المرأة العربية: بين يومها العالمي وثورات الربيع العربي

01:20 مساءً الثلاثاء 2 أبريل 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بعد صراع طويل ومرير للنساء في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية لرفض القهر وجميع أشكال التمييز ضدهن اتفقت الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة على تخصيص اليوم الثامن من شهر مارس / آذار من كل عام للإحتفال بالمرأة على الصعيد الدولي وفي نفس الوقت تركت الأمم المتحدة لكل دولة من الدول الأعضاء بالمنظمة حق إختيار يوم خاص للإحتفال بيوم المرأة يكون مرتبطا بحدث تاريخي للبلد نفسه .

وتم تخصيص يوم السادس عشر من مارس / آذار كيوم للمرأة المصرية حيث أن هذا اليوم كان ذكرى خروج مظاهرات نسائية حاشدة ضد الإستعمار البريطاني عام 1919 تحمل أعلام الهلال مع الصليب كرمز للوحدة الوطنية المصرية التي إستمرت رمزا للشخصية المصرية على مدى الأيام .

وإستمر نضال المرأة المصرية لتغيير الصورة النمطية التي كانت عليها في المجتمع وتقلدت مناصب أساسية في الدولة وأصبحت وزيرة وشاركت في مشاريع التنمية المجتمعية .

وفي عام 2000 تم تأسيس المجلس القومي للمرأة حيث يهدف المجلس إلى الإرتقاء بمكانة المرأة وتمكينها من القيام بدور فعال في النهضة الإجتماعية المصرية وذلك في إطار المحافظة على التراث القومي والشخصية المصرية ومنذ نشأته انطلق المجلس في تنفيذ المهام المنوطة به حتى كانت ثورة 25 يناير / كانون الثاني حيث نزلت المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل في ميدان التحرير .

ولكن يلاحظ في الفترة الأخيرة ومع تقلد التيار الإسلامي مقاليد الأمور في مصر تصاعد الدعاوى التي تطالب بعودة المرأة للبيت وتزامن ذلك مع نسبة تمثيلها في البرلمان وعضوية اللجنة التأسيسية للدستور كما تم إستبعاد المرأة من الثلث الأول من قوائم الإنتخابات وإلغاء الكوتة النسائية .

وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت في مارس / آذار عام 2013 إعلان تاريخي يتضمن مدونة سلوك لمكافحة العنف ضد النساء ولكن جماعة الإخوان المسلمين في مصر حذرت من أن هذا الإعلان قد يدمر المجتمع زاعمة أن الإعلان يطالب بالسماح للمرأة بأن تسافر وتعمل وتستخدم وسيلة لمنع الحمل دون موافقة زوجها وإعطاء حرية جنسية للفتيات ولكن في الواقع أن هذا الإعلان لم يتضمن بأي شكل من الأشكال مثل هذه الأمور كما أن الدول الإسلامية كانت متحفظة جدا على إدراج فقرة في الإعلان تنص على أن العنف ضد النساء لا يمكن تبريره بأي عادات أو تقاليد أو إعتبارات دينية .

و في النهاية وبعد ختام مفاوضات إستمرت أسبوعين اتفقت الدول الإسلامية والغربية على تجاوز خلافاتها للإتفاق على الإعلان التاريخي للأمم المتحدة الذي يتضمن مدونة مكافحة العنف ضد النساء .

ولكن يظل مستقبل المرأة العربية في بلاد ثورات الربيع العربي غير واضح المعالم فبينما يتقدم و يبرز و يتبلور دور المرأة في المجتمع ككل في العالم الغربي نلاحظ أن المرأة العربية لا تزال متعثرة في اللحاق بالركب العالمي والوصول إلى المستوى الذي وصلت إليه المرأة في المجتمعات الأخرى .

وقد تكون ثورات الربيع العربي ووصول الإسلاميين لسدة الحكم من أهم الأسباب التي تعرقل تقدم المرأة العربية .

كل عام والمرأة في جميع أنحاء العالم بخير و تقدم و إزدهار .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات