هل تكون الخطة الصينية الحل الأخير للقضية الفلسطينية؟

07:05 مساءً الجمعة 17 مايو 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة على التوالي للصين في أوائل شهر مايو الجاري تلبية لدعوة من قادة الصين. وطرح الرئيس الصيني شى جين بينغ اقتراحا من 4 نقاط لتسوية القضية الفلسطينية خلال محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقد لقيت هذه الجهود التي تبذلها الصين لدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة اهتماما واسعا من قبل المجتمع الدولي وتعليقات ايجابية.
قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان صحفي يوم 14 مايو الجاري أن الأمم المتحدة ترحب بالجهود البنّاءة التي تبذلها الصين لتعزيز السلام في الشرق الأوسط واستعادة محادثة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن الأمم المتحدة تدعم المشاركة الواسعة لجميع الشركات الإقليميين والدوليين الرئيسيين المعنيين لتحقيق هذا الهدف، كما أن اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات متضافرة من اجل تعزيز أعمال حل الدولتين أمر ضروري.
الصين مستعدة لتوفير الطاقة الايجابية في محادثة السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية
قال المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط وو سي كه في مقابلة حصرية مع صحيفة الشعب اليومية أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الصين حققت ردود أفعال جيدا، كما أعرب الزعيمان عن مدى نجاح زيارتهما إلى الصين.
وأضاف وو سي كه، إن طرح الرئيس الصيني شى جين بينغ اقتراحا من 4 نقاط لتسوية القضية الفلسطينية في هذا الوقت المهم الذي يوافق الذكرى الـ 20 لتوقيع اتفاقية اوسلو، يلخص التحولات والمنعطفات التي شهدتها عملية السلام خلال السنوات الماضية، وإنه يوضح مبدأ وموقف الصين الدائم والثابت وتحتوي على مضامين جديدة، مشيرا إلى أنها مبادرة أساسية تلتزم بها الصين في مساعيها لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقال وو سي كه أن الاقتراحات الصينية شاملة ومتوازنة ولا تفضي فقط إلى مصالح كل من فلسطين وإسرائيل،ولكن أيضا تساعد على تعزيز عملية السلام في المنطقة.وباعتبار وو سي كه المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط، فقد شعر بمشاعر الثقة والصدق لدى المجتمع الفلسطيني والإسرائيلي اتجاه الصين، وتطلعاتهم إلى أن تلعب الصين دورا اكبر في قضايا منطقة الشرق الأوسط.
ويعتقد ووسي كه أن وصول التنمية في الصين إلى ما هي عليه الآن، وتزايد اتصالاتها مع بقية دول العالم، يفرض عليها أن تكون أكثر انفتاحا، وزيادة التعاون والفوز المشترك،مع أفكار التنمية المشتركة مع المجتمع الدولي.وإن الموقف الاستراتيجي في الشرق الأوسط مهم جدا، حيث أصبح السلام والاستقرار أكثر ما يتوق إليه العالم،إكما أن استقرار المنطقة العربية والشرق الأوسط له تأثير كبير على السلام والاستقرار في العالم،وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة له أهمية إستراتيجية للخطوة التالية للتنمية في الصين.
وأضاف وو سي كه، أن طرح الصين اقتراحا من أربع نقاط لتعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط، سوف يعزز أيضا استمرار الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لإحلال السلام بين فلسطين وإسرائيل.والصين سوف تواصل بذل الجهود لدفع بعملية السلام وتوفير الطاقة الايجابية لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
وقال وو سي كه، أن الصين والولايات المتحدة حافظا على التنسيق من اجل تخفيف حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لفائدة جميع الأطراف. وقد ذكر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أثناء زيارته إلى الصين منذ بعض الوقت،أن الصين مستعدة لتعزيز التعاون و التنسيق في هذا الصدد،بما في ذلك تعزيز تخفيف القيود الإسرائيلية المفروضة على بناء الاقتصاد الفلسطيني،لتحقق الأخيرة التنمية الاقتصادية، وهذا أيضا أساس جيد لعملية السلام.
الصين تعرض مبادرة دبلوماسية وموقفا ايجابيا
وتعتقد شبكة الأخبار العربية أن تزامن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الصين ظاهرة “نادرة للغاية”،وتبين هذه المبادرة الدبلوماسية أن قادة الصين الجدد يريدون تحقيق انجازات أكثر دبلوماسية في القضية الفلسطينية الإسرائيلية،ويسلط الضوء على الزيادة كتلة الدبلوماسية في بكين ويعكس زيادة الوعي الدبلوماسي في الصين. وإن دعوة الصين لقادة فلسطين وإسرائيل في نفس الوقت لزيارة بكين تظهر للعالم المبادرة الدبلوماسية والموقف الايجابي.
وجاء في تعليق نشر على موقع إخباري “فلسطين اليوم” مؤخرا أن تنامي نفوذ الصين في شؤون منطقة الشرق الأوسط،وتأثيرها المتزايد على مسألة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يفضي إلي تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وذكر التعليق أن تصاعد التوتر المحتمل في العلاقات السورية الإسرائيلية، واختيار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة الصين يبين أن العلاقات الصينية الإسرائيلية قد أصبحت جوهر الدبلوماسية الإسرائيلية. ودعم الحكومة الصينية قيام دولة فلسطين سوف يؤثر على السياسية الإسرائيلية في القضية الفلسطينية الإسرائيلية.ويعتقد التعليق، أن الحكومة والشعب الفلسطيني ممتن جدا للحكومة والشعب الصيني عن دعمها الدائم للقضية العادلة للشعب الفلسطينيين، كما رحبوا بالمقترح من 4 نقاط الذي طرحه زعماء الصين.وأشار التعليق إلى أن انخراط الصين في شؤون الشرق الأوسط بشكل واسع يفيد جميع الأطراف.
ونشرت “إسرائيل تايمز” مقالا ذكرت فيه أن ترتيب الصين لزيارة القادة الفلسطينيين والإسرائيليين في وقت واحد تقريبا جهدا كبيرا في مراسم الزيارات. وتأمل الصين في زيادة وزنها في حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، ولا شك أن قادة الصين قد رتب زيارة قادة البلدين إلى الصين بذكاء،وهذه خطوة حاسمة تتخذها الصين.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية “جيروزاليم بوست”،إلى أن دخول الحكومة الصينية في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية ستكون أكثر انخراطا في شؤون الشرق الأوسط لتعزيز نفوذها في الساحة الدولية. وقالت الصحيفة أيضا، أن الصين حافظت دائما علاقتها الجيدة مع العالم العربي وإسرائيل، وهذا يوفر جهد كبير في دور الوساطة التي تلعبه الصين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
قال الدكتور رون بانداك مدير سابق لمركز ” بيريس” للسلام ورئيس منتدى السلام بين فلسطين وإسرائيل،أن زيارة قادة فلسطين وإسرائيل إلى الصين وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مقترح من 4 نقاط لحل القضية الفلسطينية يدل على زيادة وزن الصين في تسوية القضية الفلسطينية الإسرائيلية ويساهم بنشاط في التسوية النهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وإن حفاظ الصين على علاقتها الجيدة مع فلسطين وإسرائيل نقطة بالغة الأهمية في الجهود الصينية في حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية.
قال الأستاذ نافع أستاذ للعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الموقف الواضح للصين بشأن قضية الشرق الأوسط أمر جدير بالثناء.وفي السنوات الأخيرة، لا تزال نفوذ الصين السياسية في توسع مستمر في المنطقة.وتحول الصين إلى دولة أكثر نشاطا في منطقة الشرق الأوسط يفضي إلى إعادة بناء البيئة السياسية في الشرق الأوسط.
فضاء واسع لتحقيق نتائج في محادثات السلام
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا عن ترحيبها بجهود الصين في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط،وأشادت بدور الصين البناء في قضية الشرق الأوسط.
قال ساك باحث أول في مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط التابع لمؤسسة بروكينجز، أن محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود وكسر الجمود من قبل احد الطرفين غير محتمل.وإن أي جهود صينية من شأنها المضي قدما في عملية السلام سوف يزيد من النفوذ الصينية في الشرق الأوسط.
علقت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية على أن اتخاذ الصين الخطوة المناسبة في دفع محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية،وطرح الرئيس الصيني شي جينغ بين اقتراحا من 4 نقاط عند محادثته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعني أن الصين عازمة على لعب دور أكثر نشاطا في ﺍﻟـﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺃﻁﻭل ﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻭﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﺘـﺸﺎﺒﻜﺎ.
ونشر باحث رئيسي مساعد في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي يوم 15 مايو الجاري على الموقع الإلكتروني الخاص بالوكالة مقالا جاء فيه أن طرح الرئيس الصيني شي جين بين اقتراحا من 4 نقاط خلال محادثته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعني أن الصين تأمل في أن تلعب دورا قياديا ومهما بعيدا عن المناطق المحيطة بها.
ويعتقد موقع أخبار ” البلطيق” الروسية أن دعوة قادة فلسطين وإسرائيل إلى زيارة بلد في وقت واحد تقريبا هي حالة نادرة في الدبلوماسية الدولية،ولكن العلاقات الدبلوماسية الصينية الصلبة مع كلا من فلسطين واسرائيل فضاء أوسع لتحقيق نتائج في محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل.
وقال وو سيكلي شيشيجي مدير قسم العلوم السياسية في معهد موسكو للعلاقات الدولية، أن القضية الفلسطينية الإسرائيلية استمرت عقود دون حل،ويأمل أن تجلب الوساطة الصينية لمسة زاهية في محادثة السلام الفلسطيني الإسرائيلي.
وتعتقد إذاعة فرنسا الدولية ،أن زيارة قادة فلسطين وإسرائيل الصين في وقت واحد تقريبا يسلط الضوء على وزن بكين في شؤون الشرق الأوسط. وإن الصين تلتزم بمشاركة اكبر في عملية السلام في الشرق الأوسط ،بالرغم من عدم تحقيق لقاء الزعيمان في بكين.
ذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية في تعليق حول زيارة قادة فلسطين وإسرائيل إلى الصين، أن المحادثات التي أجراها قادة الصين مع قادة البلدين جذب اهتمام العالم على نطاق واسع،وأنها نقطة جديد جذبت أنظار العالم نحو الجانب الصيني. فمن الواضح أن المشاركة النشطة للصين في شؤون الشرق الأوسط يؤكد موقف الصين المسؤول.
وجاء في تعليق نشرته صحيفة “زود دويتشه تسايتونج” الألمانية مؤخرا بعنوان:” تحليل خلفية وأهمية الصين هذا الوسيط الجديد”،أن زيارة قادة فلسطين وإسرائيل إلى الصين في وقت واحد تقريبا لم يكن من قبيل الصدفة، بل يبين أن الصين مستعدة للمشاركة في المباراة في الساحة الدولية، ومستعدة أيضا في حل الصراع الأكثر تشابكا في العالم.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات