أسواق الصين: من كوبونات غذاء إلى شراء عبر الإنترنت!

06:50 صباحًا الإثنين 4 نوفمبر 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بكين : قبل ان يغادر مصطفى السفاريني فلسطين قادما إلى الصين سمع أن “الصين بها تعداد سكاني كبير وبالكاد يمكنك السير في الشارع. والرجل المهيب الذي تجاوز الستين عاما يقطن الآن في منزل من طابقين على مساحة 350 مترا مربعا بالقرب من الحديقة الأولمبية في بكين. ويقول  “عندما أتيت أول مرة إلى الصين لم أكن احلم بامتلاك شقة رائعة مثل تلك… لقد حقق الإصلاح والانفتاح بعد عام 1978 تغييرات مزلزلة.”

وصل السفاريني عضو منظمة التحرير الفلسطينية إلى الصين عام 1968 للدراسة وظل هناك منذ ذلك الحين. وعلى مدار ما يربو على نصف قرن شهد السفاريني تغييرات جمة . السفاريني -الذي شغل يوما منصب السفير الفلسطيني لدى الصين- يعمل الآن على تعزيز التبادلات والصداقة بين الصين والدول العربية. ويحب أن يقدم نفسه بالصينية باسم “لاو مو” او مصطفى العجوز.

لا يزال مو العجوز يتذكر ان التحية الأكثر شيوعا كانت “هل تناولت طعاما؟ ويقول “لقد تعجبت في البداية ثم ادركت بعد ذلك أن تناول الطعام في هذا الوقت هو أكثر الاشياء أهمية. ويتذكر مو العجوز أيضا أن الناس كانوا يشترون كل شيء في فترة الاقتصاد المخطط بالكوبونات فهناك كوبونات للحبوب واخرى للحوم وثالثة للملابس.

وقال مو العجوز “تبدأ موجة البرد في بكين في نوفمبر وكان يجب علي أن انتظر في طابور لفترة طويلة في البرد لشراء ما احتاجه بالكوبونات.. . لكن بالنسبة لكبار السن مثلي لم يكن الطعام يكفيهم ابدا.”

ويرى محمد اسامة خلال سرد ذكريات “حقبة كوبونات الغذاء” التي ربطت جيل مو العجوز ببعضه هذا نوعا من السريالية واسامة الذي ولد في عام 1988 غادر مصر وتوجه إلى بكين في 2011 عقب تخرجه من جامعة القاهرة ويعمل حاليا في شركة إعلام صينية في بكين ويسمى نفسه “مو شياو لونغ”. ويقول مو شياو لونغ بلغته الصينية الطليقة “يمكنك شراء اي شيء في الصين. لم اشعر ابدا بالقلق ازاء شراء اي شيء.”

وتكيف مو شياو لونغ على الحياة المحلية جيدا في اقل من ثلاث سنوات واصبح على دراية تماما بالتسوق عبر الإنترنت مثل أي شاب صيني. فهو يشتري الملابس والاحتياجات اليومية والأجهزة الالكترونية من موقع “Taobao.com” وهو الموقع الرائد لمبيعات التجزئة في الصين. ويقول إنه أمر سهل ومريح حتى أنه يمكن أن يشتري جهاز لاستقبال البرامج العربية.

وأضاف شياو لونغ “كانت امكانية شراء جهاز مثل هذا عبر الإنترنت مفاجأة لي ولزملائي.”

وقام مو شياو لونغ بعمل العديد من الصداقات من جنسيات عديدة بالاضافة إلى التسوق عبر الإنترنت. وينشر صور له على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “Wechat” عندما يخرج معهم.

كل هذا يبدو مختلفا تماما عن ذكريات مو العجوز الذي يقول “في عصرنا كان تكوين صداقات مع صينيين ليس بالامر اليسير. عندما كنت أحاول القاء التحية على الناس في الشارع كانوا يتجنبونني. لم يكن أي شخص يتخيل بأن الصين ستصبح كما هي عليه اليوم.”

وفي الوقت الذي يتمتع فيه مو العجوز ومو شياو لونغ بثمار التنمية الصينية اصبحت حياتهم خالية من المخاوف. وتنبع شكواهم دوما من مشكلات التلوث والزحام المروري.

ويقود مو العجوز سيارة، إلا أنه يفتقد الايام التي كانت يستقل فيها دراجة لتوصيله إلى جامعة بيكنج ويقول “جودة الهواء عندئذ لم تكن سيئة للغاية ولم يكن هناك العديد من السيارات. كان المشي وركوب الدراجة في هذا الوقت امر ممتع للغاية. لكن الآن الامر يستغرق ساعتين في طريق عودتي إلى المنزل قادما من جيانغوومن وفي العادة يكون منها نصف ساعة فقط قيادة بالسيارة. فالمرور اصبح مصدرا للألم.”

يركب مو شياو لونغ دراجة كهربائية إلى العمل لكنه لا يفضل ذلك في الطقس الضبابي. ويقول “ركوب الدراجات في الهواء الملوث امر مرعب إذ تعرضت لوعكة صحية في انفي وحلقي. وافضل ركوب المترو في ايام الطقس الضبابي برغم ان المترو يكون في العادة مزدحما. لكن ليس لدي خيارا اخر.”

وحذر “الصين تتمتع بالعديد من المناظر الطبيعية الخلابة والجبال والبحيرات والحدائق لكن الامر يكون محزنا عندما يكون الجو ضبابيا ولا يستطيع الناس رؤية أي شيء من ذلك وهذا شيء مؤسف”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات