من اليابانيين عراة الأبدان فاستلفت انتباهى على الخصوص بياض بشرتهم فإنها أبيض من بشرة رجال انكلترا حتى ونسائها” !!

وفى كتابة الأحدث “كيف نحلم باليابان” أجتهد أ.د.المؤمن عبدالله (أستاذ الدراسات اليابانية

والترجمة بجامعة طوكاى) فى قراءة الصفات الجينية للشعب اليابانى من خلال المعايشة

 ودراسة المجتمع اليابانى فقد قضى نصف عمره تقريبا فى اليابان ،يقول أ.د. المؤمن عبدالله:

ومن الجدير بالذكر هنا أن ما لا يعرفه كثيرون منا عن العقلية اليابانية ،هو ما لديها من ثوابت ترتكز عليها فى اتخاذ قرار اعتبار هذا الشخص يابانيا أو غير يابانى،ومن أهم هذه المعايير التى ترتكز عليها الشخصية اليابانية فى اتخاذ قرارها هذا،هو معيار الشكل وملامح الوجه،فاليابانى يعتبر ما يعرفون”بالهاف”(من يحملون الجنسية اليابانية من أصول عرقية مختلفة) ليسوا يابانيين بشكل كامل المعنى،وذلك لاعتبارات اختلاف الشكل وملامح الوجه المتوارثة وأيضا الأسماء على ما هو متعارف عليه بين أبناء الجنس اليابانى الواحد.

وعلى الجانب الآخر من تركيبة هذه العقلية،تجد النقيض تماما،فتجده ينظر إلى مَن له أسماء وملامح يابانية من أبناء الأجناس الأخرى،أمثال الأمريكى والبرازيلى وغيرهم،ممن ولدوا وتربوا خارج اليابان،على أنهم أناس ينتمون إلى أبناء العرق اليابانى؛بل وتذهب بهم المشاعر إلى أكثر من ذلك،فتجدهم يعدونهم فى كثير من الأحوال- فى قرارة أنفسهم-“يابانيى الأصل أمريكى المنشأ”،حتى وإن كانوا من أبناء الجيل الثالث أو الرابع الذى فى أغلب الأحوال لم يقدر لهم أن يعرفوا اليابان ولَم يعيشوا فيها من قبل.

وعلى هذا النحو،تجد الشخصية اليابانية تبحث دائما لها عن كيان تنتسب إليه؛لكى تكون جزءا منه،وتستطيع أن ترى ذلك بجلاء فى كثير من التجمعات المختلفة داخل المجتمع ،فاليابانى لا يستطيع العيش دون الانتساب إلى كيان أو منظومة جماعية يجد بها مكانا له وقيمة لأداء دور بها.

ويشعراليابانيون بالعفوية حتى فى أخذ قراراتهم،فلو سألت أحدهم مثلا:ماذا حدث؟ لكانت الإجابة:لقد صار الأمر كما هو عليه.وقد يخال أن هذا الرد يشابه التصريحات المتعارف عليها لدى مدمنى عدم تحمل المسؤولية،لكنه فى حقيقة الأمر هو تفكير طبيعى ومنطقى ووجودى يعكس الخصائص العرقية للشعب اليابانى ،رغم أن البعض يُعد ذلك موقفا سلبيا.

وفى اليابان لا وجود لمفهوم المشروع الذى يستغرق سنوات عدة،وهذا لايتأتى فحسب من كون الميزانية المرصودة لا تؤمن إلا سنة واحدة،بل يعود أيضا إلى أن عدم تخطيط مثل هذه المشاريع هو من الخصائص العرقية للشعب اليابانى،فالمشاريع المستقبلية الخاصة بالحكومة أو المحافظة أو المدينة كلها تغض الطرف عن العيوب الأساسية الموجودة .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات