مهرجان سان فالنتين الدولي للفن المعاصر يكرم التشكيلية العربية سماء يحيى

02:41 مساءً الجمعة 8 مارس 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الفنانة سماء يحيى أثناء حفل التكريم مع السيد جان باتيستا دل كونتي رئيس المركز الثقافي و الغرفة السياحية

كرم مهرجان سان فالنتين الدولي للفن المعاصر الخامس عشر، الفنانة التشكيلية المصرية سماء يحيى، بعد مشاركتها تلبية لدعوة رسمية من المركز الثقافي لبلدية فيكو دل جرجانو الايطالية راعي المهرجان.

 كما كرم المهرجان (Internazionale D’Arte Contemporanea San Valentino15 Rassegna ) ضيف شرف المهرجان ورئيس لجنة تحكيم المهرجان الفنان الكبير جمال مليكة. ومنح مليكة ميدالية رئيس الجمهورية الايطالية عن تاريخه الفني الحافل  وهي المرة التاسعة التي يحصل فيها د. مليكة على هذه الميدالية. وأقيم حفل التكريم اقيم بقاعه المؤتمرات فى بلدية فيكو دل جرجانو في الفترة من 13 – 17 فبراير 2013  تحت رعاية وزارة الثقافة ووزارة السياحة الايطالية.

حصلت الفنانة التشكيلية سماء يحيى على درجة الماجستير من كلية التربية الفنية جامعة حلوان برسالة موضوعها ( القيم الجمالية والتعبيرية لحضارات وسط آسيا كمدخل لإنتاج أعمال تصويرية معاصرة) سنة 2005 كما حصلت على درجة الدكتوراه من كلية التربية الفنية جامعة حلوان برسالة بعنوان ( فلسفة الحضارة الهندوسية في التصوير الشعبي الجنوب أسيوي كمدخل لإنتاج أعمال تصويرية معاصرة ) 2009.وتهتم سماء بالمجال نفسه في مقالاتها التي تتناول تأثير مفهوم الزمان و المكان في الثقافة الهندوسية وعلى الفن الهندي المعاصر، وكذلك التعبير الفني عن الأم الكونية في فنون  الحضارات القديمة.

شاركت سماء في عديد من المهرجانات التشكيلية الدولية، العربية والأوربية، كما حصلت على عدة جوائز، منها جائزة لجنة تحكيم مهرجان سان فالنتين الرابع عشر للفنانين الشباب(2012)، وكأس السيناتور تانكريدي باولو Tancredi Paiolo بمهرجان مارتينسيكورو التاسع والثلاثين للفن المعاصر ( ايطاليا 2012)، ولها مقتنيات لمجموعات شخصية في مصر والسعودية والكويت  وإيطاليا .

وتقول الناقدة نجوى العشري عن أعمالها “لوحات سماء يحي تعكس مفهوماً شرقياً قديماً – هو مفهوم أديتي Aditi  – أي توافق الجانب الأنثوي الإبداعي للإنسان مع عقله و روحه و أحاسيسه ، كما تعكس مفهوماً صوفياً هو توحد الإنسان في الكون و ذوبانه في حالة السمو ، مع مزيج من ثقافة و رؤى عولمية ترتكز على مفاهيم و قيم ما بعد الحداثة في خليط لمعالجات غير تقليدية لمدارس أوروبية و أخرى شرقية بجانب المفاهيم الشعبية المصرية الراسخة و التي تختلط بمثيلتها الهندية و التركية و الأسيوية؛ كل ذلك بألوان قوية و صريحة تذكرنا بأساطير الأزمان و ليالي شهرزاد و مع ذلك تبدو شخصياتها و كأنها خرجت للتو من عالم واقعي لتعيد المتلقي إلى فطرته الطفولية و حياته الشعبية ليتذوق نوعاً من الجمال البكر بعيداً عن المدارس التقليدية  ، فاللوحة عند سماء يحي هي حالة فريدة من الحلم الإبداعي يجمع بين البهجة و القوة , و بين البراءة و الشهوة ، و بين الحب و الكبرياء ، و بين لذة الحلم و جفاف الواقع لتخلق صورة بصرية متفردة .فهي تريد كما تقول أن تخلق مشاهد جمالية خالصة تتناهى في بساطتها ، و حتى الأطفال الصغار يتفاعلون مع الشكل و الموضوع و يتفهمونه و يتذوقونه أيضاً ، و هذا سر من أسرار لوحاتها”.

سماء يحيى أثناء التجهيز لمعرضها (الراوي ـ سماء يحيى) مع الدكتور صلاح الراوي

أما الفنان و الناقد د.محسن محمد عطية فيشير إلى احتفال “الفنانة “سماء يحى” فى لوحاتها بجمال للمرأة أنيق وحالم …فترسم الجسد بالألوان , وهى تنساب بقوة واندفاع … وترسم الوجه بانفعال جميل,وللشعر المنسدل خطوطه الإيقاعية البارعة, والتى تتبع فى اتجاهاتها أوزاناً شرقية , تشجى النفوس وهى تتراقص… وللألوان حس عفوى يلبى نداء الغريزة … و بعد عاطفى يدعو من المشاهد للتوغل فى الأعماق الدافئة, ولأن يتأمل الأجواء الحالمة… إن الفنانة الواعدة ترسم مشاعرها برموز نصفها مرئى ونصفها الآخر موحى به”.

ملصق لأحد معارضها في القاهرة

وتقول د. هبة الهواري إنها التقت سماء يحيى وهي تشكل الأنثى المقدسة: “التقيتها وهي تستلهم الشعر وتستحضر قوة الكلمات والحروف و تشكل أيقوناتها الملونة السحرية و ترصعها بكلمات طاغور و فؤاد حداد و صلاح جاهين و صلاح الراوي ، تتردد في رحابها مقاطع خلابة من سيرة بني هلال ، التقيتها في تلك الأنثى المقدسة الساحرة التي تكرسها في لوحاتها الشجية ، هي نفس البنت ترسمها وتطلقها في الملكوت …نفس البنت الملتفة  بالورود و إزارها من سحب و غيوم ، نفس البنت تتشبث بقناديل الأمل و الحلم ، تضيء حنيناً و شجناً ،تضحك فتملأ الكون بالأريج ،ترسم خطوطها الشجاعة بيقين العارفين ، تنطق بالحكمة و هي الصغيرة المتسربلة بالنقاء ،المطمئنة بالصبا و العشق  ، المستبشرة بالغناء الرخيم ، المزدهرة بالتحليق الحر ،المرتلة لترانيم الخلق الطهور ، أمنياتها ودٌ و ظل و نسائم الحقول  ، تترقرق مع النيل و تهفو روحها لتعبر ذلك البحر في الشمال ،ترسم الفنانة سماء يحيى تلك المرأة المقدسة الكونية التي تمتلك سر الخلق و يتفجر منها الميلاد و الخصوبة و النماء ، تلتقط مفهوم دائرية الزمن و تثبيت اللحظة و دوام التجدد الذي يكمن في جوهر الفكر الفلسفي الإنساني و بالذات في بلاد الشرق الأقصى حيث تشربت روحها تلك القيم في سنوات الطفولة  ، ترى في لوحاتها البهيجة استلهاماً لتلك الأنثى العليمة الطاهرة التي ترتحل في الوادي تجمع أشلاء أوزوريس و تضخ فيه الحياة من جديد ، هي من اختبأت في أحراش الدلتا بحورس ، هي العذراء من طافت الوادي بالمسيح ، هي الأميرة ذات الهمة و بهية و ناعسة و نعيمة، تلك التي لها عينا غزال و لها جيد غزال و لها عود كما البان ووجه القمر ليلة الرابع عشر  كما وصفها نجيب سرور على لسان  ياسين. إن استلهام الحركات التعبيرية للرقصات الشعبية و إيقاعتها في التصوير عند سماء يحيى لهو ملمح بارز و شديد الخصوصية ، حيث تقتطع ومضاتها من زمن الرقصة و تبثها  لتدوم ،حيث انسجام الإيقاع مع نبض الهدير الكوني المتسق ،رأيتها تصور  مقاطع من أشعار رابندراناث طاغور من مجموعته قرابين الأغاني ( جيتانيجالي ( Gitanijali ) تصاحب اللوحات و تشترك معها في نفس المضمون و الفكرة و الإيقاع ، و هو استيحاء لمدرسة الباتا الهندية التي تصاحب الصور بمقاطع شعرية و أغاني .ورأيتها و هي تمتزج بنصوص الأدب الشعبي المصري و تذوب معها ثم تتوسل بلغتها الفنية أداة تشكيلية لنصها البصري الخلاب”.

وتستطرد د. الهواري باحثة في جوهر أعمال التشكيلية سماء يحيى:

“الوحدة الرئيسة لدى سماء هي جسد تلك الأنثى و هو يحتل معظم فراغ اللوحة و هو يتقدم كل العناصر التي تأتلف حولها لتشكل السياق الكثيف الذي تتجلى فيه هذه الأنثى ، وتتأكد النقاط المحورية لدى سماء في تأكيدها  على التضاد اللوني و المكاني بين جسد الأنثى و باقي النسيج التشكيلي و على الفصل الناعم دونما تعسف بينها و بين ما يحتويها من مفردات و هي تؤكد الاتجاه و مراكز الثقل عن طريق تشكيل و تحريك ذلك الجسد الأيقونة في فضاء اللوحة الرقصة ،فهي مطرقة في وجوم و انتظار ،أو جالسة في شرفتها المزخرفة تحتضن قطتها ذات السبع أرواح ، أو هي راقدة في فراشها المذهب المخملي ترتدي ثياباً تكشف زيناتها في ترقب ، أو متكئة تحادث الهدهد و تنصت مع النجمات و الهلال ، تبحر خصلات شعرها البواح  في المدى الأزرق الرحيب ، أو تكبله في ضفائر الطفولة المعقودة بشرائط الكتمان ،تتخذ بجسدها و حركة رأسها دوماً هيئة الانتظار  يمتد في براحها زرقة البحر و قاربان و تطل النجوم و القمر يطيع الطلسم ا

من التجارب الإبداعية المهمة للتشكيلية سماء يحيى مشاركتها مع المبدع د. صلاح الراوي الذي وضع نصوصا له ـ معاصرة وقديمة يرجع تاريخ بعض منها للسبعينيات ـ لتكون مع معرض زاوج بين الحرف واللون

لسحري و يستجيب للوفاق …يحرسها و يرقيها و يتجلى تاجاً فوق رأسها الجميل …طوقاً من  أحجبة  له خدام  الجن السبعة  و أفئدة  صدعها الوجد من بشر تواق ..والاتزان يتكون عند سماء من العلاقات المكانية بين المفردات و العناصر المحيطة ببطلتها ، سواء كانت فرشاً و أثاثاً أو سور شرفة و حيوانات و طيور و فواكه و أشجار مثمرة أو كانت زيناتها الذهبية التي ترتديها الأنثى في الحكايات الشعبية كالحلق المخرطة ، و الحجاب المثلث ،و الكردان ذي الصفوف السبعة المبروكة،

و تنبض اللوحات بالإيقاع  المتولد من الترديد لبعض  الوحدات الزخرفية في الزينات و المفردات المحيطة بجسد الأنثى ، أو من تنوع الخطوط الأفقية و الرأسية و الحادة و اللينة كذلك .كما أن  الحركة التي تؤديها  الفتاة أو الهيئة التي تتخذها تضمر إيقاعاً ناشئاً من ثنايا جسدها في مواضعه المختلفة المتنوعة التي تشي بكتمان لطاقة الخلق و بوح مكبوح بسطوة الأنثى و تنبئ تلك الإيماءات الإيروتيكية عن اعتمالات كونية موارة تسجنها الأطر و الكيانات الموروثة و تحجبها أبنية و أسوار تتضح في كل ما وضعته سماء لحوائها الأيقونة”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات