يا شيخ الأزهر… كفاك اعتكافا!

01:33 مساءً الخميس 31 أكتوبر 2013
فاطمة الزهراء حسن

فاطمة الزهراء حسن

مخرجة تليفزيونية، وكاتبة من مصر، مستشار شبكة أخبار المستقبل (آسيا إن)

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

طالب يرتدي قناعًا ويرفع إشارة الإخوان المسلمين بين من يعتدون على منشآت جامعة الأزهر (تصوير سعيد حمدي ـ أ.ب)

نتيجة طبيعية ومحصلة منطقية لتراخ غير معهود ولا مقبول من وزارة الداخلية المصرية -لاسيما بعد إلغاء الحرس الجامعي- في مواجهة مليشيات الإخوان وخروجهم عن الأعراف والآداب تجسدت أمس الأربعاء في اقتحام طلبة جامعة الأزهر ينتمون إلى الجماعة المحظورة لمبنى إدارة الجامعة واحتجاز رئيسها الدكتور أسامة العبد وعدد من الموظفين والإداريين داخل المبنى,كما قاموا بتحطيم المكاتب إلقاء محتوياتها من النوافذ, وإطلاق الخرطوش على أفراد الأمن الإداري بالجامعة وفي الهواء لبث الرعب والفزع بين الناس مما أسفر عن وقوع إصابات عديدة مما دفع رئيس الجامعة للمطالبة بدخول رجال الشرطة إلى الحرم الجامعي حماية للأرواح والممتلكات العامة وهو ماحدث بعد ذلك وتم احتجاز عدد من الطلبة حاملي الأسلحة البيضاء والخرطوش في أحد مباني الجامعة لحين التحقيق معهم في هذه الواقعة !!!

السؤال الكبير الصعب والملح على كل المصريين في الوطن والمهجر والغربة وفي كل مكان: لماذا لا يتم التعامل مع هذه الفصائل المارقة والمنحرفة بكل حسم وقوة وعنف ؟؟؟ لماذا لا يتم فصل هؤلاء الطلاب والطالبات من الجامعة ؟؟ لماذا لا يتم ترحيل غير المصريين منهم إلى بلادهم ؟؟؟ لماذا لا يتم إصدار أحكام قاسية على من يتم القبض عليهم ؟؟؟ وكالعادة لا إجابة ولا فعل ولا أمن ولاشئ سوى تسرب الوقت وغياب القانون وتفشي البلطجة يوما بعد يوم!!

ولكن السؤال الأهم في هذا المعرض هو حول شيخ الأزهر .. أين هو من كل مايحدث؟؟ هل وجد في الإعتكاف مهربا من المواجهة ؟؟ هل هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن ومستقبله المنتظر يحتمل هذا الصمت الغريب والمقيت ؟؟

هل كل ماتقوم به مليشيات المحظورة وعصاباتها يحتاج إلى كل هذا التردد في الرفض والشجب ؟؟  كان شيخ الأزهر قد تعرض لحملات شعواء من الجماعة على أثر تعرض بعض طلاب المدينة الجامعية لحالات تسمم بعد تناول وجبات غذائية مرتين خلال شهر إبريل الماضي قبيل قيام ثورة يونيو من العام نفسه وقد استغل الإخوان هذه الواقعة في مساعيهم المتواصلة وقتئذ لتقويض مؤسسات الدولة,و للنيل من مكانة شيخ الأزهر لاسيما أنه كان في المرة الأولى التي حدثت فيها واقعة التسمم المفتعلة في زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة بعد اختياره شخصية العام الثقافية التي أعلنت عنها جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السابعة والتي تزامنت مع إفراج حكومة الإمارات عن 103 معتقلا مصريا هناك لم يكن من بينهم 11 سجينا من أعضاء الجماعة.

 وقامت مليشياتهم بقطع الطريق أمام الجامعة بحي مدينة نصر بالعاصمة المصرية القاهرة مرددين هتافات تحمل من التطاول والإبتعاد عن الأخلاق والقيم ما يمنعني من تكراره متجاوزين كل الإعتبارات ومتاجرين كعادتهم بالدين الإسلامي الذي هو بالفعل منهم ومن أفعالهم براء.

شارك شيخ الأزهر في بيان إقالة رئيس مصر المخلوع محمد مرسي مع وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي  والبابا تواضرس وممثلين عن فصائل المجتمع المصري وفئاته التي رفضت أن تخضع لحكم جماعة لاترى في الوطن إلا سكن ولا تحترم له حدودا جغرافية ولا قيمة تاريخية وبارك الشيخ ثورة يونيو المجيدة ولكنه سرعان ما تراجع وأعلن اعتكافه واعتزاله تاركا الساحة الدينية ومؤسسة بحجم وثقل الأزهر الشريف لتصريحات غير مسئولة, حتى أنه ترك رجلا مخرفا مثل القرضاوي يتطاول على مقامه الرفيع , وآخر مثل أردوغان  يوجه له التهم والأوصاف التي لا تليق بمقامه ولا وضعه العلمي والديني, !!!

ياشيخ الأزهر إن مقامك منبعه تلك المؤسسة العريقة التي تتربع على قمة هرمها في دولة عظيمة ضاربة في عمق التاريخ علما وتنويرا فلا يليق بمكانتك هذا الإعتكاف الطويل فإما أن تستقيل وتترك الساحة لمن يستطيع المواجهة بالحجة والمنطق والبرهان وإما أن تقول كلمة الحق وقد قالها من قبلك رجال مصريون في مؤسسات الدولة ولم يخشوا في الحق لومة لائم ولا حقارة وتطاول إخواني من الإرهابيين.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات