العشاء الأبيض: الحياة على الطريقة الباريسية

01:57 مساءً الجمعة 14 يونيو 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

المشاركون في العشاء الأبيض، في تروكاديرو أمام برج إيفيل، باريس، الخميس 13 يونيو (عدسة: Thibault Camus ـ أ.ب)

للعام العاشر على التوالي تستضيف عاصمة النور عشاء سنويا تحت أقدام قوس النصر اجتمع فيه ليلة أمس عشرة آلاف فرنسي بالملابس البيضاء‏,‏ وتناولوا العشاء كعادتهم السنوية‏,‏ وهم يضعون قبعات علي رؤوسهم وباللون نفسه‏.‏

تقول كاترين فرانسوا‏,‏ وهي واحدة من مؤسسي جماعة العشاء الأبيض‏:‏

هدفنا الاستمتاع‏,‏ والتعرف علي الآخر‏,‏ وايجاد صداقات جديدة في الوقت أصبح الفرنسيون فيه يصابون بالهلع من التعارف علي الغرباء‏.‏ لقاء العام الماضي نظم بساحة الانفاليد‏,‏ وتجمع فيه‏8 ‏ آلاف فرد‏,‏ المنظمون يجرون ترتيبات الحفل بسرية تامة‏,‏ وتوجه الدعوات من خلال الأصدقاء من خلال دائرة ضيقة يصعب اختراقهم‏,‏ ولا يعلن عن مكان العشاء إلا في اللحظة الأخيرة‏,‏ ليأتي الجميع من خلال حافلات ضخمة‏,‏ وكل جماعة معها منضدة ومقاعدها والوجبات الغذائية والمشروبات‏,‏ وتتم اقامة ذلك في ثوان حتي انهم يباغتون قوات الأمن التي تعجز عن تعقبهم ولا تجرؤ علي اخلاء المكان منهم‏.‏

 آلاف المشاركين ضمهم مربع نوتردام وسط العاصمة الفرنسية باريس, لتناول (العشاء الأبيض) السنوي والمفاجئ, والذي يشترط للمشاركة فيه أن يرتدي المدعوون ملابسهم البيضاء, كما أن الطقس الرئيسي في هذه المناسبة هو ما يحدد المكان الذي يتجمع به الناس, لأن الموعد يكون مفاجئا حتي اللحظة الأخيرة.

وأشارت شبكة (يورونيوز) الإخبارية أن عشاء باريس السري, يتم إقامته كل عام في ساحة كونكورد بباريس, ولكن الموعد يتناقله الناس عبر الرسائل الهاتفية في آخر لحظة قبل الموعد.

وأفادت الشرطة الفرنسية أن عدد الحضور هذا العام تجاوز الخمسة آلاف مدعو, الذين حضروا في موعد واحد تقريبا, وقاموا بنصب الطاولات وترتيب الكراسي على جوانب الساحة عند أسفل الشانزليزيه

 وجلس المدعوون لدقائق معدودة ثم بدأوا يتذوقون الأطباق المحضرة ويحتسون النبيذ والمشروبات تحت أنظار عناصر الشرطة.

ونقلت وكالة فرانس برس عن أحد المشاركين في العشاء إننا “نقوم بذلك للتسلية، في يونيو دائما لكن ليس في التاريخ ذاته بل يوم خميس بالتأكيد، ولكن المشاركين يبلغون بالمكان عبر رسائل هاتفية قصيرة” .

وأضافت: “نشارك في هذا الحدث منذ 10 سنوات تقريبا, فالمشاركون يعرفون التاريخ ولكن ليس المكان إنها طريقة هرمية لتوفير المعلومات”.

وقالت إيلين، وهي من سكان باريس وتعمل في المجال الإعلامي إنه “حدث أنيق لنختبر مجدداً نمط العيش على الطريقة الفرنسية”.

وأوضحت إيلين إن “التنظيم صارم جداً كما في الجيش ولدينا أكياس قمامة نفرغ فيها كل شيء، وعند منتصف الليل نترك المكان نظيفا كأن شيئا لم يحدث” .

ويذكر أن هذه المآدب الفخمة الخارجة على المألوف تنظم منذ عشرين عاماً تقريباً قبيل حلول موسم الصيف, مع الحرص علي تنوع الأماكن العامة, ففي عام 2008 مثلا أقيم في جادة الشانزليزيه وفي عام 2007 في ساحة إيتوال.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات