العالم خريطة كتب: تُجار الدِّين في (زمَكَان) الخرباوي

مثلما تدور عجلات الثورة، تدور ماكينات الطباعة، حيث يحاول المؤلفون؛ كتابا وشعراء وروائيين، أن يواكبوا التغيير، أو يحللوا المشهد، وربما يكون الاتكاء على الماضي مهرًبا لكنه ضروري لقراءة الحاضر والمستقبل.

قي هذا الإطار صدر حديثاً عربياً:

طبعة جديدة من كتاب “الإسلاميون” للكاتب بشير موسى نافع، عن الدار العربية للعلوم ناشرون. يطرح الكتاب مسألة في غاية التعقيد والأهمية وخصوصاً في عالمنا المعاصر، ألا وهي قضية “الإسلام السياسي” وتجلياته وتأثيراته في مختلف الصعد –على الدول والأفراد وفي مختلف أنماط الحياة، والثقافة والسلوك. يعالج بشير موسى نافع هذه المسألة بموضوعية، وبشكل منهجي ومتسلسل المراحل الأولى، لتشكل هذه الظاهرة الاجتماعية–السياسية وأسباب صعودها والظروف التي مرت بها واستقطابها لأعداد كبيرة من فئات المجتمع، سواء أكانوا أفراداً أم جمعيات أم حكومات تتبنى الإسلام السياسي. ويعطي كاتبنا أمثلة من عدة دول، وكيفية صعود هذه القوى وأسبابه وهو ما سمي بـ (الصحوة الإسلامية) وأهمها جاءت من خلال حركات النضال الوطني ضد السيطرة الأجنبية، والدفاع عن الهوية الإسلامية في مواجهة حركة التحديث التي اتخذت من القيم الغربية نموذجاً لها. ويدلّل على ذلك بأمثلة مختلفة من عدة دول، تبدأ من مصر وباكستان إلى الخرطوم، الجزائر… إلخ. وكيف أن الإسلاميون ألبسوا الحداثة عباءة إسلامية. أما أهم تأثيرات هذه الظاهرة فيتجلى في حال من التوتر وعدم الاستقرار وغياب اليقين السياسي، وانقسام المسلمون على موقع الدين في الاجتماع والدولة، على القيم الحاكمة لحياتهم، على رؤيتهم لتاريخهم، على علاقتهم بالخارج الثقافي والحضاري، وعلى فهمهم لكليات الإسلام ذاته.

يؤمن الكاتب المصري ثروت الخرباوي أن “لكل منا إسطورته، حلمه، كنزه الذي يختبئ في مكان ما، تحكي الأسطورة أن الإنسان منذ اللحظة الأولي له وهو يحلم بكنزه، فيظل يبحث عنه طول عمره، تنقضي الأعمار فلا يجد بعضنا كنزه، تتوه الأحلام من بعضنا فيفقد أمله في كنزه الأسطوري، يصل معظمنا إلي كنوز مزيفة لا قيمة لها فيقنع بها، وتصل قلة نادرة من البشر إلي كنزهم الحقيقي، فإذا فقد بعضنا طريقه وتاه في أحراش الحياة فلم يعثر علي كنزه ظلت أسطورته في قلبه.”

من هذا المنطق يكتب الخرباوي روايته “زمكان” الصادرة عن دار نهضة مصر للنشر. تعيدنا رواية “زمكان” لأزمنة مضت و تعيد إلينا الماضي بشخوصه لتتفاعل مع الحاضر، فتمزج بين التاريخ و الخيال والواقع المُعاش، عبر رحلة الزمن التي تعيدنا لأزمة القرآن التي واجهها الامام ابن حنبل بثبات على مبدأ، وتعيده لنا ليحيا أزمة الإسلام في أيامنا تلك بين المتاجرين بالدين، لنكتشف ضعف الحاضر.

وقد رفضت مؤسسة “أخبار اليوم” نشر إعلان عن رواية ثروت الخرباوي”زمكان”. بسبب ما ترصد مقارنة بين دين السلف ودين الإخوان، وهى تجربة جديدة للخرباوي بعد ثلاثة تجارب كانت بمثابة القنابل ذات الوزن الثقيل، فالرجل أجرى جراحة للتنظيم الحديدي في كتابيه “قلب الإخوان”، وهو صاحب “سر المعبد”.

من أجواء “زمكان”:

الحلم
“عندي دهشة ، لا زالت الحياة تمنحني الدهشة”
أم العارفين بالله سيدة الحكمة “ميمنة النورانية” رضي الله عنها

“رأيت فيما يرى النائم أنني أعيش وكل من أعرف على شاطئ بحر ، دخلت إلى البحر لأسبح وأنا لا أعرف السباحة فوجدت ماء البحر قرمزيا فاندهشت ، أخذت أتحسس موضع قدمي وأستند إلى سور كبير مشيد وسط البحر ، وعندما توغلت قليلا وجدت الماء قد أصبح رائقا صافيا في لون زرقة السماء ففرحت به أيما فرحة، نظرت إلى الجانب الأيسر للبحر فوجدت بيوتا من فضة ذات قباب خضراء مقامة على الماء والماء يغمر أبوابها، أخذتني الدهشة فأخذت أعمل الفكر ، كيف يعيش أصحاب هذه البيوت وكيف يقضون شئونهم!
وبينما أنا كذلك وجدتني قد توغلت كثيرا في لـُجَّة البحر فنظرت إلى الماء فوجدته في لون الحليب ، بياضه غريب يبهج القلوب والأبصار ، اندفعت موجة طيبة إلى وجهي تداعبه وكأنها ترغب في احتضانه فتذوق لساني ماءها فإذا به أحلى من العسل المصفى!!
ابتهج خاطري وكاد قلبي يقفز من سعادة مندهشة خالطت عروقه ، وإذا نظرت إلى الجانب الأيمن للبحر وجدت بيوتا شاهقة كالسفن يحملها الماء الأبيض العذب ، كانت هذه البيوت شفافة رأيت من خلالها ما خلفها ولكنني لم أر ما فيها !
تركت نفسي أسبح دون أن أتحسس موضع قدمي فإذا بالماء يحملني ويدغدغ مشاعري ، مكثت في البحر لا أرغب في مغادرته ، وكيف لي أن أترك البحر وأنا في عين النعيم !! ولكن الماء حملني للشاطئ وأنا أقاومه ، وحين وجدتني أقف على الرمال سعيت سعيا للناس وصحت فيهم : إنكم لا تعرفون مدى حلاوة الماء الذي في وسط البحر ، ادخلوا لتعرفوا ، انظروا لتروا ، تذوقوا لتتبينوا ، وحين استيقظت كانت حلاوة الماء لا تزال على لساني ” .
وإذا قصصت رؤياي على جدي قال : ستعرف تأويله بعد حين .

صدر حديثاً عالمياً:

رواية “The Eye of God” للروائي الأمريكي جيمس رولينز، وهي الجزء التاسع من سلسلة “Sigma Force”. في هذا الجزء يسعى القائد جراي بيرس مع السيجما بمعاونة اثنين من علماء التاريخ بالفاتيكان لكشف سر إنهيار الإمبراطورية الرومانية، وكشف سر يتعلق بأصول الديانة المسيحية، ويتوصلوا إلى سلاح مخبأ منذ قرون، هذا السلاح من شأنه أن يحدد مصير البشرية.

رواية “How Should a Person be?” للروائية الكندية شيلا هيتي، وهي تحكي قصة شيلا، الكاتبة المسرحية التي تعاني من تبعات زواج فاشل في أواخر العشرينات، تجد نفسها تائهة. ولكن عندما يدخل كل من مارجاكس، الفنان المتحرر وإسرائيل الفنان المثير، حياتها. تأمل أن تتمكن من خلال مراقبة صديقه الجديد و حبيبها الجديد ونفسها من أن تستعيد سيطرتها على حياتها.

كتاب “Coming to My Senses” للكاتبة أليسا هاراد، ويعود هذا الكتاب إلى بداية علاقة أليسا بالعطور التي تعد من أحد الخبراء بها حالياً. والعلاقة التي تربط العطور بالحواس بشخصيتنا، من خلال تجهيزات أليسا لزفافها و دور العطور في ذلك.

كتاب “Jorge Luis Borges: The Last Interview” وهو حوار خورخي لوييس بورخيس الأخير قبل وفاته مع صديقه الصحفي الأرجنتيني جلوريا لوبيز وقد قام بترجمته للإنجليزية للمرة الأولى كيت ماود. هذا الكتاب يعد نظرة متفحصة على حياة بورخيس وأرائه في عمله، الحب، والدولة في اخر أيام حياته. يتضمن الكتاب كذلك مقتطفات عديدة من أهم الحوارات التي قام بها على مدار حياته.

صدر حديثاً آسيوياً:

كتاب “Constructing East Asia” للكاتب أرون موور، فعلى مر العديد من السنين كانت الفكرة السائدة عن الأيديولجيات السائدة في اليابان في فترة الحرب تتلخص في كلمات مثل: معاداة الحداثة وعدم التعقل. ولكن هذا الرأي الجامد ليس كافي لوصف أيديلوجيا وسياسات اليابان في الفترة التي إمتدت من (1931 – 1945). هذا الكتاب يعد طريقة لوصف تفكير مثقفي الياباني والبيرقراطيين بها في تلك الفترة.

كتاب “Critical Buddhism” للكاتب جيمس مارك شيلدز، وهو يعد أول كتاب يتناول بالدراسة البوذية النقدية بإعتبارها وجهة نظر فلسفية ودينية وتقدم تحليلاً عميقاً لها.

كتاب “The Family Model in Chinese Art and Culture” ويكتبه كلا من جيريمي سيلبرجيلد و دورا شينج. يتناول الكتاب العائلة وكيف انها كانت مركزاً للعديد من المنظمات الإجتماعية والأفكار الثقافية. وتأثير العائلة على اللوحات الفنية، التاريخ، وتأثيرها على التاريخ القديم والحاضر للصين.

كتاب “Empire, Politics and the Creation of the 1935 India Act” للكاتب أندرو مولدون. ويتناول الكتاب فيه الحكومة الهندية عام 1935، وتأثيرها السياسي والثقافي والعقلي. وتطرح هذه الدراسة تساؤل رئيسي، ما كان تأثير تلك الفترة على الإدارة البريطانية؟