الشارقة تحتفي بسينما الأطفال حول العالم

12:55 مساءً الأحد 20 أكتوبر 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تشهد إمارة الشارقة انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، الاثنين 21 أكتوبر. ويهدف هذا الحدث إلى تعزيز سوية وعي الأطفال والناشئة بقيم الفن السابع إلى جانب تعزيز الحس الإبداعي لديهم وتطوير قدراتهم على صعيد صناعة الأفلام. ويمثل المهرجان مبادرة طموحة من مؤسسة فن تنعقد، تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.

وجاء الإعلان عن المهرجان خلال مؤتمر صحفي استهلته نور كرمستجي، منسقة تطوير الأعمال في مؤسسة فن، بكلمة افتتاحية أعلنت عبرها عن إطلاق المهرجان في الموعد المقرر، تلتها كلمة أخرى لجواهر بنت عبدالله القاسمي مدير مساعد في المؤسسة ومديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل.

يركز مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل في دورته الحالية على الموضوعات التعليمية والإبداع في البيئة المحلية، وذلك في إطار تعزيز القدرات والمهارات لدى المحترفين الشباب والناشئة إلى جانب دعم صناعة الأفلام بصفتها أداة إبداعية تسرد الأحداث التي توسع نطاق الخبرات وتعزز الوعي حول التراث والثقافة.

وقد استقبل المهرجان أكثر من 75 فيلماً من 32 دولة، الأمر الذي يعكس حجم تفاعل الأطفال مع المهرجان. وفي سياق تعليقها على هذه المناسبة، قالت جواهر عبدالله القاسمي، مديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل: “في مرحلة الطفولة كنا نرى ما حولنا بطريقة مختلفة عما نراه اليوم، فاستقبالنا للأشياء بات مختلفاً وفهمنا لها أخذ منحىً مختلف. بل يمكنني القول أن ملاحظاتنا للأشياء ليست كما هي عليه اليوم، فبراءة الطفولة جعلت أحكامنا ومنطقنا تجاه كل ما يحيط بنا منصفة وغير متحيزة. اليوم ينظر الأطفال إلى محيطهم بنفس النظرة من الحماس والتفاعل مع المحيط، فالعالم بالنسبة لهم صندوق العجائب يعج بكل ما هو غريب وشيق، الأمر الذي ينعكس على نتاجهم السينمائي. وهنا تأتي أهمية المهرجان كونه يمنحنا الفرصة للنظر إلى ما حولنا من خلال عيون الأطفال، والذي يعد بدوره فرصة للتغيير والعودة بعقارب الساعة للوراء، لرصد الأمور مرة أخرى بنظرة غير متحيزة.”

وحملت الأفلام التي تلقاها المهرجان من دول المنطقة والعالم العديد من المفارقات بين نتاج الأطفال السينمائي من جهة والبالغين من جهة أخرى، حيث برزت اختلافات كثيرة في الأنماط المرئية وطرائق السرد، الأمر الذي منح المهرجان فرصة التميز عن غيره من التظاهرات السينمائية. وأضافت القاسمي: “يشكل هذا المهرجان رافداً مهماً في اتجاه بلورة التعبير الإبداعي في الإمارات بصفة خاصة والمنطقة عامة، حيث يعتبر أداة مهمة لتعزيز وعينا ووعي أطفالنا حول فن صناعة الأفلام، وفن التواصل وطبيعة التفاعل الشخصي فضلاً عن تسليط الضوء على طرائق التفكير المختلفة في الثقافات الأخرى؛ فمن شأن هذا الإسهام الثقافي الارتقاء بثقافة النشء والفنانين في الدولة.”

ومن بين الأفلام التي استقبلها المهرجان فيلم آيس كريم من إعداد خالد عبدالله، يسلط الضوء من خلال قصة مأسوية، على معاني الكفاح، العزيمة والتفاعل بإيجابية مع العالم الذي نعيش فيه، الثقافة والمعتقدات العربية. يبرز هذا الفيلم ثنائية مضادة تتمثل في رغبة طفل في الحصول على الآيس كريم واليأس الذي انتابه لعدم قدرته للحصول على هذا الشيء البسيط. أما بالنسبة لخالد، فهو ينظر إلى الجانب الإيجابي للحياة، حيث يقول: “أحب أن أرى الجانب التفاؤلي وأرغب في سرد القصص التي تعبر عن الأمل والتي تجعل الفرد يشعر بالراحة في النهاية. وعلى الرغم أن عيسى كان يكافح في البداية، إلا أنه واصل مسيرته. ويجسد هذا الفيلم أمام المشاهد رحلة مؤثرة تبدأ فصولها بالحزن وتنتهي بالسعادة. وتكمن حكمة هذا الفيلم في “عدم الإستسلام ” كما فعل عيسى.”

وهناك صناع أفلام آخرين يمتلكون نفس الرؤية لما يدور حولهم، وذلك في إطار تعزيز مدارك الشباب حول حقيقة العالم الذي نعيشه، إذ يرون الجانب الإيجابي في معترك الحياة اليومية. ومن خلال الفيلم الوثائقي، راي حداد، وهو من إعداد أحمد العوار، نرى جانباً من دولة الإمارات لا نراه كثيراً، إذ يسلط هذا الفيلم الضوء على قصة رجل باكستاني يعمل كسائق حافلة اسمه سيد رسول وازير. تدور أحداث هذا الفيلم، ضمن قالب الرسوم المتحركة، حول كفاح الوالد مع الطفل لأول مرة ليوضح له أهمية دور الأم في العائلة. بينما الفيلم الذي أعدته نورة عبدالله الجسمي بعنوان إيقاع الرمال يبرز أهمية التراث البحري في جو ممتع وتثقيفي. ويشارك فيلم آخر اسمه “سبيل” مدته 20 دقيقة يتحدث عن طفلين وجدتهما. ويمتاز هذا الفيلم، الذي أعده خالد محمود، بأجواء شيقة ومثيرة.

يشار إلى أن الأفلام المحلية الجدية والهزلية توفر رؤية قيمة لما يقدمه الفنانون الإماراتيون وحالة الزخم السينمائي الإماراتية الثرية، فمن الحزن إلى الفرح، ومن الدراما إلى الكوميديا. فالأفلام تشتمل على جميع الأنماط والسينمائية.

ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل هوأحد مشاريع مؤسسة فن – الفن الإعلامي للأطفال والناشئة، التابعة لحكومة الشارقة، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي. ويعد المهرجان الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط الذي يهدف إلى محو الأمية الإعلامية بين أوساط الأطفال والناشئة وتعزيز مواهبهم وإبداعاتهم وعرض نتاجهم السينمائي، بما يضمن لهم الفائدة والنفع والفرص الإعلامية المختلفة‫.

أما فــــــن ، فهي مؤسسة تابعة لحكومة الشارقة تحت رعاية الشيخة جواهر لتعزيز ودعم الفن الإعلامي (صناعة الأفلام، التصوير الفوتوغرافي، تصميم الجرافيك، الرسوم المتحركة) للأطفال والناشئة من الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات