كلمة اتحاد كتاب المغرب احتفاء باليوم العالمي للشعر

10:44 صباحًا الإثنين 20 مارس 2023
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

كلمة اتحاد كتاب المغرب، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للشعر، 21 مارس 2023

صاغها بإبداعية مدهشة: الشاعر المغربي الكبير إسماعيل زويريق

وأنت تصيخ لنبض الشعر أهزوجة وارفة، تفدفد بك صوب أقاصي الأقاصي قلبا تغمر أكنافه المحبة، لكل ما فوق الثرى ومن فوقها، محبة هذا العالم، محبة ما بين خافقيه. فقلب الشاعر لا ينبض إلا بالحب ولا يجف إلا بالسلام. ما أوسع ظُلتك وما أورفها، إنها تتسع لكل سار على هذا الكوكب، محملة بذلك الصوت الجوهري الذي يدعو ما يضمه هذا الأفق إلى الحب، ولا شيء سواه، يدعو هذا العالم إلى نبذ كل ما لا يمت إلى الخير، فكل الخير ليس إلا فيك أيها الشعر الذي يترجم إحساس كل شاعر تربى في أحضان الأمل، طائرا ذهبيا يتربع على عرش صنعته أيادي الرحمة من ذهب. فارفل بجناحيك، أيها الشاعرفي الامتداد الذي لا تحده مرافئ، فأنت أنت، من علم الإنسان أن يزرع الكون بشتلات واعدة، تملأ كل الجوانح شدا أزليا. أنت أنت أيها الشاعر الذي علمنا قيمة الكلمة، أرانا في أوج الانبهار معنى الحرف، الذي يشكل من النور سهارية تتجلى على أضوائها ترنيمات تكتنز إلهاما، تشكل أطيافه نصوصا ترقص على نغماتها كل الأبعاد. أنت أنت أيها الشاعر الذي استطعت أن تهدم في وجه الأجيال كل الأسداد، منذ أن قال من قال: “قفا نبك” إلى آخر جذوة من صهيل الماء.

لا أمة بدونك أيها الشاعر، ولا شاعر بدون شعر، يمتح سر وجوده في معنى الاكتمال، والاكتمال لا يكون إلا فيما يفيض به الشعر حبا، لا يدغدغه ميسم من مياسم اللاحب. الشاعر أنت الذي تحلق في ذلك الأفق، أفق صنعته لك الأرواء بلا حدود. بك تعلو الإنسانية الحقة فوق ذروة الكمال. ذروة الكمال فيما تبدع، فيما تجود به سجيتك، تلك التي تمتد في جذور التاريخ قصيدة، مع الشعر بدأ الإنسان يخلق لوجوده وجودا، مع الشعر كنت أنت الذي أصبح يغير هذا العالم، لأن تأثيرك لا يعدم مؤثرا به. في عيدك أيها الشعر لا تكفيني ألف وردة نطوق جيدك بها إكليلا، فما وهبته للإنسانية كان فوق كل شيء، صوتك المدهش شغف الناس حبا، فكان بك هذا الاحتفاء الذي طوق الشعراء في كل محفل بطوق الانبهار، بطوق الاعتزاز، لأنه احتفاء بهذا الإنسان الذي أبدع هذا الجنس ورفعه فوق كل الأجناس، لأنه ببساطة هو المعبر عن كل نبض يهز القلب هزا، إن القلب لا يزهر بغير القصيدة أملا، يشحننا توقا إلى الفدفدة خارج أسوار العالم، فاخرج من جراب القلب قصيدة شاردة تجمع القاصي والداني في خيمة الأبدال. الشعر رفيقك أيها الإنسان في الحل والترحال، في الظعن والقطن، في الفرح والشجن، فلولاك أيها الشعر لعاش العالم في ظلام لا تحده ضفاف، فادخلي أيتها النفس راضية من باب الشعر الذي تقف مصاريعه في وجه الطغيان سورا خارج أي نطاق.

الشعر كائن يستعصي على القبض، لأنه أورف من أن تشده شباك، كائن يستطيع أن يجوب كل العوالم التي لا يصل إليها جناح. الشعر يرخي ظلاله بين أروقة القلب كغيمة وقفت يوم الواحد والعشرين على روض المعاني، ترخي بطلها على براعم الزهر فتولد فيها الحياة إكسيرا، يهب للوجود معنى الوجود، فأنت الخالد الذي لا يموت، لأنك محمل برؤيا تمتد ظلالا إلى أبعد الأبعاد. اعزف على الأوتار ألحانك الحرى، فكل هذا الكون آذان تحسن الإصغاء إليك، فطوبى لك، فما أنت إلا المتفرد المفرد الذي يستطيع أن يدخل كل القلوب بدون جواز. وطوبى للشعراء الذين بلغوا بك مجدا لا تطاوله سماء، فهم فوانيس هذا الوجود التي تضيء كل ما ادلهم من سواد الليل. لك العزة أيها الشعر، ولكم العزة أيها الشعراء، في كل مكان وزمان

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات