نشوى الحوفي تكشف مؤامرة مرسي وتصف قبره

12:40 مساءً الإثنين 4 فبراير 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

لم تترك الأحداث المتلاحقة واللاهثة في مصر مساحة لسواها من الأخبار الساخنة، ولذلك نتأمل العناوين في الشرق والغرب فلا يبرز سوى الدماء على ثياب الحكم في مصر. تكتب الإعلامية نشوى الحوفي عن وتيرة الأحداث في الأسبوع الأخير، لتثير دهشة في عصر قل فيه الاندهشا من بشاعة الجرم:

“فى وسط تلك الغُمة التى أحاطت بمصر منذ صباح يوم السبت الماضى، بعد إحالة أوراق 21 متهماً فى قضية أحداث استاد بورسعيد للمفتى، وبينما أتابع، شأنى شأن كل المصريين، نتائج الحكم وتبعاته، خاصة فى بورسعيد والسويس، إذا بى أتلقى مكالمة تليفونية من أحد مستشارى نيابة الثورة يطلب منى فيها الحضور يوم الأحد، ثانى يوم الحكم، لمقرهم فى التجمع الخامس للاستماع لأقوالى فى بعض الأخبار المتعلقة بالحادث، وكنت قد نشرتها فى جريدة «المصرى اليوم» وقت وقوعه منذ نحو عام! لم أصدق أذنىَّ وأنا أستمع للمكالمة.. وبعيداً عن موقفى من تلك النيابة التى أراها حالة استثنائية مرفوضة فى القضاء على الأقل بالنسبة لى. فقد انتابتنى حالة من الذهول ودقت التساؤلات رأسى وأنا أرى دماء المصريين تسيل بعد حكم أراه مبتوراً ناقص الدلالة. فالرئيس الذى لم يثق فى القضاء العادى، الذى أتى به رئيساً، دعا لتشكيل نيابة للثورة تختص بالتحقيق فى قضايا قتل الشهداء.. ولكن هذا الرئيس ذاته، يقبل أن يصدر القضاء العادى، الذى لا يثق فيه، حكماً فى قضية ما زالت نيابة ثورته تحقق فيها وتستمع لأقوال الشهود عليها!! ليس هذا وحسب، بل يخرج إخوته ورجال عشيرته أمثال الدكتور العريان فيصرحون عقب الحكم بأنه جاء برداً وسلاماً على قلوب المصريين، وأنه ﻷول مرة نرى بداية القصاص لشهداء الثورة، داعياً للقضاة الذين حكموا فى القضية بأن يكونوا من أهل الجنة!! يا حلاوة يا ولاد.. أى عبث هذا؟ هل نعيش حقيقة أم كابوساً غير واضح المعالم يفقدنا القدرة على التمييز؟ أم ما نحن فيه استكمال لخطة التمكين والتمكن من مفاصل مصر وأن الحكم كان جزءاً من تمثيلية معدة سلفاً لتحقيق أهداف الجماعة اللوذعية ومكتب إرشادها وحلفائها فى الخارج؟”

 مثلما تطرح نشوى الحوفي السؤال يصبح هذا التساؤل مثار هاجس المصريين جميعًا ـ عدا ثلة حاكمة ـ هؤلاء الذين رأو في المشاهد المذلة والمهينة لآدمية البشر في مصر عتبة تفضي إلى الجحيم. تواصل نشوى الحوفي:

 “دعونى أفند لكم وجهة نظرى البسيطة؛ لو سلمنا بصحة أن المتهمين الذين صدر الحكم بإحالة أوراقهم للمفتى بلطجية نفذوا جريمتهم بلا قلب ولا رحمة، نكون أمام سؤال آخر: من دفع لهؤلاء البلطجية لتنفيذ مهمتهم؟ فكلنا يعرف أن البلطجية لا يمارسون القتل والبلطجة إشباعاً لهواية لديهم، بل للاسترزاق من ورائها.. إذن من اتفق معهم وحرضهم؟ ويأتى السؤال الثانى وهو الأهم: ماذا عن بقية المتهمين السبعة فى القضية.. هل هم متآمرون أم مهملون؟ وهكذا كنت أرى الحكم مبتوراً قبل استدعائى لسماع أقوالى فى نيابة الثورة. أما بعد الاستماع لأقوالى فقد شعرت أن الحكم وتوقيته مؤامرة ضحى فيها النظام الحاكم ببورسعيد وأهلها من أجل تخفيف الضغط الغاضب على القاهرة وبقية المدن المصرية التى خرجت منذ يوم الجمعة تعلن رفضها لنتائج الحكم بهى الطلعة الذى بنعمته يختال علينا منذ سبعة أشهر”.

 يأتي خطاب نشوى الحوفي للعقل، في زمن الجنون، فالأسئلة التي بدت مع انطلاقة الثورة مبهمة الإجابات، أو عديمتها، أصبحت تفرز تفسيرات تزيد من شعلة الجنون حول: رئيس كان مسجونا بتهمة (ما)، سجون يحرقها أشخاص ينتمون إلى جماعة (ما)، يهرب المسجونون المنتمون إلى الإسلام المتطرف إلى دولة (ما)، يتم إنقاذ سكان قطاع حركة مسلحة (ما) في مجال الطاقة فتشتعل أسعار الطاقة في مصر، وتكمل ـ من جانب آخر ـ نشوى الحوفي:

 “تزيد نظرية المؤامرة بداخلى لو قلت إن خطاب مرسى الأخير وما حمله من إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال فى مدن القناة كان معداً سلفاً وإن توقيت إصدار الحكم كان وسيلة تنفيذه، وإننا فى انتظار تعميم القرار لو سلمنا بصحة تصريحات مجلس الشورى بأن القرار قد يمتد لستة أشهر لا ثلاثين يوماً! يا الله.. هل ما زال لدى تلك الفئة بعض الضمير؟ هل يدركون ما يفعلون فى مصر وشعبها ولأى منزلق نندفع؟ أم أن غشاوة يضعها الله على أبصارهم ليكتبوا نهايتهم بأيديهم كما فعل مع غيرهم ومن سبقهم؟ فيجتمعون ليلة السبت والبلد تشتعل لمناقشة الصكوك الإسلامية! ويأمرون لجنة انتخابهم للاجتماع أيضاً السبت لمناقشة إجراءات الانتخابات البرلمانية المقبلة!! يا أخ مرسى.. النهاية متر فى متر وقبر مغلق يبدأ حسابنا فيه.. وإياك أن تصدق لحظة أنك تفعل ما يرضى الله.. فتباً لك ولعشيرتك التى تسرع بنا نحو الجحيم”>

كتبت نشوى الحوفي مقالتها ونشرتها قبل أن يجد المصريين أنفسهم في الجحيم بالفعل، وقد أصبحت أرواحهم مدانة، وأجسادهم مهانة طالما بقيت العملية السياسية والحكم مرهونين بجماعة السفاحين. 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات