هنالك ما يقرب من 22 ألف يهودي يعيشون في ألمانيا حالياً من نسبة السكان و هي 82 مليون، مما يعني أن معظم الألمان ليس لديهم على الأقل معرفة بسيطة بالثقافة اليهودية. ولكن المعرض الذي تم إقامته في متحف برلين اليهودي والذي يحاول أن يتعامل مع مشكلة نقص المعرفة تلك أثار جدلاً كبيراً.

المعرض المسمى بـ “الحقيقة الكاملة” هو عبارة عن رجال و سيدات يهود، جالسين داخل صندوق زجاجي، ويجيبون على أسئلة الزوار لمدة ساعتين عن كل ما يخص الحياة اليهودية و عاداتهم.

تم إستوحاء فكرة هذا المعرض من الأسئلة العديدة التي تركها زوار المتحف في كتيب الزوار منذ 2011، وقام المسئولون على المتحف بتقليصها إلى 30 سؤالاً، هي الأكثر تكراراً. وهي تتراوح بين أسئلة سياسية عن العديد من الإنطباعات الخاطئة وأسئلة من قبيل كيف يمكنك أن تصبح يهودياً. وقد أعلن القيمون على المتحف ان الهدف من هذا المعرض هو “إجابة مختلف الأسئلة عن اليهودية و اليهود”. وأسفل كل صندوق من الصناديق التي يجلس فيها اليهود بالمعرض هذه الجملة “هل مازال هنالك يهود بألمانيا؟”

ولكن ردود الفعل تجاه هذا المعرض، الذي شمل عروضا أخرى، جاءت متباينة. فقد أدلى ستيفن كرامر وهو عضو مرموق في مجتمع اليهود ببرلين، عند حديثه مع أسوسيتيد برس، “لماذا لا تعطوهم موزة و كوبا من الماء لتجعلوا اليهود الجالسين في الصندوق الزجاجي يشعرون بالراحة؟” وقد قال كرامر أنهم طلبوا منه التعاون في هذا المشروع و لكنه رفض. وقد قال أخرين بان هذا المعرض فكرته “مهينة” ولا يساعد على تحسين العلاقات الألمانية اليهودية.

وقد أدلى ديكل بريتيز، وهو طالب يقوم بتحضير الدكتوراة في التاريخ اليهودي الألماني، عند حديثه مع الجارديان، أنه كذلك كان خائفاً من عرضه كقطعة فنية في متحف، ولكن فضوله تغلب عليه وقد قال “أنا متحمس لمعرفة نوعية الأسئلة التي سيسألونني إياها في المتحف. فبطريقة ما أو بأخرى حياتي اليومية هي مثل العيش في صندوق مماثل، كوني من اليهود القلائل في ألمانيا. مجرد وجودي في مكان ما يدفع الأخرين لسؤالي عن الهولوكوست او مشاكل الشرق الأوسط، لذلك لم أمانع من المشاركة في هذه التجربة”.

Tweet