كمْ من الشعارات الزائفة، والعبارات الخادعة، يمكن أن تخفي الحقيقة؟
فباسم التجربة الديمقراطية، يُقتلُ العراقيون كلَّ يوم بدم بارد. وباسم الإسلام تُذبحُ قيم المحبة والتسامح التي دعا إليها رسول الإسلام، في كل بلدان الدين الحنيف. وباسم الحرية، يزداد عدد المقيدة حرياتهم، معتقلين ولاجئين كل يوم، حول العالم. وباسم حرية الإعلام تهتك خصوصيات الإنسان في كل ركن من أركان المعمورة. وباسم عدالة الصندوق وحرية الانتخاب تأتي الرشاوى بالفساد يرتدي قبعة المستثمر، وعمامة الشيخ، ومعطف الزعيم!
إنه فاوست الجديد يأخذ أرواحنا ليعطينا رائحة الموت، وواحة السراب، وهو يخدعنا بجنةٍ لن ندخلها أبدًا. وكأن الحروب التي خاضتها البشرية لا يتذكرها أحد، وكأن ضحاياها ليسوا أحياء في الذاكرة المدماة، وكأن آثارها محيت من خريطة التاريخ.
اليوم نحن أمام خيارين: سلامٌ أم سلاح!
في الماضي كانت مهمة التنوير مُوكَلة للتنويريين، ولكن الظرفَ التاريخي يجعلنا ننسى هذه الرفاهية. نحن جميعًا لنا دور في صناعة السلام، ولا أخص المفكرين والأدباء والفنانين ورجال الإعلام وحدهم، بل أقول الجميع. كل من يريد أن يستمتع بالسلام فعليه أن يشارك في صناعته، وهنا أتحدث عن سلام حقيقي، وليس ذلك السلام الذي يُغتال كل يوم على طاولة مفاوضات خرائط الغفلة.
لا يخدعكم فاوست، بعد اليوم.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.