غدًا محاكمة معزول الإخوان في أول حلقة من مسلسل جرائمه

عماد الأزرق، القاهرة : حالة من الترقب القصوى تشهدها مصر حاليا, واستعدادات مكثفة تجري على قدم وساق تمهيدا لبدء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي غداً.

وقبيل بدء المحاكمة تسارعت وتيرة التحذيرات من الجانبين, فبينما دعت جماعة الإخوان المسلمين أنصارها للاحتشاد رفضا للمحاكمة التي تراها “باطلة”, حذرت وزارة الداخلية المصرية من مغبة أي خروج على القانون, أو محاولات إشاعة الفوضى تزامنا مع المحاكمة.

ومن المقرر أن تجري محاكمة مرسي صباح الاثنين المقبل بمقر معهد أمناء الشرطة بمنطقة طرة جنوب القاهرة, في أحداث قصر الاتحادية التي راح ضحيتها 10 قتلى وعدد من المصابين.

وقام اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية المصري مساء يوم السبت بتفقد مقر المحاكمة, واطمأن خلال الجولة التي رافقه خلالها عدد من قيادات وزارة الداخلية على الإجراءات التأمينية الخاصة بالمحاكمة سواء التأمين الداخلي بقاعة المحاكمة أو الخارجي بالمنطقة المحيطة بمعهد أمناء الشرطة بمنطقة سجون طرة.

وبحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بالقاهرة, فقد شهد مختلف محافظات مصر بدء من يوم السبت إجراءات أمنية مكثفة, وحالة من الاستنفار الأمني والتواجد المكثف بالشوارع, وإقامة العديد من الأكمنة ونقاط التفتيش, بهدف السيطرة على الأوضاع الأمنية في أنحاء مصر ومنع وقوع أي أحداث دامية.

وأكدت وزارة الداخلية المصرية, أن أجهزة الأمن رصدت بكل دقة وجدية الدعوات التي تصدر عن عناصر تنظيم الإخوان, وتتابع كافة التحركات والمخططات التي تستهدف إشاعة الفوضى في البلاد وتسعى لتعطيل مرافق الدولة ومصالح المواطنين وإعاقة حركة المرور, خاصة الدعوة إلى حشد أنصار الجماعة يوم الاثنين المقبل تزامنا مع بدء محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى

عندما تخيل محمد مرسي، نفسه فرعونا لمصر في القرن الحادي والعشرين

وعدد من قيادات الجماعة.

وأكدت وزارة الداخلية, في بيان صادر يوم السبت, أنها وهى تضطلع بدورها في حفظ الأمن والنظام, فإنها تؤكد استخدامها لكافة الوسائل والأساليب والإجراءات التي أتاح القانون لرجال الشرطة القيام بها لحماية الأرواح والممتلكات وتوفير الطمأنينة لأبناء الشعب وحماية مقدرات الوطن.

وأشار إلى أنه قد تم تكليف القطاعات النوعية والجغرافية بالوزارة باتخاذ كافة الإجراءات التأمينية لحماية المنشآت العامة والشرطية وتوفير الحماية الكاملة لها, وردع أية اعتداءات قد تتعرض لها في إطار الإجراءات القانونية المنظمة لاستخدام الأسلحة النارية ووفق ضوابط الدفاع الشرعي عن النفس والمال.

وحذرت وزارة الداخلية من أية محاولات للمساس بالمنشآت الهامة أو الحيوية أو التعدي على قوات الأمن أو تعطيل المرافق العامة, مؤكدة أن قواتها ستتصدى بكل الحسم والحزم لتلك المحاولات.

ونقلت ((بوابة الأهرام)) الالكترونية عن مصدر أمني تأكيداته بأن محاكمة الرئيس المعزول ستتم في موعدها, وأنه سيتم نقل مرسي من مكان احتجازه إلى مقر محاكمته بطائرة عسكرية فجر الاثنين.

وشدد المصدر الأمني على أن نقل مرسي ستتولى تأمينه بالكامل القوات المسلحة.

ويحتجز مرسي في مكان غير معلوم منذ الإطاحة به في 3 يوليو الماضي, في أعقاب إعلان خارطة الطريق, حيث لم يظهر للعلن منذ ذلك التاريخ.

وأعلن الفريق الأول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة, مدعوما من قوى دينية وسياسية وشبابية “خارطة الطريق” والتي تم بموجبها الإطاحة بمرسي وتعطيل الدستور وحل البرلمان.

من جانبه, أعلن الدكتور أحمد الأنصارى رئيس هيئة الإسعاف المصرية أنه تم الانتهاء من وضع خطة الاستعداد لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى, حيث سيتم رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع المحافظات قبل المحاكمة بـ24 ساعة, وذلك من خلال الدفع بـ2004 سيارات إسعاف على مستوى المحافظات.

وأوضح الأنصارى, أنه سيتم نشر فرق طبية تابعة لهيئة الإسعاف بجميع المحافظات, مشيرا إلى أنه تم التأكد من حالة جميع السيارات وصلاحياتها للعمل وصلاحية جميع الأجهزة الطبية بها وتوافر جميع المستلزمات الطبية بالكميات المناسبة.

ولفت إلى أنه تم كذلك التأكد من صلاحية جميع الأجهزة اللاسلكية داخل نطاق كل محافظة عن طريق مهندسي اللاسلكي التابعين للشركة القائمة بالصيانة, وذلك تحت إشراف مديري الإسعاف, مبينا أنه يتم إخطار مركز التحكم الرئيسي بهيئة الإسعاف المصرية بتقرير عن الحوادث والأحداث الطارئة خلال التأمين وجهات الإخلاء فور وقوعها أو ببلاغ مبدئي يتبعه بيانات تفصيلية.

وتعيش مصر حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني, والتظاهرات المستمرة من جانب انصار جماعة الاخوان المسلمين, للمطالبة بعودة الشرعية, متمثلة في الرئيس والدستور والبرلمان, حسب وصفهم.