السنة والشيعة: فتنة طائفية أم حرب عالمية؟

12:28 مساءً الإثنين 24 يونيو 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يوم السبت، وفي مسجد بالمدينة القديمة بالعاصمة اليمنية صنعاء، اصطف للصلاة أتباع الشيعة الزيدية مع السنة ، في صلاة مجمعة ، بعد اشتعلت الكراهية بين المنتمين للمذهبين في العالم العربي، وهي الكراهية التي أججتها الحرب السورية الأهلية البشعة، بعد أضاف الشيوخ والقادة الوقود لتلك النار المتأججة، معتقدين أن الفوز في الحرب لطرف يعني القضاء على الآخر. (الصورة من أ.ب، هاني محمد)

لا يمر يوم دون أن تنقل لنا الأخبار طرفا من سيرة الصراع بين معتنقي مذهبين ينتميان للإسلام، السنة والشيعة. تخطى المر حدوده التقليدية، وقفز فوق سريته، وأصبح محور الحديث في أقطار المشرق والمغرب، وآسيا وأفريقيا، ودول النظان العالمي الجديد، وبات السؤال المؤكد، هل يمكن أن تشعل الصراعات حربا أممية عالمية ثالثة، أم تستطيع البلدان السيطرة على تلك الفتن الطائفية التي بدأت تخرج من مهدها؟

 فقد ذكر تقرير كويتي أن ما يزيد عن أربعة آلاف لبناني من الشيعة والمؤيدين لهم – والموجودين في دول مجلس التعاون الخليجي بصفة العمل أو الإقامة – سوف يتم ترحيلهم قبل نهاية هذا العام إلى بلادهم.

وذكرت صحيفة السياسة الكويتية في عددها الصادر اليوم السبت عن مسئول خليجي بلندن قوله: إن غربلة عملاء “حزب الله” الموجودين في الخليج تتطلب ما لا يقل عن أربعة أشهر، مشيرًا إلى أنه بحلول أكتوبر القادم سوف يتم طرد مئات الخلايا الإرهابية والاستخباراتية والاقتصادية التي تعشش في المجتمعات الخليجية، داعيًا الجمهورية الإيرانية إلى استيعاب عملائها على أراضيها للعمل والإقامة.

وأكد المسئول الخليجي أن الترحيل لن يطال فقط عملاء “حزب الله” ومؤيديه، بل سيشمل كذلك المنتسبين والمؤيدين لحلفاء “حزب الله”، متوقعًا في الوقت نفسه أن تبلغ نسبة المبعدين من الخليج من الطوائف الأخرى غير الشيعية حوالي 15% من العدد الإجمالي.

ودعا المسئول الخليجي الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى “حماية ممتلكات ومصالح واستثمارات الخليجيين في لبنان من إمكانية انتقام “حزب الله”، وذلك بعدما تلقت أجهزة أمنية خليجية تهديدات غير مباشرة بعضها بواسطة المواقع الإلكترونية الممولة من إيران و”حزب الله” بأن “مصالح وأملاك الخليجيين في لبنان معرضة للاقتحام والتخريب إذا لم تتوقف عمليات الطرد”.

 على أصوات الخلافات تعلو أصوات أخبار العنف، من الباكستان إلى لبنان، مرورا بالعراق ومصر. فقد أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 30 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح في انفجار خمس عبوات ناسفة استهدفت الجمعة مصلين أثناء خروجهم من مساجد وحسينيات شيعية في بغداد وضواحيها ضمن سلسلة هجمات مضادة بين المذهبين أوقعت الآلاف خلال العقد الأخير.

 وأوضحت المصادر أن ما لا يقل عن 21 شخصا قتلوا وأصيب 35 آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مصلين فور خروجهم من مسجد الشروفي في حي الشعب شمال شرق بغداد. وكانت أعلنت مقتل 15 شخصا وجرح 30 آخرين في وقت سابق. وفي جسر ديالى، قتل أربعة من المصلين وأصيب سبعة آخرون بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين، وفقا للمصادر.

وتابعت المصادر أن الانفجارين استهدفا المصلين في حسينية الرسول الأعظم، لدى انتهاء صلاة الجمعة.

وفي منطقة الزعفرانية جنوب بغداد، قتل أحد المصلين وأصيب ستة آخرون بجروح بانفجار قرب مسجد الصدرين، لدى خروج المصلين، وفقا للمصادر. كما قتل أحد المصلين وأصيب اثنان آخران بجروح بانفجار قرب حسينية الحكيم في منطقة الكمالية شرقي بغداد، بحسب المصادر. وفي حي الإعلام، غرب بغداد، أصيب أربعة من المصلين بانفجار قرب حسينية الإمام الصادق.

وتعتبر المزارات الدينية والمساجد الشيعية هدفا مفضلا لمقاتلي القاعدة السنة. وبرغم ان القاعدة ضعفت في العراق خلال الثمانية عشر شهرا الماضية الا انها ما زالت قادرة على شن هجمات مميتة. ويقول مسؤولون أمريكيون ان القاعدة وجماعات سنية متشددة أخرى تحاول اشعال العنف الطائفي من جديد بين السنة والشيعة والذي دفع العراق لشفا حرب اهلية عامي 2006 و2007

 ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاحد الى اقامة صلاة موحدة بين السنة والشيعة كل يوم جمعة في بغداد بعد تزايد استهداف مساجد الطرفين في الاسابيع الاخيرة.

وقال المالكي في بيان وزعه مكتبه الاعلامي ان “الصلاة الموحدة يفهم منها انها تجمع العراقيين من السنة والشيعة وهذا ما نتمناه، فالصلاة الموحدة الحقيقية يجب ان تجمع المسلمين بكل طوائفهم في مسجد واحد”.

واضاف “ادعو الى اقامة صلاة موحدة بهذا الشكل في احد مساجد بغداد الكبيرة وتستمر بصورة دائمة كل يوم جمعة”.

وتستعيد دور العبادة السنية والشيعية في العراق الصورة الدامية التي كانت عليها ابان سنوات الحرب الاهلية الطائفية في ظل تزايد استهدافها مؤخرا باعمال القتل والتفجيرات العشوائية التي تنسب الى تنظيم “القاعدة” و”التكفيريين”.

ومع تصاعد التوتر الطائفي في بلاد تحكمها الغالبية الشيعية منذ اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 بعد عقود من حكم السنة، تحول العنف اليومي خلال الاسابيع الماضية من استهداف للقوات الامنية خصوصا، الى ما يُسمى “حرب المساجد”.

وقال المالكي في بيانه ان “الذين يستهدفون المساجد هم اعداء السنة والشيعة على حد سواء ويخططون لاشعال الفتنة وهو مخطط قديم يراد احياءه”.

وناشد “علماء الدين الافاضل الى القيام بواجبهم بنبذ الطائفية والفرقة والدعوة الى وحدة الصف”، مؤكد ان “توجيهاتنا الى الاجهزة الامنية بحماية جميع المساجد ودور العبادة واضحة ومشددة، ولا تساهل مع اي تقصير في هذا المجال”.

وفي واحد من اعنف الهجمات ضد دور العبادة، قتل 41 شخصا واصيب العشرات بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين الجمعة استهدفتا مصلين قرب مسجد سني وسط بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد).

وجاء ذلك غداة مقتل 12 شخصا في هجوم انتحاري بحزام ناسف عند مدخل حسينية في كركوك (240 كلم شمال بغداد) مساء الخميس.

 للمرة ألأولى تنتقل الأحداث الدموية إلى مصر، ضمن ما يسمى فتنة الشيعة وشهدتها قرية زاوية أبو مسلم بمنطقة أبو النمرس بمحافظة الجيزة، والتى أدت إلى مقتل أربع أشخاص وإصابة آخرين بينهم القيادى الشيعى “حسن شحاتة” على يد المئات من الأهالى بعد محاولة منعهم دخول “شحاتة” القرية حيث كان بصحبته 7 نساء على حد قول الأهالى.

بدأت الأحداث الدموية عندما طافت مسيرة منذ حوالى أسبوعين من أبناء القرية لرفضهم تواجد الشيعة بالمكان ولمنعهم من نشر الفكر الشيعى وامتداده إلى باقى شباب القرية حيث استطاع المد الشيعى الوصول إلى العديد من شباب القرية من خلال ميكروفون محمل على سيارة يطالب المتشيعين بمغادرة البلدة والكف عن نشر التشيع بها، وكان أحد سكان قرية زاوية أبو مسلم يدعى “شحات العريان” يستعد للاحتفال بأحد الطقوس الشيعية كما روى بعض الأهالى مشاهدته قبل الحادثة بساعة يقوم باحضار الحلوى للاحتفال.. وفى تمام الساعة الثانية عشر ظهرا فوجئ الأهالى بدخول القيادى الشيعى “حسن شحاتة” وبصحبته مايقرب من 7 سيدات وعدد قليل من الرجال لمنزله.. فقام أحد جيران العريان وحاول منع دخول “شحاتة” إلى المنزل فوقعت مشادة كلامية بين الشخص وبين “العريان” والتى تطورت بعد ذلك إلى اشتباكات قام خلالها “العريان” بإلقاء زجاجة مولوتوف، كما قامت زوجته بإلقاء مياه ساخنة بالشارع على الأهالى المتواجدين أمام المنزل والمعارضين لدخول “شحاتة” إلى القرية وهو ما أثار حفيظتهم، وعلى إثر تلك المشادة تجمع المئات من أهالى القرية الغاضبين من أفعال المتشيعين أمام المنزل محاولين الدخول والفتك بـ” شحاتة” فقام “العريان” بفك أسطوانة البوتاجاز محاولا إشعال النيران ومهددا الأهالى من محاولة المساس بضيوفه.. وحاول الأهالى الدخول ولم يستطيعوا، فقاموا بالقفز من أسطح المنازل المجاورة واستطاعوا الدخول إلى منزل العريان وقاموا بتكسير سقف المنزل المكون من دورين فقط، حيث استغرق الأهالى فى ذلك حوالى 5 ساعات على حد قولهم واستطاعوا الدخول فى تمام الساعة الخامسة عصرا وعند دخولهم إلى المنزل قاموا بالتعدى على المتواجدين بالمنزل بالشوم والعصى والأسلحة البيضاء وأخرجوهم من المنزل وربطوهم بالحبال وسحلوهم بالشارع بعد وفاة 3 منهم والرابع كان فاقدا للوعى، وتم تسليم الجثث إلى قوات الأمن التى وصلت إلى المكان حيث استطاعت قوات الأمن السيطرة على الموقف بعد أن قام الأهالى بإشعال النيران بالجزء الأمامى من مدخل المنزل.

وقال اللواء عبدالموحود لطفي مدير أمن الجيزة أنه قد أُقيم اليوم احتفال بمنزل احد المواطنين الشيعة وقامت الأهالي بمحاصرة المنزل من قبل عدد كبير جدًا . وأضاف اللواء عبدالموجود لطفي أن قوات وزارة الاخلية استطاعت تهريب جزء من الشيعة المحاصرين لكن الأهالي أمسكت بأربعة منهم وأصابوهم بإصابات بالغة وخطيرة وهو ما أدى إلى وفاتهم .

ومن جانبه, علق المهندس وائل نوارة القيادي بحزب الدستور على تعدي مجهولين على مواطنين شيعة بالهرم وحرق منزلهم بسبب مذهبهم . وقال نوارة خلال تغريدة بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) ” الافكار التكفيرية الوهابية والسلفية والاخوانية أضرت ضررا بالغا بالدين الإسلامي عبر سنوات قليلة بما لم يستطع أشد خصومه ان يفعلوه في 14 قرن ” .

وعلق مصطفى الجندي القيادي بالتيار الشعبي المصري والنائب السابق بمجلس الشعب على تعدي مجهولين على مواطنين شيعة بالهرم وحرق منزلهم. وقال في تغريدة بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) ”جريمة أبو النمرس ان دلت علي شي هو ان الإسلام براء منهم وان علي شعب مصر المسالم المحب ان يعي ان المستقبل معهم لن يصل بنا إلا للتقسيم والدمار”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات