قمة كوريا الجنوبية وأمريكا في الذكرى 60 للتحالف

07:33 صباحًا الثلاثاء 7 مايو 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الرئيسة الكورية الجنوبية “بارك كون هيه” التي تقوم بزيارة رسمية للولايات المتحدة، تلتقي مع أمين عام الأمم المتحدة “بان كي مون” في يوم 6 من مايو في مقر الأمم المتحدة في نيويورك

نيويورك: عبر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن دعمه لسياسة الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه الرامية لبناء الثقة مع كوريا الشمالية ووعد بلعب أي دور يمكن لمنظمته أن تقدمه لنشر السلام في شبه الجزيرة الكورية بحسب تصريحات مسئول رئاسي.

وأدلى أمين عام الأمم المتحدة الكوري الجنوبي بهذه التصريحات عند لقائه بالرئيسة بارك في مقر الأمم المتحدة. ووصلت بارك نيويورك يوم الأحد في أولى محطاتها في زيارتها إلى الولايات المتحدة التي تستغرق خمسة ايام، تتوجه بعدها إلى العاصمة واشنطن لعقد لقاء قمة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وأثناء الاجتماع قدمت بارك موجزا لخطوات بناء الثقة في شبه الجزيرة الكورية التي تعتبر من أهم سياساتها للتعامل مع كوريا الشمالية والتي تدعو لإجراء حوارات وتبادلات لتقوية العلاقات مع بيونغ يانغ من أجل خفض حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة يون تشانغ جونغ في تصريحات صحفية ” عبر أمين عام الأمم المتحدة عن دعمه لبناء الثقة في شبه الجزيرة الكورية ووعد بالمشاركة بقدر الإمكان للمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية”.

وأشارت بارك إلى أن كوريا الجنوبية تحولت من دولة متلقية لمعونات الأمم المتحدة لتصبح ضمن الدول ذات القوة المتوسطة، وقالت إن حكومتها تخطط لزيادة مساهماتها لصالح جهود الأمم المتحدة ليصبح العالم أفضل مما كان مع لعب دور فاعل لترقية السلام العالمي لكون بلادها عضو في مجلس الأمن بالأمم المتحدة.

كما ناقش بان وبارك سبل زيادة التعاون بين كوريا الجنوبية والأمم المتحدة للتعامل مع التغيرات المناخية وغيره من القضايا الدولية.

وبعد انتهاء المحادثات، حضر بان وبارك اجتماعا مع حوالي 70 من العاملين الكوريين الجنوبيين في مقر الأمم المتحدة وذلك بهدف رفع الروح المعنوية. وقالت بارك أثناء اللقاء إن حكومتها تخطط لمضاعفة جهودها لمساعدة الشباب الكوري الجنوبي للحصول على وظائف في الخارج.

وتوجهت بارك في وقت سابق من يوم الاثنين إلى واشنطن لعقد أول قمة لها مع أوباما المقرر عقدها يوم الثلاثاء، حيث ينتظر أن يركز الرئيسان على تنسيق مواقفهما حول كيفية التعامل مع كوريا الشمالية.

وتأتي هذه القمة في الوقت الذي خففت فيه كوريا الشمالية لهجة الحرب وبدأت الحديث عن إمكانية الحوار مع واشنطن بعد أسابيع من التهديدات بتوجيه ضربة نووية وغيرها من التهديدات ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وانتهجت الرئيسة بارك منهجا ذي مسارين تجاه بيونغ يانغ وهو الحوار وفرض عقوبات فيما أصبح يعرف باسم “عملية بناء الثقة في شبه الجزيرة الكورية”، حيث تعهدت الرئيسة بارك بالرد الحاسم على أي استفزازات في حين تدعو أيضا للحوار والتبادلات لتعزيز الثقة وتقليل التوتر.

من جانبها تقول الولايات المتحدة إنها مستعدة للعودة إلى المحادثات مع كوريا الشمالية، إما في إطار محادثات نزع السلاح السداسية أو ثنائيا، لمناقشة إنهاء البرامج النووية للدولة الشيوعية. لكنها تطالب بيونغ يانغ أن تبين أولا التزامها بنزع السلاح.

 وكانت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه قد غادرت بلادها متوجهة إلى الولايات المتحدة يوم الأحد لإجراء أول قمة لها وجها لوجه مع الرئيس باراك أوباما، يتوقع أن تركز على تلمس الرؤى حول كيفية التعامل مع كوريا الشمالية بصورة متزامنة.

ومن المقرر إجراء قمة البيت الأبيض اليوم الثلاثاء، والتي من المتوقع أن تتناول القضايا الثنائية المثيرة للجدل أيضا، مثل طلب سيئول الحصول على حق إعادة معالجة الوقود النووي المستنفذ، وضبط نغمة لكيفية تحقيق التحالف بين البلدين لنتائج خلال السنوات القادمة.

وسبق أن صرح المتحدث باسم القصر الرئاسي يون تشانغ جونغ أن الرئيسين الكوري الجنوبي والأمريكي سيتبنيان بمناسبة الذكرى السنوية الـ60 للتحالف بيانا مشتركا حول الاتجاه المستقبلي للعلاقات بين البلدين. وان البيان المشترك سيحتوي على عناصر جوهرية لاتجاه تطوير العلاقات المشتركة يتعدى نطاق رؤية التحالف المستقبلي المتبنى عام 2009م .

وأثناء وجودها في واشنطن، من المقرر أيضا أن تخاطب جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس.

وتأتي هذه القمة في الوقت الذي خففت فيه كوريا الشمالية لهجة الحرب وبدأت الحديث عن إمكانية الحوار مع واشنطن بعد أسابيع من التهديدات بتوجيه ضربة نووية وغيرها من التهديدات ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

لكن العلاقات بين الكوريتين، لا تشهد بوادر انفراج في الأفق ، حيث رفضت بيونغ يانغ دعوة سيئول لإجراء محادثات حول إنقاذ المجمع الصناعي في مدينة كيسونغ من الإغلاق.

ومن المتوقع أن يستخدم القائدان القمة لمحاولة تشكيل جبهة موحدة في الشمال.

منذ توليها منصبها في فبراير الماضي، حافظت بارك على نهج ذو مسارين تجاه بيونغ يانغ. ففي إطار ما يطلق عليه اسم “عملية بناء الثقة في شبه الجزيرة الكورية”، تعهدت بارك بالانتقام الرادع ضد أي استفزازات في حين تدعو أيضا للحوار والتبادلات لتعزيز الثقة وتقليل التوترات.

وقالت بارك مرارا ، إنه لا يمكن قبول كوريا الشمالية المسلحة نوويا أبدا . ولا تزال أيضا مصرة على عدم ربط المساعدات الإنسانية لكوريا الشمالية الفقيرة بالقضايا الأمنية، على عكس سلفها” لي ميونغ باك”، الذي أصر على ربط أي مساعدة بحدوث تقدم في نزع سلاح كوريا الشمالية.

من جانبها تقول الولايات المتحدة إنها مستعدة للعودة إلى المحادثات مع كوريا الشمالية، إما في إطار محادثات نزع السلاح السداسية أو ثنائيا، لمناقشة إنهاء البرامج النووية للدولة الشيوعية. لكنها تطالب بيونغ يانغ أن تبين أولا التزامها بنزع السلاح.

في بيان مشترك صدر عندما زار وزير الخارجية جون كيري سيئول الشهر الماضي، قالت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إنهما مستعدتان لتنفيذ اتفاق المساعدات مقابل نزع السلاح لعام 2005، لكن أولا، يتوجب أن تثبت كوريا الشمالية جديتها من خلال اتخاذ خطوات ذات مغزى لاحترام التزاماتها الدولية.

وكانت كوريا الشمالية قد قالت إنها لا تعارض الحوار ، لكن لا تنظر في الجلوس إلى طاولة المفاوضات المذلة مع الطرف الذي يلوح بالعصا النووية.وقد ظلت بيونغ يانغ لفترة طويلة تتهم واشنطن بأنها تهدد بمهاجمة كوريا الشمالية بأسلحة نووية.

وتركز الاهتمام أيضا حول مدى اقتناع أوباما بسياسة بارك لبناء الثقة .

وتشمل الموضوعات الأخرى التي قد تكون على جدول الأعمال،طلب كوريا الجنوبية للحق في إعادة تدوير الوقود المستنفد وتخصيب اليورانيوم لتشغيل محطات الطاقة الذرية.يذكر أن سيئول لا تمتلك مثل هذه الحقوق بموجب اتفاق 1974 الثنائي المدني للتعاون النووي مع واشنطن.

وقد ظلت الولايات المتحدة ممتنعة عن قبول الطلب بسبب مخاوف تتعلق بالانتشار النووي.

منذ عام 2010، أجرى الجانبان مفاوضات بشأن إعادة صياغة الاتفاق، ومن المقرر أن تنتهي المفاوضات في مارس من العام المقبل، لكنها فشلت حتى الآن في التوصل إلى حل وسط. وتمكن الجانبان في الشهر الماضي من تسوية مسألة تمديد الاتفاق القائم لمدة سنتين ، وهو تدبير مؤقت يهدف إلى كسب الوقت لمزيد من المفاوضات.

بعد يوم واحد من القمة، من المقرر أن تلقي بارك خطابا في جلسة مشتركة لمجلس الشيوخ ومجلس النواب . ومن المنتظر أن تكون بارك الرئيس الكوري الجنوبي السادس الذي يقوم بذلك.

الرئيسة الكورية الجنوبية تزور النصب التذكاري للجنود في الحرب الكورية في واشنطن

أثناء كلمتها ،تخطط بارك للتطرق بشكل رئيسي للتحالف الذي استمر حتى الآن لمدة 60 عاما ، وتوضيح الكيفية التي تطورت بها كوريا الجنوبية في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية حتى الآن، وطرح رؤاها حول كوريا الشمالية والسلام والتعاون في شمال شرق آسيا.

وقالت بارك في الشهر الماضي أنها ستكشف عن مبادرتها للسلام في شمال شرق آسيا”، أو “عملية سيئول” ، وذلك خلال زيارتها إلى الولايات المتحدة في محاولة للمساعدة في تعزيز السلام والمصالحة في المنطقة المشحونة بالتوترات.

و تدعو مبادرتها الأمم الآسيوية لتعزيز التعاون، أولا حول القضايا غير السياسية مثل تغير المناخ ومنع الإرهاب، قبل توسيع الثقة التي بنيت من خلال هذا التعاون إلى مجالات أخرى.

ويأتي خطاب الكونغرس بعد عام ونصف من قيام سلفها “لي” بمخاطبة الكونغرس في عام 2011. وقال مسئولون إن “لي” كان آخر زعيم أجنبي يلقي خطابا في الكونغرس ، وأن خطاب بارك يمثل المرة الأولى منذ عام 1945 التي يقوم فيها قادة من نفس البلد بمخاطبة جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي على التوالي.

ويتوقع أن يرافق الرئيسة بارك فريق كبير من كبار رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين.

الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه التي تقوم بزيارة رسمية للولايات المتحدة مع أفراد الجالية الكورية الجنوبية في واشنطن بفندق ماندارين أورينتال في وانشطن.

في طريق عودتها إلى الوطن ،تخطط بارك للتوقف في لوس انجلوس لحضور اجتماع مع عمدة المدينة ولقاء كبار رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين في مجال تكنولوجيا المعلومات هناك قبل أن تعود إلى سئيول يوم 10 مايو.

ويهدف الاجتماع مع قادة تقنية المعلومات إلى تعزيز السياسة المميزة للرئيسة بارك “الاقتصاد الإبداعي” التي تدعو إلى توفير فرص عمل مبتكرة والمزيد من الوظائف عن طريق تكنولوجيات المعلومات والاتصالات ومزجها مع غيرها من الصناعات والقطاعات الثقافية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات