هكذا هُنَّ النساء: لماذا نُحطم قلوبَنا بأيدينا؟

05:25 مساءً الأحد 21 يوليو 2013
فاطمة الزهراء حسن

فاطمة الزهراء حسن

مخرجة تليفزيونية، وكاتبة من مصر، مستشار شبكة أخبار المستقبل (آسيا إن)

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ينتهي الحب حين يبدأ الخداع

في إطار مأساوي تتخلله بعض المواقف الكوميدية الساخرة يقدم لنا الموسيقار النمساوي فولفجانج أماديوس موتسارت (1756-1791) أوبرا (هكذا هن النساء) في فصلين … إنها تعتمد على فرضية قد يعترض عليها ويخالفها الكثيرون وهي أن النساء كلهن غير وفيات دائما في علاقاتهن العاطفية , وقد كتبها مؤلف موتسارت المفضل ( لورينزو دابونتي) Lorenzo Da Ponte.

إعادة تقديم العرض في قالب عصري

هكذا يفعلن جميعا .. أوبرا فكاهية في إطار مأساوي

يقدم لنا موتسارت ودابونتي في هذا العرض الرائع قصة (دورابيللا) الفتاة الجميلة الساذجة الرقيقة التي تحب (فرناندو) الفتى الواثق في نفسه والذي يحبها حبا كبيرا … وفي المقابل ثنائي آخر من العشاق؛ إنهما (فيورليجي) الفتاة الشامخة المعتدة بنفسها والتي تحب (جوجليمو) حبا ساحقا عنيفا ولكنه في المقابل فتى مستهتر غير جاد ولا يتحمل المسئولية .

النص اللعوب على أوراق اللعب!

في الفصل الثاني يفكر (فرناندو), (جوجليمو) في خطة شريرة عبثية بأن يتنكر كل منهما في ثياب الآخر ويخدع محبوبة الآخر ويحاول إغواءها واستمالتها حتى يتأكد من مدى وفائها له … في النهاية يكون لهما ما أرادا إذ تستجيب الفتاتان لمحاولتيهما ويكون لهما ما أرادا وبالرغم من نجاح مخططهما العبثي إلا أن الحزن يخيم عليهما ويشعران بخيبة الأمل فقد حطما الحب والمشاعر الجميلة التي كانا ينعمان بها مع محبوبتيهما وكسرا قلبيهما بهذا التفكير الشيطاني .

إنها قصة الحب الأزلية بكل ما تحمله من متناقضات بين اللقاء والفراق , الفرح والحزن ,الاشتياق والهجر … ومن خلال تفاصيل متشابكة وحيل تغلفها موسيقى ساحرة وضعها موتسارت على لسان المغنيين والمغنيات أبطال العرض.

موتسارت ودا بونتي: ثنائي متفاهم

موتسارت يكتب أكثر أعماله غموضا وشفافية

 تُعتبر هذه الأوبرا إحدى روائع موتسارت في التأليف الموسيقي الأوبرالي والذي يُعد أحد رواد التأليف الموسيقي الكلاسيكي في القرن الثامن عشر, عُرضت هذه الأوبرا للمرة الأولى عام 1790 أي قبل وفاته بعام واحد وقد حققت نجاحا جماهيريا هائلا حتى أن النقاد صنفوها على أنها واحدة من أكثر أعمال فولفجانج غموضا وشفافية وإبداعا ..

حققت نجاحا جماهيريا هائلا حتى اليوم

فولفجانج أماديوس موتسارت الموسيقار النمساوي العظيم هو أول موسيقي في العالم يضع فهرسا لأعماله , ولا يمكننا حصر أعماله من فرط غزارتها وروعتها .. فقط نستعرض بعضا منها: فقد ألف 16قداسا , وسبعة خماسيات وترية ,23 رباعية وترية , 43 سوناتا للكمان والبيانو , 17 سوناتا للبيانو المنفرد,22 عملا أوبراليا , لعل من أشهرها أوبرا زواج فيجارو , الفلوت السحري , أوبرا دون جيوفاني.

على الرغم من قصر حياة موتسارت والذي فارق الحياة عن عمر ناهز 35 عاما إلا أنه واحد من أساطين الإبداع الموسيقي في العالم

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات