مهرجان أبوظبي الدولي الأول لأفلام البيئة: سجادة خضراء تستقبل النجوم

03:56 مساءً الجمعة 26 أبريل 2013
حسنات الحكيم

حسنات الحكيم

شاعرة وكاتبة صحفية من مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تحتفي المهرجانات السينمائية في العالم دائما بمراسم السجادة الحمراء، لكن مهرجان أبوظبي الدولي الأول لسينما البيئة خالف القاعدة واعتمد “سجادة خضراء” بداية لافتة تنطلق من تفصيل متعلق بفكرته الأساسية وبطقس أساسي لنجوم السينما، ومن ثم كان السؤال من هم نجوم السجادة الخضراء؟، وهل يختلف نجوم السجادة الخضراء عن نجوم السجادة الحمراء؟. الإجابة كانت في حفل الافتتاح حين مشى النجمان المصريان يسرا وخالد النبوي إلى جانب الفنانة الإماراتية رزيقة طارش وعازف العود العراقي نصير شمة إلى جانب عدد من القيمين والمعنيين بصناعة الأفلام والشخصيات المهتمة بالبيئة. إذاً لم يكن افتتاحاً للنجوم فقط، بل سجل حضور الكثير من الشخصيات التي يرتبط عملها ارتباطاً عضوياً بالبيئة مثل  الدكتور إياد بو مغلي، المدير والممثّل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في اقليم غرب آسيا، والدكتور طلال أبو غزالة أحد أبرز المهتمين في العالم العربي بقضايا الملكية الفكرية، وبذلك تجاور الأكاديميون مع النجوم لتقديم رسالة أساسية في الوعي والأهمية، والمساهمة للارتقاء بمعرفة الجمهور وتوعيته بأخطار يعيشها ولا يدرك خطورتها إلا في المستقبل وربما كان ذلك المستقبل قريباً أكثر مما يتوقع.

 البطولة للقطط

من خلال مجموعتين من “القطط الافريقية” –عنوان الفيلم- تجول كاميرا المخرج كيث سيشولي وألستير فوثرجيل في محمية “ماساي مارا” في كينيا. في الفيلم تلعب القطط أدوار الممثلين ويجول المخرج في حياتها كما لو كانوا أشخاصاً ليصور حكاية مجموعة من اللبوات أكبرها تدعى “ليلى” ويحمي المجموعة الأسد “فانج”، فيما على الطرف الآخر من النهر أنثى فهد صياد تدعى “سيتا” رفقة جرائها الستة، حيث يواكب المخرج الأسرتين ملتقطاً التطورات الاجتماعية التي تطرأ خصوصاً مع وصول “ليلى” إلى سن التقاعد ومحاولتها جعل أختها ترعى ابنتها “مارا”، فيما يحافظ “فانج” على مملكته الجنوبية، لمواجهة الأسد “كالي” وأبنائه الأربعة المتواجدة شمال النهر للسيطرة على الجنوب أيضاً، وما يلعبه النهر الغزير المليء بالتماسيح في ذلك، أما على الضفة الأخرى من النهر فكانت مهمة “سيتا” أصعب في توفير الرعاية والحماية لأبنائها الخمسة التي تعتمد عليها، وتسجل الكاميرا نجاحها في حمايتها من قطيع الضباع التي تنجح في ما بعد باختطاف اثنين من أبنائها كما تقاوم الأم “كالي” وأبنائه، إلا أنها في تقديم 3 فهود ماهرة مستقلة في حياتها وتنجح في العيش ضمن المحمية.

 فعاليات الكورنيش

لم يكتف مهرجان أبوظبي الدولي الأول لأفلام البيئة بالأفلام ضمن الصالات المغلقة، لكنه خرج للجمهور واختار الكورنيش مكاناً للعديد من الفعاليات والمعارض التي تشهد حضوراً كبيراً، في إطار حرص المهرجان على التوعية بالمخاطر التي تواجه البيئة، بمشاركة عدد من الجهات الرسمية المحلية، حيث عرضت القيادة العامة لشرطة أبوظبي المبادرات الخاصة بالسلامة المجتمعية مثل ورشة العمل التي أقامتها الإدارة في منطقة الكورنيش وتضمنت عرض شاحنة تقدم عروضاً لمحاكاة أخطار الزلازل والبراكين، من خلال عدد من المواقف والسيناريوهات التي تعمل عند تطبيقها باستخدام النظم الالكترونية الحديثة علي خلق محاكاة للحرائق في المطابخ وغرف النوم وقاعات الدراسة، كما شارك المركز الوطني للأرصاد الجوية، من خلال أنشطة التعريف بالمنشورات والإصدارات العلمية والتي كشفت عن مواكبة التطورات والمستجدات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية في مجال الرصد الجوي.

 الإمارات الأولى

رافق المهرجان عدد من المحاضرات الهامة كان أبرزها عن حقوق ملكية السينما العربية قدمها طلال أبو غزالة، رئيس مجموعة أبو غزالة العالمية لحقوق الملكية الفكرية، حيث أوضح أن أكبر خطر تواجهه صناعة السينما اليوم هي القرصنة مع التطور التكنولوجي والتقني وتطور أدوات التصوير وسرعات التحميل والتصفح من الانترنت، وأشاد الدكتور طلال أبو غزالة بدولة الإمارات، كونها من الدول المتقدمة في مكافحة القرصنة، وانضمامها إلى اتفاقيات ومعاهدات عالمية مثل، اتفاقية برن للملكية الأدبية، واتفاقية باريس للملكية الصناعية، اتفاقية الوايبو واتفاقية التريبس، وأشار إلى أن نسبة القرصنة في الإمارات تصل إلى 27%  الأمر الذي يجعلها في عداد الدول المتطورة، مشيراً إلى أنها تعد من أفضل 20 دولة حول العالم، والأولى عربياً في مجال حماية الملكية الفكرية.

أفلام قصيرة

تنافس 13 فيلماً إماراتياً ضمن مسابقة أفلام البيئة من الإمارات، حيث ضمت القائمة 10 أفلام تسجيلية وواحد تشكيلي واثنين روائيين، فيما ضمت قائمة أفلام المسابقة الرسمية قسم الأفلام القصيرة 13 فيلماً كان للأفلام العربية منها نصيب ثلاثة أفلام عربية، حيث تناول الفيلم الكويتي “حياة من دون ألوان” للمخرجين عبدالله الكندري وهدى محمود ويدور الأضرار التي أصابت الحيد المرجاني والذي دمر غالبية السواحل المرجانية في العالم وكان من بينها المرجان في منطقة الخليج العربي، والفيلم العماني “السدود في سلطنة عمان” للمخرج سالم علي منصور والذي يتناول السدود وينابيع المياه في السلطنة، فيما تناول الفيلم القطري “8 مليار” للمخرج رضا مقدسي، عدداً من القضايا منها الاكتظاظ السكاني العالمي.

 أفلام طويلة

17 فيلماً روائياً ووثائقياً طويلاً تنافست على جائزة الظبي الذهبي لأحسن فيلم طويل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم طويل، تجول في قضاياها حول العالم فمن الهند “شار: جزيرة لا أحد” للمخرج سوراف سارنجي يروي قصة “روبل” والذي يبلغ الرابعة عشر ويقوم بتهريب الأرز عبر نهر جانجا في منطقة بين الحدود بين الهند وبنجلاديش، ويتناول الفيلم كيفية تكوين جزيرة “شار” والتي نتجت عن فيضان نهر جانجا، أما الفيلم الياباني “أرض لا أحد” فيتناول موجات تسونامي والتي ضربت اليابان في مارس 2011 وتسببت في كارثة انفجار المفاعل النووي في فوكوشيما، فيما يحكي الفيلم الوثائقي الفرنسي “مساكن للحياة” للمخرج كليمنس أنسلان، قصة قيام شركة فرنسية بإنشاء طريق أسفلتي في وسط صحراء تشاد، ويتناول الفيلم التسجيلي التركي “قلة من الشجعان” كفاح سكان منطقة البحر الأسود في تركيا من أجل المحافظة على البيئة الطبيعية التي يعيشون فيها وأسلوب حياتهم في مواجهة مشروعات الحكومة لبناء عشرات المحطات الهيدروليكية.

 محكمون إماراتيون

ثلاث وجوه إماراتية ضمتها لجنة تحكيم مسابقة أفلام البيئة من أصحاب الخبرة في مجالات السينما والمسرح والدراما هم الكاتب جمال سالم، عضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين في الإمارات واللجنة الدائمة للمسرح في دول الخليج والذي شغل سابقاً عضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان أبوظبي السينمائي عام 2007 ومهرجان الخليج السينمائي الخامس عام 2012 ومهرجان مونتي كارلو للأفلام التلفزيونية 2011، ومصور الأفلام الوثائقية، علي خليفة بن ثالث المهيري، والحاصل على دبلوم التصوير الوثائقي من أكاديمية لندن، ويمتلك “بن ثالث” رصيداً من الأفلام الوثائقية أهمها، رحلة الى الجبل الاخضر “جزيرة مسيرة” والمكون من أربعة أجزاء، والمخرج الإماراتي سعيد سالمين المري، المعروف بلقب صائد الجوائز وسفير السينما الإماراتية حيث حصلت  أعماله على عدة جوائز ومنها الفيلم القصير “بنت مريم” وكذلك فيلمه الروائي الطويل “ثوب الشمس”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات