رؤية نقدية في ديوان الشاعرة صحر أنور ” بلا أثرٍ سِواي”

05:05 مساءً الأربعاء 5 يونيو 2024
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print


بقلم الناقد الدكتور سلامة تعلب

أولاً-نظرة عامة:

يضم الديوان بين صفحاته- التي تربو على المائة وخمسة عشر صفحةً- 60 قصيدة؛ تفيض رقة وعذوبة، وعاطفة مشوبة بالحزن غالبًا، وباللوعة كثيرًا، وبالعتاب أحيانًا...

ويمكن- بلا أدنى تردد- أن نحكم على جل قصائد الديوان إن لم تكن كلها بأنها تنتمي إلى المدرسة الرومانسية؛ التي تتميز بمثاليتها وميلها للانغماس في الذات، والرقة الشديدة ورهافة الحس، ومسحة الحزن التي لا تفارق شعراءها، وأحسب بشيء من الثقة أن شاعرتنا من هؤلاء، كما ينم عن ذلك معظم قصائدها بداية من عناوين الديوان، مرورًا بالمضمون، وصولاً إلى الصور الجمالية، في إطار من اللغة الرقيقة الشاعرية بألفاظها المعبرة، وصياغتها المتفردة في التعبير الصادق عن تجربتها الشعورية التي يغلب فيها بقوة عنصر الوجدان، دون تقصير تجاه عنصري الفكرة والتجربة اللغوية.

إن المتعة التي تصل إلى وجدان القارئ لهذا الديوان تسبق استمتاعه بلغته وصوره وموضوعات قصائده؛ ذلك أن العاطفة الجياشة والشعور الصادق يطلان بوضوح من بين كل لفظة وكل سطر شعري وكل صورة جمالية في كل قصيدة بلا استثناء.
وإني لأعجب؛ كيف يكون هذا الديوان هو الديوان الأول للشاعرة، وهي على هذا القدر من النضوج ورهافة الحس، وأحسب أن ما يمحو هذا العجب هو انتظار الشاعرة وقتًا طويلاً كي تضح تجربتها، وأشهد أنها صبرت واصطبرت؛ وأخلصت؛ ليصل إبداعها إلى هذا القدر من النضوج.

ثانيًا-موسيقا الشعر:
كتبت الشاعرة كل قصائد الديوان على غرار الشعراء المحدثين الذين يميلون إلى كتابة الشعر الحديث، أو ما يعرف بشعر التفعيلة، وهو مسلك صعب، ولكنها أجادت ووفقت في توظيف موسيقا هذا اللون لخدمة مضمون قصائدها؛ انسجامًا مع ميلها الرومانسي الذي يفقد تدفق أحاسيسه التقيد بقواعد القصيدة العمودية، رغم تميزها بالوزن والقافية.

ثالثا- لغة الشاعرة؛ فقد اتسمت اللغة بالرقة والسلاسة، في بساطة ورشاقة، فجاءت رغم وضوحها وبساطتها بعيدة عن الابتذال، وإنما سهلة عذبة مستساغة تنفذ إلى الوجدان من طريق قريب؛ فلم نجد لفظًا غليظًا ولا لغة مقعرة تحتاج لحيرة واستشكال على القارئ.

وهي بهذه اللغة تنفذ إلى قاعدة كبيرة من جمهور المتلقين للشعر، وتشاركهم معها في تجربتها الشعرية والشعورية في آن واحد.

رابعًا-الصور الجمالية:
لدى الشاعرة مخزون وافر من الصور الجمالية، اعتمدت فيها على التشبيهات، والاستعارات، ولكن أكثر ما يميز الصور الجمالية في قصائدها على وجه الخصوص، تلك الاستعارات البديعة في إتيانها بشكل بسيط وسلس في ركنيها المشبه والمشبه به؛ مما يضفي على المعنى المراد سخاءً وتجسيدًا وسموًا وموسيقا في آن واحد، ولا تكاد تخلو قصيدة من قصائد الديوان من صورة جمالية معتمدة على الاستعارة، ويمكن ذكر بعض الأمثلة، وهي على كثرتها لا تمثل إلا القليل، ومنها*:


*الخط الغامق هو عنوان القصيدة، وما يليه من خط فاتح هو موضع الصور الجمالية من القصيدة، وهي ليست مقاطع مرتبة…

في بيتِ رُوحِي
تَسَلَلَّتْ مِنْ بينَ أَصَابِعي الأيَّامُ
كُلُّ لَيلةٍ يَحْرُسُ الخَوفُ بَابِي
شَجرُ الصَّبارِ يَمُدُّ يدَهُ إليَّ
يُعَانقُ ضُلوعِي
على مَائدةِ المَاضِي
كيفَ لميِّتٍ أن يشعُرَ بالنَّارِ؟
أطلقتُ سَراحَ أثْوابِي العَارية
تَلتهمُنِي زجاجاتُ النبيذِ الفارغةُ
امْرَأةٌ ذَابتْ في امْرَأةٍ
هَاربةٌ مِنْ خُوفٍ أَسْودَ.
أَسِيرُ بِلا مَاضٍ
أَغْلقتُ نَوَافِذَ الذِّكْرَى بإحكامٍ؛
أَرقُدُ في تَابُوتِي الذَهبِيِّ
صَفعتُ الدَّقَاتِ على وَجْهِهَا
أَبْحَثُ عَنْ الوَحْيِ
هَلْ عَلِم أن كِتَابَاتِي لَفَّهَا السَّوادُ؛
بَعدَ اقتِنَاصِ الصَّيادِ قَلبِهَا.
وِشَاياتِ المسَاءاتِ
وَنَمِيمةِ الكَواكب؛
وَهَمْهمَاتِ الأشجارِ وَأخبَرَتهُ؟
أَقْلامِي تَسِيرُ جَانبِي
في دَهشةٍ تُحدِّقُ
تُرهفُ السَّمعَ
حَسناتُ اللؤلؤ
هل يُحبُّها كما كان يُحبُّنِي؟
يقرأُ لهَا كلَّ ليلةٍ تَراتيلَ غَرامِي؟
يُقَبِّل يَدهَا كُلما التقَاهَا؟
يَعشقُ التهامَ شفتِها السُّفلى
كماعَشِقَ شَفَتيَّ؟
وحْدِي ومِعْطفٌ يُدَثِّرُنِي
تَصطَكُّ أسْنَانُهُ مِن ارتِجَافِ جَسدِي
حَبِيسَةٌ في يدِ الدُّنيَا
في أكمَامِ الزَّمانِ
حُرُوفٌ بالألوانِ
حُروُفٌ لهَا ذَاكرةٌ
مُرهقةٌ من نسيانِ التَذكُّرِ
لا أصَابِعَ تَكْتُبُ
في بيتِ الشَّمسِ
رَقَدتْ حُرُوفِي وَحِيدةً
تَشربُ الرَّيحانَ
تُنَاجِيها السَّمَاءُ
تُسَامرُ الزُّهُورَ
تسكُبُ الشِّعرَ؛
كُلُّ لَيْلةٍ يَأتِينِي الشِّعرُ مُمْتَطِيًا خَيْلَهُ
أطِلُّ منْ نَافذةِ الرُّوحِ
مَنْسِيَّةً بين يدِ القمرِ
الكَلماتُ تَنْتحرُ
مُقَايَضة
أريدُ ألف ألف كِيلو جِرَامٍ من الأمَانِ الطَّازجِ
من جِلدِ أحْزانِ العُمرِ الفَاخر.
هلْ يَقرأُ القَصيدةَ من عَينيَّ؟
القَصيدةُ تنامُ على سُررِ الانْتِهاءِ
كَاذبٌ أنتَ
ماهذه الروعة في الغوص
تَتَلمَّسُ ضُلوعَهَا في أحْشَائِي
كم أحْرقتَ ضُلوعِي
قصِّيةٌ
ومَهدهِ كان في عَقدِ النَّوى تَرتِيلة
مُدِّي الرَّوحَ بسَاطًا
مُدِّي الرُّوحَ بِسَاطًا
دهْرَانِ وعَشرُ دَقَائقَ
يَضُمُّني المسَاءُ
تَصرُخُ في وجهي وسادتي.
ليلٌ يتنهدُ؛
يَحرثُ بَين أغْصَانِ السَّماءِ
قَبائَلُ الأشْواقِ
وكؤوسٌ من شِفَاهِ الدُّمُوعِ .
أنَا القَطِيعُ
تَفتحُ الشَّمسُ عيْنيهَا
تفردُ جَدائلَ شَعْرِهَاعلى جَبينِ السَّماءِ
أنا الراعِي الذي قُتلتْ أحْلامَه
الشِّعرُ القَاتلُ
هَلُمِّي أنْتَظرُكِ على حَافَّةِ القَصِيدة.
دُموعُ قِنْدِيلٍ تَبحثُ عن بَريِقْ
كَأنَّها كَوكبٌ دُريٌّ خَرجَ عن مدَارِه
عَزِيِزي القِطَار
عَزِيِزي القِطَار
خُذنِي إِلَى الغَمَامِ
مَمَالكُ الرُّوحِ الَقديمة
أتَضَرَّعُ بخُشُوعٍ إلى الزَّمنِ
أنْ يُبقِي شَيئًا من مَمَالكِ الرُّوحِ الَقديمةِ
لا تَصلُ إليْهَا يدُ القدر.
في بَوتقةِ القَصِيدة
مشَاعِري المَثْقُوبة.
كمْ جَائرٌ أَنْتَ أيُّها الغِياب
كَالغَريبِ في ليلِ مدينةٍ تتألمُ .
طريقٌ مسكونٌ بالأشباحِ
رُوحِي تَمْتَطِي ظَهرَ الخيْلِ
تَثُورُ على القلبِ البَرَاحِ.
مُترعةٌ من وحْدَتِي
تَائهةٌ في غَابةِ الاشتِياقِ
تَعويذَاتُ النَّومَ
في سَريري أتَمَدَّدُ جُثةً
أرتَدي قَميصَ الجَمْرِ
من يرثُ وَرْدَ جَسدِي ؟
شَهقَ الحُبُّ مُتسَائلًا:
مَا الفرقَ بيني وبين المَوتِ ؟
أتَسلَّقُ الهَواءَ
أتَسلَّقُ الهَواءَ، أقُشِّرُهُ
أخَلعُ عنْ الشَّمسِ رداءَهَا
وجْهُ القَمرِ الوَاهن
بَحرُ الأحْزانِ زِنْزَانةٌ كَبِيرةٌ
حبسٌ للأحْلامِ.
طُيورُ النْورسِ تَمْرُقُ
تُزَاحِمُ وجْهَ القَمرِ الوَاهنَ
أتَمَدَّدُ على الجَمرِ
يَا مُعجمَ الأشواقِ
لمَ لمْ تأتِ؟
أكتبُ إليْكَ كُلَّ ليْلةٍ
حتَّى يَشقَّ الفَجرُ وسَادتِي
يَطمسَ مَاكَتبتُ
لا تَرْمُقِي أدْمُعِي
فَكُّكِ المُفْتَرسُ يَأكُلُ أُمْنيَاتِي
يَشْربُ دِمَاءَ أَحْلامِي.
كُلُّ شَيءٍ مُتَأهِّبٌ
الشُجَيراتُ مَازَالتْ تَرقصُ على صوتِ المَطرِ
النَهَاراتُ والمَسَاراتُ مَازَالتْ تهوى العِناقَ
لمْ يغفلْ النسيانُ يومًا نسيانَك
نُوَيْرة
قَلقٌ يَتَراقصُ في ذهْنِي
أحلامٌ تشربُ من بئرِ الأوهَامِ
يُولَدُ فَجرٌ جديدٌ وليلٌ ينامُ
كُلٌّ مِنَّا صدْرٌ يَبْكِي
نِدَاءُ القلبِ يَعْلُو
الروحُ تَأبَى الفِراقَ.
أراهُ في صَحْوي ونومي
وفي نوحِ طيرٍ يُغنِّي.
افْتَرسَ الظَّلامُ شُطْآنِي
طَريقُ الحَنَايَا تَائهةٌ خُطَاهُ.
والقلبُ مَرْسَى الأملْ
أوْقدتُ مشَاعلَ الفَضَاءِ
أيْنَعَ الصَّمتُ ثَمراتٍ تَتَنْهَّدُ
اسْتَعمرَ لُغةَ الكَلامِ
تَلعَثمَ الخَجلُ في عينَيَّ
كلانا مَيِّتٌ
وتَنطبقُ عليْنَا أهدَابُ الكونِ؟
سَفَرَ المَثوى الأخَيرِ
مازالَ السُّخطُ في مَهبَّ الحُزنِ؛
لا يُبَالِي بِذبُولِ الدُّمُوعِ.
دِمَائِى شَقَائقٌ حَمْرَاءُ
تَتَجمَّدُ أنْفَاسِي
هَتَكَ حَقِيبةَ أيَّامِي
عِنَاقٌ سَمَاويٌّ
آهاتُ قلبِي تَتَضرَّعُ بالتوسُّلِ
سيفٌ جَريِحٌ
على أذْرُعِ المساءِ
ونَروِ ظَمأَ الأشْواق.
لا شْيءَ يُنْقذُنِي
صَرَخَاتٌ الأمْكنةِ
سَرَابٌ يسْهَرُ مِنْ دُونِي
خيباتي تُلاحقني.
شَربتُ الأحْزانَ ثُمَالةً
فَتَرنَّحَ العُمرُ الشَغُوفُ بسَكرَتِي
خَريفيَّةُ الغَرامِ
أَحْصِي حَبَّاتِ النَّدَمِ
كي أَرْجُمَ بِهَا جَسَدِي.
ثملةٌ أنا بالحُبِّ
لجَسدكَ الليلةَ أسَافرُ
أطوي المَسافةَ في قَميصي
أبْحرُ صَوبَ شَفتيكَ
أخُبِّيءُ أسْرارَ غَرامِي.
عَيْنَا ذِئْبٍ
هَلْ تَمُوتُ الأحْلامُ؟
أَيَحْلُو لهَا نَومِي
كَي تَخْتَبِئَ تَحتَ وسَادتِي
سَلامٌ لامرأةٍ خُرافيةٍ
تَكتبُ بِحبرِ دِمَائِها
على ورقِ ضُلوعِهَا
دُروبًا للنَّجَاةِ .
أخْرجُ من شَرنَقَتِي
أسرقُ من السَّماءِ شُعلةَ ضَوءٍ
أرتَديها
حقائبُ ذَاتِي
قُلوبُنَا حَنَايَا مرَارَات
وهَزائمُ مُلوَّنةٌ تَلمعُ فى حُلكةِ الكَون.
أنْتَ الروايةُ
في ارتِحالِ الشَّمعِ نحو عِشقٍ داخلَنَا.
بصمةُ رُوحٍ
ما بينِي وبينكَ
بصمةُ رُوحٍ
تأتي مرَّةً في العُمرِ .
اشتياقُ الوتَر
نُسامرُ الليلَ
نُراقصُ السَّحابَ
نَشربُ خَمرَ الندَى
نَغفو على جَفنِ الهَوى.
صبَّارُ الشَّكِّ
سَكبَ في شَفَتَيَّ ولادةَ لهفةٍ
ورعشةَ قُبلةٍ.
غَدائُر الليلِ
دَعنَا نُوقفْ زحفَ الفِراقِ الثَقيلِ
نُطلقُ غَدائرَ الليلِ الطويلِ شَهيقًا.

خامسًا- من مكونات وعتبات الديوان:

أ-الإهداء:
جاء الإهداء على شقين:
*الشق الأول للآسرة تقول فيه الشاعرة: إلى أسرتي كل الحب
وهو إهداء موجز ومكثف، بليغ في اختيار كلمتين تعبران عن مشاعر كثيرة “كل الحب”.

*والشق الثاني من الإهداء أهدته الشاعرة إلى حروفها؛ فتقول:
إلى حـروفِي
إلى مَنْ قَتلتْنِي يومًا
وراحتْ تَبحثُ عَنْ نَافذةٍ
عن فَجرٍ يُرَاوغُ دِفئَهَا
ثم عَادتْ فَنفخت فيَّ الروحَ
وبعثتْ أشَّعَاري من جَديدٍ
أُهديكِ الرُّوحَ
فَكُونِي رُوحها
حروفها التي سرت في روحها ومن روحها انبثقت فجرًا جديدًا، وإبداعًا نفثت فيه الروح؛ فتمثل لها ولنا شعرًا سويًا.

ب-عنوان الديوان كعتبة رئيسة، وعناوين القصائد كعتبات فرعية:
حينما نطالع عنوان الديوان؛ نشعر لأول وهلة برغبة الشاعرة في البوح عما في ذاتها من خلجات وأحاسيسه، ومشاعر فياضة، ونحس بجديتها ودقتها في اختيار عنوان متفرد بديع غير مطروق من قبل ” بلا أثرٍ سواي”
فإذا ولجنا إلى داخل الديوان، ودققنا في عناوين قصائده الاثنتين والخمسين؛ وجدنا ذلك التناغم الهارموني المتناسق والمتسق مع العنوان، لننظر مثلاً إلى بعض عناوين القصائد، فيما يلي:
1- في بيتِ رُوحِي
2- كيفَ لميِّتٍ أن يشعُرَ بالنَّارِ؟
3- امْرَأةٌ ذَابتْ في امْرَأةٍ
4- أَسِيرُ بِلا مَاضٍ
5- أَرقُدُ في تَابُوتِي الذَهبِيِّ
6- أَبْحَثُ عَنْ الوَحْيِ
7- حَسناتُ اللؤلؤ
8- وحْدِي ومعطفٌ يُدَثِّرُنِي
9- حُرُوفٌ بالألوانِ
10- لا أصَابِعَ تَكْتُبُ
ولا تختلف عناوين بقية القصائد عن هذا المعنى المفعم بالثراء في مضمونه ومغزاه
وهي بذلك تصل إلى خاصية التدوير الشعري على مستويين:
الأول: التقاء عنوان الديوان مع عناوين القصائد داخله.
الثاني: التقاء عنوان القصيدة مع مضمونها وتجربتها الشعورية.

خاتمة:
لا شك في أننا أمام تجربة شعرية بديعة تفيض صدقًا وعذوبة؛ فتحية لشاعرة قادمة بخطى متئدة راسخة في عالم الإبداع الشعري.

الناقد الأدبي
د. سلامة تعلب

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات