عامان بعد التنحي: وكأن شيئًا لم يكن!

12:07 مساءً الثلاثاء 12 فبراير 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

متظاهران يقذفان الحجارة على القصر الرئاسي في الذكرى الثانية لتنحي مبارك

القاهرة: بين إطلاق قوات الامن المصرية قنابل الغاز المسيل للدموع ،  وفتح خراطيم المياه  لتفريق متظاهرين الذين حاولوا  اقتحام قصر الاتحادية الرئاسي ، تأتي  الذكرى الثانية لتنحى  الرئيس السابق حسني مبارك وكأن شيئا لم يكن، بل زاد الأمر اشتعالا، وزاد عدد الضحايا ممن يجلس على عرش مصر.

تبث قناة (الحياة) الفضائية المصرية صورا مباشرة لقوات الامن وهى تطلق وابلا من القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم من امام القصر الرئاسي ما ادى الى اصابة بعض المتظاهرين باختناقات. وتتقدم ستة سيارات مدرعة ومصفحة يخلفها جنود الامن المركزي باتجاه المتظاهرين لاجبارهم على الابتعاد من محيط القصر، فيما تقوم قوات الامن بفتح خراطيم المياه على المتظاهرين.

ذكرت وكالة انباء (الشرق الاوسط) ان اعداد المتظاهرين امام قصر الاتحادية ارتفعت إلى عدة الاف بعد وصول مسيرتين.وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام من بينها ” الشعب يريد اسقاط النظام”.

وتأتى المظاهرة استجابة لقوى المعارضة والحركات الثورية التى دعت الى الاحتشاد للمطالبة بتحقيق اهداف الثورة ورفض هيمنة جماعة (الاخوان المسلمين) على مفاصل الدولة، وذلك فى الذكرى الثانية لتنحى الرئيس السابق حسني مبارك.

وشهد محيط القصر الرئاسي حالة من الكر والفر بين قوات الامن والمتظاهرين الذين تزايدت أعدادهم بعد وصول زملائهم المتظاهرين من ميدان التحرير لدعمهم مرددين هتافات ” ارحل ارحل” الى الرئيس محمد مرسي.واشعل المتظاهرون النيران فى محيط قصر الاتحادية ووضعوا بعض العوائق لمنع تقدم سيارات الامن المركزى فى اتجاههم ، وتبادلوا مع قوات الامن القاء الحجارة والغاز المسيل للدموع.

وكانت قوات الحرس الجمهوري استبقت المظاهرة بوضع كاميرا تليفزيونية أعلى قصر الاتحادية ، وسواتر حديدية ورملية امام بواباته لمنع اقتحامه. وذكرت وزارة الداخلية ان المظاهرة فى محيط قصر الإتحادية بدأت سلمية لكن “وفي مشهد متكرر بدأت محاولات من قلة غاضبة بإزالة الأسلاك الشائكة أمام أبواب القصر وإلقاء الحجارة تجاه وداخل القصر”.

وأوضحت فى بيان “أنه مع استمرار الاعتداءات تم الدفع بقوات الشرطة المتواجدة في محيط القصر والمكلفة بتأمينه بالتدخل لحمايته من محاولات التعدى ، حرصا على عدم تصعيد الموقف وإبعادهم عن محيط القصر باستخدام الغازات المسيلة للدموع”.وكذلك شهد ميدان التحرير ، مهد ثورة 25 يناير2011 ، مظاهرات بعد وصول اربع مسيرات من مناطق متفرقة بالقاهرة للمطالبة بإسقاط النظام، فى حين خرجت مظاهرات فى محافظات كفر الشيخ ،وشمال سيناء، والبحر الاحمر،والاسكندرية ، والشرقية، والغربية، واسيوط ، ودمياط.

فى غضون ذلك، دعا شباب جبهة (الانقاذ الوطني) ابرز قوى المعارضة الى محاكمة شعبية للرئيس مرسي بحضور رموز من المحامين والقضاة المتقاعدين على ان تجرى المحاكمة فى الاول من مارس القادم بمقر الجمعية الوطنية للتغيير، وذلك بعد تلقى البلاغات ضد الرئيس ورموز النظام الحالي.

واكدوا فى بيان ان ” الدولة اصبحت فريسة لممارسات جماعة الاخوان المسلمين السلطوية، وان الجماعة زادت من نبرات التخوين والتشويه لبعض الرموز والمبادئ والافكار المناهضة للديكتاتورية”.

ورأوا ان ” الوطن يوشك على الانهيار بسبب الفشل الذريع فى ادارة شئونه فى مختلف النواحى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فى ظل حكم استبدادي لا يبغى شيئا سوى تمكين جماعته غيرالقانونية”.

فى المقابل ، وجه رئيس الوزراء هشام قنديل فى بيان بمناسبة ذكرى تنحى مبارك رسالة إلى الشعب دعاه فيها الى استعادة روح ثورة يناير التى جمعت المصريين حول هدف واحد تحقق فى 11 فبراير2011 ، مؤكدا ان تحقق هذا الهدف ما كان يجب ان يكون بدابة للفرقة والاختلاف بين شركاء الامس.

واضاف ان ” هناك الكثير من الاهداف التى تتطلب التوحد والتعاون بين مختلف القوى السياسية سواء من هم فى صفوف الحكومة او فى صفوف المعارضة” داعيا إلى الاحتفال بذكرى نجاح الثورة فى اطار سلمي بناء بديلا للعنف والتخريب حتى تحقق مصر ما يصبو اليه شعبها.

واكد ان ” قطف ثمار الثورة يكون بالعمل والاجتهاد والبعد عن الاثارة والمزايدات السياسية” بما ” يمنح الفرصة لالتقاط الانفاس والتخطيط المنهجي والعمل الهادئ بعيدا عن الصراعات السياسية حتى تسترد البلاد عافيتها”.

فى حين صرح المتحدث باسم حزب (النور) السلفى نادر بكار بانه يتوقع ان يبدأ الرئيس مرسي اعتبارا من بعد غد الاربعاء مشاورات لتشكيل حكومة جديدة ، لكن الناطق باسم الرئاسة ياسر علي نفى ذلك .

وسبق ان تقدم النور بمبادرة تتوافق مع مطالب جبهة الانقاذ الوطني المعارضة وتتضمن فى بنودها ضرورة تشكيل حكومة وطنية جديدة ، وقام الحزب قبل يومين بلقاء الرئيس مرسي وعرضها عليها.

ووصف الناطق الرئاسي الحكومة الحالية بانها ” نزيهة ووطنية وتؤدى عملها باخلاص” نافيا نية الرئيس مرسي تغييرها ، وقال ان الرئاسة قررت ادراج مبادرة حزب النور على مائدة الحوار الوطني الذى من المتوقع ان تكون جلسته الثانية فى نهاية الاسبوع الجاري.

واكد ان جبهة الانقاذ مدعوة للحوار مشيرا الى ان مصر تحتاج لحوار فاعل وشامل لرفع اى غطاء على العنف فى الشارع ، مؤكدا انه من غير المقبول وجود غطاء سياسي لما يحدث فى محيط قصر الرئاسة من محاولات اقتحامه والقاء زجاجات مولوتوف عليه.

وكان الرئيس مرسي دعا مؤخرا قادة ابرز احزاب المعارضة والتيار الاسلامي الى حوار وطني فى مقر الرئاسة لكن جبهة الانقاذ رفضت التحاور قبل حصولها على ضمانات بجدية الحوار الذى عقد بالفعل جلسة اولى له بغياب المعارضة الرئيسية

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات