سورية: النزوح الكبير

09:34 صباحًا الأربعاء 21 أغسطس 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

عند نقطة الحدود في داهوك، 430 كلم شنال غرب بغداد، صورة : هادي مزبان، أ.ب)

بعد إعلان الأمم المتحدة أن أكثر من 21 الف لاجئ سوري دخلوا إقليم كردستان شمالي العراق منذ يوم الخميس الماضي، أصبحت رحلة هؤلاء المعذبين واحدة من أكبر عمليات النزوح خلال الصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من عامين، وهي أعداد ستضاف إلى نحو 154 الف لاجئ سوري في العراق أصلا.

فيما يتعلق بسوريا، لم تف الولايات المتحدة بعد بتعهدها بإرسال أسلحة إلى مقاتلي المعارضة السورية بعدما خلص البيت الأبيض في يونيو الماضي إلى أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت أسلحة كيميائية. وقال منتقدون إن هذا التطور يؤكد المزاعم التي تفيد بأن واشنطن حذرة إزاء وصول مثل هذه الأسلحة إلى أيدي المتطرفين.

وفي السياق، قال واين وايت، نائب المدير السابق لمكتب معلومات الشرق الأوسط التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، قال إن أكثر الجماعات الفعالة في سوريا حاليا هي الجماعات الإسلامية المتطرفة، وبعضها مرتبط بتنظيم القاعدة.

وبينما ناقش خبراء وساسة فكرة فرض منطقة حظر طيران بواسطة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في سوريا، قال وايت إن الدفاعات الجوية السورية متقدمة بما يكفي لفرض خطر كبير على طائرات وأطقم الناتو.

وصرح وايتبأن غالبية الأهداف في سوريا تقع في مناطق داخلية، ما يكشف الطيارين الأمريكيين والحلفاء أمام الدفاعات الجوية المضادة ويزيد خطر سقوط الطائرات في أرض معادية.

ويختلف الموقع الجغرافي لسوريا تماما مع موقع ليبيا، حيث لعبت منطقة حظر الطيران التي فرضها الناتو دورا رئيسيا في الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي. كما أن غالبية المناطق المأهولة بالسكان في ليبيا تقع على الساحل، ما وفر طريقا سهلا للطائرات المعطوبة للخروج من المجال الجوي الليبي.

وفضلا عن هذا، فإن منطقة حظر الطيران لن تمنع القوات البرية السورية من شن هجمات فتاكة باستخدام أسلحة كيميائية، إذ إن معظم أنظمة إطلاق الأسلحة الكيميائية السورية برية، حسبما قال وايت.

وثمة حقيقة تقيد أيضا خيارات واشنطن ومفادها أن الأمريكيين لا يرغبون في خوض صراعات خارجية بعد الحرب الوحشية التي خاضوها في العراق وأفغانستان لما يزيد على عقد من الزمان. وبينما قد يتحمل الأمريكيون عملية سريعة وسلسلة مثلما كانت الحال في ليبيا، فهم لا يريدون السقوط في مستنقع.

ويرى جورج فريدمان، المدير التنفيذي لشركة الاستخبارات العالمية ((ستراتفور))، أن تدخل الولايات المتحدة قد يؤدي ببساطة إلى انخراط إجباري آخر في المعركة، ولن يحول دون سفك الدماء في سوريا التي تمزقها الحرب.

وأضاف فريدمان قائلا “إن الولايات المتحدة، وكذلك حلفائها الأوروبيين، لا يمتلكون القوة المطلوبة لإنهاء إراقة الدماء في سوريا … وإذا حاولت، فسوف تعتبر بكل بساطة مسئولة عن إراقة الدماء بدون تحقيق أي هدف إستراتيجي”.

وتابع فريدمان قائلا “هناك أشياء كثيرة تتجاوز القوة العسكرية للولايات المتحدة”، لافتا إلى أن وقف الحرب الأهلية في سوريا يعني استخدام “قوة شاملة”، ما قد يفضي إلى خسائر فادحة، مضيفا “لا يمكن للمرء تغيير الثقافة السياسية لبلد ما من الخارج إلا إذا كان مستعدا لتدمير هذا البلد كما حدث في ألمانيا واليابان”.

ممثلة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا كارول باتشيلور تقول إن اعداد اللاجئين السوريين المقيمين خارج مخيمات اللاجئين بتركيا تجاوز الان عدد اللاجئين المتواجدين داخلها.

وصرحت للصحفيين بأن “هناك اكثر من 200 الف لاجئ سوري في 20 مخيما بتركيا، غير ان معظمهم يقيمون حاليا بالمخيمات. فهناك اكثر من 200 الف لاجئ مسجل خارج المخيمات بالاضافة ل30 الف لاجئ اخر ينتظرون تسجيلهم واخرون يجرون اجراءات التسجيل”. وقالت “كلما طالت مدة النزاع، فكلما زادت سرعة نفاد الموارد. ويجد اللاجئون ملاجئ مؤقته في المساجد والحدائق والاماكن الاخرى. نحن الان فى فصل الصيف، لكن لا نعرف ماذا سيحدث خلال موسم الشتاء”. واضافت ان المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والحكومة التركية تعملان الان على توفير نظام مساعدات مالية للسوريين المسجلين المقيمين خارج المخيمات، “وبالنسبة للذين لن نستطيع توفير مسكن او طعام او غذاء، فسنساعدهم بالاموال”. واختتمت بقولها “سنقدم مبلغ 2 مليون مارك من اجل اجمالى عدد السوريين الذين فروا من بلادهم، واضافت ان سوريا بها سكان يتجاوز عددهم 20 مليون نسمة.

واعلنت نينيت كيللي ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان أن عدد اللاجئين السوريين إلى لبنان سيصل لمليون في نهاية العام الحالي، مشيرة إلى عدم توفر الاموال اللازمة للمساعدات.

ولفتت إلى انه “تم حتى اليوم صرف 530 مليون دولار أي مانسبته 26 % من اجمالي نداء التمويل الذي أطلق في شهر يونيو الماضي بمشاركة أكثر من 50 منظمة أهلية دولية للحصول على مليار و700 مليون دولار امريكي لدعم النازحين والمجتمعات المضيفة .”

وأكدت كيللي ان ” المجتمع الدولي يعلم ان الأزمة طويلة ويجب مشاركة الدولة اللبنانية في تحمل هذا العبء لان المبالغ التي صرفت لا تكفي”، مشيرة إلى “نقص كبير في بعض الخدمات، ما يعني ضرورة توسيع إطار الشركاء لزيادة المشاريع الإنمائية .”

وأيدت طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان من بعض الدول استضافة عدد من النازحين لتخفيف العبء عن لبنان، لافتة إلى أن “المانيا وافقت على استضافة 5 آلاف سوري من لبنان مؤقتا” كما طلبت من الدول المجاورة “تسهيل إعطاء تأشيرات دخول للسوريين واستقبالهم في بلدانهم.”

وأشارت إلى أن المفوضية لاتسجل أي شخص شارك في عمليات عسكرية بوصفه نازحا من سوريا، لافتة إلى أن نسبة النساء والأطفال بين النازحين المسجلين تبلغ 78 في المئة”. ولهذا السبب كانت مصر قد ألغت رسوم تأشيرة الدخول لكنها فرضت تقييدات على إصدارها.

وكانت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أعلنت عن ارتفاع عدد النازحين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها الى اكثر من 625 الفا.

 وفي الأردن قررت الحكومة الصينية تقديم حزمة جديدة من المساعدات الانسانية بقيمة 15 مليون يوان (نحو 2.5 مليون دولار أمريكي) لإغاثة اللاجئين السوريين في المملكة، حسب بيان للسفارة الصينية في عمان.

وقالت السفارة إن السفير الصيني لدى عمان يوي شياو يونغ، أطلع الجانب الأردني على القرار الصيني خلال لقاء مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردني ناصر جودة.

وأكد السفير الصيني خلال اللقاء أن الجانب الصيني يقدر الجهود الأردنية المبذولة في استقبال واستضافة اللاجئين السوريين.

ولفت البيان إلى أن هذه المساعدات هي الدفعة الثالثة من المساعدات الانسانية التي تقدمها الصين للأردن، وذلك انطلاقا من الالتزامات الانسانية الدولية وانعكاسا للصداقة القائمة بين البلدين.

وكانت الصين قد قدمت مساعدات إنسانية طارئة بقيمة 15 مليون يوان لإغاثة اللاجئين السوريين في المملكة في أغسطس عام 2012، كما قدمت عبر منظمة الهجرة الدولية مساعدات مالية بمبلغ 200 ألف دولار لإغاثة اللاجئين السوريين مطلع عام 2013.

وفي دمشق لا تزال السلطات السورية تحذر من بقي من مواطنيها ـ خصوصا في محافظة حلب شمال البلاد ـ من تناول أدوية مهربة من تركيا تصيب بـ”العقم السريع”، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في محافظة حلب تحذيره ” من تناول بعض أنواع الأدوية التي يتم إدخالها إلى حلب تهريباً من تركيا نظراً لانعكاساتها الخطيرة وأضرارها الجسيمة على الصحة “.

وقال إن ” هذه الأدوية تشبه في تركيبتها دواء (ترامدول) لكنها في حقيقة الأمر عبارة عن مخدرات بلبوس طبي حيث ثبت ضررها البالغ على الصحة إذ تؤدي إلى إصابة متناولها بالعقم السريع والقضاء على الهرمون الذكري (التستستيرون) “.

وكشف المصدر أن ” هذه الأدوية تسوق تحت مسميات عديدة هي (ترامدول وتراميدال وترامبال وترامال وترانيدول)، داعياً جميع المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم تناول أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب وشراء الأدوية من الصيدليات حصرا حرصاً على سلامتهم وصحتهم “.

وفي وقت سابق تم التحذير من استخدام الأسمنت التركي المهرب المخالف للمواصفات وبعض المواد الغذائية المخالفة التي تضر بالصحة.

وتشهد العلاقات التجارية بين سوريا وتركيا قطيعة كاملة منذ اكثر من سنتين بسبب موقف أنقرة المؤيد للاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس 2011 وإيوائها “جماعات ارهابية مسلحة” على اراضيها، حسب ما تتهمها السلطات السورية .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات