مصر والبريكس ، دونت ميكس

05:19 صباحًا الجمعة 10 مايو 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

القاهرة :  تتطلع مصر الى الانضمام لتجمع (البريكس) الذى يضم خمسا من الدول صاحبة اسرع نمو اقتصادي بالعالم ، وسط تساؤلات عن امكانية تحقيق ذلك فى ظل ما تعانيه من ازمة اقتصادية ووضع سياسي غير مستقر.

وبزيارة الرئيس المصري محمد مرسي الى برازيليا يكون قد زار جميع دول البريكس وهى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا.

واستهل مرسي زياراته الى دول البريكس بزيارة الصين فى اغسطس الماضى،قبل أن يتوجه الى الهند فى مارس الفائت، ثم جنوب افريقيا فى الشهر ذاته حيث حضر اجتماعا لقادة دول البريكس، اعقبها بزيارة الى روسيا فى ابريل الماضى.

وتوجه الرئيس المصري امس الثلاثاء الى البرازيل فى زيارة اكد خلالها إهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع برازيليا فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية بما فى ذلك مجال التصنيع العسكرى وتجميع الطائرات والسيارات، بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء (الشرق الاوسط) خلال مؤتمر صحفى اليوم مع نظيرته البرازيلية ديلما روسيف.

واضاف مرسي انه ” فى إطار حرص مصر على تعزيز التعاون مع مختلف التجمعات والدول البازغة، فإنها تتابع عن كثب أعمال تجمع بريكس، وان مصر تسعى جاهدة ان تلحق بتجمع البريكس من خلال تحقيق نمو حقيقي في كافة المجالات”.

واكد مرسي انه “على الرغم من التحديات التي تواجه مصر خلال المرحلة الانتقالية على المستويين الاقتصادي والسياسي إلا أن الاقتصاد الوطني يمتلك من المقومات القوية التى تؤهله لتحقيق معدلات نمو مرتفعة خلال السنوات المقبلة”.

ورأى الدكتور محمد عبدالعزيز حجازي استاذ التمويل بالجامعة الامريكية بالقاهرة ان هناك ثلاثة اسباب وراء رغبة مصر فى الاشتراك فى البريكس اولها ان مصر تحتاج الى الاستثمار الاجنبي لاسيما ان المستثمرين الاوروبيين لاسيما من فرنسا وبريطانيا والمانيا لديهم تخوف لما يحدث فى مصر بعد الثورة بينما مستثمرو دول البريكس تعودوا على المصاعب المرتبطة بالظروف السياسية.

وتشهد مصر منذ ثورة 25 يناير 2011 التى اطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك حالة انفلات امني غير مسبوق ، فضلا عن وضع سياسي غير مستقر وصل الى ازمة حادة فى اواخر نوفمبر الماضى حين اصدر الرئيس مرسي اعلانا دستوريا رفضته المعارضة.

واضاف حجازى ، لوكالة انباء (شينخوا) ، ان مصر تريد ايضا الاستفادة من تجارب بعض دول البريكس مثل الهند والبرازيل فى مجالات التعليم والصحة والزراعة ومكافحة الفقر والامية وغيرها .

واستطرد ان مصر تحتاج كذلك للاقتراض الخارجي لان فوائده اقل من الاقتراض الداخلي كما انه يتيح للبنوك المصرية ضخ استثمارات فى مشروعات تخلق فرص عمل.

وحول ما اذا كانت مصر مؤهلة للانضمام الى البريكس قال ” اعتقد ذلك ” متسائلا ” ماذا يمنعها ؟”.

وتابع ان الهدف من كل التجمعات الدولية هو تحقيق مصالح مشتركة ومصر لديها من الخبرات فى مجالات عديدة ما يمكنها من مساعدة الدول الاخرى.

واردف ” اعتقد ان مصر بثقلها السياسي وكونها اكبر دولة فى المنطقة العربية والشرق الاوسط ليس لديها مشاكل فى الانضمام للبريكس”.

واوضح ان الازمة الاقتصادية فى مصر لا تحد من انضمام مصر للبريكس لان السوق المصري جذاب والاجانب لديهم ثقة فيه ويقبلون على الاستثمار فيه.

وختم بالقول اتوقع انضمام مصر للبريكس.

وتعاني مصر حاليا من ازمة اقتصادية تتعدد جوانبها فى ظل تقلص الاحتياطي النقدي الاجنبي ، وانخفاض ايرادات الدولة من قطاعات السياحة والاستثمار، وارتفاع العجز فى الموازنة العامة للدولة.

وكان وزير المالية السابق المرسي حجازي أعلن فى 30 ابريل الماضى ، قبل ان يتم تغييره فى التعديل الوزاري الاخير، ان عجز الموازنة العامة للدولة تزايد ليسجل 175.9 مليار جنيه تمثل 10.1 % من الناتج المحلي الإجمالي، وعزا ذلك الى ارتفاع الإنفاق العام بنهاية مارس الماضي إلى 382.5 مليار جنيه بزيادة 23 % (الدولار الامريكي يعادل 6. 93 جنيه).

واوضح حجازي ان استمرار ارتفاع عجز الموازنة يفرض ضرورة الإسراع في تنفيذ حزمة إصلاحات اقتصادية واجتماعية، وحذر من ان عدم تنفيذ تلك الإصلاحات يعني تجاوز العجز حاجز 230 مليار جنيه، وهو ما سيكون له تبعات سلبية على الوضع الاقتصادي وعلى قدرة الجهاز المصرفي فى تمويل عجز الموازنة ومشروعات القطاع الخاص فضلا عن انه سيزيد مخاطر انفجار معدلات التضخم .

فى المقابل ، استبعد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الاسبق وامين عام اتحاد المستثمرين العرب انضمام مصر الى البريكس فى الوقت الحالي.

وقال بيومي ، لـ (شينخوا) ، ان فرصة انضمام مصر الى البريكس ضعيفة لان وضعها الاقتصادي لا يؤهلها حاليا للانضمام الى هذا التجمع الذى يضم دولا ناهضة اقتصاديا.

واضاف ان من شروط الانضمام للبريكس ان تحقق الدولة معدل نمو مرتفعا فبعض دول البريكس حققت نموا اقتصاديا يتراوح بين 8 الى 10 فى المئة.

وتابع ان معدل نمو الاقتصاد المصري يبلغ حوالي اثنين فى المئة لذلك لا اتوقع ان تقبل البريكس انضمام مصر اليها فى ظل استمرار الازمة الاقتصادية المصرية وانخفاض معدل نمو اقتصادها الذى يحتاج الى بعض الاصلاحات.

وعن اسباب رغبة مصر فى الانضمام الى البريكس قال بيومي ان الرئيس محمد مرسي يريد ان يظهر ان بلاده منفتحة على العالم وانه لا خوف من حكم جماعة الاخوان المسلمين لمصر.

واشار الى ان مصر تريد كذلك الاستفادة من تجارب دول البريكس فى تحقيق النمو الاقتصادي.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات