غادة نبيل: الشِّعرُ على طريق الحرير

08:28 صباحًا الثلاثاء 2 أبريل 2013
غادة نبيل

غادة نبيل

شاعرة من مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الشاعرة غادة نبيل

المحرر: تكتب غادة نبيل أحدث دواوينها (تطريز بن لادن) وهي تتوضأ بذكريات زيارات قامت بها إلى باكستان والمغرب وفرنسا  فى الفترة من 2004 إلى 2010، وكأنها تغرس الشعر على طريق الحرير الخاص بها، إذ تقدم قصائد الديوان رحلة شاعرة مصرية منفتحة على ثقافات الآخر، بلغة تضيئها التجربة الإنسانية الأعمق لحضارات موغلة في التاريخ، وتوجه (آسيا إن) لها الشكر لإتاحتها نشر الديوان كاملا. من إصدارات الشاعرة: ” المتربصة بنفسها “. مطبوعات إضاءة 1999، ” كأننى أريد “. دار شرقيات 2005،    ” أصلح لحياة أخرى “. دار التلاقى 2008، ” أصلح لحياة أخرى ” .  طبعة ثانية . دار شرقيات 201،   “تطريز بن لادن”. دار العين 2010 و لـها  رواية “وردة الرمال”. طبعة خاصة 2001     أعيد طبعها ضمن مشروع مكتبة الأسرة 2004. حازت على درجة   الماجستير  برسالة عنوانها : ” جابرييل جارثيا ماركيز وغادة السمان : حواف  الالتزام “. عضو هيئة تحرير بمجلة أدب و نقد التى تصدر عن حزب التجمع ولها باب ثابت بها وصحفية وكاتبة عمود بجريدة الجمهورية فى مصر و مسئولة عن الصفحة الثقافية بها عدا إسهاماتها بالنقد والترجمة فى عدد من الجرائد والمجلات المصرية . –  عضو مؤسس فى مجلة “مقدمة” التى تعنى بقصيدة النثر. – عضو مؤسس فى حركة شعراء “غضب” بعد ثورة 25 يناير.

تطريز بن لادن

“لبيتٌ تخفقُ الأرواح فيه

أحبُ إلىّ من قصرٍ منيفِ

ولبسُ عباءةِ وتقرُ عينى

أحبُ إلىّ من لُبسِ الشفوف

 (كانت جدتى ترددها ولا أعرف الشاعر.. لكن النص لا يغادرنى)

إنها أشياء باطلة وتبدى لى الرشد“.

مثنوى- الكتاب السادس

 

نماز *

                                                 إنما الولد أبو الرجل

                                  باد آز خودا *

                                  صلِ كثيراً بعد الموت

                                  باد آز خودا

                                  سيتعبُ جسمك النجمىّ

                                  فلا رحمة

                                  ولا دواء لبؤس التشوق                                                        

 

 

   

*  نماز  : الكلمة تعنى ” صلاة ” فى باكستان

*  معناها : ” بعد الله “

 

 

وظيفة 

ألستِ حرة الآن

أيتها النكتة

التى لم يسمعها أحد

ألستِ كالطفل

المحبوس فى كرة ثلج

كلما تدحرجت

تكبر

وينضغط ما تحبسه أكثر

ألستِ باباً

علقوا فوقه إكليلاً من الخوص

_  شبيهاً بأكاليل فقراء الموتى _

وفردة حذاء صغير

 ألستِ الماء

يغمر القلعة

بينما هو يحب الفجر

يهوى حديث الفجر و سفر الفجر

 لماذا

                              النكتة

          الطفل

                                            الباب

                    الماء

أنا؟ .

تشابه

عادت الخائنة

دائماً تعود

حين تعشبُ الأرض

وينتهى الغضب

وتعرف

أن فراء السّمور

جاهزٌ للسلخ من جديد

كما قالت أمى

لا تحُكّى كذبة

بمنديلٍ أبيض

لا تطيرى على جزيرةِ ورد

حُكّى العشاء الأخير

كعذراء غائبة

ثم أفيقى كعّرافة

لكن يا أمى

الكذب ليس أبيض

والحقيقة سوداء

أما أنت

فلك ثنياتٌ فى الروح

نفذت منها الأَصَلَة

دوماً تهيل دمعكَ وتجمعه

فى زجاجات

بينما تركتُ دمعى

بلا أثرٍ أو إثبات

الخان الوفى

للخان الأعظم

الذى ينحدر من سلالته

الذى أُعلمه لغتى

لكى يخون

هل كنتُ النقية دائما

بعد كل رجل

أم أنك ماهر جداً

وأنتَ تفرك قلباً يرى

العيون خارجة من محاجرها

مدلاة

وكرات صغيرة

فى أماكنها كأقمارٍ مخسوفة

……

……

كأنما فى ضريحٍ للأبد

لا يدل عليه

ألف بيرق

ولا رائحة البخور

انتظرتُ

تبعتُ

أصوات الأرواح

التى نادت اسمى فى الصحراء

فتهتُ

لم يُصدق

ابن محافظة الحدود الشمالية الغربية

حبيبة شبابه

وصَدَّقَ الإنترنت

الخائنة تعود

تعود الخائنة .

نية

 كل ذلك الشِعر

غادر تلك الجبال

وتناسخ عبر الإيميل

ثم بدأ يعقد أنشوطةً ساحلية

لأن الروح

لا تهيم

إلا على إرثِ مذابحها .

مسجد شاه فيصل، إسلام آباد

مسجد شاه فيصل *

هو وهى

يتمنيان النوم فى حديقة باريسية

تستطيع أن تداعب شَعره هناك

تستطيع أن تتركه يقبّلها

فى الشارع

والناس لن ينظروا

كم مرة أرادت الرحيل

ابنة الطائفة

وهؤلاء الناس

متعبون كلهم من بعضهم البعض

* المسجد الرئيس فى إسلام آباد

كانت تراهم يخرجون

من مزرعة زيتون

ولا ترى رجلاً

يهُزُّ أكتافهُ كأنه يكره

..

سنوات

نعوشٌ صغيرةٌ لحظوظٍ لم تكبر

وفتاةٌ

تتعلم كُنيات جديدة للرسول

كمن انحشرت فى كهف

تقفُ أمام البحر

وحيدة .

الزمان

الرموش على ظهر الكف

ننفخُ , تطير أمنية

بعيونٍ مغمضة

من دون أن نعرف

نسربُ النزقَ فى المرآة

والحسرة

أسمهانيون بما حصل

بين زمنين .

أحجية .. وقد صرتُ أعرفها

طبقة من الطين

فوقها طبقة من النور

تحتها ظل سر

يزيد كأنما لا يريد أن يفقدَ نفسه

بإصرار

حتى كأنه

ليس شفاء

وليس حباً

وليس حتى

مجرد اعتذار .

الباهتون

الرجال كائناتٌ طيبة وغريبة

يطير على رؤوسِهمٌ بُرجٌ أو صورةٌ عزيزة

ولا بأس من خُصلاتِ شعورِ حبيبات

يعرِفنَ القطع و الامتداد

الرجال ينبهرون بصوفيةِ العذاب

والدموع المُعلقة

لا يخافون الأشجارَ التى تهُزُّها الريحُ ليلاً

لا يتخيلونها عفاريت

كانوا هكذا

ثم انضمّ إليهم حبيبى .

قندهار، صورة تاريخية

تعرف أنها ليست حداثية

أَبعُد كسجادة طائرة

لا ثورة تكفينى

كم كان عذباً لو أن الرجل

صاحب معجون النعناع فى المشروب الساخن

خرج من المنام

على حصانٍ مغولى مشروم الأنف

وإلى خيمة

أمام البحر ليلاً

يضع الرجل والمرأة

صَدفة على آذانهما

يصغيان

كم جريمة كانت ستموت

وهو يطل كوعل

على قرن آخر

كم حياة كانت ستحيا

لو لم تغترب

للدراسة

..

وطعنة أولى

لأنه يجب أن تكون هناك طعنة أولى

ولأنى يجب أن أبعد كسجادة طائرة

طعنة ثانية

تنزل من نفس القرن

لأنى صدقت أو غفرت

الثالثة

هى الخرافة

تحكُ الأيقونة بلعابِ الشيطان

تمنع حضن الوعل القديم وغروب الجبل

وتتنفس

من رئتىّ المثقوبتين

طعنات أخرى

وفضاء

” قبِّل أول طفلة تراها . المس

أول زهرة تصادفك

عند دخول قندهار *

.. واذكرنى .”

…… ومَوت

أكبر

من اشمئزاز الصداقة

أشذ

من الفرح المتنازل عنه

أعنف

من حب الألفيتين

 * قندهار : مدينة فى أفغانستان

ريحٌ منسوجة

الفستان الذى شرعت خالتى

فى تطريزه لى

زجاجة عطر لم تصل . حافظة فرعونية لم تُرسل

بقيت الدميةُ والأقلام

 ثم سقطت مع الوقت

وأنا

وقفتُ كل هذا الوقت

فقط لأجد متفرجين .

تعريف

كَتَب :

لى أمنية واحدة .. يا الله

امنح بصيرتى للجميع” ..

قال :

أنا لا أحد “.

أنت نسيج فأر

على بوابة آرابيسك

منقوش ٍ عليها :

خاك أَوْلِيا “. *

*  رماد القديسين

رهبة

بفانوسٍ وورقٍ أحمر

أخطو

إلى حيث ألم المكان

يقتفى عنقك

بمنقارِ الشهوة

أنت لحمى وعظمى

لُفَّنى بذراعيك اللذين

ما قفلتهما إلا على مواشِ

أريدُ أن أهتك الأيقونة

وأشرب .. أشرب

ماء النار .

فى الظهيرة

يرتدى الكوفية

وينهاها عن شجرة اقتربا منها

كانت تريد أن تصل

كموعودة حافية

هذه هى الشجرة

هو رجلها

هى زيتونته

يقرأ خطاباتها تحتها

يستحثها تعالى

الرجل , نفس الرجل

حقق الكثير

بفضل الحقيقة

نمت له لحية

وصار يمتلك أفدنة وقارباً

وزوجة

بكى ليلة زفافهما

الموعودة الحافية

يؤذيها الشوك

هو لا يريد لها الأذى

تثابر بحفائها برهة

ويتمسك بحذائه

 لقد اكتملت

الحقيقة المقوسة

بلطة فى القلب

لم يعد الأمر مجدياً

الآن

اختفت الشجرة والبحيرة

وظلت الحجارة

تتكسر فى صوته وتعلو

حتى ردمته .

الإجابة

ألم أذهب بوجل المراهقات

إلى الهندوكوش

ألم يقل أنى عندليب النيل

وظل ذو اللحية

يكرر لنفسه الأساطير

كيف لم أنخله بأصابعى ؟

لماذا لم أنخله بأصابعى ؟

هزة كتف وكلمة

حلقات الطين المفروكة

بدأب فى ربع قرن

انظروا السيارات تمرق

والشباب العابث يقترب

والفتاة تعانى نزيفاً

ذو اللحية

وجه الله

نعم …

ثم قُرة موته .

خدا حافظ : بالفارسية والأردية ” يحفظك الله ” وتقال أيضاً فى ختام حديث بمعنى ” مع السلامة “

خُدا حافظ ” *

السلامُ عليكم

للنقشبنديين

خُدا حافظ ..”

أجاهد لتسمعنى قبل شهر أبريل

بعد النوروز

كجلطات تصيبك فى المولد النبوى

 التقويم الذى لم يعد

فارسياًَ هدمنى

كم ألف سنة ضوئية ستجعلنى

حصرياً

محبوبة ؟ .

   * خدا حافظ : بالفارسية والأردية ” يحفظك الله “

وتقال أيضاً فى ختام حديث بمعنى ” مع السلامة ” .

رماد متناثر

1-

        جاء بآخر عينين يمتلكهما

        ووقفتُ بنبوءةِ حداد

 كعرائس التتار .

2-

         لغة إشارية

         بحجم تذكرة متحف

        لغة لا تريد الكلام

        سباق على الحنان

        لا تكسب فيه أبداً

        وكلما تصل

        تجد لغة أخرى .

3-

        سؤال اليقظ للصاحية

        عما قال فى النوم ..

        هو يريد عيناً ثالثة

        ولا يهدأ .

         ينوح :

        “صوتكِ لبن ” .

 4-

        غزالة تصيح على أيل

        بوجد المشنوقات :

        كيف تقشر نفسك ؟ .

5-

         كنت سأسميها “قندهار “

          لو أننى أنجبتها

          من رماد القديسين

         .. التى كانت ستصبح

         حائكة دانتيللا للأكفان .

6-

         كانت تعاقبُ نفسها

         بفخارٍ ثقيل

         وتحذف السماء لتمتحن الطيور

         قالت :

         مئة فرح يعادلون وجهك

         مع أن قلبك

         ضريح

        لكن هو لا يحب المخاط مع البكاء

         بل يحبه كنبرة طال تدربها

         لتشبه نواح أوفيليا .

 7-

       كنتُ

       ثم أصبحت إمرأةً تجردُ لفائف الذكريات

       وتخرج باسم آخر للوثوق :

       دعارة الأذن .

 8-

        أُقطّع أحلامى نُتَفاً

        أشذِّب ألفاظى بحرصٍ شديد

        بحجم النُتَف

        تأكلُها

       كباشقٍ وَسَطَ زهورِ الخشخاش

       تاركا خشخاشَكَ فى خُبزى .

9-

         الرجلُ وهو يحلُم

         يفكر

         متى سأُصبح تنيناً ؟

         المرأة وهى تحلُم

         تتمنى :

         متى سألوثُ الماء ؟ .

 10-

          العُمرُ فى شاحنةٍ

          ضلتِ الطريق

          ثم انقلبت من الجُرف .

11-

          كلُّ من أحبُ على الحائط

           أريدُ أن أكونَ معهم

           لينظروا لى .

12-

          أُمُكَ قبّلت يدى

         وعطلت وجبتَها بانتظارى

         وكلمتنى عن   الـ ” ﭘوردا ” *

         عناقنا البختيارى ذكّرنى بالرمل .

*  ﭘوردا : احتجاب النساء عن الرجال فى المجتمعات الباكستانية والأفغانية

13-

          هل أعجبكَ غناءُ الفلامنكو ؟

          أتظن أننا بحاجة لحسوماتٍ على الألم ؟

          – أظن أن الغناء

            دائماً يأتى خائناً .

 14-

          ما هو الذى

         إذا شمشمناه

         كصَدَفةٍ منقوشة

         يكونُ حفراً من الملح

        وإذا شمشمناه كفراشةٍ

         يطير ؟ .

 15-

         كان يسكب المياه المعدنية

         ببطءٍ على قدميها

         كانت تسمعُ صوتاً فى الماء

         يُغنى .

 16-

        كيف تُطعِمُ اليمامَ على السور

         وتطعمُ العقاربَ فى البرطمان ؟ .

  17-

         يرفض الورق المسَطّر مثلى

         لهذا نحنُ لسنا سعيدين .

 18-

          تختار لى صمتى

          فأصمُت

          كنتُ جمجمةٌ تحلُم .

19-

         ذوِّب الرغبةَ كملحِ الصودا

         ذوِّبها

        قد تصحو على رغبةٍ واحدة .

20-

        الكلماتُ تصف نفسها

        لا تصفنى .

21-

        دمى حار

        لكنى لستُ نحلةً سوداء

        .. الدم مقدس

          بما يريد .

22-

         السماء ُ مصابة

         بكَدَمة مستمرة

        لهذا تراها زرقاء .

23-

        لا تنتهِ من جلدك

        اِنهمر .. واختفِ .

24-

       ذراعاك شمس

       بينهما أنا

       كالمرجئة

        ..لكن سلالتكَ ليست نشوانية .

25-

         تدفن فطيرتَك

         تحت سريرٍ طويل من الصمت

        السحابُ ينام عليه

         مثلَ مومس

        . . .

        مثل مومس

        تأتمنُكُم .

26-

        قشرُ السمك

        لو بلَّلتَهُ بالماء

        لن يعودَ سمكة

        لستُ سالومى

        ولستَ ابنَ ماءَ السماء .

27-

         وهكذا يبدأ العهدُ الجديد :

         بأطيانٍ زراعية

         وحارسٍ شخصى

         وقلبٍ من الجرافيك .

28-

       الشمس التى تجرحُ الأفق

       مجروحة .

29-

       أؤمن بالعروق .

30-

        عندما أراكََ

       سحابةٌ ضالة تنبتُ على شفتى .

31-

        كلُّ العيون تشربُنىِ

         أبحثُ عن عينٍ لى

         لأشربَها .

32-

         أعرف ُ أنك لا تؤمن بالله

         لكنهُ يؤمنُ بك .

33-

        حين أضحك

        أتذكرُ طائرةً نَفِدَ وقودها

        وهى تسقط .

34-

         لو عاد جيفارا

         الذى أهديتُكَ ملصقَه

         سيقتُلك

         بسببِ ساعتكَ الكارتييه .

35-

         تمثالٌ

        من الجصّ

      وكنتُ أظنًّك مختبئاً

      فى لوحةٍ لبيكاسو .

إنه تأثير الجبل

أنا كنتُ هنا من قبل

يشهد علىّ الأثاث القديم

وبصمات الأصابع

التى مسكت كل شئ

ولم تمسك بشئ

التى لمست خدود الآلهة

وأصابها المرض

عندما كنتُ

لا أكره الصبحَ

أنا كنتُ هنا

أكتبُ كثيراً فى الظلام

..    ..    ..

وُلِدت بنت

فى مستشفى به كنيسة

ولم يفطن الأبوان

أن دم المسيح قد عمّد كل المواليد

أَحتلُ أيقونتى

أريد أن أشبه

التى يخرج نهدها لابن الله

مرمر أحمر ,

ملابس زاهية للعذراء

وموسيقى اللبن فى فمه ..

كنتُ مثل نفسى

فهجرتنى

وكانوا ينتظرون

بالسرخس وبالتوت وبالشيح

عيناى ياقوتتان

من الغضبِ الطويل

شعرى به حريق

وأعرف

الذين صبوا الذهبَ المنصهر

فى حلقى

وهم يشربون العنّاب

من دم ابنى

على مر التاريخ

أيها الأشرار بلا توقف

من الذى يعفو ؟

عن صواب الصمت

وليل أمنية النَفَس المتوقف

عن كل مذبوحٍ

لم ينقذه أحد وهو يُذبح

وعن الأجِنّة وهى تطير

إلى طشوت الغُسل فى الجراجات

من الذى يعفو

ويعطى أعضاء الآخرين

ما يحرّمه على رحمى ؟ .

رحمٌ ممنوع

طرى وكريم

مُثبّتٌ بحبالِ الحرير

إلى جسدٍ ممنوع

جسد الورقة

توقف عن تأمل

أجساد الزجاج المنفوخ

رحمٌ

يجبُ أن يظل شاغراً

على مدى ألف وخمسمائة عام

وهو ينتظرُ الرجل

الذى يقرأ حوليات البامبو

فى العتمةِ

أيادٍ لا تذهب

وأخرى لا تأتى

فى العتمةِ خوف

ووجوه برائحة موت

ممرات مدكوكة

تشبه الأجساد

وربما حليب الخيول

المخمر

أو

مشهد قُبلة لم تتم

لعروس فى منامها

أمام المواسير

التى تأخذ أحمرنا كل شهر

حيث تضطلع الدولة بمعالجات الكلور

تقف المرأة التى يغازلونها

كإلهة متنكرة

على البذور التى

كان يمكن أن تخلفها

منذ المدرسة

حياة تم صبها فى مواسير                                                                                                     احتمالات للسعادة

أُجبرت

أن لا تحاولها

نظرتْ فى المرآة

كان خدها يسيل

كما لو نقرته طيور

وكانت لا تعُدّ شيئاً

سوى اليمام إذا صادفها

ما الذى أنكر عليها

استدارة الثقيلات المتبخترات

اللواتى يبحلقن فى وجهها

العِفة المجرمة

فضاء يمتلئ بالأورام

مكان طفل

المريض الأول

حين أحبته لم تقل :

إنك معهم

التصاقات لرحم  يتذكر .

كان عليها أن تُفوّت عمراً

وتنسى المجلة ذات فساتين الزفاف

ومخترع رسالة – بطاقة الحب

ظل خدها يسيل

وهى تلملم الخلايا

تحفظها فى أنبوب

وتحفظ الأنبوب فى الفريزر

مع دهشتها

الفتاة- الرمز

فطنت بعد فوت

تخثرت فى الدال

وخرجت من المدلول

بمطر المونسون , بوعدٍ ,

وبنيةِ انتظار

بدأت العناكب تسقطُ عليها

.. كان لا بد أن تفعل شيئاً

حركت أُصبعها فى دائرةِ ماء

هى, المسنونة الطبع

لعل ذكرى تنقذها

أو حلم يتجفف من العاج

لم تجد فى الماء

غير قرصانين رئيسيين

يهب بينهما أموات

أمواتٌ كثر

ولم تجد فى الماء

غير وجهها

طلبوا منها

تغيير الأمانى

.. فبدلاً من حَجر …… .

وعملت بالنصيحة . نظرت إلى السماء

ثم قالت :

أريد أن أكون عصفوراً فى حياتى التالية

وتأملت

مسحوقة

بوجبةٍ محذوفة وعمرٍ محذوف

كيف ضاعت الرحمة

عند هضاب ” المارجالا ” * ,

كيف رجل ظنت أنها تعرفه

اشترى بغبغاناً لطفله

الذى كان يجب

أن يكون ابنهما

ما هذه السخرية ؟

هضابكم جبالنا

كأنما هى دعوة متتالية للسحق

والاسم :

قطيع الثعابين

وفى قولٍ آخر : قطاع الطرق

الذين ” يخنقون ” .

* مارجالا : هضاب خضراء عند سفح الهيمالايا إلى الشمال من إسلام آباد وروالبندى

بوذا في متحف تاكسيلا، باكستان

دوماً تختبئ المعانى

شأن الفيدا *الثلاثة

مازالت الرموز تحركنا

لعلها وحدها

الآثار الصادقة مهما كذبنا

هل هى هدية من القدر

هدية تدل على متابعة الله للمشهد

أن يفاجئ الفتاة

ثِقل فخار ” تاكسيلا ” *

كى تمرق دعابة

بعد مذبحة

لا تنتمى لتعاليم الفيدا

* الفيدا : كتب هندوسية مقدسة

* تاكسيلا : مركز للثقافتين البوذية والهندوسية فى العصور القديمة

وهى الآن مجرد أطلال وتشتهر بصناعة الفخار

وصورة القبطان

ذلك البطريرك الناظر إلى ضحيته

بارتياحٍ أبدى

نفس القاتل القديم

من تغير ؟

صورة الميت تقف أمامها فتاة

ينظران إلى بعضهما البعض

بعدما كشطا الزمن

هو بالموت

وهى بالحب

.. تغير المنظور

لكن هو ظل يطل بكراهيتهِ القديمة

من موته

حريّ  أن نحترم الوفاء

ولو للكراهية

كان الأمر جلياً

داخل بيت المزرعة

أبعدوا الكلبة الودود بالخارج ,

ذهب الطعام الحار للخدم ,

ونظر إليها بعض رجال المنطقة

باستغرابٍ

يليق بسياح

لا تثريب عليهم

…    …

ويمكن أن نبكى

ونحن نأكل

فنتوقف

بفرحةِ اللقمة مع الحبيب

فى ألفيةٍ جديدة

على بعد عدة كيلومترات

من جبال قره قورم *

* قره قورم : ممر على ارتفاع ثمانية عشر ألف قدم ظل مهماً لعدة قرون ومنه وصلت البوذية إلى آسيا الوسطى . الآن به

              طريق قره قورم السريع الذى يربط باكستان والصين

هناك خيال مآته

بداخلِ كل حبيب

الصنوبر يمتقع فى شوارع إسلام آباد

لأنها رفضته

هذه الذكرى الإضافية

من جزيةِ العمر المهدور

ركلة من الخيال

فى الرحم

فى يومٍ ليس ببعيد

كانا اتفقا على اسم ابنتهما

فمنحته بعد الفراق

لدمية هدية منه

ليست أرض الطهرة *

أثناء شاى البحيرة

والدجاج المُتبل

الذى لم يُمس

بل القرد الشرس

حين طلع من غابةِ بيشاور*

وهما يعبران

بسيارته

* أرض الطهرة معنى اسم باكستان

* بيشاور : مدينة باكستانية

فى هذه اللحظة

تشعر أنها ما أحبت

بطولِ عمرها

وحرمان رحمها

وكأنها

حملت بداخلهِ

حصىً أسود

كأنما ادخرت طاقة عمرها

لتمنح الحياة

لرجل يدعى رغبة الموت

بعد عقود

تضرب نفسها بالفأس

لتجد له الماء

بشهيقٍ  أحبت

وبزفيرٍ توقفت عن حبه

فى العمر المحشور نقطة حمراء

مُعّلقة

حين ستقف أمام الله

بفائضِ دمها , بالعيونِ والأفواه الصغيرة

التى لم تحدث ,

بقلبها

سيكون الله قد خلق لها

طفلاً لرحمها الجديد

بلا رجل

حينها

سيعود وجهها بدراً

طول الأبدية .

قال إنه هدية من رجل فى طالبان

أيها العاشق القديم

لا تقل لى ما قالوه لغيرى

لا تفعل معى ما فعلتماه

ولا تنسل بموبايلك

باريس تملؤنى بالحزن

دعنا نتمشى فى شوارعها

نشترى خبز الباجيت

ونركض فى المطر

الهواء هنا كثير , مأخوذ من أماكن أخرى

دعنا نتنفس

حلمتُ بصباحات باريسية

أو لندنية معك

نحن عابرو القارات

على حبال الياسمين

المجدول بالضباب

المصاب باللوكيميا

كل ياسمينة بسنة

والسنوات فرت

ونحن لم نذهب إلى باريس

معاً ولا عدنا إلى لندن

ولا نفّذنا مشروع نيبال

بلدك

كنت سأقسمُ به ,

بلدى يتحدى بلدك

بالنساءِ فى الشوارع , وعلى الكبارى أحبة ,

بنساءٍ يأكلن مع الضيوف

بينما اليمام ينقر

نافذة غرفة مكتبك

سيوف طالبان

على الحائط هدية

كشرفٍ

بعيد يتدلى

أنتَ اليتم

والياسمين على عينى

ثقيل وذابل .

قبل طريق الحرير

الأقنعة التى  تثق فى صوابها

التى ظلت تقول شيئاً

وتضمر العكس

التى تتبرأ … بالتفكير فى الحج

الأقنعة ذات التلال

والمزارع

وقوارب المطاط

ذات عصىّ المكفوفين والزيتون الأسود ,

التى تحملُ حذاءً بلونِ الحشائش

لفتاة دفعت أموالاً كثيرة

وباعت ذهباً كثيراً

وانتظرت طويلاً فى الترانزيت

كى تصل وتبكى

كى تلمس صدغاً

 بعد الذبح

وتضحك

أقنعة . كاميرات ديجيتال

أقنعة . سجاجيد أفغانية

أقنعة . زيت الأب والابن – جواش مشترك ,

شالات تعبر فوق الروؤس

شالات الأمهات بعَرَق كِنّة افتراضية

وشالات غريمة تدلك قدم الحماة

صارت فتاة مسكينة

وصرتُ أحبها

أسماك تسبح فى ماء رزق الله

لكن الذى أخذ الأسماك

كان يجب أن يعيش

والذى أخذ الورود الزرقاء

كان يجب أن يموت

..

 مطر فى الوصول

والمغادرة

لينتظر

ممر خيبر

شجرة التوت القادمة

كما انتظرتُ

اللازورد الأفغانى

الأقنعة

تحتاج إلى وجه .

تكرار

لا تملك إلا أن تزداد رداءة

زِد

أنا حبر على طائر

وشهقة على الزيتون .

لكنها ردت الهدية

يداهُ تلتفاّنِ فى الحرير

يفضّلُ السلالم على المصعد

يرفع عصيرَ التفاحِ إلى شفتيه الجافتين بعدما أعطاها عملةً رومانية مسروقة

بالكاد تسمعُ كلماته التى حفِظَت قصائد الحب , تلك التى جعلت المدرسين يضطهدونه

تريدُ أن تَحكى له عن الخادمةِ التى عضّتِ الفئران أصابع قدميها

أثناء النوم

يرتطمُ بشئٍ وهو يتراجعُ بظهره بعد أن رأى لوحة لفنانٍ تلقائى

فأتى بلوحةٍ من غرفته وهو يلعن الرياح

يقفزُ من جبهتهِ عِرقان نافران – تسميهما ” الدلتا “

حصانانِ يحرسان الناسَ الذين يُفضّلهمُ ..

وهو يُنهى عصيرَ التفاح تشتاقُ إلى قبلةٍ على عينيها .

الخوف .. برأسين

من يصلح لمنامات تجرى فيها البنات

من الحنين إلى قلاعٍ قديمة

منذ ثلاثين عاماً

يصلح لقلوب تصيبها السكتة أمام صور زفاف الأهل .

تكتشف أنك دائم الهرب .. من شدة خوفك من الوجوه

ومن أحلامك فى الليل . يقولون كل قلب له قلب لم يقابله بعد

وأنت تريد أن تصدق لتواصل الحياة بالحنين الذى رمّل قلبك

رملاً متحركاً مغشوشاً .

تحنو عليه لأنه اللمسة التى تنتظرها من حبيبٍ تعرف أنه لن يأتى .

تحنو على حنينك وتلمس ذراعك بيدك الأخرى

مغلقاً عينيك بينما تحاول أن تتخيلها

اليد التى انتظرتها

طول العمر .

المعجزة

لو قمتَ بضمى

ستغادرنى كل قطرة مرارة

ستجرى العناكب إلى حشائش دسمة

سأدخل المرآة

 وعندما تقف أمامها

سترانى

سينقص وزنى

ويبقى

الندى .

فى فن  الموت

يا أليعازر الضاحك

تأمل البنتَ الأكثرَ خِفّةً من الهواء

وهى تمضغُ وتمضغ

لن يُقَدِمَ أحد دِماغَكَ

طعاماً للثعابين ..

ولن يحكى كتاب ٌ

عن رحلتِكَ إلى مصر

لن تكون لك قيامة

يا أليعازر, يا صاحبَ الفألِ الحسن

إشرَب نفسَك

اليدُ الشفافة زجاجٌ لا يُرى

زجاجٌ أحببناه

وظلَلنا نمضُغُه ونمضُغ

لأنه يذكرنا

بقيامةٍ بعيدة .

مسدسٌ فى السيارة

كان لا بد أن يزعجنا الخادم

والحارس الشخصى

وأن يبردَ الشاى ..

أن أُمنع عن الطعام

بينما ينثرُ رجل أسماكاً من فمه

كثيرة وبمياهٍ كثيرة

ليتحرك الهواء

فيما يرن جوّالك

الأثيم

ويفرش البادية على العشب

لم أتوقع

رجلاً بمسدس

حتى وأنا أسأله أن يعلمنى الرماية

لم يكن ممكناً أن ينقذنى أحد

..كنتُ أريد أن أُنقذ

لم يكن ممكناً أن يقتلنى

.. لأنى كنتُ ميتة

كان حارسه سيقتلنى

 لو حاولت قتله

وكان د.أيمن الظواهرى

 ابن بلدى

حُجة للمغولى الذى يحترمه .

ماما

بينما أستعد للذهاب إلى ندوتى

تصنع لى أمى

كنزة سألتنى كيف أريدها

تنهض أمى

لتخبز خبزها الجميل

بالبصلِ والزيتون

وحين أعود

فى المساء ممتلئة بالعالم

الفارغ

تسألنى أمى :

هل أريد العشاء .

سوق للحلي والتذكارات في لاهور، باكستان

بثمن العلبة

فى البازار

عُلبة خشبية ملونة

.. كنتَ تسبقنى

بحثاً عن بائع السجائر

ونتظاهرُ أنى سائحة

فى ظروفٍ طبيعية

فى المواقف بعد حربٍ كونية

كنتَ ما تزال تفرح

بنطقِكَ لكلمةٍ فرنسية

لتصفَ عُلبة

دخل الورقُ فى صناعتِها

( بابييه ماشيه )

كيف تجرؤ على هذا

فى لحظةٍ أصولية ؟

الآن تتحدث كثيراً فى الدين

حقاً سنذهب جميعاً

و …

نظرت ُإلى وجه بن لادن

على تى شيرت مُعلّق

كى أشكو إلى أحد

لم يكن لكتابِ المعالم السياحية

أكثرُ من فظاظةِ نكتة بائتة

مثلما يتم الإعدامُ فى الصباح

والمحكوم .. ميت

المسافة بين جبلَ الغِلاف

والجبل الذى َصِعدناه

هى عمرى

.. كما تقدرُ على اقتراحٍ وقح

بالعودة

جعلتنى أتنفسُ زجاجاً

ثم تكحَتُنى

دائماً تجيد هذا

أما العُلبة

فتقاسمنا ثَمَنَها

كآخرِ ما نملك من أركيولوجيا عاطفية .

شجرة لا نصل إليها

هل مازالت قبلتى

على وجه ابنك ؟

هو لن يذكرنى

سيكبر بها , ويتزوج

وتتأكد أنت  (أكثر)

كم كان أبوك على صواب

مع الوقت

تزداد الأشياء نفاذاً

أيها المزارع

الذى شاهد جدى طاووس  البرارى

فى بلده

يا من صدّقت

أن الملدوغين سيبصرون

هل ستحكى لابنك عنى

أو تتذكر الكتب

المشحونة بالبريد السريع ؟

هل ستذكر – حين  يموت كل منا

بعيداً عن الآخر –

العروس اللعبة التى أرسلتها لى

هدية عيد ميلادى

هل ستذكر وجهى

الذى لم يره  أحد غيرك ..

“الكتاب الأحمر” *

والكعكة التى لم تمهلنى

لأخبزها

..عبر ثلاثين عاماً ؟

* كتاب من تأليف الزعيم الصينى ماوتسى تونج

عدلى رزق الله *

ذهب إلى باكستان

وأنت لا تعرف

أن فى بلدك أبراجاً للحمام

لا .. ليست الصداقة منطاداً

ولو كانت

فقد تفلتُ بآخر قلبٍ ضال ,

بما نختلف على تسميته

وعندما نتفق

 يظل أحدنا يكذب

* تشكيلى مصرى اشتهر بمائياته

هل مازال شالى على كتف أمك ؟

” آه .. شاعرة “

تقولها العجوز

ثم تحضننى بقوة

هى لا تعرف

أنك سألتنى عن الشجرة

التى أحب أن تزرعها لى

وأنت تشترى البذور

لحاؤها سيبنى سفينة

بيضاء الآن

من كل المرات التى حفظتَ الوعدَ

أن تقرأ خطاباتى الطويلة

تحتها

المشمش

كذبة بعد وحم الأمهات

فى بلدٍ أحببته

لأنه مثلك

فظ مهزوم

يقولون :

هنا ما أن تمد قدميك

حتى تصطدم بشاعر ..

والحقيقة

مثل قدامى المحاربين

حقيقة أننا قد نقع فى حب عظاءة

ثم نكلف أنفسنا

طقوساً لا تنتهى

إلى أن تأتى

لحظة الفصد

..

فظاظةٌ

كشرخِ الحلق

فظاظةٌ

كأصابع مرفوعة متباعدة

وخيانة مزدوجة

تظل تنطق

كلام الحب

فظاظةٌ

كمن يخترع لك ذنوباً

ليتحمل ما يفعله بك ,

من يؤجل إعلان النوايا

وهو يصنّع قنبلة ،

فظاظة السرعة

وأيضاً أن تغازل وتُخفى

تسبب البكاء لأحد

وتضحك

وفظاظة ضابطات الجوازات

يعبثن

بأماكنك الحساسة

.. .. ..

كان لا بد أن ألمس يدك

مرة واحدة دون خاتم

أيها الرجل

من برج القصب

وكان يجب أن أشم الأشجار

الأشجار العجوز

من الفصائلِ التى أجهلها

فى الغابةِ نصف الطينية بالمطر

أو أتأكد من زراعتك

لشجرتى

لم أكن أعرف ما سيحدث

كنتُ أنتفض من الحب

أُلغى الزمن مثل شقفة خبز

نرميها لكلبٍ عابر

كنتُ أملك الزمن

بوزنِ حبى

الذى تعتق

خلعتُ خاتمى اللؤلؤ

ووضعته على طاولتنا المكشوفة

لكى أقلل من

بياضِ اللحظة

لا أصدق أنى عدتُ

أسمع ضربات قلبى

جئتكَ بأبيضٍ كثير

بزىٍ يشبه زي نساء بلدك

بعد المطر أرتعش

فأنا أرشف الشاى معك

بعد ثلاثين عاماً

من شاينا القديم

كم كنتَ تجيد إعداده

ونحن ننهض

تُذكرنى بالخاتم

كيف أمكن

أن يكون وجهك

طيباً إلى هذا الحد

وأن تظل ابتسامتك لحظة الغروب

معى

رؤوم شابة

تُخبئ الخيانة

تتعجل الإعلان

متى غرق

قربان التفتاه

الأبيض

فى أنهارِ البنجاب السبعة

كيف رفعتَ شراباً

من الدمِ الصافى نخباً للحب

 متى بالضبط

حققتَ خوفى القديم

مدعياً – كدعابة –

أنك ستغير دينك ؟

متى ارتديت تلك العمامة

الغريبة

التى شاهدتك بها فى الصورة

وكيف زاد وزنك

مثل مرتديها

ألهذا أصبحت تحب النساء ؟

هل حكى ضيفك المتطرف

فى الصالون

حكاية التنين والمرأة السافرة ,

عن أفخاذٍ مُذهبة لفتاة

بجلدٍ مرقط

وسنابل من نار

بينما أتجول فى حديقتك

يمكن لفتاة مانوية

أو تؤمن بالتاو

أن تجرى حواراً مع ضيفك

لولا فارق

توقيت الذبح

لهذا لم أستطع

ينتظرنى سيفٌ طالبانى

مهجوس برقبتى

باختراعِ عقوبة للحب الخالد

والعقوبة

أكبر من تكشف

أن الوحل الذى كنت أتجنبه

خوفاً على صندلى

أنظف من قلبك

مثل حبى المكنوس

أثق أن أثر قدمىّ

زال عن حصى المزرعة .

  رَسَمَ المكان قبل ثلاثين عاماً

خرجوا

من جداريةٍ مهجورة لماتيس

جاءوا

من نورِ الوهم

كنا نستطيعُ أن نُغنّيَهُم

من مقام نهاوند

كنا نستطيعُ أن ندوسهم

فى الضبابِ كموتى

كنا نريد أن نموت

لو ماتوا

لو كانوا

فى المكان “المرسومِ” على ورقةٍ قديمة

بالألوانِ نفسها .

الكالاش *

جبلٌ فى مرآةِ الغرفة

عرباتُ اللورى أمامى مزركشة

 كخيولِ السياحة

وأنا فى سيارتك

قافلة أشباح الكفار *

 – فى المناطق المحظورة دون تصريح –

حكيتُ لك

أنى أنوى رؤيتهم

لو أنكَ

صبرتَ يوماً

* الكالاش : قبائل لا تدين بالإسلام فى شمال غرب باكستان .

كانت مناطقهم تسمى كافرستان

أُعوِّض النكتة

فى بلدٍ آخر

أدخلُ متحفاً لآلهتى

يبتسمون بآسيوية

الرؤوس الثلاثة دائماً مبتسمة

ألفُ ذراع .. ماذا يفعل أىُّ أحد بألفِ ذراع ؟

..

وكأنما كانت تنتظرُنى

تماثيلُ الخشبِ من مدينتك

وسمكةُ البللور الأفغانى , مهشمةٌ جزئياً

كأنها ذكرى التيتانيك

فى ردهةِ الفندق

قريرة كالأصفهانيين

كمن صدمها الإفطارُ وحيدة

والفلفلُ الحارّ فى سندويش الشيدر

كمن صدمها الدم

الذى بدأ يبرد

داخل جسدها

كأنما حشوه بالجليد

صورةٌ عائلية فى حديقِةِ المنزل

لوحاتٌ بلا حائط

ريشة من أحدِ الرعاة …

..  رأسى ماء

بعد كلّ هذا العمر

ليست معى صورةٌ لك

سأقفُ يوماً لأشهد :

حتى عناقُ إخوان الصفا

أصبح مستحيلاً ,

مَهَمّة الجبليين أُنجِزت

كحكاية من ” سفرنامه ” *

وفيروز لم تعطِ ناياً لأحد

والغابةُ

غابة .

* سفرنامه : كتاب لناصر خسرو عن رحلته إلى مصر

عربات الريكشا

ماكار سانكرانتى *

فى أعيادِ الربيع عندَك

يحظرون الطائراتِ الورقية

خيوطُها نايلون مطلىّ بزجاج

تأخذ رقابَ الرُّضَّع

فى  ” الريكشا ” *

كلما طارت طائرة

بصاحبها من السطوح

تمنيتُ قدراً سماوياً لك

مزيناً ببقايا بشرية

وعشرِة ألوان .

 * هو عيد هندوسى يحتفل بإله الشمس وبداية موسم الحصاد . يحتفلون به فى باكستان أيضاً

 *وسيلة انتقال فى آسيا يجرها البشر .

العدالة

لحية رجل يسترخى من عقود

الرجل يدخن الغليون

بعينين مُعذَّبتين

ويصدق أكاذيب الإنترنت

طالت اللحية

تهوشت من صحبة أمراءِ الحرب ,

امتنعت عن الحلاقة لحبيبة ,

حتى أنها تشابهت

مع جيفارا وراسبوتين

أخيراً

استخدمها الله

لشنقه .

بأُصبعٍ مرفوع فى الهواء

على وشك أن تعض شفتيك

ويسيل الدم

الذى سأمصه

كل دم جسمك

ثم أتفله تفلة واحدة تغطى عالمك

تفلة مشبوهة

بنهاية الغفران

تعبتُ من الغفران المتكرر

كيف أغفره لنفسى !

أيها الكانزُ

الذى يصب وجهه المرعوب

فى الشاى

شريب الحشيش سابقاً

والذى يستضيف من سلخوا السوفيت أحياء

اخرج الآن من حمض الزمن

تفلة

ردمت حقى

فى أن أفديك

وبدلاً من أن أشق وجهك طولياً

لأصب فيه ريقى

أقبلُ السم

كيف كانت حياتى ستكون

لو لم نتقابل ؟

أكثر بهجة وثقة

.. وأقل خيانة

ثم أنت

ثم أنت

ثم أنت

ثلاث مرات فى ثلاثين عاماً

ثم

الحقيقة

صور من نحب

صور من نكره

صورنا

كلها لا تطاق

جيدٌ إذن

أنى لم آخذ كوفيتك الفلسطينية

وأهديتك واحدة جديدة

ورائعٌ أن تكون روحك مجرفة

وتستغل الفقراء

قطعتنى مثل الشجرة التى رأيتها

مقطوعة نائمة

فى حديقةِ بيتك

لا تقوم

 لكن ليلك مصاب برملٍ وزنا

والشجرة ُتنز أساطيرها البيضاء

من كثافةِ الملح

تنام وتحلم

بالحب المحكىّ للبلاد

الحب الذى بلا لمس

الحب المشبع بالكوابيس

الحب الذى صدق أن السعادة ممكنة ،

والذى عرف الرعشة

عبر آلاف الأميال

هكذا

عندما سأَلَته

هل نضع لافتة على أثرٍ

بكلمة : شجرة

أجابها :

نضعها عندما لا تكون لدينا أشجار .

موت قديم

.. أما وقتك

فكان يشبه

    الشمس والقمر ,

    حبلاً على روحى ,

   انحشار الإخلاص ,

   بَقلة ,

   تشكل العظم فى جنين ,

  ” كذبة .. ربما “

الخيانة رخيصة

ثم بلا حسرة

القلب

له مذّبة

وخيش .

معاً فى غرفة مكتبه

البَشتونىّ

يضغطُ أزرارَ الـ   D.V.D

وكالعادة يقرأُ قصيدة

نشرَها فى الجريدة المحلية

لماذا تبكى يا بشتونى ؟

أنت الآن تفضلُ ما غرِق فى لُعاب الكل

ولا يليق

أن تستغل مقتل أخيك

لابتزاز المغفرة

أنت لا تعرف الندم

كإله ابن إله

وأنا لا أعرف سوى الندم

كأنثى

خرجتْ من زهرةِ لوتس

من سرةِ إله

الحقيقةُ تفعلُ هذا بنا

لأنها

ذلك اللبّاد

الذى نكرهُ أن نرتديه

وعندما تبيع المحصول

بعد تضحية لم يطلبها منك أحد

تهونُ الحقيقة

كلنا نعرفُ على أيةِ حال

أنها خلطةُ الخشبِ والفحم

تحكُ فى قلبك

حتى يأتى من عصروه

بعلبةِ كبريت

ما الضير ؟

لن تُرمى فى النهر

حتى تصبح رماداً

نريد

وعندما يتلَفُ شئٌ

نريدُ شيئاً آخر

أو

نصبح بؤساء

نظل نريد نفس الحبيب

أريد – مثل كازانتزاكيس

أن أنتصر على السعادة , وعلى رغبةِ السعادة

على الإرهاق وعلى الموت

أريد

أن لا أريد

وأريد

كأننى سأبدأُ

من البداية

مع  حذف كلِّ

ما لا أريد

ولا أريد

أن أصَدّقَ أن من سبَّبوا الأذى وارتكبوا الجرائم

لن يُعاقبوا

بطهارَتين

بحُزنين

        مع الدراويش

أدور

يا بشتونى

أنا مئة زهرة .

عندما كنتُ أحب ساعتك

عندما رأيت المفاتيح الكثيرة

بيننا فى السيارة

لمستها – مثل شجرة الصنوبر

فى حديقة الأسماك

كتبوا ” الموطن: الهيمالايا “

كنا نُشّبه بعضنا البعض بالشجر

والحيوانات والنبات

فى اليوم الأول للشمس

فى عاصمتك ذات الغربان الكثيرة

صرت أرتعش بالأبيض

لون الحداد الآسيوى

لمحة من زفاف

لم يتم

ارتعشتُ

أمام كلام السياسة بعد ربع قرن

ولأننى أملك مفتاحاً آخر

لبيتٍ آخر

.. ولأنه لا توجد أبواب

لنفتحها .

إيمان

كنت سأجدل لك

قلادةً من خوص

أُعلقها على حائط من الآجر

وأجرى عبر أوراسيا

أجمع لك الأتباع

ثم أكتفى كربّة

بقليلٍ من الماء

والسمسم .

 شاى بالفلفل

أظنه كان أوزبكياً

الذى جاء بالشاى

بينما أداعبك بركلة على حذائك

ونتمنى

أن نشرب ماء

فى نقاءِ الدموع

ما كنتُ أعرف

أن مقتل أمير يؤدى إلى الغزو

أو كيف ينامُ عشرة دراويش

تحت غطاءٍ واحد

وملِكان لا تكفيهما قارة

كنتُ أعرف

أن عينيك

السماح للأشياء أن تحدث ,

لأطباق الخير * أن تندلق

وأنت تخون

ابتسامة صالح .

* الخير : الأرز باللبن فى بعض اللغات

اللمسة الأولى .. الأخيرة

هل تصدق

أن بنتاً

تحب أصابعها

فقط بسبب ما لمَسَتْه ؟

ربما كنا إلهاً وإلهة

نفترضُ للكل

 نحساً وبراءة

وأنا أُدَلِّك أحزانك

وجدتُ حشرةً بحجم القمر

وجدتُ واحدة تعتمد علىملخصاتٍ

لما يقرؤه ويقوله الآخرون

ووجدتُ الكثير من البخور

 لرئتيك المعتلتين

ثم تسلقتُ صخرة

فوجدتُ رجلاً يحكى حكايةً شعبية

والغجر يرقصون بشبق

وأنت تحمل حذائى

لم يلحظنى أحد

ربما لأنى كنتُ فى قنينة

رماها النوتى للبحر

ربما كنتُ رُقية

أو قُنفذاً .. أو حليباً سائلاً

من فم طفلٍ فى مجاعة

وربما كنتُ مخفية

فى بطن أمى

لم أشعر بالجوع طيلة أسبوع

كيف خرج ذلك القرد من الغابة

ونحن فى السيارة

 فيما تقول :

 “هذا يحدث طول الوقت “

قلتَ لـ ” حبك الأبدى ” :

أنتِ هدهد …

ولم تحتفظ بكسورِ المزهرية

التى أهدتها لك

فتاة الثامنة عشرة

حين دفعتنى من الجبل

لم أصعد كبخور

ولا تحولت إلى رؤيا تحيط شجرة البانيان *

كنتُ بحاجة

 لكثيرٍ من اللبن الدافئ

على وجهى .

* شجرة هندوسية مقدسة يقال لها ” البوبال ” كذلك .

سُنَّة الإخلاص

كلُ حزن يبدأ  بحزن

كلُ حزن يبدأ بفرح

وهو رجل

كرجال يمسحون

على حيةِ البرونز

ليس عليه عطرى

كم زجاجة عطر

فى غرفة نومكما

كان علىّ

 أن أتحمل رؤيتها ؟

مثل صحراء

..الرجل المُغنى له

دون أن أرفع رأسى

كمجدلية

كان يجعلنى أنظر إلى وجوه الرجال

فأرى العناكب

وسباع البحر

وأراه ” كريشنا “( ى ) *

* كريشنا هو المعبود الهندوسى الأزرق الذى اشتهر بالعزف

على الفلوت وبحب اللهو مع الراعيات .

 كانت فرنسية هندوسية أخبرتنى فى الجامعة أنى محظوظة

 لكون اسمى قريب – لدى نطقه بالانجليزية – من خليلة الرب .

شبح أبى يأتينى

لا.. أبى ليس شبحاً

هناك اعتذارات مؤجلة

للآخرة

..لقد صرت أبكيه كلما تؤذينى

أسميكم بالصفات :

الكاذب , الاستدراجى

تلفحه ريح النار

ذهبَ لتأتى أنت

الليلىّ , السرىّ ,

الغاضب

بياع السكسونيا *

المستغل

* تجارة أدوات منزلية بالمقايضة

كم مرة ضربك الماء

وكم مرة هاجت أنثاك

ألم يُخرجوا الهاتف المحمول

من كبدك

أبتسمُ لأن سرك

ليس سراً

ألا تصدقنى

لقد ولدتُ على نيزك

دائماً

 يبعدنى عن حضنه

فأبعد

 ..قبل أن أغمض عينى

لحظة

فكيف نزل كفى

على كفه

فى هواء مُعلّق ؟

..

كفان

متوحدان مرفوعان

لدارسى اللغات

المنشفة على رأسك وأنت نائم

منذ الوراثة

وبين كلام الخوف

وضعتَ خدك على فمى

فربما أريد تقبيلك

هكذا كان أبى

يأخذ قبلاتنا

عندما تحب السواد

أحاول أن أسودّ

وصرت أنام

مثلك بعد الفجر

كيف

لم تحبنى ؟ .

تعلمتُ متأخراً

الآن

كل شئ صامت

بالقسوة

لديك أشخاص يمنعون صيد الطيور

من أملاكك

والماء المعدنى فى عبوات

مضحكة ضخمة

أعرف أنك تحب هذا كله

تريده كله

وأنك مشتاقٌ للخيانة

الآن

كل شئ صامت

وكلما يمر عام

كنتُ أقول .. لكن

الحب موجود

رحل أبى

رحل حبيبى

تكاثر الأنذال

وخدعنى الزوج

بخصوصى ..

كل ما أحتاجه

عينى ,

أمى ,

ومحارب يضع رشاشه جانباً

ليغسل لى جواربى .

 إن لم تكن سريعاً.. أصبحت طعاماً *

اِمضغ البطاطا وأنت تفكر بالفاصوليا

اِمضغ الفاصوليا وأنت تفكر بالبطاطا

كل الجرائم

تحيا بالتقادم .

* فى إعلان عن ماركة أحذية عالمية

تقييم

حنانُكَ عنّين

يا جبلىّ .

شريعة الأذى

كلامٌ كبلاد الطائر الأحمر

كلامٌ كخبز مقلى للفطور

كلامٌ كخيط الـ ( سوترا )*

كلامٌ كسماء

كلامٌ كجلدٍ مصاب

كلامٌ كمولّد كهربائى

كلامٌ كتشكيل قشر السمك

كلامٌ كنَفَسِ الهواء الأول

كلامٌ كسكين يتحركُ فى الجرح

كلام .

 *   كلمة سنسكريتية تعنى ( الخيط )

وهى فى البوذية والهندوسية تعاليم مقدسة مرشدة

محاولة أخرى

فى  “ساحة الفنا ” *

قرود , أفاعٍ , سقّا

بينما أبحث لك

عن ملابس صحراوية

بعد الحساء الشعبى

أردتك معى

والـ  دى . جى الأمازيغى يعذبنا

فقط بشرطٍ واحد :

” ألا تمشى مسرعاً .”

* ساحة شهيرة فى مراكش

حرمان

ستارة حُبلى بالهواء

تشيل الهم وتحطه

تعرى المصائر

ستارة

لا تترك الهواء ويتركها

الهواء

ولا تعتذر للأجنّة ..

لأن النطف ليست من نصيب الجميع .

حياة طفيفة .. من أجلك

هذه الأشياءُ التى

تموت لكى نموت

الأشياءُ التى تولدُ فى الغلافِ الجوى

للخِسة

الجبالُ التى لم تطأها أقدام

المواعظُ الجلدية

شُهُب الحكمة المجزوءة

والحبُ القيشانى

إنها نحن .

تناسخ

كأمير رعوىّ

تحميه المنامات

من أن يتحول إلى ضفدع

بينما – تحت الشمس –

شغفى يتحول إلى

 ..ميتافيزيقا .

بجوار المساواة

ووصلت بشرتك إلى أصابعى

فى نفس اللحظة وعدتك :

بلا كسل سأتدرب

على صنع قاربى الورق

ناحل ومرضوض

كعين تبحث عن دمعها

صوتك يقدم رباعيات جاهين

بلحنٍ جديد

بعد كل هذه الستائر

تنبتُ موسيقى سوداء

الأشياء المريبة بعددِ

مرات البكاء طول العمر

بعدد ورق الشجر فى العالم

الأشياء غير المريبة

بعددِ ورق الشجر

فى العالم

وبعددِ مرات تناولنا الطعام

طوال حياتنا

..

                                        إنها أحجار كثيرة ضد الوفاء

                                       فما معنى التحلى بروحٍ رياضية ؟

يا ضارب ضاربى الأمهات

لو معى قطعة طبشور

كنتُ سأرسم حولك دائرة

بيضاء

ثم أقفز داخلها

ماذا كان السمك الصغير الملون

فى كيس الماء

ما قيمة أى شئ

ونحن مستمرون فى أحاديثِ السر

وشعر المصائب

الأقفال على الذاكرة

طرية

أَنظرُ إلى الحشراتِ الكبيرة

السوداء

التى تخرج من فمه

ليس له قلب أبى

القائل فى المنام :

” رقتك كطفلة “

ليس له قلب

ولو مرسوم فى كراس

من يستريح على عنقى

سأترك له ذبحى

من أستريح على عنقه

لم يُخلق

.. إنها وصية بالحربِ الكونية الأخيرة

.. إنها أعشاب الكينين والحلفا

.. إنها تصورات

علّقت العمر على شجرة

كجِزةٍ ذهبية

.. وهى روحى

التى تقول :

أمشى مسافات لأجل خطك

أنا الوصّالة وأنت القاطع .

كُراثة

اليمام

خارج نافذة مكتبك

عنيف

سيكسر الزجاج

وأنا لا أعرف كيف أجيبك وزوجتك

فى نفس الوقت

 أما الآن

فى بلدى أراك فى التليفزيون

لا تظهرُ غربان مدينتِك فى الخلفية

لا شئ مما حدث

يظهرُ على الشاشة

.. ذلك الرجل

لا يستطيع أن ينظرَ فى عينى

مرةً قال :

قِديسة

لأنى كنتُ أشعرُ بالبرد

ومرة كتب :

” البتول ..

للبتول “

أحببتُ هذا

لكن هل يفهمُ

أن هناك عصاً من نار

يتم دفعُها فى الحلق

بانتظام ،

هل يصدق أننى

– فى وقتٍ ما –

أردتُ أن أستخرجَ مُخَّ أحدٍ ما

وأرميه لكلاب الليل

ليصبحَ كُراثةً صامتة ؟

أؤمن مع هذا

أى بعد زوال تلك الرغبة

أن لدىّ قلبَ طائ

ر صغير ..

تناسخ طفيف فى الأرواح

كيف نتهدجُ دون لمسة

لمجرد أن الندى

تجمع على النافذة ؟

ثمة بلاد

تُسمى قمم الجبال

بأسماءِ النساء

بعاشقةٍ تاريخية من العرب

وينظر شبابها الوسيم

إلى عاشقةٍ حديثة

يجاورها رجل ناحل

تزن مفاتيحه

الكثير من النساء

واحدة قالوا لها :

من تنظر أسبوعاً كيعسوبة

من نافذة غرفة الفندق

إلى الجبال

صائمة عن الكلام

تشرب شاى الصبح

وتمضغ البسكوت الرمزى

لها الجنة

ومن تفيض عن نفسها

وجسدها

حد النزف

حد التحنيط بالثلج

فلها الجنة

ومن تُهدِر – مُختارة – أمومتها

لأن جسدها لا يعصى قلبها

التى بكى حبيبها

ذات يوم

من شوقه لها فى قارةٍ أخرى

فلها الجنة

ومن تكنزُ رموز عشقها

فى علبةِ مجوهرات :

خطابات الحبيب

وملصقات طفولية

كانت تُلصقها على خطاباتها له ..

فلها الجنة

ومن صدّقت

وأبرّت بالقسم :

العمر فدية

ولم تلعب بقلب

فإنها ريحانة على ريحانة

وهى الطيّبة

فى الجنة .

بجوار قبر الشاعر الكبير بول فاليري

نظامُ الطبقات

فى متحف بيكاسو

التماثيلُ قبيحة ٌ لا شك , لكن

تنفعنى الأغنيةُ العميقةُ من الجنوب

وألم ُ المعدةِ المفاجئ

كى أهرولَ خارجةً من ” فيل جويف ” *

ماذا وَخَزَنى

فى تلك الوجوه وتلك الطاقية

كى أنده

على ياسمينةِ شارعنا

فى المدينة التى هجرتنا ؟

* اسم حى يغلب عليه اليهود فى باريس

أشتِلُ عمراً جديداً

بماذا

بدلاً من الخائب , ذلك

المُعفى من الحياة

أنا حاملةُ اللوحة

وأنتم ؟

أنتم تريدون عفواً عاماً

وأن تستمروا هكذا

ترتكبون كلَّ هذا

للأبد

من سينقِذُنا

نحن المطليون بالأبيض ؟

السنوات تفركنى

فركة طحين

لا يريده أحد

دعونى أُجن

بحرية , أموت ,

أبصق على كل من أولغوا

فى أذاى ,

أمزقهم ,

وأمضغ لحمهم حياً

دعونى أعترف بالهزيمة

بأنى لم أنجح

 فى صد

ولو هدفٍ واحد

برَمتُ أصابعى كالفطير

وأريدُ إجابة

…. مرةً ثانية ثالثة رابعة

الأسئلةُ والإجابات تطفو

أسئلةٌ نخاف من إجاباتها

وأسئلة نؤجلُ بها العمر

أؤجل بها رحمى

فقط

كى لا أقولَ :

لا أقدر أن أحبَّ

رجلاً كسلة مختنقة بالغائط

لكى لا أقول :

أشعرُ بالدُّوار

ليس لقلةِ النوم

بل قلةِ الحنان .

يُرشح لى طبق العدس

لم أعد أريد أن أراك

صدّقتَ قبلى أن الطاووسَ يُذبح

من أجل ريشة

ومثل أفغان يوسف زاى *

صنعتَ من الغضبِ بُخاراً

ولما لم يُعجبك

صنعتَ منه تابوتاً لعصفورة

ولما لم يُعجبكَ

نسجتهُ سجادةً كثيرةَ العُقد

تُحبُ الأفواه المغلقة .

* أفغان يوسف زاى : اسم طائفة بشتونية

كانت تعيش فى حدود مدينة خيبر ويتميز أفرادها بالشجاعة .

انفجار حدقة

صرت أسأل

أأنا لا أكفيك ؟

وأنت تراهن على الشعر

الذى سأكتبه عنك

أنزلُ

إلى ماءٍ آسن

أحاول أن أختار

من يجدد الأكاذيب

لضمان هيمنةٍ أقل

المخلصون العرج

الذين أنتمى لهم

يكررون المآسى

ليس دائماً الطنين

مأساة

بل الهمس أيضا ً

لهذا أكتنزُ رغبتى فى الهرب

لصالح برهة

من الوهم

أتوهم

إنساناً صادقاً يحبنى

لا يكذب للحظة

أتوهم

بغلةً اسمها روحى

تجرُ محفة المرضى

الذين يساوون بين النساء

كأسنان مشطٍ مكسور

أى كائن هلامى

سيعرج من بعدى ؟

أيةُ طفلة

ستنغرس أنيابها  فى عنقى ؟

أجيبونى !

أحبُ أن أصدق

الماء

وأنى عصفورة

سيكون ريشها نافعاً

لكن الأمر يزداد صعوبة

تزداد حدقتاى اتساعاً

ازداد ثقة فى اليأس

كلُ صادق كان

يتأبطُ سحابة

ماضياً إلى حيث لا أدرى

وأنا أنتظر

كما لو كنا

نوينا الركض فى حقل ثلج

ولما بدأنا

وجدناه  سحاباً

نحن رعاة الشموع

هلاوسنا تذكر بشحاذين

وبحقولِ قمحٍ

على قنوات المياه

حيث يلعبُ أطفالُ الفقراء

فى قرى لا تعرف الصرف الصحى

كيف ورقة شجر

كتبتُ عليها اسمك

تكفى

لخداع البِكر

الحلال الفاشل

بحبى المغدور

والظن يوازن الخطيئة

باستماتة

على النجاح

..كيف أكون وحدى

فى هذا العمر ؟

كمجنونة

كعذراء مشروخة الصدر

أمحو الماء

وأردمك .

الرباعى ينقسم إلى جبهتين

كنتُ سأسمى الشجر الأحمر

فرحتى

كنتُ سأبكى ما سيأتى

لكن أشياءً حدثت

أشياء فاضت , تكاثفت

صارت أقرب إلى فضاءٍ ممطوط

وكان يجب أن أرى بقية الألوان

من فوهةٍ لم تكن أصلاً واضحة

لكن أشياء لم تحدث

كأن يتقاطع طريقى مع طريق رجل ما

ليعرف

أن المحبة ليست ذائبة

مع أن قلبى يشبه

خروم ستارة الكروشيه

فى بيتنا الساحلى

لستُ ممن يخونون الماء

ولكن الماء يخون

وفى اللحظةِ الأخيرة

أكتشف أنى صرت كالعجين

لم يعد ممكناً

أن أتوضأ بذكرياتى

وتذكرتُ ..

كل الحناطير التى ركبتها

كانت مع مزيفين

أردتُ الرجل الذى أُحرّمه على الشر

وأن تقوى غصونى

               كى أرعى الذكرى

كلُ غيرة تصنع بارجة

كل شك يثقب السرير

كل تهديدٍ بخيانة

يفجر الدغل

كيف لا نتقاسم

خفقة القلب

على مسئولية من سأختار هويتى

وأنت تعلمنى

مساحة جديدة

من الذهول ؟

كيف صَنعتُكَ

لهاثاً

على هيئة رجلٍ يتعثر

فى بيتنا ..

أو وهو يحمل الخراطيم البرتقالية

لأغراض الكهرباء

بينما أنتظر

 فى صيدلية

أتذكر الصيدلى

الذى لم يصدق

راح يكرر السؤال :

زوجتك ؟

كيف صنعتكُ

ذهولاً

كحبةِ قمح تنظر إلى السماء ؟

لا تقل خوفك لأحد

سيزيدون منه

سيعرفون كعبك المنسى

ويطبقون .. من كلِ أجمة

لا تقل خوفك

كى لا يكون عليك

أن تصدق خوفهم

ولو صدقت

حاذر أن تظلم

من لا يعترف : أنا خائف

إغلق الليالى

على سوادها

واندس

فى آخر موتٍ لك

أنا مديدة وصبورة

أنا بطيئة النسيان

لا أغادر من أحب

انتظروا موتى

بلا موسيقى

وأنا أتعثر بأحلامى

بعدما صارت ألغاما ً

لا تألف رأسى

غياب يدٍ عليها

تشى خطوتى بى

يشى صوتى بى

ويشى أنينى بما تبقى

من سخونةٍ تليق

بمراهناتِ خيول السباق

لن يفوز الحصان

ولو كان يركض وحده

أعلىّ أن أشكرك

أيها المغرور حتى آخر كوب شاى

أم أحوطك

بأغصانٍ خشبية

كمهراجا شاذ

ثم أشعل فيها النار ؟

 ألديك ذاكرة إضافية

كى تُخزّن فيها

 شمساً جديدة

أو لتصنعَ محبةً

مضاءةً بالألعاب النارية ؟

هناك شرطان للنور :

الأول أن تكون ظلمة

والثانى رغبة النور فى اكتشاف نفسه

تخيل النور

ونحن نصبه فى إبريق !

أو سجادة من نورٍ كامل

ندوسها

 فتُظلِم

تحت مساحات أقدامنا

حين كنا بالجامعةِ معاً

كنت أنت

 من يصب إبريق النور

 من أعلى القلعة

 ليغمرنى

يجدر بنا ألا نخفف

أوصافنا للآخرين

فكلما انثنى جذع إمرأة

كانت هناك قاتلة

وسيعجبهم أن أقول :

النور الذى لا يحب الضلال

ليس نوراً

أو

كيف يحدث كل هذا

فى الوقت القصير

الذى هو العمر ؟

طالما البحار تُظلِم ُ ليلاً

كيف لم نؤّمن شرفة ؟

لا. لدى الشجاعة

والحكمة المتأخرة

لم يكن نوراً

بل اشتبه علىّ الأمر

قلبى ضلل عينى

فرأيت نورى

نوره

لا  شمس  . لا  نهر

لا  ليل    . لا  بدر

لا  قلب  .  لا  قلب

لا  أحد

 تستخدمُ كلمة ” الضمير “

فأنقض بأصابعى على جثتك

بحثاً عنها

بين الدود

لقد خنتنى

وأحببتَ الظُلمة

وأنا الآن

خرساء .

قصيدةُ الصمت

لا توجد أصوات

لا أحد يحبك

النهارات ليست موجودة

محفورة فى الصمت

تكاد لا تتنفس

نملة فارسية تمضى بغباء

 ..انهراس

قلب ليس فى مكانه

لا تعلم أين هو

الصمت ظله

إنها قد تكون مخلوقة

بلا فم

عيبٌ خلقى

………..

الموت يعد بلغةٍ جديدة

وكل هذا اللغط

حفائر فى الروح

أشعرُ أن الضوء يخرج منى

ليدخل الموت

أُعتِمُ

الموت الحالى حروف

بانتظار العدالة

وهُم

 أفواههم تتحرك

بكل هذا الكذب

الصمت نجاة

الصمت موت

الصمت ضغينة مجتمعة كثيفة

عليك     ضدك

بؤرة للحماية من الدرن

حين نستمع

الصمت هجرٌ

تركٌ بلا خير

الصمت بلا وجه

الصمت رحمة ,

منجل ,

عكس الطفولة

يتنفسنا حين يموت الأحبة

أو حين يكون على أحدهم

أن يدلى بتصريح الألفية

.. بعدما يصحبنا فوق ربوة

تطل على بحيرة

أو حين نجلس

فى مقهى الحى

 ا رملة

غطونى

…….

غ    ط    و    ن    ى

     منكم .             

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات