العالم يسمع صوت الميادين، والإخوان آذان طين وعجين!

08:01 صباحًا الثلاثاء 2 يوليو 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

لم يكن هناك معنى آخر لبيان الفريق عبد الفتاح السيسي سوى أن الجيش يسمع ويفهم صوت lلايين المصريين بالميادين، الذين خرجوا يهتفون لمندوب مكتب الإرشاد في قصر الإتحادية، ممثل حزب الحرية والعدالة؛ الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة.

لعب الهواة والحواة الذي استمر عامًا وشكل وصمة عار في جبين السياستين الداخلية والخارجية في مصر، آن له أن ينتهي.

وفي الوقت الذي يمهل فيه الجيش الرئاسة 48 ساعة لتحقيق مطالب الشعب، تتحرك الذراع الأخرى غير السياسية للإخوان المسلمين ممثلة في الذين يريدون هدم المعبد على من فيه، وحرق البلاد قبل الهروب منها أو العودة للجحور، كما فعل العدو الصهيوني بمستوطنة ياميت حين هدمها وهو يرحل عن سيناء بعد تحريرها.

لقد جاء البيان قوي الصياغة واضح الدلالة: “شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع أمس مظاهرات وخروجاً لشعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمى وحضارى غير مسبوق .

لقد رأى الجميع حركة الشعب المصرى وسمعوا صوته بأقصى درجات الإحترام والاهتمام، ومن المحتم أن يتلقى الشعب رداً على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدرا من المسؤولية فى هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن.

إن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيسى فى معادلة المستقبل وانطلاقا من مسؤوليتها الوطنية والتاريخية فى حماية أمن وسلامة هذا الوطن – تؤكد على الآتــى:

* إن القوات المسلحة لن تكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى الأصيل النابع من إرادة الشعب.

* إن الأمن القومى للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التى تشهدها البلاد وهو يلقى علينا بمسؤوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر.

* لقد استشعرت القوات المسلحة مبكرا خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصرى العظيم، ولذلك فقد سبق أن حددت مهله أسبوعاً لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل، وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذى أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلى والإقليمى والدولى.

* إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدا من الانقسام والتصارع الذى حذرنا ولا زلنا نحذر منه.

* لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أى شىء بخلاف إحتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله.

– إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميــع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر فى تحمل مسؤولياتها.

– وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها استناداً لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذى كان ولا يزال مفجرا لثورته المجيدة، ودون إقصاء أو استبعاد لأحد”.

وختم البيان قائلا : تحية تقدير وإعزاز إلى رجال القوات المسلحة المخلصين الأوفياء الذين كانوا ولا يزالوا متحملين مسؤوليتهم الوطنية تجاه شعب مصر العظيم بكل عزيمة وإصرار وفخر واعتزاز. حفظ الله مصر وشعبها الأبى العظيم .

وانتظرت الرئاسة المرتعدة 8 ساعاتٍ لترد على البيان، بعد أن أعلنت عن مؤتمر صحفي وألغته، وكان الانتظار من أجل مهاتفة مع أوباما حين يستيقظ، وتحضيرًا لآلاف من المأجورين يهاجمون المعتصمين السلميين في الميادين.

ففي الساعات الأولى من صباح اليوم، نشر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة في صفحته على موقع فيسبوك بيانا جاء فيه أن الرئاسة ترى أن بعض العبارات الواردة في بيان الجيش “تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب في حدوث إرباك للمشهد الوطني المركب”.

وأضاف البيان أن “الدولة المصرية الديمقراطية المدنية الحديثة هي أهم مكتسبات” ثورة ٢٥ يناير/كانون الثاني 2011، وأن “مصر بكل قواها لن تسمح بالعودة إلى الوراء تحت أي ظرف من الظروف”.

وإن الشعب المصري “دفع من دمائه ومن استقراره ومن تعطل مسيرة التنمية ثمنا غاليا لبناء دولته الجديدة”، مضيفا “ولقد اخترنا جميعا الآليات الديمقراطية كخيار وحيد لتكون الطريق الآمن لإدارة اختلافنا في الرؤى”.

وذكر البيان أن مؤسسة الرئاسة أخذت خطوات عملية لتفعيل آلية المصالحة الوطنية التي أعلنها الرئيس في خطابه الأخير بمناسبة مرور عام على توليه منصبه، مؤكدا على مضي الرئاسة في طريقها لإجراء المصالحة الشاملة استيعابا لكافة القوى الوطنية والشبابية والسياسية بغض النظر عن أي تصريحات من شأنها تعميق الفرقة.

واختتم البيان بالقول إن مرسي لا يزال يجري مشاورات مع كافة القوى الوطنية لتأمين مسار التحول الديمقراطي وحماية الإرادة الشعبية.

لا يدرك الإخوان أن المركب تغرق بهم، وإلا فما معنى أن يتقدم 12 وزيراً باستقالاتهم من مناصبهم في الحكومة المصرية دعماً لمطالب المتظاهرين، إضافة إلى المستشار العسكري للرئيس سامي عنان.، وكان آخرهم وزير الخارجية صباح اليوم؟

كما ارتفع عدد المستقيلين من مجلس الشورى إلى 8 أعضاء تضامناً مع مطالب المتظاهرين أيضاً وهم: جميل حليم ومجدي المعصراوي وكمال سليمان ونبيل عزمي ونادية هنري وفريد البياضي وسامح فوزي وسوزي عدلي ناشد، حسب ما ذكرت “بوابة الأهرام”.

وقالت سوزي عدلي في استقالتها إنها جاءت “اعتراضاً على الدماء التي أسيلت في الشارع المصري، دون أن يأخذ النظام الحاكم أي خطوات لتلبية مطاب ملايين المصريين الذين عبّروا عن غضبهم من النظام”. وأشارت إلى أنه لم يتم الاستجابة إلى طلب الانتخابات الرئاسية المبكرة، و”لهذه الأسباب أتقدم باستقالتي”.

ومن جانبه صرّح سامح فوزي عقب لقاء النواب المستقلين مع الدكتور أحمد فهمي بأنه دار نقاش ودّي وهادئ مع الدكتور أحمد فهمي حول الوضع الراهن، حيث طلب منهم اقتراحات للخروج من الأزمة. وأكد فوزي أن المستقلين اقترحوا حلاً للخروج من الأزمة متمثلاً في أن يعلن الدكتور محمد مرسي عن انتخابات رئاسية مبكّرة، يعلن عنها الرئيس بنفسه، وإقالة النائب العام وحكومة قنديل.

مهاتفة أوباما أخذت حيزا كبير من تأكيد الرئاسة المصرية على موقع فيسبوك إن مرسي أكد خلال محادثته مع أوباما أن مصر “ماضية قدما” في عملية الانتقال الديمقراطي السلمي. ولا يمكن تفسير الإنتقال سوى بطاعة ما جاء في بيان السيسي، إلا أن حلفاء مرسي الباقين، وعلى رأسهم قناة الجزيرة تفسر ذلك بأنه دعم لبقاء مرسي، خاصة وأنها أعلنت أن الرئاسة التي لا تتحدث إلا من وراء فيسبوك قالت إن أوباما شكر مرسي على حماية المتظاهرين، وأكد له أن الإدارة الأميركية تتعامل مع القيادة المصرية المنتخبة وتدعم التحول الديمقراطي السلمي في مصر، في حين أكد مرسي بدوره مضيه قدما في التحول الديمقراطي السلمي المبني على الدستور والقانون، حسب تعبير الرئاسة. وفي الأثناء، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن قائد الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي اتصل هاتفيا برئيس أركان القوات المسلحة المصرية اللواء صدقي صبحي أمس الاثنين، دون أن يقدم المسؤول تفاصيل بخصوص ما دار في المكالمة. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل قد أعلن أمس أن الوزارة تدرس البيان الذي أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية متضمنا إمهال كافة الأطراف 48 ساعة للتوصل إلى حل للأزمة السياسية، مضيفا “لكن لا يمكن التكهن بما سيحصل بطريقة أو بأخرى خلال الساعات الـ48 المقبلة”. كما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية باتريك فينترل إن مرسي لا يزال بنظر واشنطن الرئيس المنتخب ديمقراطيا للبلاد، مضيفا أن إدارة بلاده تراقب عن كثب الأحداث في مصر وأنها على تواصل مستمر مع جميع الفرقاء ومع القوات المسلحة. وهي إعلانات سبقت التظاهرات، ولكن الجزيرة تضعها كما لو أنها قيلت اليوم!

ويبدو أن الأمريكان انضموا للإخوان، في أن تكون آذانهم من طين وعجين، لا يسمعون أصوات الملايين في الميادين، لكن الساعة تدق، والمؤامرة الإخوانية ستنقشع غمتها، ويكتب التاريخ صفحة باسم العزة والكرامة، مجددا، باسم الشعب المصري.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات