لم يبق من وجوه الثقافة في الكويت سوى بعض الاصدارات التي حافظت لسنوات على جاذبيتها وريادتها وقدمت الكويت للآخر في أجمل صورة، تراجعت الثقافة بعدما اختطفتنا السياسة. الاصدارات ما زالت تطبع وتوزع في أرجاء العالم العربي، وفي هذا العام فاز المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بجائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية، كل ذلك جميل وهو جزء من السطح العلوي لسلة الفواكه النابضة بالألوان، بينما قاع السلة ينوء بالشكوى والاهمال والتخبط، الثقافة التي يفترض بها ان تصدر للآخر صارت تئن، كل اصدار للمجلس الوطني يوزع ويعود مع مغلفات التذمر والخيبة والانزعاج!

مطبوعات مثل عالم المعرفة وجريدة الفنون وعالم الفكر يتم استكتاب أسماء لها وزنها في العالم العربي ويتم نشر المواد واختفاء مكافآتهم في مكان مجهول! هل يعقل ان اصدارات الكويت الثقافية العريقة يتم استغلال الآخرين فيها بهذه الطريقة الغريبة؟!
كتاب يطالبون المجلس الوطني منذ سنتين بقيمة مكافآت مواد منشورة لهم، عشرات الكتاب من انحاء الوطن العربي لم يتم اعطاؤهم حقوقهم المادية من المجلس المعني بثقافة البلد وتلميع صورته! لن نبحث عن موطن الخلل الذي بات معروفا للجميع، خلل في الادارة، اهمال موظفين لا يجدون من يعاقبهم على خمولهم وغيابهم و لامبالاتهم، بيروقراطية عنكبوتية الملامح، وباء الضعف والتخاذل، غياب الحزم، التعامل مع الكاتب العربي بفوقية، عدم الاحساس بالمسؤولية. عشرات الشكاوى تلقيتها بشكل مباشر وغير مباشر من أشخاص لم يتسلموا مكافآتهم لأشهر عدة ومنهم لسنوات، والسبب مجهول! أو معروف فقط لدى ادارة النشر والتوزيع وادارة الشؤون المالية في المجلس. البعض يخجل من المطالبة بحقوقه والبعض الآخر يطالب لكن دون جدوى الى ان يشعر بالندم. بعضهم عبر لي صراحة ان الأمر أصبح مهينا والمجلس يماطل ويتجاهل حقوقهم. بعضهم فقد الأمل من الاستجابة وقال لي «الله يعوض علينا».
مع كل شكوى كنت أشعر بالحرج الشديد لان بلدي فيه موظف كسول وصاحب قرار غير مكترث بحقوق الآخرين وشخصيات كثيرة من نوع «ما لي علاقة بالموضوع»، أو «سنبحث عن السبب وسط كومة القش وربما نصل لنتيجة مرضية ونصرف المكافآت لورثة الكتاب في الأعوام المقبلة».
ومنا الى الأمين العام المهندس علي اليوحه ونائبه الدكتور بدر الدويش، فليست الكويت من تأخذ من الآخرين بلا مقابل، وليست الكويت التي تتشوه صورتها عبر مطبوعات جاحدة لجهد الكتاب، آملة الرد السريع والعمل لاجراء اللازم وموافاتنا بتوضيح عاجل كي نعيد لكل ذي حق حقه.

Tweet