خرائط الشرق الأوسط الجديدة لخدمة دولة الاحتلال الإسرائيلي

08:48 صباحًا السبت 30 مارس 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

هجمات الحادي عشر من سبتمبر دشنت خطة الخرائط الجديدة للشرق الأوسط

يجب إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد ، هذا ما طالبت به الأصوات في الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها في الحادي عشر من سبتمبر / أيلول عام 2001 وإذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد اختارت العراق لتبدأ منه رسم الخريطة الجديدة التي تتعدى العراق لتطول كلا من سوريا ومصر والسعودية والسودان سواء بتغيير الأنظمة في تلك الدول أو تقسيم أراضيها ومن ثم كان مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يهدف إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط بما يتناسب مع المصالح الغربية التي تتركز في الإنحياز الكامل إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي .

والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا تريد الولايات المتحدة التغيير في المنطقة ؟ وهل الوضع الحالي يضر بمصالحها ؟ والجواب هو بالطبع “لا” فالأمور مستقرة والسيطرة الإقتصادية أيضا مستمرة وبالتالي فمن المؤكد أن إسرائيل هي التي تقف خلف الإصرار على فكرة تقسيم المقسم وتفتيت المفتت كما يرد في مقال رئيس تحرير جريدة هاآرتس الإسرائيلية الذي يناقش فيه كيفية إعادة رسم خريطة لأجزاء من العالم..ويرى أن إعادة رسم الحدود في القرن الحادي والعشرين سيكون على أسس القوة والحروب والإنتفاضات الشعبية خلافا لإتفاق سايكس بيكو فيما بعد الحرب العالمية الأولى  وقد بدأ ذلك مع غزو القوات الأمريكية للعراق وسحق النظام المركزي للدولة وفرض جيوب عرقية ، كذلك فرض حركة حماس سيطرتها على غزة وإقامة دولة الأمر الواقع ثم كان تقسيم السودان إلى السودان وجنوب السودان فيما سرعت ثورات الربيع العربي وتيرة رسم الحدود الجديدة ورسم خريطة جديدة للمنطقة العربية تبشر بالنهاية القريبة لإتفاقية سايكس بيكو .

مشروع الشرق الأوسط الجديد

وفي كتاب “كيف يدار العالم” الذي ألفه باراج خانا الباحث بمؤسسة أمريكا الجديدة ، والذي صدر عقب الثورة في تونس ومصر توقع المؤلف منظومة دولية تضم 300 دولة مستقلة وسيادية مقابل 200 دولة اليوم وأساس الإنشقاقات يقبع فيما يصفه المؤلف بأنه “ظاهرة ما بعد الإستعمار” قائلا أن العديد من الدول نشأت من مستعمرات سابقة ومنذ إستقلالها تعاني من نمو سكاني غير قابل للتحكم وديكتاتوريات مفترسة ومؤسسات مفككة وإستقطاب عرقي وقبلي وهي بالضبط الأسباب نفسها التي تعزى إليها اليوم موجة الثورات في العالم العربي .

كما أن القوى الإستعمارية عندما انسحبت من المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية أبقت الحدود السياسية الجديدة وظل الحفاظ على الحدود في أساس الترتيب الإقليمي ولكنه ترك الكثير من الشعوب غير راضية وعلى سبيل المثال الأكراد الذين وزعوا بين العراق وسوريا وتركيا وإيران .

والخريطة السياسية الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط تشتعل بالصراعات الإقليمية والدولية ويبقى الإهتمام الأمريكي هو المحافظة على التفوق الإسرائيلي وخلق كيانات صغيرة في المنطقة للمحافظة على ذلك التفوق ومن ثم تأمين تدفق البترول من الخليج العربي وبحر قزوين إلى الغرب بالمعدلات والأسعار الملائمة  له وتأمين خطوط المواصلات البحرية العالمية بما يخدم حرية التجارة الدولية بلا قيود وتدفق الصادرات الأمريكية والأوربية وفي مقدمتها السلاح إلى الدول العربية ودول جنوب آسيا .

ولا شك أن هدف الولايات المتحدة من حماية أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي وتفوقها الإستراتيجي هو الشغل الشاغل لكل رئيس أمريكي نظرا لقوة اليهود في الولايات المتحدة واللوبي الصهيوني في الكونجرس الأمريكي وبالرغم من أن أي رئيس أمريكي يكون في فترة رئاسته الثانية أكثر جرأة في مواقفه لأنه يعلم تماما أنه لن يتم ترشيحه لفترة أخرى إلا أن الرئيس باراك اوباما في زيارته للقدس يوم الأربعاء 20 مارس / آذار عام 2013 وهي أول زيارة له إلى المنطقة منذ إعادة إنتخابه وأيضا أول زيارة لإسرائيل كرئيس للولايات المتحدة أراد أن يسجل له التاريخ بأنه أنجز في عهده المعجزة الكبرى في الشرق الأوسط وهي إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي فأول ما فعله هو طمأنة الشعب الإسرائيلي بأن الولايات المتحدة ضامنة أمن إسرائيل طالما أن الولايات المتحدة باقية على قيد الحياة كما أن الولايات المتحدة هي الحليف الأبدي لدولة الاحتلال الإسرائيلي كما قام بزيارة رمز المحرقة وقبر هرتسل زعيم الصهيونية العالمية وقبر رابين شريك الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مسيرة السلام وفي المقابل لم يزر قبر الرئيس عرفات الذي لولاه لما إعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل .

ونخلص من هذا بأن خرائط الشرق الأوسط الجديدة هي من صنع الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات