لغة الأشياء / لنتبادل الكتب

08:41 صباحًا الثلاثاء 2 يوليو 2013
باسمة العنزي

باسمة العنزي

روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

كقارئة كنت أنانية أمام كتبي، لا أحب أن أمررها لغيري لأنها من النادر أن تعود، أحب وجودها قربي ولو تكدست وغطاها النسيان ومرت عليها السنون وهي محبوسة بوحدتها، متذمرة من ظلمي لها، تداعبها ذرات الغبار ويلفها التجاهل، لا أعيد قراءتها ولا يطل عليها سوى قطعة قماش مبللة بالماء بين حين وآخر.
نفخر بمقتنياتنا من الكتب، نحن المأسورون بعوالم القراءة، رغم أن الهدف منها هو المعرفة لا سجنها في الأدراج والخزائن الخشبية، فيها ما قرأنا ولن نعود له لأن العالم مليء بالكتب الجديدة ولا نستطيع اللحاق بكل ما طبع، وفيها ما لم نقرأ ربما لأنه لم يجذبنا أو لأسباب قديمة و لن نعود إليه أيضا، وفيها ما قرأنا بضع صفحات منه ولم يرق لنا فوضعناه على رف النسيان.
قبل بضع سنوات جاءت رشا بصندوقها الذي في مكتبة العروبة لتبادل الكتب، والآن جاء نادي ديوان للقراءة بمشروع (إحياء مكتبتي) المعني أيضا بتبادل الكتب المستعملة. حضرت فعاليتهم المقامة ضمن أنشطة صيفي ثقافي ومعي 13 كتابا جهزتهم بسرعة كي أخرجهم من ظلمات الاكتظاظ والتجاهل إلى نور التواجد والمنافسة.
كتبي المختارة كانت سعيدة وأنا أضعها في كيس ورقي وأحاول تذكر قصتي مع كل منها، فيهم من قرأته و كتبت عنه، وفيهم من لم أقرأه وكنت أعد نفسي به ومرت السنون ولم نلتق. استثنيت من الرحلة كل كتاب عليه إهداء شخصي.
الفعالية الجميلة مدتها يومان، الحضور لم يكن كبيرا، التنظيم رائع، أعضاء فريق نادي ديوان للقراءة يستقبلونك بابتسامة جميلة يأخذون منك كتبك التي خرجت تتقافز فرحة لتتوسد طاولات العرض مزهوة بنفسها وواثقة بقدرتها على المنافسة، منتظرة من يرغب بها.
هناك الكثير ينتظرك على طاولات العرض من كتب قديمة وحديثة، لاحظت أن جزءا كبيرا منها هي المطبوعات المجانية التي توزع مع الصحف أو المجلات مثل (كتاب القبس)، وإصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من سلسلة عالم المعرفة والفكر التي تأتي بأسعار رمزية.
وجدت دواوين شعر قديمة أوراقها صفراء عادت بي لزمن مضى، كما تلقفت كتب أطفال بيني وبينها ألفة مثل (سلسلة ليدي بيرد) الجميلة.
شعور لطيف أن تتبادل الكتب مع أناس لا تعرفهم، مثلك كقراء تخلوا عن أنانيتهم ورغبوا بالتجديد، الأجمل أن نجد خلف هذه المشاريع الايجابية مجموعة تطوعية تؤمن بقيمة ما تفعل، آملين أن تتسع رقعة المشاركة من الجميع، وأن يكون هذا النشاط عادة نصف سنوية دائمة، نترقبها وتترقبها كتبنا الحبيسة!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات