طرابلس : ” صاحب الشقة يطلب مني دفع الايجار، والا فإن مصيري وعائلتي سيكون الطرد الى الشارع “، بهذه الكلمات اختصرت الارملة السورية خالدية العلي أزمة كبيرة يواجهها النازحون من بني جلدتها في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان.

وتقول العلي الام لأربعة أبناء (55 عاما) بحسرة لوكالة أنباء ((شينخوا)) ” أعيش مع أولادي منذ عام في شقة سكنية بطرابلس كنت قد دفعت بدل إيجارها لمدة ستة أشهر بما كان معي من مال (..) لكن منذ ستة أشهر لم أستطع دفع الايجار “.

وتابعت ” صاحب الشقة يطلب مني دفع الايجار والا فان مصيري وعائلتي سيكون الطرد الى الشارع “.

وتتساءل العلي التي لجأت الى لبنان قادمة من حمص وسط سوريا التي تشهد معارك بين الجيش السوري والمسلحين المعارضين ” لا اعرف ماذا سأفعل ؟ وأين سأذهب حينها ؟”.

ويعيش في طرابلس، بحسب تقارير غير رسمية، نحو 10 الاف عائلة سورية نازحة.

ويقطن القسم الأكبر من هؤلاء في منازل مستأجرة بالمناطق والأحياء الشعبية الفقيرة في طرابلس.

وتقيم أكثر من عائلة سورية في منزل واحد لتقاسم تكلفة إيجاره.

ويبلغ بدل إيجار الشقة نحو 250 دولار شهريا، حسب العلي، التي تعمل في خدمة احدى العائلات اللبنانية بأجر 200 دولار في الشهر .

وتقول السيدة السورية ” هذا المبلغ استخدمه لإطعام أولادي، خصوصا بعد تراجع العديد من المؤسسات عن تقديم المساعدات لنا “.

وتجاوز عدد النازحين السوريين في لبنان 428 ألف نازح، بينهم 128 ألف شخص في شمال لبنان، بحسب اخر احصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويعجز لبنان الذي طالب مرارا المجتمع الدولي والدول المانحة بمساعدته في تقاسم أعباء النازحين من سوريا، بسبب ضعف امكاناته عن توفير المقومات الضرورية لهم.

ويحذر الناشط السوري في مجال اغاثة النازحين في شمال لبنان احمد موسى من أزمة انسانية في حال عدم تأمين أموال لدفع الإيجارات.

وقال موسى لـ (شينخوا) إن ” عائلات عدة لم تستطع دفع الايجار المترتب عليها منذ عدة اشهر، وعمل أصحاب المنازل على طردهم منها وتأجيرها لغيرهم “.

وأضاف ان ” بدلات الايجارات مرتفعة، وهناك محاولات استغلال من قبل اصحاب الشقق، بسبب الطلب الكبير عليها، نظرا لوجود اعداد كبيرة من النازحين “.

وبحسب إحصاء لمنظمة الاغاثة والانقاذ السورية/السويدية توجد نحو 5 الاف عائلة سورية في طرابلس غير قادرة على دفع بدلات الايجارات منذ عدة اشهر.

ويقول اللبناني محمد دبوسي مدير هذه المنظمة ” من بين هذه العائلات، عائلات طردت من منازلها المستأجرة”.

وتابع ” لقد قمنا بتأمين أموال من قبل جمعيات دولية تكفي لتوزيعها على الفي عائلة، حيث ندفع لكل عائلة مساعدة بقيمة 150 دولارا، لكن هذا المبلغ غير كاف لاستئجار منزل”.

وأوضح ان ” غالبية الشقق التي يقطنها النازحون تتراوح بدلات ايجاراتها ما بين 200 الى 350 دولارا ، ولكن هذا المبلغ يمكن ان يشكل مساعدة كافية للعائلات التي تقيم مع بعضها البعض لتقاسم بدل الايجار “.

وكان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس قد اعلن خلال الشهر الجاري في كلمة خلال جلسة لمجلس الامن بشأن الوضع الانساني في سوريا ان ” ربع سكان لبنان اصبحوا سوريين بحيث يعيشون مع العائلات المحلية “، مشددا على ضرورة مساعدة لبنان.

ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان هذا العام الى “عقد مؤتمر دولي للبحث في توزيع الاعداد الاضافية من النازحين من سوريا على الدول الشقيقة والصديقة”، مطالبا الجامعة العربية والأمم المتحدة بـ “حماية لبنان من تداعيات الازمة السورية “.

وجدد أكثر من مرة مقترحا بـ “اقامة مخيمات في داخل الاراضي السورية بعيدة عن مناطق الاشتباكات تكون محمية من قوات تابعة للامم المتحدة وقريبة من الحدود اللبنانية والاردنية والتركية والعراقية “.

Tweet