محبتي وتقديري لكم
خرج الفنُّ من إطار اللوحةِ التقليدية، فلم يعد هو ذلك البورتريه الموضوع في صالون البيت، ولا طبق الفاكهة المعلق على جدار غرفة الطعام، ولا ذلك الرسم الذي يحاكي آلة التصوير في دقته ونسخه للواقع.
في هذه الرسالة إشارتان؛ الأولى لفنان إسباني يقدم طفولته بعوالمها المتخيلة ورسومها المتحركة، وشغفه بلعبة التزلج في شوارع مدينته برشلونة، وهوايته لفن “الجرافيتي” ، أي الرسم والكتابة على الجدران أو تزيينها وزخرفتها باستخدام عبوات الرش، لابتكار تحف فنية تعكس العام الذي عاشه. هذا المعرض يأتي إلى الإمارات تشهده جدران عدة، وجمهور عديد.
أيضا هناك تجربة أخرى للفن غير المؤطر، تتمثل في الرسوم على جسم الانسان، وهو فن قديم، عرفته التقاليد الشعبية في ما يسمى بالوشم، أو الدق. هذا التقليد العريق بدأ يأخذ مسارًا جديدًا من خلال الرسم على جسد الإنسان، ومن لا يذكر أسطورة الفن السيريالي سلفادور دالي أحد من رسموا على جسد المرأة. في مركز المعارض الدولي بمدينة ووهان الصينية عرضت رسوم على أجساد النساء موضوعها الأسطورة الصينية. و لم تكن الشخصيات وحدها هي الظاهرة، بل كذلك تجلت الكائنات الحية والأماكن، وأضيفت زينات الشعر لتضفي جوا ساحرًا على جميلات المعرض.
هذان المعرضان، على اختلافهما، يجسدان توق الإنسان للتحرر من الإطارات التقليدية، ليست فقط إطارات الفن، بل الإطارات التي تريد تكبيل الأفكار لصالح فكرة واحدة.
الجرافيتي، الذي يُجرَّم الآن في مصر، لا يفرق بين الفن، والتشويه، بل ويساوي بين من يرسم من أجل عالم جميل، كما في تجارب مدن كثيرة أذكر منها أصيلة المغربية، وبين من يشوه الجدران بعبارات مسيئة للفن نفسه قبل أن تكون ممجوجة الذوق منعدمة الأخلاق.
الثورة بدأت في الفن، وتستمر به.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.