أيام الثقافة الكورية على ضفاف النيل

01:02 صباحًا الجمعة 26 أبريل 2013
رضوى أشرف

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

نظمت سفارة كوريا بالتعاون مع محافظة القليوبية “أسبوع الثقافة الكورية” خلال الفترة من 21 إلى 24 أبريل، وقد شملت مكتبة مصر العامة و جامعة بنها بحضور السفير الكوري كيم يونج سو و د.عادل زايد محافظ القليوبية و الدكتور على شمس الدين رئيس جامعة بنها.

يأتي هذا الأسبوع في أعقاب زيارة الدكتور بارك جاي يانج وهو المستشار الثقافي والإعلامي للسفارة الكورية بمصر لجامعة بنها ولقاؤه مع الدكتور علي شمس الدين، رئيس الجامعة. ويأتي كذلك بعد إقامة العديد من هذه الأنشطة في مختلف أنحاء مصر، مثل اليوم الكوري في نادي المعادي الرياضي.

أكد كيم يونج سو سفير جمهورية كوريا الجنوبية بالقاهرة عمق ومتانة العلاقات مع مصر مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد طفرة جديدة فى أوجه التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات . أوضح السفير خلال افتتاحه فعاليات أسبوع الثقافة الكورية والذى تقيمه سفارة جمهورية كوريا بالقاهرة بالتعاون مع محافظة القليوبية وجامعة بنها، إلى أن هناك الكثير من العوامل الثقافية والحضارية المشتركة بين الشعبين الكورى والمصرى وهو ما يعزز التفاهم والتواصل بينهما.

وقال إن مصر فى طريقها للاستقرار السياسى وهو ما سيؤدي إلى تهيئة وتشجيع مناخ الإستثمار وجذب رؤوس الأموال الأجنبية من جديد خلال المرحلة القادمة.

وأكد السفير الكوري على أن البنية التحتية لمصر قوية، ومن الناحية الاقتصادية فالبنية كافية لبناء اقتصاد قوى، ومصر تعد البوابة لأفريقيا والشرق الأوسط، وتمتلك قناة السويس، وغنية بالأماكن السياحية، والعمالة الفنية المدربة، وأضاف أن مصر بدون مساعدات الخارج يمكنها أن تعتمد على نفسها ولكن لابد من تقاسم الموارد الموجودة فى مصر بحيث يتم تذويب الفوارق بين الطبقة الغنية والفقيرة، وتطبيق العدالة الاجتماعية.

وفي إطار الأسبوع الثقافي الكوري افتتح السفير الكورى دورة تعليم التايكوندو للبنات بجامعة بنها كما افتتح وبحضور د. عادل زايد محافظ القليوبية معرض صور من كوريا في مكتبة مصر العامة والذي يضم صور لأهم المعالم الحضارية في كوريا، بالإضافة إلى دورة تعليم التايكوندو للأطفال وعرض الزي الكوري “هانبوك”. وقد تم عرض ثلاثة أفلام كورية مترجمة للعربية بمكتبة مصر العامة وهي “الطاهي العظيم”، و”200 رطل من الجمال”، “أسعد لحظة في العمر”.

كما إستضافت جامعة بنها ندوة “الأدب الكوري المعاصر.. دراسات نقدية” حول نماذج من الأعمال الأدبية والشعرية المترجمة للغة العربية وشارك فيها نخبة من أساتذة جامعة بنها وفي مقدمتهم الدكتورعبد اللطيف الصباغ عميد كلية الآداب، الدكتور محمد غالى رئيس قسم اللغة العربية، الدكتور محمد حافظ دياب المفكر وأستاذ علم الإجتماع، د. نبيل نوفل أستاذ اللغة العربية، و د.أحمد علواني مدرس النقد الأدبى، وسط حضور كثيف من طلاب الجامعة.

تناولت الندوة بالشرح والتحليل لنماذج من الأعمال الأدبية والشعرية المترجمة للغة العربية وفي مقدمتها ديوان “أماكن خالدة” للشاعر الكوري الكبير كو أون، ورواية “المدينة اللعبة” للكاتب الكورى لى دونج ها، ورواية “موعد مع أخي” للكاتب الكوري لي مون يول، والقصص الشعبية الكورية تشون هيانج. في بداية الندوة، أكد الدكتورعبد اللطيف الصباغ عميد كلية الآداب على أهمية عقد هذا الملتقي الثقافي كوسيلة للتعارف وتحقيق التقارب بين الشعوب، مؤكداً على أن هناك الكثير من العوامل المشتركة بين كوريا الجنوبية ومصر رغم بعدهما الجغرافي.

وتحدث الدكتور بارك جاي يانج المستشار الثقافي والإعلامي لسفارة جمهورية كوريا عن تطور الأدب الكوري المعاصر، حيث أوضح أن الأدب لكوري ينقسم إلى أدب قديم كلاسيكي والذي يختلف عن الحديث في صفاته وموضوعاته. حيث تأثر الأدب الكلاسيكي بالكنفوشيوسية والبوذية والشيمانية، وأكبر المؤثرات البوذية ويليها التأثير الكونفوشيوسي وخاصة تحت حكم مملكة جوسون. أما الأدب الحديث فتطور عبر اتصاله بالثقافة الغربية، ودفع بها إلى الاتجاه إلى المدنية. وسادت التيارات الأدبية الأوروبية في الأدب الحديث.

وقال إن الكاتبين تشو نام سون و يي كوانج سو يعتبرا رائدا الحركة الأدبية الحديثة في كوريا. ونوه إلى أن الأدب الكوري الحديث بلغ النضج في فترة الثلاثينات من القرن الماضي من خلال الجهود التي بذلتها مجموعة من الكتاب الموهوبين الذين أخذوا الكثير من النماذج الغربية من خلال الترجمات العديدة لتلك النماذج.

وأكد المستشار الثقافي على أهمية الترجمة بين اللغتين العربية والكورية، لكونها القناة التي يجرى من خلالها الحوار بين الثقافات مشيراً إلى أن الكثير من الشباب الكوري يقبلون على تعلم اللغة العربية، حيث أن أكثر من خمس جامعات في كوريا يوجد بها أقسام لتعليم اللغة العربية، كما دخلت اللغة العربية في مناهج بعض المدارس الثانوية.

وقال الدكتور محمد غالى رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب إن هناك ثلاثة موضوعات أساسية تشغل الأدب الكورى المعاصر، كل منها متصل بالآخر وناتج عنه؛ فأما الموضوع الأول فهو الحرب، وهى حروب متصلة، تنتهى إحداها لتبدأ الأخرى، كحربهم مع اليابان وأخيراً الحرب الكورية (1950- 1953) و التي أدت إلى تمزق الوطن الواحد إلى شطرين؛ شمالى وجنوبى. وهذا التمزق، بما ينجم عنه من مآس إنسانية، يشكل الموضوع الثانى للأدب الكورى. وأما الموضوع الثالث، فهو الحديث عن أولئك المهمشين الفقراء من ضحايا هذه الحروب، ومعنى ذلك أن الحرب وآثارها هى التيمة الأساسية فى الأدب الكورى، وهو، نتيجة لذلك، على تعدد أجناسه وكتابه، أدب “السرديات الكبرى”، يتناول القضايا العامة ويرتبط بهموم الجماعة، وحين يتناول قضايا الجماعة يختار لتمثيلها نماذج إنسانية تختزل الجماعة وتمثلها وتصور قضاياها، الأمر الذى نراه فى رواية “المدينة اللعبة” للروائى الكورى لى دونج ها، والتي بعث من خلالها رسالة تتمحور حول التعبير عن الشوق إلى المحبة التى تنقذ الأرواح الفقيرة الجائعة، وتحقيق ذلك فى العالم المعاصر التى تحكمه القوة لا القانون، يحتاج إلى معجزة، وهى بالطبع مستحيلة التحقيق.

وقدم د. نبيل نوفل أستاذ اللغة العربية قراءة في ديوان “أماكن خالدة” للشاعر كو أون والذي جسد فيه الشاعر رغبة قوية ومخلصة فى الوصول إلى تحقيق أمل قومى عزيز هو توحيد شطرى شبه الجزيرة الكورية، وقد توسل لذلك بالرجوع إلى جوانب من تاريخ هذه الأمة وجغرافية أراضيها، فى مزيج ساعد على تجسيد الحلم القديم، كما ساعد الشاعر نفسه على تفجير طاقات هائلة من المشاعر ما كان لها أن تبرز إلى الوجود لولا هذا المزيج الذى صنعته المحنة الكورية.

وتحدث الدكتور محمد حافظ دياب المفكر وأستاذ علم الإجتماع حول القصص الشعبية الكورية واستهل حديثه بالتأكيد على أن الحكاية الشعبية أحد أهم أشكال الأدب الشعبى، لما تجسده بمفهومها العام من درجة عالية فى صقلها الفنى، ولتعدد أصولها وموضوعاتها وصنوفها. وقال إن أهم ما يميز هذا العمل الأدبي هو جماليته، التى لا تفرق كثيراً بين ما هو تخيلى وما هو تقريرى، ولا تعبأ بأسئلته المرجعية، فيما يلتحم فى نسيجه التاريخ والدين والأسطورة والمعتقد والفن، تلك التى تتحول داخله إلى أدوات نصية.

وفي النهاية تحدث د. أحمد علواني مدرس النقد الأدبى، حول مقاربة الواقع في رواية “موعد مع أخي” قائلاً إن الكاتب يطرح قضية فصل شبه الجزيرة الكورية إلى بلدين: “شمالى” و”جنوبى”؛ ولكنه لا يعرض القضية من المنظور التاريخى السياسى؛ بل من المنظور الفنى الإنسانى. ويأتي هذا الطرح الفني عبر سرد الكاتب لتاريخ أسرة، تشظت وانشطرت إلى شطرين، شطر فى الجنوب، وآخر فى الشمال. ويتجلى ذلك بوضوح منذ عنوان الرواية: “موعدٌ مع أخى”.

وأعرب المشاركون في نهاية الندوة على آملهم في أن يكون هذا اللقاء الثقافي بداية نحو تعزيز أواصر التعاون والتفاهم بين مصر وكوريا الجنوبية بما يؤدي إلى تعميق التعاون المشترك في كافة المجالات.

(المصدر: الصفحة الرسمية للمركز الثقافي الكوري بمصر)

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات