فلسطينياذا على العامري: ذاكرة المكان الأول؛ فلسطين، وأطلس التهجير والشتات

02:02 مساءً الجمعة 6 أكتوبر 2023
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يرى الشاعر علي العامري أن كتابه الشعري الجديد “فلسطينياذا” محظوظ، وأن من حسن طالعه أن يكتب أستاذه الكبير صديقه الدكتور إبراهيم السعافين مقدمة له، وأن يكتب صديقه زهير أبو شايب كلمة الغلاف الأخير، وأن يصمم الغلاف بكل تفاصيله، مختارًا لوحة لأخيه الفنان محمد العامري، وأن يرافق ذلك كله، ومنذ البدء، اهتمام صديقه أحمد أبو طوق مدير الدار الأهلية للنشر والتوزيع، وحرصه وحماسته لإصدار الكتاب، بأجمل صورة.

الكتاب، نصّ واحد، متعدد الأصوات، متعدد الإيقاعات، تجتمع فيه ذاكرة المكان الأول، فلسطين، مع ذاكرة أطلس التهجير والشتات. تلتقي فيه ذاكرة الجد والأب والأم وذاكرة الحفيد والابن، مثلما تلتقي ذاكرة نهر الأردنّ بذاكرة الفدائي وذاكرة الطفولة وذاكرة قرية القليعات وذاكرة الحرب. هذا الكتاب، يهديه الشاعر علي العامري “إلى جدّي وأبي وأمّي الذين علّموني حكمة الأشجار”.

يقول الشاعر والفنان زهير أبو شايب، عن الكتاب، “لقد أوغل الشعر العربي الحديث في غربة تجريدية حرّضت عليها الحداثة أو وهمها، حتى باتت القصيدة «أرضا بيابًا» لا مكانا للحياة ومفرداتها وقضاياها، وراحت تنأى بجانبها عما سمّي «الواقع»، بحجة أنه مبتذل وعادي ولا يليق بجوهرانية الشعر وسموه. وهكذا فإنّ «فلسطين»، بوصفها ،واقعا كادت تغادر منطقة الحداثة الشعرية، منذ ثمانينات القرن الماضي، لولا وجود محمود درويش وقلة من الشعراء الذين لم يُعدّوا حداثيين إلا بصعوبة وتحفظ.

ويضيف زهير أبو شايب: “علي العامري، في عمله الشعري الجديد هذا يفعل ما يفعله الشاعر الحقيقي الشجاع لا يستسلم لسلطة المقولات، ولا يسمح لتجربته الشعرية أن تركد مهما بلغ نضجها وزخمها، ولذا فإنّه يهجم على «النصّ » فيحرّره من يبابية التجريد، سواء بالكتابة عن ثيمة «فلسطين» المهجورة، أو بتحرير لغة القصيدة من سطوة المجاز واللجوء بجرأة فاتنة أحيانًا إلى استخدام معجم شرس تحريضي واضح لا يخجل من التقرير ولا يتعفف عن مقاربة الواقع، ويغامر في ترداد أسماء الأماكن والنباتات والأشياء بلذة مكشوفة؛ ثم يهجم على صنم المقولات بفأسه الشعرية فيحطمه، ويكتب نصا تهجدياً في متردم فلسطين الذي غادره الشعراء، يكتب كأنه يبتهل بلغة تعلو وتخفت، وتغمض وتفصح، وتتأمل وتقرر. لكنها تحتفظ، في كل حالاتها، بدرجة حرارة النص الحي”.

يختتم كلمته زهير بقوله: “هذا العمل في الحقيقة، لا ينتمي إلى الواقعية بل إلى الكينونية التي لا يتعالى فيها الجمال عن الحياة ولا ينفصل عنها، وهو جدير بالثناء والقراءة التي هي أهم مكافأة يمنحها القارئ للنص الحي”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات