دعت قمة الإتحاد الأفريقي الإستثنائية التي عقدت بالعاصمة الأثيوبية  أديس أبابا إحتفالا بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (الإتحاد الأفريقي) إلى مواجهة تحديات القارة المختلفة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وأمنيا حيث حدد رئيس وزراء أثيوبيا التي تستضيف القمة هدفا للقادة المجتمعين في العاصمة الأثيوبية وهو بناء قارة خالية من الفقر والمرض والنزاعات والحروب وقال أنه حان الوقت لتشهد أفريقيا عملية حقيقية من التنمية الشاملة في جميع المجالات وتحقيق التطور والتقدم بالإستفادة من تجارب الدول التي قطعت شوطا كبيرا على طريق التقدم .

وخلال القمة الأفريقية تم مناقشة عدد من القضايا والأزمات التي تواجه القارة والصراعات في الصومال ومالي والسودان والإضطرابات في شرق الكونغو الديمقراطية حيث هيمنت الإضطرابات في منطقة البحيرات العظمى على مناقشات القمة كما أكد قادة منطقة البحيرات الكبرى معارضتهم لأي تدخل أجنبي في شرق الكونغو الديمقراطية .

وعبرت القمة الأفريقية أيضا عن القلق إزاء إستمرار الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مؤكدة دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة في كفاحه من أجل إقامة دولة مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية .

وتعيد هذه الإحتفالات التاريخية طرح أسئلة بشأن المسار التاريخي الطويل للعمل الأفريقي المشترك وما رافقه من آمال وتعثر فبعد محاولات عديدة لتجميع دول القارة في كيان موحد أقر مؤتمر أديس أبابا عام 1963 ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية بعد إجتماع رؤساء ثلاثين دولة مستقلة منهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأحمد بن بيلا رئيس الجزائر وكوامي نكروما زعيم غانا وسنجور ونيريري وغيرهم من الزعماء الذين ساهموا في تحرير أوطانهم .

وبعد مسيرة تفاوت فيها أداء المنظمة وفي محاولة لمعالجة مشاكل العمل الأفريقي المشترك تم تغيير صيغة هذه المنظمة عام 2002 لتصبح الإتحاد الأفريقي الذي يتخذ أهم قراراته في إجتماع نصف سنوي لرؤساء الدول وممثلي حكومات الدول الأعضاء .

وفي مايو / آيار عام 2003 قام الإتحاد الأفريقي بأول تدخل عسكري له في دولة عضو بنشر قوة حفظ سلام في بوروندي كما نشر الإتحاد الأفريقي بعد ذلك قوات في السودان بشأن أزمة دارفور وفي الصومال وفرض عقوبات على أشخاص أعتبروا مهددين للأمن والسلام وفي عام 2011 أثناء الثورة الليبية رفض الإتحاد الأفريقي تنفيذ مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق العقيد الراحل معمر القذافي .

جانب من الاجتماعات

أما في مطلع هذا العام فقد كانت الحرب في شمال مالي أبرز تحد يواجه الإتحاد الأفريقي الذي نشر قوة أفريقية هناك فيما كان يواجه صراعات داخلية أخرى في جمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا بيساو وجمهورية أفريقيا الوسطى .

وفي اليوبيل الذهبي لمنظمة الوحدة الأفريقية شارك في القمة الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف ووزير الخارحية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند .

من جهته أكد الرئيس التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الإقتصادية لأفريقيا كارلوس لوبيز أن مرور 50 عاما على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (الإتحاد الأفريقي) يعد دليلا على كفاح الشعوب الأفريقية للحصول على إستقلالهم وأضاف لوبيز أن إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية كان شرفا لكل الأفارقة وبالطبع كان من الضروري الإحتفال بهذا اليوم في القارة حيث يشكل هذا اليوم منعرجا للحكومات والشعوب الأفريقية .

كما هنأ الإتحاد الأوربي الإتحاد الأفريقي بمرور 50 عاما على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (الإتحاد الأفريقي) .

وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في أديس أبابا أنه سيدعو القادة الأفارقة إلى باريس في نهاية العام للمشاركة في قمة مخصصة للسلام والأمن في القارة الأفريقية .

فرق شعبية مصرية شاركت في احتفالات اليوبيل الذهبي

وأختتمت القمة الأفريقية بكلمة تقييمية لرئيس الإتحاد ، رئيس وزراء جمهورية أثيوبيا الإتحادية وكلمة شكر من قادة أفريقيا قرأتها رئيسة ليبيريا ثم الإستماع إلى نشيد الإتحاد الأفريقي .

Tweet