يا معاركي الخاسرة
يا جرس مدرستي وسرو الأسوار
يا طفولتي التي لا تنفذ
وعلبي الضائعة في بريد
لو سألنا متابعي الحركة الشعرية العربية المعاصرة عن شاعرة دواوينها الجميلة تأتي مطرزة برسوماتها الطفولية، مشهورة جدا رغم أنها لا تطبع كتبها في دور نشر، منسجمة مع ذاتها وابداعها، مثقفة حتى النخاع، تكتب عن المطر على مخمل والمعاطف الشتوية وسيارات سوداء تبتعد ومواعيد مهجورة على أطراف الوقت وأقواس قزح وحصى ملونة ورماد القش والرسائل وقارورة عطر منسية وصغار يركضون وماضي مرتبك ومكالمات متقطعة وفراشات تشتعل وحبات حنان تنفرط من مسابيح عاجية وما لا يمحى ولا يستعاد وحياة تفلت من بين الأصابع وملمس السماء وفنادق كئيبة بممرات طويلة. من هي الشاعرة التى يمكنك تخمين اسمها بفرح عندما تقرأ المقطع التالي:
«الضباب وبرد ديسمبر
وعلبة ثقاب في جيبي
وقصيدة في البال
عنيدة عصية
على مصطبة نائية
قبل أن القاك بدقائق»*
من هي الشاعرة التى تجيد تدليل المفردات وقولبتها في اطار ذهبي دون أن يشعر القارئ بأي فجوات بين نص وآخر؟ ثيمة واحدة كترنيمة طويلة في فضاء غابة القوافي. بمعنى أدق من هي المبدعة التى تحيك مقاطعها الشعرية بحنان متصاعد وشغف شتوي يمر للمتلقي كشعاع ضوء هارب من مجرة قريبة؟
«ثورة اثر ثورة اثر ثورة
والحرية حورية
والسواحل مقابر تتراكم»*
من هي الشاعرة التي تدون على طرف ديوانها الفصل الذي صدر به الديوان؟ وتحرص على ألا يكون هناك اهداء لأحد؟ بعيدة عن صخب الاعلام والامسيات الشعرية منزوية بنقائها في محارة الياسمين رغم أنها الاسم الأكثر شعبية عربيا… بالتأكيد ستكون الاجابة انها سوزان عليوان وهذا يكفي!
* المقاطع من ديوانها «رشق الغزال» طبعة خاصة، صيف 2011.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.