سيد درويش وبييرم التونسي وعزيز عيد: وداعا للفن الحقيقي

قد يدهشك الخبر حقا ولكنك عندما تقرأ تفاصيل الموضوع ستتضاعف دهشتك من ناحية وحيرتك وخوفك على مستقبل الثقافة والفنون فى مصر من ناحية أخرى.

فرقة تياترو يناير هى فرقة للهواة تكاد تنافس الفرق الناشئة فى قرى وأقاليم مصر المحروسة ولكن الموهبة والإبداع ليست كل مقومات الظهور والحضور على الساحة ليس فقط في مجال الأدب والفن ولكن فى شتى مناحى الحياة. وقد استفحلت هذه الظاهرة بعد أن أصبحت مصر جمهورية يحكمها رئيس ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين ولحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للجماعة, هذه المقدمة ليست استطرادا إنها قلب المأساة ومحورها.

إذ أن هذه الفرقة المسرحية كانت قد قدمت عرضا على مسرح الحديقة الدولية يوم 22/8 الماضى على مسرح الحديقة الدولية بعنوان “كفر الأخضر”  أثناء احتفالات عيد الفطر المبارك ولكن أحدًا لم يلتفت لهذا العرض الساذج والمباشر.

لكن هذه الفرقة تتبع أمانة التثقيف بحزب الحرية والعدالة وهذا هو اول انتاج مسرحي لها …لا مشكلة فالموضوع بسيط جدا: وزير الإعلام شخصيا هو من اعضاء الحزب ذاته ووزير الثقافة لم يدخر جهدا فى السياق ذاته وبعد البحث والتنقيب تم التوصل الى الحل العبقرى والذى يهيئ لهذه الفرقة المكانة والهالة والشهرة النسبية حتى لو كان بطرق غير طبيعية وغير مقبولة!

الحل كان وببساطة شديدة هو وقف عرض مسرحية شهرزاد تأليف عزيز عيد وأشعار بيرم التونسى وألحان سيد درويش والتى كانت تعرض على خشبة مسرح الهناجر التابع لدار الأوبرا المصرية وهو ساحة عريقة ولها مكانتها فى الوسط الثقافى فى مصر والعالم العربي هذا فى قطاع الثقافة.

أما وزير الإعلام فقد أصدر قرارا بنقل العرض المسرحى بوحدة إذاعة خارجية لا تستخدم إلا فى المؤتمرات الكبرى والمهرجانات الدولية لنقل هذا العرض وبالفعل تم تقديم العرض لأول مرة يوم الأحد الماضى 11/11 وتم إخراج العرض بأكثر من خمس كاميرات. مع العلم ان مسرحية شهرزاد التى تم استبعادها لم يتم تصويرها بكاميرا تلفزيونية  واحدة وهي من إخراج الفنان أحمد عبد الجليل.

تتناول مسرحية كفر الأخضر  بطريقة مدرسية مباشرة دور أهل سيناء فى المقاومة أثناء حرب الاستنزاف منذ نكسة يونيو (حزيران) 1967 وحتى العبور العظيم فى اكتوبر (تشرين أول) 1973 هذا وقد أبدى مسئول قطاع المسرح بحزب الحرية والعدالة  ومؤلف العرض فى نفس الوقت على الغريب أبدى  استعداده لمشاركة المرأة مادامت ترتدى الحجاب ومعها مرافق يكون محرما لها !!!!

بداية مرعبة لسيناريو أخونة المسرح كمنارة للإبداع ومرآة لفكر الوطن وما خفى كان أعظم ..ولا نملك إلا الانتظار ولو إلى حين. لكن هذا الصبر لن يدوم طويلا .. فمصر ليست افغانستان ولا إيران ولن تكون وهابية مهما كانت المؤامرات .

Tweet