محمود عباس: إذا أرادت إسرائيل تغيير اسمها بالأمم المتحدة فلن نعترض!

10:20 صباحًا الأحد 5 مايو 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بكين للحوار مع قادتها، قبل سفره التقاه ليوي ينغ شيوى في رام الله في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أجريت في مكتبه بالضفة الغربية، قال فيها أنه ” إذا طلب منا الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية لا نقبل لأننا نعترف بدولة إسرائيل، لكن إذا أرادت الذهاب للأمم المتحدة لتغيير اسمها إلى ما تريد لا اعتراض لدينا لأننا لا نملك أن نقول نعم أو لا”.

وتابع عباس، أن الإدارة الأمريكية تحاول الآن التوصل إلى إطار عمل من أجل استئناف المفاوضات على أساس الشرعية الدولية، وعلى أساس أن إسرائيل تعترف برؤية الدولتين بحدود عام 1967 مع تعديلات طفيفة متفق عليها.

واستطرد قائلا ” إذا قبلت إسرائيل بذلك سنستأنف المفاوضات”.

وأشار الى أن “هناك كذلك قضايا موجودة على جدول الأعمال مثل قضايا الأمن والاقتصاد والمساجين .. نحن لدينا مشكلة المساجين في السجون الإسرائيلية عرضناها على الأمريكيين وقالوا إنهم مستعدون أن يطرحوها في الوقت المناسب مع الإسرائيليين”.

وبشأن الموقف الذي أعلنه وفد عربي وزاري برئاسة قطر الاثنين الماضي بعد اجتماعه في واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من حيث الاستعداد لتبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال عباس، “هذا الموقف العربي هو موقفنا وموقفهم يعني أمريكا لا تختلف عنا في هذه المسألة”.

وأضاف “لابد من حدود دولة لنا ولدولة لإسرائيل هذه الحدود تحدد على أساس عام 1967 وقد تكون هناك حاجة لتعديل هنا أو هناك، ليس لدينا مانع في ذلك شرط أن يكون هذا التعديل صغيرا، وأن يكون بالقيمة والمثل بمعنى يعدلوا عندنا ونعدل عندهم بحيث تبقى مساحة الضفة الغربية كما كانت قبل عام 1967″.

يذكر أن محادثات الوفد العربي الذي ضم إضافة إلى وزير الخارجية القطري وزراء خارجية السعودية، وفلسطين، والأردن، والمغرب، مع كيري جاءت ضمن جهود يبذلها الوزير الأمريكي منذ خمسة أسابيع للدفع باتجاه استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ مطلع أكتوبر 2010.

ورغم الترحيب الأمريكي بالإعلان العربي، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ليس خلافا على أراض، وإِنما يتطرق إلى وجود وكيان الدولة اليهودية.

ويطالب نتنياهو بالاعتراف باسرائيل كـ”دولة يهودية” الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون.

وحول زيارته المرتقبة إلى الصين خلال أيام قال عباس، إنه سيطلع القيادة الصينية الجديدة على المسار السياسي إلى أين وكيف يسير وما هي العقبات التي تقف في طريقه وما الدور الذي تلعبه بعض الدول مثل أمريكا”.

وأضاف عباس ” نحن ننسق مواقفنا في كل المناسبات وفي كل المراحل مع الصين ونضع قادتها في الصورة كاملة ونطلب منهم أن يستمر الدور الصيني بالاتجاه الإيجابي الذي هو عليه، وهم لا يقصرون أبدا في عمل أي شيء نطلبه منهم”، مشيرا إلى أن الصين عضو دائم في مجلس الأمن الدولي ولديها مبعوث خاص للسلام في الشرق الأوسط.

واعتبر عباس أنه “جيد جدا أن يزور نتنياهو الصين بعد زيارته مباشرة فهي فرصة أن يسمعوا منا وأن يسمعوا منهم (الإسرائيليون)”.

وقال “هناك الكثير من الأمور سنقولها للقيادة الصينية لكي يعالجوها مع نتنياهو مثل العقبات التي تضعها إسرائيل أمام المستثمرين الصينيين الذين يأتون للأراضي الفلسطينية”.

وتابع عباس “عندما تكون للصين وهي دولة عظمى علاقات مع إسرائيل نكون سعداء لأنها صديقتنا فتستطيع أن تؤثر في كل المسارات من المسار السياسي إلى المسار الاقتصادي إلى الاستثمارات وغيرها”.

وحول إمكانية لقاء نتنياهو في الصين قال عباس، “سأغادر الصين قبل أن يأتي ولم يجري أي ترتيب للقائه لأنه لا فائدة من ذلك لو كان هناك فائدة لكنا التقينا معه لا يوجد ما يمنع ذلك”.

ولفت إلى أنه سيطلب من القيادة الصينية أن “تستعمل علاقاتها مع إسرائيل لتزيل العقبات التي تضعها أمام الاقتصاد الفلسطيني مثل عقبات تضعها أمام المستثمرين الصينيين الذين يأتون إلى الأراضي الفلسطينية”.

وقال عباس، “هناك علاقات اقتصادية جيدة بيننا وبين الصين ومساعدات اقتصادية، ويمكن أن نطلب خلال الزيارة مشاريع مشتركة مع الصين منها الكهرباء النظيفة التي يهتم بها الصينيون”.

وأشاد “بالقيادات الصينية المتعاقبة التي بدأ الفلسطينيون علاقاتهم معها منذ عام 1964″، معتبرا أنها ” تنمو وتتجذر بين الشعبين الفلسطيني والصيني الذي يشعر بأن الشعب الفلسطيني مظلوم وأنه صاحب حق في الوصول إلى الاستقلال”.

وأضاف عباس، أن الصين ” لا تدعمنا بالأقوال فحسب بل بالأفعال على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية”، معربا عن اعتزازه كونه أول زعيم عربي يزور الصين في عهد القيادة الجديدة وقال “هذا شرف كبير لنا”.

وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي خاصة بعد إعلانه أخيرا بدء المشاورات لتشكيل حكومة توافق، قال عباس، “لدينا تحد واحد إذا وافقت عليه (حركة المقاومة الإسلامية) حماس فهو يلغي كل العقبات”.

وأوضح عباس، أن هذا التحدي يتمثل بموافقة حماس على الانتخابات “فإذا وافقت فنحن سنحدد موعدا للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وفي الوقت نفسه نصدر مرسوما للحكومة الجديدة ونذهب إلى المصالحة”.

وأضاف أن “الانتخابات جميعها ستكون في وقت واحد، فإذا وافقوا على هذا فأهلا وسهلا لا توجد لدينا مشكلة، لكن حتى الآن لم نسمع منهم أنهم موافقون رغم أننا اتفقنا في الدوحة والقاهرة على الانتخابات وتشكيل حكومة انتقالية”.

وحول تأثير مسار المفاوضات مع إسرائيل حال نجحت الإدارة الأمريكية باستئنافه على مسار المصالحة الفلسطينية، قال عباس، “نحن مؤمنون بالمفاوضات ومؤمنون بأن السلام يأتي من خلال المفاوضات وهذا متفقون عليه مع حماس لكن أحيانا نسمع تصريحات متناقضة مع الاتفاقيات التي عقدناها معهم”، وبالتالي ليس هناك ما يمنع بأن يسير المساران معا.

ولفت إلى أن رئيس الوزراء الفلسطيني المستقيل سلام فياض سيستمر في القيام بمسؤولياته كرئيس للوزراء إلى حين تشكيل حكومة جديدة فهناك شهران وأسبوع “سنستمر في مساعينا من أجل تشكيل حكومة جديدة”.

وردا على سؤال حول إمكانية تشكيل حكومة جديدة في رام الله حال لم تنجح جهود تشكيل حكومة التوافق خلال المدة المحددة لتكون بديلة عن حكومة فياض المستقيلة قال عباس “حتى الآن لم نبحث الموضوع”.

وأضاف عباس ردا على تقارير إعلامية ذكرت أن الإدارة الأمريكية رفضت تكليف الاقتصادي محمد مصطفى لتشكيل حكومة بديلة لحكومة فياض “أمريكا ليس من حقها أن تتدخل في شؤوننا الداخلية وليس من حقها أن تقول هذا رئيس وزراء وهذا ليس رئيس وزراء هذه قضية نحن نقررها ونحن نتولاها ونتمنى على كل الأطراف الدولية أن تكون بعيدة عن هذا الموضوع لأن هذا يخصنا وحدنا”.

وكانت حماس اعتبرت إعلان عباس بدء مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني خطوة منفردة، وشددت على أن المضي في تحقيق المصالحة مرتبط بإنجاز كافة ملفاتها خاصة انتخابات منظمة التحرير الفلسطينية بصورة متزامنة.

وسبق أن توصلت حركتا فتح وحماس لاتفاقين للمصالحة الأول في مايو 2011 برعاية مصرية، والآخر في فبراير 2012 برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة برئاسة عباس تتولى التحضير للانتخابات العامة، غير أن معظم بنودهما ظلت حبرا على ورق مع استمرار الخلافات بينهما.

وتحدث عباس عن الأزمة المالية للسلطة الفلسطينية قائلا، “إنها مازالت قائمة بسبب قلة المعونات والمساعدات وبسبب عدم من تمكننا من استثمار أرضنا”.

وأضاف عباس، “نحن لدينا أرض وثروة سياحية ولدينا أشياء كثيرة لو تم استغلالها يمكن أن نستغني عن المساعدات، لكن إسرائيل تضع العراقيل في طريق نمو الاقتصاد الفلسطيني ولذلك مازلنا نعيش الأزمة المالية”.

وتعاني السلطة الفلسطينية أزمة حادة في موازنتها تزيد على مليار دولار بفعل نقص المساعدات الخارجية المقدمة لها، وعدم انتظام إسرائيل في تحويل عائدات أموال الضرائب المستحقة لها والتي تشكل ثلث الموازنة.

وحول وضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ، قال عباس، “في بداية الأحداث كان الوضع هادئا بالنسبة لـ 600 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في سوريا من منطلق عدم التدخل في الشؤون الداخلية، لكن مع الأسف عندما كثرت الأحداث في سوريا وحصلت اشتباكات بين قوات المعارضة مع قوات النظام واقتربت من المخيمات فكان من يصاب بالأذى هم اللاجئون”.

وأضاف عباس، “نحن إلى الآن قادرون على ضبط الأمور في المخيمات وإلى الآن لدينا سياسة مقبولة لدى الشعب الفلسطيني في سوريا بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري ، نحن ليس من حقنا أن نتدخل فيه نحن ضيوف على سوريا وسنستمر ضيوفا”.

وتابع “لكن للأسف حصلت أحداث أثرت على المخيمات وعلى كثير من اللاجئين مما دفعهم إلى مغادرة بيوتهم سواء في داخل الأراضي السورية أو خارجها لكن اتصالاتنا دائمة مع الحكومة السورية من جهة ومع المعارضة من جهة أخرى ونأمل أن تفيد باستعادة الهدوء للفلسطينيين في سوريا”.

وقال ” في لبنان أيضا نفس الأسلوب ونفس الطريقة فالفلسطينيون لا يتدخلون في شؤونه الداخلية ونحن نحاول أن نجنبهم هذا”.

ويقيم نحو 472 ألف فلسطيني في 12 مخيما في سوريا إلى جانب 120 ألفا آخرين خارج المخيمات رصدت إحصائيات فلسطينية مقتل أكثر من 900 منهم منذ بدء الاضطرابات في سوريا في مارس عام 2011.

وختم الرئيس عباس مقابلته مع ((شينخوا)) بالحديث عن الطعام الصيني الذي قال “إنه لذيذ جدا وأنا أشتهيه وسنتمتع خلال الأيام القادمة بتناوله في الصين”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات