زين العابدين خيري … ميراث القاهرة

04:08 صباحًا الإثنين 17 أبريل 2023
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

عرفتُ (القاهرة) مجلة أسبوعية، فشهرية، وعرفتُها جريدة أسبوعية، ونشرتُ فيها جميعًا، وكان لكل من تولاها بصمته، التي تحمل بعض ملامحه، وملامح تجربته، وعصارة قلمه، حتى جاءت قاهرة الصديق المبدع زين العابدين خيري، لتكون صنو روحه، بقلبه المفعم بالحب، ووجهه الموحي بالبهجة. ولا تأتي هذه الكلمات تكئة للنشر في الجريدة، إذ أعلن أنه يغادرها، في تجربة دامت عامًا لكنه استطاع أن يجسّد فيها خبرته، ابنا لمؤسسة الأهرام العريقة، وتلميذا نجيبا في رحاب مجلتها نصف الدنيا التي صادفت زين العابدين في فضائها.

أعرف – ومثلي كثيرون – ملامح إنسانية في حياة رئيس تحرير القاهرة الشاب، ليس فقط لأنه ابن أحد أساطين الحكي في أدبنا المعاصر، عمنا خيري شلبي، ولا لمعاصرة معاناته الأسرية بوفاة شقيقته إيمان بعد صراع مضن مع المرض، وكانت زميلة لزوجتي فاطمة الزهراء حسن المخرجة في التلفزيون المصري، بل لأنه حيث وضع قدمه أخلص للمهنة، ووهبها جزءا من روحه وجُل وقته.

لقد أدهشتني وفاجأتني رسالته الأسبوع الماضي يودع قراءه، لتصبح تجربة هي الأقصر، بينما تمنيتها أن تكون الأطول، والعزاء في أنها الأكثر تأثيرا، وهو الحريص على تقديمها لمتابعيه مصورة وميسرة أسبوعيا، وكأنه يشاركنا فرحته، وكأن كل عدد ابن صغير وشقيق لحفيد الحكاء الأعظم.

دعوني أشارككم تلك الكلمة، الموحية والشاملة، التي نشرها زين العابدين خيري على صفحته في فيسبوك، تاركا ميراث القاهرة في عام زاخر:

“انتظروا مفاجأة “القاهرة” في العدد المقبل

تجهّز جريدة القاهرة لقرائها مفاجأة جديدة في عددها القادم الذي يصدر في يوم الثلاثاء المقبل 18 أبريل 2023، وهو الأخير في مسيرتي مع الجريدة التي تنتهي فترة رئاستي لتحريرها في نفس اليوم.

شرفت بالتأكيد بتولي المهمة التي كلفتني بها الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة السابقة، بترشيح من الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس مجلس إدارة الجريدة والهيئة المصرية العامة للكتاب السابق. وأتمنى أن أكون قد وُفقت مهمتي التي استمرت لمدة عام، قدمت خلالها مع زملائي بالجريدة 50 عددا بالتمام والكمال.

وفي نهاية تلك السنة السريعة جدا على مستوى الوقت والثرية جدا على مستوى التجربة أود توضيح بعض الأمور السريعة، فقد توليت المهمة بعد مناقشات مطولة مع الصديق العزيز الدكتور هيثم الحاج علي وذلك عقب الإشادة التي تلقتها مجلة/نشرة معرض القاهرة الدولي للكتاب في السنوات الثلاث التي توليت مهمة رئاسة تحريرها -ولم أكن قد تشرفت بصداقته المقربة قبل ذلك-. وكان يحلم بتطوير كبير في الجريدة على كافة المستويات من الشكل والمضمون وإنشاء موقع إلكتروني إلى تطوير المبنى نفسه وتحديث إمكانياته وإمكانيات الجريدة التي لم يتم تحديثها تقريبا منذ تأسيسها. ولأن لي تجربة سابقة أعتز بها في القاهرة مديرا للتحرير مع الصديق سيد محمود وقتما كان رئيسا للتحرير، تحمّست لحماس الدكتور هيثم ووافقت على المشاركة في التجربة، وحوّلت كل الأحلام والطموحات إلى مشروع عملي قابل للتنفيذ عرضته عليه وعلى الدكتورة إيناس عبد الدايم فكانت الموافقة وكان التكليف. وأعتقد أن المشروع تحقق منه الكثير على المستوى التحريري والشكل الفني، وما لم يتحقق منه كان لأسباب خارجة عن الإرادة لا مجال لذكرها الآن.”

ويكمل زين العابدين خيري:

“ومع بداية التجربة وضعت لنفسي معايير صارمة -وهي المعايير نفسها التي ألزمت نفسي بها طوال عملي في هذه المهنة منذ بدأت خطواتي الأولى فيها قبل أكثر من 30 عاما-، ومنها:

إرضاء ضميري المهني أولا وأخيرا قبل أن أفكر في إرضاء أي شخص آخر، مسئولا كان أو صديقا.

وثانيها الإصرار على ما يراه بعض الأصدقاء يصل إلى درجة المرض وهو الحساسية المفرطة تجاه أي شيء قد يُمثّل شبهة تكسب أو تعارض مصالح أو انتفاع من المنصب.

وثالثها عدم الخضوع للابتزاز أو الوقوع في فخ المجاملات الفجة، وتحقيقا لذلك تم الالتزام بعدم نشر أية مقالات أو حوارات أو موضوعات بدون مناسبة أو خارج الالتزام بالمعايير التحريرية للجريدة.

ورابعها الإثبات العملي لوجهة نظري الدائمة أن ضعف الإمكانيات –بكل ما تعنيه الكلمة من معنى- ليس حجة أبدا لتقديم صحافة رديئة.

وغيرها من الاعتبارات التي أؤمن بضرورة توفرها في العمل الصحفي.

الآن يحق لي أن أتنفس الصعداء على انتهاء المهمة برضا كامل عن ما تم تقديمه، وليس معنى ذلك أنني أرى أن ما تم تقديمه هو الأفضل في المطلق وإنما هو الرؤية الخاصة بي والتي من الطبيعي أن تعجب البعض ولا تعجب البعض الآخر الذي قد يراها لا تتوافق مع ما كان يحب أن يتم تقديمه.

ولا يسعني في النهاية إلا تقديم جزيل الشكر لمن وضعوا ثقتهم في اسمي لتحمل هذه المسئولية، وعلى رأسهم الدكتورة إيناس عبد الدايم والدكتور هيثم الحاج علي.

وكل الشكر لكل الكتاب والنقاد الأعزاء الذين وثقوا في الجريدة وأرسلوا لها مقالاتهم وإبداعاتهم أو أهدوها شهاداتهم وآرائهم القيمة طوال هذا العام، وكذلك كل الفنانين التشكيليين من كل الأجيال الذين استعانت الجريدة بلوحاتهم على أغلفتها أو صفحاتها الداخلية.

أما الشكر الأكبر فلجميع شركاء الرحلة القصيرة الذين اعتمدت عليهم اعتمادا كاملا في تحقيق رؤيتي التحريرية والفنية، وكانوا على قدر المسئولية، وتحملوا الكثير جدا من الظروف الصعبة، بل وعمل بعضهم لشهور دون تقاضي أية أجور لأسباب مختلفة، وهم الأساتذة:

الصديق الفنان محمد عبد الرشيد الغول، مدير التحرير الفني.

الأصدقاء مديرو التحرير: رشا حسني ود. سهى رجب، ورامي المتولي.

الصديقة إيمان كمال، رئيسة قسم الفن.

الصديقة ابتسام أبو الدهب، رئيسة قسم التحقيقات والأخبار.

الصديقة أميرة دكروري، مسئولة السوشيال ميديا.

الأستاذة فاطمة علي المشرفة على صفحة الفن التشكيلي، وفريقها المتميز.

الأصدقاء الذين تناوبوا على القيام بأعمال الديسك: محمد طاهر، محمد السنهوري، إبراهيم عطا الله.

الصديقان أحمد عزت، ومحمود عبد الرشيد: الإخراج الفني.

الأصدقاء في إدارة الجريدة والإدارة المالية شريف مبروك وأحمد رمزي وإيمان.

الأصدقاء الأعزاء فريق العمل بالجريدة، الأساتذة عامر وكريم: التنفيذ. وجيه وحسن: التصحيح، أيمن وحازم: الجمع، ميدو: الجرافيك، نيفين: السكرتارية، أحمد بدير: الصيانة، أم سما: الخدمات المعاونة.

وجميع الزملاء الأعزاء من المحررين الذين أخلصوا في تقديم الموضوعات المتميزة التي أفتخر بنشرها في جريدة القاهرة على الرغم من أن عددهم لم يكن يزيد بأي حال عن 5 أو 6 محررين في العدد الواحد، ولكنهم أثبتوا أن الواحد منهم بعشرة، بعضهم عمل في عدد واحد أو عددين فقط وبعضهم استمر معنا للنهاية، وأتمنى ألا يسقط اسم منهم سهوا، وهم بترتيب مشاركتهم في التجربة:

محمد عبد الرحمن، إسراء مختار، عزة عبد الحميد، محمد عبد المنعم، آلاء حسن، أشرف شرف، نيرمين حلمي، سماح عبد السلام، مرام شوقي، رانيا يوسف، راشدة رجب، أحمد سليم عوض، محمد الشربيني شبانة، نادية البنا، سمية أحمد، نسمة تليمة، آية جبر، محمود أنور، ولاء عبد الناصر، منال قاسم، أحمد الروبي، رنا رأفت، همت مصطفى، محمد سرساوي، يارا أحمد. والمصورة هبة أحمد، والمصور الفنان محمد يحيى الذي تزينت عدة أغلفة بصوره.

وفي النهاية أتمنى كل التوفيق والنجاح للأصدقاء الأعزاء في جريدة القاهرة في الفترة المقبلة مع الزميل الذي يتم تكليفه بالمهمة.

أما المفاجأة المهنية الأجمل، فهي هديته للأعداد التي سهر مع فريقه عليها، وتضع هنا آسيا إن رابطها

لينك أعداد جريدة القاهرة:

https://drive.google.com/…/1OuVi0lrsL3Ljey4PdnWaXTzAzw…

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات