حدثت الجريمة، فأين العقاب؟

12:06 صباحًا الإثنين 20 مايو 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أخذت كرة الثلج النارية تكبر شيئًا فشيئًا وهي تبتلع أرواح المصريين، سواء كانوا ثوارا سلميين، أو محتجين إلكترونيين، أو مجندين آمنين، أو مواطنين ظنوا أن باختيارهم حكمًا يحمل راية دين السماحة، أنهم اختاروا الأمن والأمان والاستقرار، فإذا بالحكم يلتهم أرواحهم، ويدوس كرامتهم، بعد أن خطط بمكر وخسة للاستيلاء على أرضهم وثرواتهم.

ردة الفعل لم تأت من رئيس الدولة، الذي نُشر بيان باسمه يقول (إنه حريص على حياة الخاطفين والمخطوفين)، لكنها جاءت من زملاء المخطوفين حيث استمرت اليوم (الأحد) ولليوم الثالث على التوالي أزمة إغلاق معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر ما تسبب بتضاعف أعداد العالقين الراغبين بالسفر في الاتجاهين. يغلق العشرات من عناصر الجيش والشرطة المصرية معبر رفح منذ صباح أول أمس الجمعة، احتجاجا على اختطاف سبعة من زملائهم في مدينة العريش المصرية وأعلنوا أنهم لن يسمحوا باستئناف العمل في المعبر إلا بعد الإفراج عن المختطفين.

وظهر على موقع «يوتيوب»، مساء الأحد، فيديو منسوب للجنود السبعة المختطفين بسيناء، الخميس الماضي. ظهر فيه الجنود في الفيديو مقيدين ومعصوبي الأعين ونقلوا مطالب الخاطفين بالإفراج عن مسجونين من أبناء سيناء، قدموا أنفسهم بأنهم الجنود المختطفون، وذكروا سنهم ومكان خدمتهم ورتبهم:

  1. جندي مجند مصطفى مسعود حامد علي بقطاع الأحراش سيناء السن 20 عامًا
  2. مجند محمد أحمد عبد الحميد منفذ رفح السن 20 عامًا
  3. جندي أحمد بديع عبد الواحد منفذ رفح السن 20 عامًا
  4. جندي أحمد أسامة فتحي منفذ رفح
  5. عريف مطوع إبراهيم صبحي إبراهيم حرس حدود 20 عامًا
  6. جندي مجند إسلام إبراهيم عباس قطاع الأحراش الكتيبة الثانية بشمال سيناء 21 عامًا
  7. جندي مجند كريم الحسيني إبراهيم علي شرطة أمن مواني رفح البري.

ولم تفض اتصالات مكثفة قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحكومتها المقالة التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف العام 2007، إنها تجريها مع كافة الأطراف المصرية الرسمية عن جديد باتجاه إعادة فتح المعبر.

وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة في بيان مقتضب على موقعها الإلكتروني صباح اليوم ، أن المعبر مازال مغلقا لليوم الثالث ولم يطرأ عليه أي جديد ، مشيرة إلى استمرار الاتصالات لحل الأزمة. وعبر الجنود المصريون الذين يغلقون المعبر، عن رفضهم لمحاولات وساطة قام بها كل من نائب مدير أمن محافظة شمال سيناء التي يوجد بها المعبر، ورئيس هيئة أمن الموانئ لفض اعتصامهم بحسب ما ذكرت وسائل إعلام مصرية. وقال مصدر في هيئة الحدود والمعابر في حكومة حماس   إن أكثر من 2200 فلسطيني عالقون حاليا في الجانب المصري من معبر رفح بانتظار إعادة فتحه. وكانت حكومة حماس سارعت فور وقوع حادثة الاختطاف، إلى إعلان تشديد إجراءاتها الأمنية على الحدود مع مصر لمنع أي محاولة لنقل الجنود إلى قطاع غزة.

وأكدت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة أنها “جاهزة للتعاون مع الأمن المصري للمساعدة في كشف خيوط جريمة اختطاف الجنود، وإلقاء القبض على المجرمين”، منددة بحادثة الخطف بوصفها “عملا جبانا يستهدف الأمن والاستقرار في الشارع المصري”.

وقال عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، إن خطف جنود مصريين بسيناء يشكل تحديـاً للدولة وسلطتها وللجيش المصرى وكرامته.

وأضاف «موسى»، في صفحته على «فيس بوك»، قبل قليل ، أن  الفوضى في سيناء بواعثها معروفة وتعود إلى الأنفاق والتساهل بشأنها، واللين في التعامل مع المنظمات الإرهابية المستقرة فى سيناء .
كما أوضح أن الفوضى في سيناء بواعثها تعود إلى الإفراج غير المفهوم عن ناشطين معروفين في مجال الإرهاب، وأسلوب التفاوض غير الكفء بل المتساهل أحيانا مع جماعات الإرهاب فى سيناء، بالإضافة لبطء في عملية تنمية سيناء وعدم ارتياح أهلها الى تعامل الحكومة معهم.

أكد «موسى» أهمية إعادة النظر في الوضع في سيناء برُمته ليس فقط من منطلق هيبة الدولة، وإنما من منطلق حق الدولة ومسؤوليتها، مضيفًا:  ولن يكفى مجرد الإفراج عن المختطفين لاعتبار أن المشكلة حلّْت، ستكون هناك حوادث مماثلة أخرى طالما بقيت الأسباب . وتابع:  الوضع يتعلق بمصر وحقوقها واستقرارها، ولا يتعلق بالجماعات الدينية وميولها، مصلحة مصر فى الميزان .

ثورة السخط تتصاعد بعد أن أظهرت الجريمة عجز الرئاسة وتواطؤ الإخوان. لهذا يمكن أن تمهد الحادثة لسواها، خاصة إذا انتهت بشكل ما يسعى إليه الرئيس المصري بالموافقة على مطالبهم، فيما تتردد أخبار عن سعي الجيش لعملية تقوم بها مجموعة من أفراد الصاعقة. الساعات الماضية كشفت أبعاد الجريمة، فهل تفصح الساعات القادمة عن العقاب؟

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات