فنانو الشوارع في باكستان

03:31 مساءً الثلاثاء 22 أكتوبر 2013

نصير إعجاز

محرر الصحافة الدولية، باكستان، كاتب في آسيا إن

عدسة جمال داوودبوتو

صحيح قولهم أن الموهبة يمكن أن ترى النور بأي مكان،ففي شوارع باكستان، يمكن أن يصادف المرء عديدين ممن لديهم شغف بالغناء. معظمهم أو يكاد من المطربين الفولكلوريين، والموسيقيين الشعبيين،ممن يقومون بأداء فنهم بالدروب وزواياها بسبب ظروفهم المعيشية المتدنية اقتصاديا ، ولأنهم لا يملكون الفرصة ليظهروا في التلفزيون أو يستمع إليهم أحد بالإذاعة، كي يدرك مواهبهم فيقيم أودهم..

مثل هؤلاء المغنين والموسيقيين الشعبيين ، المتواجدين بكل مدينة باكستانية صغرت أم كبرت، ينتمون إلى طبقة متدنية جداً ويدعون إلى إحياء حفلات الزفاف والمهرجانات الخاصة بالأولياء وغيرها ، وليس لديهم سوى الشارع مسرحا لكسب قوتهم. ويسمى هؤلاء شعبيا “ميراثي”، لأنهم “ورثوا” فنهم من أسلافهم.

أحيانا يتألف أداء مجموعة فناني الشارع من مطرب وعازفين، وفي حالات بعينها يمكن أن ترى فنانا يدور منشدا بمفرده في الشوارع المزدحمة. لا يتجاوز ما يحصل عليه هؤلاء مائتي روبية (دولارين بالكاد).

حين تتاح لبعض هؤلاء الظهور عبر أثير برامج الإذاعة والتلفزيون، فينالون شهرة وثروة، تتم ترقيتهم للأداء بالمناسبات الثقافية، فيما يقبع أمثالهم الآخرون في الحياة البائسة، حتى وإن نالوا شهرة سابقة.

إحدى النماذج البائسة نجدها في المطربة زينات شيخ التي مست شغاف الروح لدى عشاق الموسيقى حين ظهرت في مقاطعة السند، لكنها أصبحت صوتا نسيا منسيا بعد سنوات، ليشاهدها الناس تتسول بالغناء في تاتا، المدينة الساحلية بالسند. أغنيات زينات شيخ والتي تبث بالإذاعة والتلفزيون هي الآن جزء من الأرشيف الفني.

لا تساعد الحكومة فنانين وفنانات هكذا، بينما تخصص سنويا دعما لدفع معاش شهري، لبعض الكتاب والفنانين، وهو أجر لا يتجاوز نصف الدولار شهريا، مما يعد في حد ذاته أمرا مثيرا للسخرية.

في هذه الصور ، لفنانين فولكلوريين،نراهما يعزفان على آلتيهما، وهما ينشدان الأغنيات الشعبية بشارع في مدينة ناوديرو بمقاطعة السند.