الروائية العُمانية جوخة الحارثي تفوز بالبوكر العالمية

08:47 صباحًا الأربعاء 22 مايو 2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

Winners Jokha Alharthi, left, and Marilyn Booth at the award ceremony for the Man Booker International prize. (Man Booker International Prize) الفائزتان بالجائزة، المؤلفة والمترجمة، معًا

Winners Jokha Alharthi, left, and Marilyn Booth at the award ceremony for the Man Booker International prize. (Man Booker International Prize)
الفائزتان بالجائزة، المؤلفة والمترجمة، معًا

فازت رواية “سيدات القمر” للروائية العمانية وأستاذة الأدب العربي الدكتورة جوخة بنت محمد الحارثي، بجائزة مان بوكر الدولية 2019 في بريطانيا.

ضمت القائمة القصيرة للجائزة لعام 2019 رواية “سيدات القمر” للكاتبة جوخة الحارثي من عمان، ترجمة مارلين بوث، ورواية “السنوات” للكاتبة آنى إيرنو من فرنسا، ترجمة أليسون إل سترومر، ورواية “جزر الصنوبر” للكاتبة ماريون بوشمان من ألمانيا، ترجمة جين كاليجا، ورواية “مر بمحراثك على عظام الموتى” للكاتبة أولغا توكاركوك من بولندا، ترجمة أنتونيا لويد جونز، ورواية “ظلال الأطلال” للكاتب خوان غابرييل فاسكويز من إسبانيا، ترجمة آن ماكلين، ورواية “حق الانتفاع” للكاتبة علياء ترابوكو زيران من إسبانيا وإيطاليا، ترجمة صوفي هيوز.

وذكرت “مان بوكر” أن روايات القائمة القصيرة تمثل لغات أجنبية، تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، من العربية والفرنسية والألمانية والبولندية والإسبانية.

وتقدر قيمة الجائزة للرواية الفائزة بالجائزة بـ 50 ألف جنيه إسترليني، تقتسم بين المؤلفة والمترجمة.

يرصد الدكتور محمد برادة الشكل الروائي في «سيدات القمر» أنه يتـكـون من فصول قصـيرة، يـتـناوبُ على السرد فيها ضميرُ الغائب المهتـمّ بتقديم المشاهد، وربط الصلة بين الأحداث وعلائق الشخصيات؛ ثم ضميـر المتكلم،على لسـان عبد الله ابن التاجـر سليمان الذي بنـى أرباحه الواسعة من الاتجار بـالـرقيـق. ومن خلال صوت الابـن نـتـابع نموذجاً من حياة عـيّـنة من جيل ينتـمي إلى ثـمانـيـنات القـرن العشرين. والحـكيُ بضمير المتكلم في هذه الفصول، يسمـح بتـفـريد الصوت والمشاعـر، ويقيم توازناً بين السـرد العلـيم والصوت الحامل لخصوصية التجربة. على هذا النحـو، تسعى الرواية إلى أن تلامس مسار المجتمع العُماني على امتداد ما يـُـقارب المئة سنة، انطلاقاً من محكـيات تـتخـذ بـؤرة لها حيوات شخصيات تنـتمـي إلى أسـرتـيْن تعيشان في قـرية العوافي، هما أسرة عـزّان زوج سالمة وأبو مـيـّـا وَأسماء وَ خـولة، وعائلة التاجـر سليمان وابنه عبد الله زوج مـيـّا وأبو «لندن» الطبيبة الشابة … ومن خلال المـراوحة بين الخاص وتفاصيله (الزواج،الولادة، علائق الحب والخيبة، مشاهد الحياة اليومية…)، واستحـضار ما هو تاريخيّ وعـامّ (الاحتلال البريطاني، الاتجار في الأسلحة والـرقيـق، تحديث المباني والمرافق في السلطنـة…)، تـرتـسـم ملامح من تحولات المجتمع الـعـُمـاني التي تحتل المرأة الصدارة َفيها. لكن ما يستحـق التسجيل، هو أن الإحالة على التاريخ والأحداث العامة لا تـأخذ حـيـزاً كبيـراً، وتـأتي في تلميحات عـابـرة، تذكيرية، لا تشوش على المجرى الروائي النابض بالشخصيات والمشاعر والإيحاءات. وما يـزيد من تقوية الجانب الروائي على الطابع التاريخي، كـونُ السـرد يـتـمُّ من خلال عملية اسـتـباق/ارتـداد، أي البدء بالحديث عن «حاضـر» الشخصية وما آلتْ إليه قبل الارتـداد إلى ماضيها لاستـعادة التفاصيل التي أدت إلى تشكيل مسار حياتها.

نجد نموذجاً لهذا الاستباق والارتداد في الطريقة التي تعرفنا بها على قصة «لندن» ابنة عبد الله التي فرضت على أسرتها الزواج من أحمد الشاعر قبل أن تكتشف خيانته ومراوغاته…على هذا النحو، نـقرأ في الفصول الأولى أن لندن فسخت خطبتها بأحمد، ولكن التفاصيل تطالعنا في الصفحات الأخيرة من الرواية: «لكن حبها الأول فشـل، فشل قبل أن تعتـرف بذلك بوقت طويل، وبعد إهانات وآلام طلبت الـخـلـع أخيراً وامتنعت عن رؤيتـه (…) أصبح الشوق البائس لوجهه القديم وصوته القديم سلاحاً يشـهره قلبها في وجهها، «أكـرهك، أكـره صوتك، أكـره صورتك»، ومـزّقـت كل صوره، ولكن لندن لم تشعـر في صميمـها بالكراهية التي تستجديها وإنما بالمـرارة والألم الفاقـع العنيف «ص 217».

يـعاضـد هذا الشكل وطـريقة السرد، لـغـة ٌ رقـراقة، رشيقة، متعـددة السجلات، جامعة بين الفصحى ولغة الكلام، تـمتـح من الأمثال العـاميّة وروائع الشعر العاطفي الذي يستـعين به عـزّان لـيـعـبر عن حبه اللاعـج والمستحيل لنـجية الملقبة بالقمـر، والتي اختارتـه ذات ليلة ليكون عشيقها، وهي تعلم أنه متـزوج وأب لثلاث بنات. وهذا التنوع في معجم اللغة ومواردها يخدم تـعدد مستويات المتحدثـين في الرواية، ويجسد التـواشج بين لغة «البـدو» الموروثة واللغة الأنثوية المتطلعة إلى عواطف جديدة.

 

وقد سبق للرواية التي صدرت عن دار الآداب في بيروت أن فازت بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب،  وهنا رابط للفصل الأول من الرواية:

الفصل الأول من رواية “سيدات القمر” للكاتبة العُمانية جوخة الحارثي المرشحة لجائزة مان بوكر العالمية

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات